توبة من شعر أنيس الزغبي
علا صوتي وانطلق بالغناء لساني
وتعرت مفاتني مباحة للقاصي والداني
وتمايلت اهتز في نشوة الماجن السكران
واعجبني الغواة تراقصوا على خلاعة الالحان
فتمايلت طربا وتحدثت بالمكنون كالنشوان
وتعلمت جوارحي بالأيحاء النطق مثل لساني
وتجاهلت آذان العاشقين شدوي واتقاني
وبدا حوار العيون يفترس مكنوني وعرياني
وزادني حبهم المفتون تبرجا وجنان
وأيقنت ان الكل يريد مواضعي واحضاني
وعرفت اني سلعة للجميع رخيصة الأثمان
ولو زدت عريا لأزدادوا تقربا حتى عانقوا الأردان
سألت نفسي وماذا بعد هذا الفسق والعصيان
وحدثتني نفسي توبة لله خالق الأكوان
وهزني زلزال نفسي هزة الغشيان
تناثرت معه كلمات العشق والألحان
وراحت مدامعي تنساب تترا بقوة الطوفان
وبدت لي في نفسي صورة مسودة الألوان
وعاد يهزني شيطان نفسي أفيقي مالك غفران
فقلت لي رب كريم غافر منان
يقبل من يتوب ويمحو ماكان من عصيان
[center]