منتدىات منشأة نظيف
لاتحرمونا اطلالتكم علينا ودعونا نقتبس من نوركم بالدخول او التسجيل فى منتداكم منتدى منشاة نظيف
عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 1215_12406dd63e911
منتدىات منشأة نظيف
لاتحرمونا اطلالتكم علينا ودعونا نقتبس من نوركم بالدخول او التسجيل فى منتداكم منتدى منشاة نظيف
عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 1215_12406dd63e911
منتدىات منشأة نظيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدىات منشأة نظيف

اسلامى , ثقافى , اجتماعى , سياسى
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:42 pm

عمدة كفر البلاص ( 1 )
( طرق شيخ الخفر الباب ، جاءه صوت العمدة من الداخل )
ـ أدخل .
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام ، ادخل يا شيخ الغفر تعالى ، هيه ، عملتوا إيه ؟
ـ كله تمام يا حضرة العمدة .
ـ يعني إيه كله تمام ؟ فين التقارير و الإحصاءات بتاعتك ؟
ـ ههههههه ، تقارير إيه يا عمدة ؟ قال عد غنمك يا جحا ....
ـ ها تفضل طول عمرك بلاصي ، شوف بقى أما أقولك ، تلات ساعات ما فيش غيرهم ، و إذا ما غطست و قبيت و لقيتك حاطط قدامي تقرير مفصل ، قول على نفسك يا رحمن يا رحيم .
ـ لا و على إيه ، سلام عليكم .
( خرج شيخ الخفر مسرعا ،
ما هي إلا دقائق حتى عاد ثانية و في يده ورقة واحدة )
ـ اتفضل يا حضرة العمدة .
ـ إيه ده يا روح ست أبوها ؟
ـ التقرير .
ـ ورقة ؟ بقى هازز طولك و ركبت الحمار و رايح فين يا شيخ الخفر ؟ رايح أجيب التقرير ، و راجع ليه يا شيخ الخفر ؟ أصلي كنت بجيب التقرير ، و آخرة المتمة ألاقي التقارير ورقة يتيمة ؟
ـ ما هي الورقة دي فيها كل حاجة يا عمدة ، بالتفصيل ، و بعدين دي غرقانة كتابة وش و ضهر .
( وضع العمدة نظارته و أخذ يقرأ ، باغته شيخ الخفر )
ـ أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها يا حضرة العمدة ؟
ما يموتوا و الا يغوروا فيستين داهية ....
( نظر إليه العمدة حانقا )
ـ و أنا أموت و أعرف أقرا اللي انته كاتبه ده إزاي ؟ نبش فراخ ده يا شيخ الخفر و إلا إيه بالظبط ؟ ميت مرة أقولك حسن خطك ، حسن خطك ، يعني أخنقك و أخلص البلد من خطك ...
( أمسك العمدة شيخ الخفر من رقبته ، صرخ شيخ الخفر يحاول الخلاص)
ـ خلاص يا جناب العمدة أنا في عرضك ، مش كاتب أيتها حاجة تاني ...
( أفلت من يديه ، عندها قذفه العمدة بالورقة )
ـ طيب عقابا ليك لازم انته بقى اللي تقراها ...
ـ حاضر يا جناب العمدة حاضر ، أنا اللي استاهل ...
( بدأ شيخ الخفر في القراءة )
ـ نمرة واحد ، حسان أبو شوشة ، و مراته زينب و ابنه خالد و بناته سوسن و تفيدة ، توب قماش ، شوال رز ، شوال دقيق ، شوال بطاطس ، صفيحة زيت ،
نمرة اتنين ، محمود أبو اسماعين و أخوه عوض ، عشرة متر قماش ، نص رز ، نص دقيق ، نص بطاطس ، عشر قزايز زيت ....
ـ عملت إيه مع الواد أبو الروس جوز البت جميلة أم المتولي ؟
ـ بس ده يا عمده مش من بلدنا ، ده من كفر أبو حطب .....
ـ و لو يا بقف ، طالما متجوز من بلدنا و قاعد فيها يبقى زيه زينا ، و إلا يعني أبو الروس مش بنى آدم بياكل و يشرب زينا ؟ و إلا هو ما لوش كرش و انته بكرشين ؟
ـ أيوه بس أموت و أعرف إيه لزمته ده كله ؟ ما يطفحوا و إلا عن أبوهم ما طفحوا ، ليه المصاريف دي كلها ؟ هو انته خلفتهم و نسيتهم ؟
ـ ما فيش فايدة ، الله يرحمه قال ما فيش فايدة ،
أفهمك يا طربش ،
القط اللي كانت أمك ست أبوها مربياه في بيتكم فاكره ؟
ـ قطع و قطعت سيرته ، ده أنا نزلت عليه دب بالفاس لحد ما فطسته ...
ـ ليه ؟
ـ مش لاقيناه واكل الكتاكيت ..
ـ طيب ما عرفتوش هو كلهم ليه ؟
ـ عشان كان جعان .
ـ الله ينور عليك ، طيب لو انته مأكله و شبعان أول باول ؟ كان ممكن يعملها ؟
ـ لأ طبعا ، ما هو كان طول عمره عايش معانا من أيام أبويا الله يرحمه ، و لا عمره قل بأصله .....
ـ أيوه ، لأن أبوك كان مراعيه مأكله و مشربه و مهنيه ، لكن ست أبوها كانت مصدرة له الطرشة ......
ـ و هو ربنا بينسى حد يا جناب العمدة ، ده ربك ها يرزقه لو في بطن الجبل .
ـ أهو انته عملت زي اللي واقف على القضيب و شايف القطر هاجم عليه و مش عاوز يتحرك و بيقول لو ربنا عايز القطر يفرمني ها يفرمني ، أمال ربنا خلق لنا عقل ليه ؟ و ليه خلى الإنسان خليفته في الأرض ؟
ـ طيب و إيه دخل القط في العاطلين اللي عندنا في البلد يا عمده ؟
ـ الناس دول قاعدين لا شغله و لا مشغلة ، عطلانة يعني ، أو زي ما بيقولوا في الجرايد ( بطالة ) ، لا عندهم أرض يأجروها أو يزرعوها ، فيهم اللي مريض أو تعبان أو مش لاقي شغل ، يعني ناس جعانة بصريح العبارة كده ، لا هدمة تسترهم و تستر عيالهم و لا لقمة تسكت كلاب الجوع السعرانة اللي بتقطع في معدتهم ...
( يشير شيخ الخفر بسبابته إلى رأسه )
ـ عشان كده بتأكلهم و تشبعهم قبل ما ندخل عليهم في يوم نلاقيهم كلوا الكتاكيت زي القط بتاعنا ، صح يا حضرة العمدة ؟
ـ تسلم دماغ اللي نفضك ، دي إيه النباهة دي كلتها ؟
ـ أيوة بس برضك دي مصاريف كتيرة قوي يا عمدة ...
ـ كام يعني ؟
ـ لو عملناها مرتين ، يعني ممكن يكلفوك حوالي خمس ست الاف في السنة .
ـ عليك نور ،
طيب و لو سبناهم هايجين زي مقاطيع كفر أبو حطب ؟
احسب كده بقى مصاريف حادثة واحدة من اللي عملوها هناك ...
ـ دول لما سرقوا دوار عمدتهم بس ، خدوا عشر جمايس على الأقل بمتين ألف .....
ـ و حصان و حمارين ، ده غير دهب مرات العمدة ، و غير العربية اللي اتقلبت في الترعة و همه بيطاردوهم ، و السين و الجيم و التحقيقات و الاقلام و الورق و الملفات ، و مدير الأمن و المأمور و وكلاء النيابة و الظباط و العساكر و الشهود و عطلة الناس .....
ده كله كوم و التلات غفر اللي ماتوا لما ضربوا عليهم نار كوم تاني ،
و نسوانهم اللي بقوا أرامل و العيال اللي اتيتمت ،
شوف انته بقى الناس الي ماتوا دول ، الواحد فيهم يسوى كام ؟
ـ لو قلنا الغفير الواحد بألف ( ينظر للسقف ) يبقى التلاتة بتلات الاف .
ـ هو إيه اللي بألف ؟
( احمر وجه العمدة حتى كاد الدم أن يتفجر من خديه )
ـ مالك يا حضرة العمدة ؟
ـ هو إيه اللي بألف يا شيخ الغفر ؟؟؟؟
ـ الغفير ، الواحد بألف .......
( أخذ الشرر يتطاير من عين العمدة ، أخذ يبحث حوله ، لم يجد ضالته ، عندها انحنى يخلع حذائه ، أمسكه بسرعة بين يديه ، أطلقه ناحية وجه شيخ الخفر ، و أخذ يصيح )
ـ مافيش فايدة ، مافيش فايدة ...
( انتفض من مكانه ، هجم على رأس شيخ الخفر ينزع شعر رأسه ، شعرة شعره ، يردد )
ـ فيه فايدة ، ما فيش فايدة ، فيه فايدة ، ما فيش ....
( أخذ شيخ الخفر يصرخ من شدة الألم )
ـ خليهم ألفين ، خليهم ألفين ....
( حاول جاهدا الفرار ، أخيرا ينجح ، يخرج مسرعا ، يجري بشوارع القرية ، يصرخ )
ـ خليهم ألفين ، خليهم ألفيــــــن ، خليهم ألفيــــــــــــن ...


عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:13 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:43 pm

عمدة كفر البلاص (2)



( دخل شيخ الخفر مسرعا على العمدة دون أن يطرق الباب، يصرخ )
ـ إلحق يا حضرة العمدة ، إلحقنا يا كبير البلد ...
( عندها انتفض العمدة واقفا ، يضربه ، و يصرخ في وجهه )
ـ إنت إيه ؟ هه ؟ جنسك إيه قولي ؟ فهمني ، البعيد جبلة و إلا إيه بالظبط يعني ؟ فهمني يا وله ، ( أمسكه من جلبابه و أخذ يهزه ) خــــــــلاص ، ما فيش إحساس ؟ ما عندكش و لو شوية م الأحمر ؟ إنت البعيد و لا إحساس و لا دم و لا أيتها حاجة خالص ؟؟؟؟؟
ـ مالك يا حضرة العمدة ؟ فيه إيه بس ؟
ـ أنا اللي مالي و فيه إيه ؟ مش باقولك ، صحيح اللي اختشوا ماتوا ...
ـ طب بس قولي إيه اللي مزعلك ؟
ـ أنا مش منبه عليك مليون مرة قبل كده ، لما تحب تدخل عليا تخبط الأول على الباب ؟ حصل و إلا ما حصلش ، لنفرض إني كنت قاعد كده و إلا كده لا سمح الله ، و إلا خالع الطاقية و راسي عريانة ...
ـ معلش سامحني يا حضرة العمدة ، بس الموضوع خطير جدا جدا ، و عشان كده سها عليا و نسيت ...
( ترك العمدة جلباب شيخ الخفر )
ـ موضوع إيه ؟
ـ لا ، ما هو أني مش ها أقول أيتها حاجة إلا أما تسامحني الأول .
ـ خلاص سامحتك .
ـ لا ، دي طالعة من غير نفس ، لازمن تقول سامحتك يا حضرة شيخ الخفر و بعدي..........
( عندها دفعه العمدة من صدره ناحية الباب )
ـ إنت ها تتأمر عليا كمان ، طب جزاءا ليك و الله لتطلع بره و تخبط زي ما علمتك ، ياله بره ، و خبط زي البني آدميين ، ياله ....
( أخرجه العمدة ، أغلق الباب خلفه ، ذهب العمدة ليجلس على كرسيه ،
لحظات مرت و لم يطرق شيخ الخفر الباب ،
دقائق تمر و دقائق و لا فائدة ،
عندها استشاط العمدة غضبا ،
اتجه ناحية الباب ،
فتح الباب ، و إذا بشيخ الخفر يقف أمام الباب ، صرخ العمدة في وجهه )
ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ، ما خبطتش ليه ؟
ـ بقى لي ساعة بخبط يا عمدة ، بس انته ما قلتليش ادخل .
ـ هو انته بتخبط إزاي يا شيخ الغفر ؟ وريني كده .
( طرق شيخ الخفر الباب بكل هدوء )
ـ يا سلااااااااااااااام ، يا سلام سلم يا ولاد ،بقى عايزني أسمع تخبيطك ده ؟ طب إزاي فهمني ؟ ( أمسك بأذني شيخ الخفر ، يهز رأسه ) إنته ناوي تشلني ياجدع إنته ؟ هه ، فيه حد موحيك عليا ؟ و الا حكايتك إيه بالظبط معايا ، فهمني ....
ـ آي ، آي ، حرامك عليك يا حضرة العمدة ، هو أنا عملت إيه تاني بس ؟
ـ كل ده و مش عارف عملت إيه ؟
ـ يعني أعمل إيه أنا بقى أقطع نفسي ؟
ـ ده أنا اللي ها أقطعك حتت حتت ، و أرميك لكلاب السكك تنهش لحمك .
ـ هو لا كده عاجب و لا كده عاجب ؟ مش انته اللي قايل لي ابقى خبط بشويش ؟
ـ أيوة تخبط بشويش يعني بالراحة ، مش تخبرش زي القطط على الباب و عايزني أسمعك ....
ـ حاضر يا حضرة العمدة ، حاضر ، فهمت خلاص .
ـ أما أشوف .
( دخل العمدة يجلس مكانه ، لحظات و طرق شيخ الخفر الباب )
ـ مين ؟
ـ حضرة العمدة موجود يا عمدة ؟
ـ نقوله مين يا شيخ الغفر ؟
ـ قوله شيخ الغفر عاوزك ضروري .
ـ ادخل يا شيخ الغفر ، تعالى .
( يدفع شيخ الخفر الباب بكل هدوء )
ـ السلام عليكم يا حضرة العمدة .
ـ و عليكم السلام ، اقعد يا شيخ الغفر .
( يجلس )
ـ فيه إيه بقى ؟
ـ فاكر لما قلت لي وزع دقيق و سكر و رز و زيت على الجماعة إياهم ؟
ـ أيوة طبعا فاكر .
ـ عارف كانوا كام واحد بنوزع عليهم يا عمدة ؟
ـ كام ؟
ـ كانوا اتناشر نفر .
ـ طب و إيه يعني ؟
ـ اصبر بس يا عمدة ، عارف بقوا كام دلوقتي ؟
ـ كام ؟
ـ بقوا متين و خمسين نفر يا عمدة ، و بكرة يبقوا ألف ...
ـ متين و خمسين ؟ ليه ان شاء الله ؟
ـ وحد خاسس عليه حاجة يا عمدة ؟ ما هم قاعدين يا كلوا في قتة محلولة ، أكل و مرعة و قلة صنعة .
ـ أيوة بس جم منين دول ؟
ـ اللي جاي من كفر أبو حطب و اتجوز له بت من بلدنا ، و اللي جاي من أبو زعيبل ، ما هي بقت تكية خلاص ...
ـ و انته إزاي تسكت لغاية لما توصل لكده يا شيخ الغفر ؟
ـ انته مش قايل كل اللي تنطبق عليه الشروط أعطيه ؟
ـ أيوة بس مش بالشكل ده ؟
ـ مش بس كده يا عمدة ، ده الغفير عوضين قال لي إنه شايف ناس بره البلد قاعدين يبيعوا الدقيق و السكر و الزيت اللي إحنا وزعناه عليهم و بينادوا و يقولوا ( دقيق و زيت عمدة كفر البلاص )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، بقى دي أخرتها ؟
ـ و العمل إيه دلوقتي يا عمدة ؟
ـ عملك اسود و مهبب ، وقف الموضوع فورا ، و إياك عدت تعطي لأي واحد فيهم أيتها حاجة ، و لا حباية سكر واحدة ، فاهم و إلا لأ ؟
أنا قلت من الأول ما فيش فايدة ،
كل ما أحاول أصلحها من ناحية يبوظوها من الناحية التانية ،
ها أقعد أرقع فيها كده لحد إمتى ؟
( قاطعه شيخ الخفر )
ـ بتقول حاجة يا عمدة ؟
ـ هو انت لسه هنا ؟ ما تنجر يلا من هنا .
ـ حاضر يا حضرة العمدة حاضر ،أديني ماشي أهوه ....
( خرج شيخ الخفر بينما جلس العمدة يفكر )
...............


( يتبع )
[/size][/b][/size][/right]


عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:14 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:44 pm

عمدة كفر البلاص (3)

( النار تلتهم أحد البيوت ،
سحب الدخان الأسود غطت سماء القرية ،
صوت شهيق النار يشق صمت الليل ،
أخذت الصرخات تتعالى رويدا )
ـ غيتونا يا خلق هـــــــوه ....
ـ النار قايدة في دوار العمدة القديم يا بلد ...
ـ إلحقونا يا عالم ....
( دب النشاط في أهالي القرية ،
أشباح تجري في كل مكان ،
اختلط الحابل بالنابل ،
البعض يسكب الماء على النار لإخمادها ،
بعض النساء يجرين إلى الترعة يملأن الأواني بالماء ،
الرجال يحاولون تكسير الباب الخشبي العتيق ،
يأتي أحد الرجال حاملا فأسه يصرخ )
ـ وسع يا جدع أنت و هو ...
( يضرب قفل الباب الحديدي بفأسه حتى ينخلع ،
يفضون الباب على مصراعيه ،
يتسلل أحدهم لتحرير البهائم من مربطها ،
يدخل بعض الخفر يحملون ما تبقى من أجولة الدقيق و السكر لإخراجها ،
تنطلق البهائم فارة من النيران ،
حالة من الهلع تسيطر على الجميع ،
محاولات مضنية لإخماد الحريق ،
صرخات تتلاحق )
ـ مية بسرعة يا عالم ؟
ـ اطلع أنت يا عم خميس ....
ـ صب هناك على طرف القش ياد يا عوض ...
ـ هاتي يا أم علي ، ناوليني بسرعة .....
( دقائق تمر سنوات ،
بدأت النار تنحسر رويدا رويدا ،
ما هي إلا لحظات حتى هدأت النيران ،
أخيرا ينجحون في إخمادها )
ـ الحمد لله ، الحمد لله ...
ـ الله يبارك فيك ياد يا مهموز ...
ـ و هو أنا عملت حاجة ، ادعي للواد أبو الروس هو اللي طفاها .
ـ الله يخليك يا حسين ، هي دي الرجالة بصحيح ...
( يدخل شيخ الخفر حاملا مطفأة الحريق ،
يوجه فوهتها ناحية النيران الخامدة ،
يصرخ فيهم )
ـ وسع يا جدع أنت و هو ، وســــــــــــــــع ...
( يضغط على ذراع التشغيل ،
تخرج من فوهتها بضع بصقات سائلة يصحبها صوت تنفيس واهن يحتضر ،
عندها ينفجر الرجال في الضحك ،
يصرخ )
ـ بتضحك على إيه يا وله أنت و هو ؟
ـ مش عليك و الله يا شيخ الغفر .....
ـ ماشي يا حسين يا أبو أليطة ، بس لما يجي حضرة العمدة ها أقوله انك بتضحك على طفايته اللي جايبها م البندر .
ـ و الله ما ضحكت عليها يا شيخ الغفر ، ده أنا بضحك على الواد أبو راسين أصله طلع منه صوت مش و لابد .
ـ ماشي ، ها أعديها لك المرة دي بمزاجي .
( يأتي أحد الخفر ، يضرب الأرض بقدمه لأداء التحية العسكرية )
ـ تمام يا فندم .
ـ إيه الأخبار يا أبو سليمان ؟
ـ كله تمام يا شيخ الغفر ، تمت الزيطرة على الولعة خلال ساعات مع دودة.
( يوجه شيخ الخفر كلامه للأهالي )
ـ شكرا يا رجالة ، ياله كل واحد يروح لحاله ، انصراف .
( يخرج الرجال و النساء ،
يوجه حديثه للخفير )
ـ فيه شبهة جنائية يا ولة ؟
ـ قصدك إيه يا فندم ؟
ـ ها أفضل أفهمك لحد إمتى ؟ يعني الولعة دي ممكن تكون بفعل فاعل ؟
ـ أنا الصراحة كده رأيي إنه ماس كهربائي .
ـ ماس كهربائي منين يا وله و الدوار ده أصلا ما فيهوش كهربا من أساسه ؟
ـ يمكن حد وصل له الكهربا و احنا نايمين يا شيخ الغفر .
ـ ما فيش فايدة ، نقول تور يقولوا احلبوه ، اتلقح على جنب و اسكت خالص ، فين الواد عوضين ؟
ـ بيدور على البهايم اللي هربت م الحريقة .
ـ لما يجي خليه يحصلني على دار العمدة .
ـ أوامرك يا شيخ الغفر .
( يخرج شيخ الخفر متوجها إلى دار العمدة ،
و في الطريق ،
يقابله العمدة على حماره )
ـ إيه اللي حصل يا شيخ الغفر ؟
ـ سليمة إن شاء الله يا حضرة العمدة ، النار ولعت في الدوار القديم ، بس إحنا سيطرنا عليها و طفيناها ....
ـ و البهايم و التموين ؟
ـ البهايم سليمة الحمد لله ، بس هربت م النار و الواد عوضين بيلمهم ، و التموين لحقناه بأعجوبة ، يدوبك شوالين تلاتة اللي النار كلتهم و الباقي سليم و زي الفل .
ـ و جنابك نايم على ودانك ؟ أمال فين الغفر اللي بيحرسوا الدوار يا جدع انته ؟
ـ واحد استأذن مني ، أصل مراته كانت بتولد ، و التاني نام على روحه...
ـ الاتنين ياخدوا جزا ، و أنت كمان معاهم ...
ـ طب و أنا ذنبي إيه بس يا حضرة العمدة ؟
ـ ذنبك على جنبك يا اخويا ، ما هو أنت لو شايف شغلك كويس ما كانش اللي حصل ده حصل .
ـ ده قضاء و قدر يا عمدة .
ـ لأ مش قضاء و قدر يا شيخ الغفر ، النار دي بفعل فاعل يا ناصح .
ـ إزاي ؟
ـ مش قلت لك نايم على ودانك ؟ الواد خميس جاني بلغني ، و لقيته جايب معاه الجركن ده ، و قالي إنه لقاه مرمي في مسرح الجريمة جنب الدوار ، افتحه كده و شمه .
( يفتحه شيخ الخفر ، يشم رائحة ما بداخله )
ـ إيه ده ؟ ده جاز يا عمدة ، طب تصدق بإيه ؟ أنا قايل إنها بفعل فاعل بس ما كنتش عايز اتهم حد ظلم يا عمدة ....
ـ لا إتهم يا خويا ، و آدي الدليل قدامك أهو .
ـ أيوة بس مين اللي ممكن يعملها يا عمدة ؟
ـ الجماعة اللي قطعنا عنهم التموين يا فطن .
ـ معقول ؟ و هو ده رد الجميل ؟
ـ ها تعمل إيه بقى ؟
ـ لا يمكن أسكت أبدا على المسخرة دي يا حضرة العمدة ، معنى كده إنهم ممكن يعملوها تاني و تالت ، لازم نلمهم واحد واحد و نحبسهم .
ـ ها تلم مين و إلا مين يا شيخ الغفر ؟ دول متين وخمسين نفر .
ـ على الأقل نحقق معاهم و أكيد ها نوصل للي عملها و نسجنه .
ـ أيوة وتقعد تعذب فيهم لغاية لما واحد فيهم يقر ؟
ـ في ظرف يومين بعون الله أكون عرفت لك اللي عملها .
ـ واحد و عملها و يستاهل اللي يجرى له ، طب و المية تسعة و أربعين ؟
ـ مالهم ؟
ـ ها تقول إيه مع للمية تسعة و أربعين اللي عذبتهم من غير ذنب يا شيخ الغفر ؟
ـ حضرتك تعتذر لهم اعتذار رسمي و خلاص .
ـ تصدق بإيه ؟
ـ لا إله إلا الله .
ـ تلاتة بالله العظيم ، و لا لك عليا حلفان ، لو أنا واحد من المية تسعة و أربعين مظلوم دول ، لو جبت لي العالم ده كله و حطيته تحت رجليا ، لا يمكن أسامحك أبدا على ألم واحد ، و ساعتها بعد ما كان عندك مجرم واحد بقى عندك مية و خمسين مجرم ،
و اللي عمره ما جه على باله يعملها ها يتجرأ بعد كده و يعمل اللي ألعن منها ، و خد عندك بقى .....
ـ طب و الحل يا حضرة العمدة ؟



( يتبع )


عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:15 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:45 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص (4)

( جلس العمدة على كرسيه و جلس شيخ الخفر بجواره إلى إحدى الطاولات التي افترش عليها أوراقه ، ممسكا قلمه في يده ،
على الباب وقف أحد الخفر )
ـ نادي أول واحد يا غفير .
( الخفير مناديا )
ـ حســـــان أبو شــــــوشة .
( يدخل حسان )
ـ أفندم .
( يسأله شيخ الخفر )
ـ اسمك إيه ياوله ؟
ـ هههههه ، ما انت لسه مناديني دلوقتي يا شيخ الغفر ، لحقت نسيته ؟
( عندها يضربه الخفير على قفاه )
ـ رد عدل على حضرة شيخ الغفر يا وله .
( عندها ينتفض العمدة من مكانه ممسكا (خيزرانته) ، يضرب بها الخفير)
ـ أنت بتضربه قدامي يا دغف ؟
ـ مش شايف بيرد على شيخ الغفر إزاي يا عمدة ؟
ـ و أنت مالك أنت ؟ هو شيخ الغفر جابك محامي ؟ يلا بره ، تلاتة بالله العظيم لاخصم منك شهر بحاله ، يلا من هنا يلا .
( يخرج الخفير مسرعا ،فارا بنفسه من ثورة العمدة ، عندها يتجه العمدة لشيخ الخفر رافعا الخيزرانة )
ـ و أنت فاشخ لي ضبك و قاعد لي تتفرج ؟
( يرفع شيخ الخفر يده عاليا يحمي نفسه )
ـ طب و أنا مالي يا حضرة العمدة ، ذنبي إيه بس ؟
ـ أكيد أنت اللي مأخدهم على كده ...
ـ و الله ما حصل ، طب إيه رأيك لخاصم منه شهر أنا كمان عشان يعرف إن الله حق .
ـ و هو أنا يعني مش قادر أخصم منه شهرين ؟ لا كفاية شهر واحد عشان يتعلم الأدب ، قوم فز هات لنا غفير تاني بداله .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يذهب شيخ الخفر ينادي )
ـ أبو سليمان .
ـ أفندم يا شيخ الخفر .
ـ تعالى أقف هنا على الباب عشان تنادي أنت .
ـ حاضر يا شيخ الغفر .
( يعود العمدة و شيخ الخفر إلى مكانهما ،
يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر )
ـ أنا اللي ها أسأل يا شيخ الغفر ، و أنت تكتب بس .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يوجه العمدة كلامه لحسان أبو شوشة )
ـ رد على الأسئلة اللي ها اسألها لك يا أبو شوشة ،عشان ده محضر رسمي .
ـ حاضر يا عمدتنا ، انت تأمر .
ـ اسمك .
ـ حسان حسان أبو شوشة .
ـ بتشتغل إيه ؟
ـ فلاح بالأجرة.
( يقاطعهما شيخ الخفر )
ـ و لما أنت فلاح بالأجرة بتاخد إعانة ليه من اللي عاملها حضرة العمدة ؟
( ينظر العمدة شزرا إلى شيخ الخفر ، فيضع شيخ الخفر يده على فمه )
ـ و هو فيه حد راضي يشغلني عنده يا شيخ الغفر ، ده أنا حفيت ، كل ما أسأل واحد على شغل يقول لي جحا أولى بلحم توره و يفلح أرضه بنفسه هو وعياله .
( يسأله العمده )
ـ طب ليه ما بتدورش على شغلانة تانية تاكل منها عيش أنت و عيالك ؟
ـ أيدي على كتفك يا حضرة العمدة ، بس شغلني كده أنت في أيتها حاجة ،
و أني مش ها أقول لأ .
ـ ما فكرتش تزرع الشط بتاع الترعة يا أبو شوشة ؟
ـ و مين اللي ها يرضى أزرعه يا عمدة ؟
ـ انا اللي بأقولك ازرعه ، يعني عاجبك الحشيش و الهيش اللي حواليها اللي لامم تعابين و بلاوي سودة .
ـ أيوة و بكرة لما أزرعها تيجوا تاخدوها مني و تأمموها ؟
( انفجر العمدة في الضحك )
ـ ههههههه ، لا ما تخافش يا ناصح ، ها أكتبلك بيها ورقة من دلوقتي .
ـ يا سلام ؟ و بعد ما تموت أنت بقى يجي عمدة تاني و يأممها ؟
(عندها ينتفض شيخ الخفر واقفا )
ـ الملافظ سعد يا وله ، إيه لما تموت دي ؟ ربنا يطول لنا في عمره .
( يشير العمدة إلى شيخ الخفر بخيزرانتة ، عندها يجلس و يضع يده على فمه ، عندها يستدرك أبو شوشة خطأه )
ـ لا مؤاخذة يا حضرة العمدة ، ربنا يديك طولة العمر ، مش قصدي و الله .
ـ الأعمار بيد الله يا أبو شوشة ، بس إحنا نسعى ، و ربك يقدم اللي فيه الخير ، مش أحسن ما أنت قاعد لا شغلة و لا مشغلة ؟
ـ أيوة يا عمدة بس ....
ـ و لا بس و لا حاجة ، قوم ياله توكل على الله .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة حاضر ، بس ها تكتبها لي إمتى ؟
ـ بكرة إن شاء الله تيجي تاخد منى الورقة بتاعتها ، و لا يهمك .
( ينحني أبو شوشة يقبل يد العمدة )
ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة ....
( ينزع العمدة يده )
ـ استغفر الله العظيم ، بس يلا بقى ورينا همتك .
( يخرج أبو شوشة يدعو بصوت مرتفع )
ـ روح يا شيخ إلهي لا يعري لك جسد و لا يجوع لك كبد قادر يا كريم ، ربنا يسترك دنيا و آخرة ......
( شيخ الخفر يسأل العمدة )
ـ و المحضر و القضية يا حضرة العمدة ؟
ـ ما هو كده بنحلها يا وله .
ـ أيوة بس كده لا عرفنا إذا كان هو اللي ولع في الدوار و الا لأ .
ـ إنت فاكر هم بيحققوا و يعملوا قضايا ليه يا شيخ الخفر ؟
ـ عشان المجرم ياخد جزاءه .
ـ أيوة و و إيه اللي إحنا كسبناه لما المجرم ياخد جزاءه ؟
ـ ما عدش حد يسجر يعملها تاني يا عمدة .
ـ الله ينور عليك ، هو ده مربط الفرس ، طب و لما أنت توفر لكل واحد شغلانة ياكل منها هو و عياله لقمة عيش حلال ، تفتكر إنه يفكر ياخد إعانة أو يولع في الدوار إذا ما أخدش ؟
ـ مش عارف ، أمال هم عملوا التحقيقات و القضايا ليه بس ؟
ـ لما تسد جوعهم و تكسيهم الأول ، ساعتها بقى اللي يعمل أيتها حاجة مش و لابد ، ده يبقى يستاهل المشنقة مش الحبس ، يلا نادي لنا على التاني .
ـ محمود أبو اسماعين .
( يدخل )
ـ سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ـ اسمك بالكامل .
ـ محمود فريد أبو اسماعين .
ـ بتشتغل إيه يا أبو اسماعين .
ـ عاطل .
ـ أيوة ، كنت بتشتغل إيه قبل ما تعطل .
ـ صياد .
ـ و عاطل ليه بقى يا أبو اسماعين ؟
ـ من يوم ما العيال بتوع كفر أبو حطب ولعوا لي في المركب و أنت سيد العارفين بقيت زي ما أنت شايف .
ـ أيوة بس أنت و أخوك عوض اللي كنتم غلطانين .
ـ ما هي كلها أرض الله يا عمدة .
ـ أيوة بس إيه اللي يخليكم تسيبوا ترعتنا و تروحوا تصطادوا من هناك ؟
ـ الترعة هنا يوم ما نقعد نصطاد يوم بحاله ، يدوب يكفينا ، لكن هناك ساعة زمن واحدة و بنرجع بايعن و شارين و القاشية معدن .
ـ و إيه الفرق بقى بين هنا و هناك ؟
ـ هناك الهاويس يا عمدة ، يعني كل يوم سمك داخل خارج م البحر .
ـ طب ما هي ترعتنا هي نفسها ترعتهم ، و السمك بيعدي من عليهم و علينا .
ـ لا يا عمدة ، الصيادين هناك بيحطوا شبكهم بعرض الترعة عشان السمك ما يعديش من عندهم و يجي هنا .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، ده رزق يا عالم ، حد يمنع الرزق ؟
ـ تقول إيه بقى يا عمدة ؟
ـ على العموم أنا ها أقعد مع عمدتهم و أكلمه في الموضوع ده ، وبكره تيجي تاخد فلوس و تشتري لكم شبكة جديدة .
ـ شبكة بس ؟ ما فيش مركب ؟
ـ لا يا أخويا هي شبكة تصطاد بيها أنت و أخوك لغاية لما تحوشوا لكم قرشين و تجيبوا مركب ، قلت إيه .
ـ ماشي يا عمدة ، شبكة شبكة ، المهم نلاقي ناكل .
ـ يلا ، و عدي عليا بكرة إن شاء الله .
( يخرج أبو إسماعيل ،
ينظر العمدة إلى شيخ الخفر فيجده و قد علا صوت شخيره ،
يصرخ العمدة )
ـ فين المتهم يا شيخ الغفر ؟
( عندها يقفز شيخ الخفر واقفا ، يبحث حوله ،
يجري خارج الدار ، يأتي و قد أمسك بأحد صبيان القرية )
ـ تمام يا جناب العمدة ، هو الواد ده اللي عملها .
( عندها يضرب العمدة كفا بكف )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، سمعت المثل اللي بيقول نوم الظالم عبادة ؟
ـ طبعا يا حضرة العمدة .
ـ طب سيب الواد يروح لحاله ، و روح نام نامت عليك حيطة يا حضرة سعادة جناب شيخ الغفر .


( يتبع )
[/size]


عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:16 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:46 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص (5)

( طرقات أياد قوية تدق الباب ،
تدق و تدق و تدق ،
فتح العمدة الباب و إذا بشيخ الخفر يخر على يديه مقبلا ، يصرخ )
ـ أبوس إيدك يا حضرة العمدة خبيني .
ـ فيه إيه يا وله ؟
ـ أهالي البلد عاوزين يقتلوني .
ـ نعم نعم نعم نعم ؟ إنت بتستهبل يا جدع أنت و الا إيه ؟
ـ تلاتة بالله العظيم بأكلمك جد ، أهالي البلد هاجم و اتلموا كلهم بربطة المعلم و قالبين البلد عليا عشان يقتلوني .
ـ و فين القلاضيش بتوعك يا سبع البرمبة ؟
ـ ضربوهم و خدوا منهم البنادق كمان .
ـ إهي ؟ دي ثورة بقى ؟
ـ و أي ثورة يا عمدة ؟ دي و لا بتاع عرابي .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ....
( فجأة يظهر ضوء المشاعل يضيء سماء القرية من بعيد )
ـ أهم يا حضرة العمدة ....
ـ إيه ده يا وله ؟ معقولة ؟
ـ مش بأقولك مش ها تصدق إلا أما تشوف بعنيك .
ـ استغفر الله العظيم ، هو إنت عملت لهم إيه يا منيل على عينك ؟
ـ و هو أنا بأعمل حاجة إلا بمشورتك يا حضرة العمدة ؟
ـ إيوة إيوة يا كهين يا ابن السهن ، لزقها فيا أنا دلوقتي ، طب إيه رأيك يا له امشي انجر من هنا خليهم يقطعوك حتت .
( يخر على يديه يقبلها )
ـ لا أبوس إيديك يا عمدة ، دول مش ها يخلوا في جتتي حتة سليمة .
ـ اتمسكن اتمسكن يا وله ، تعرف إن إنت صعبت عليا ....
( صوت زئير الأهالي يعلو أكثر فأكثر مع اقتراب ضوء المشاعل )
ـ أرجوك يا عمدة خبيني أنا في عرضك ...
ـ طب خش استخبى أنت ورا الباب لحد ما أشوف آخرتها .
( يقف العمدة في وجه الطوفان الهادر ،
بمجرد رؤية الأهالي للعمدة تتخافت الاصوات شيئا فشيئا ،
حتى يسود صمت رهيب ،
لحظات من الصمت تخيم على الجميع ،
باغتهم العمدة )
ـ فيه إيه يا بلد ؟ خلاص ما عدلكوش كبير خلاص ؟ بقينا زي الكلاب المسعورة بننهش في لحم بعض ؟ ده اللي مالوش كبير بيشتري له كبير يا عالم ، و أنا كبير البلد دي ، و ها أفضل طول عمري كبير البلد دي غصبن عن التخين فيكم ، و اللي مش عاجبه يوريني نفسه .
( خيم الصمت على الجميع و كأن على رؤوسهم الطير )
ـ أيوة كده ، ممكن بقى نتكلم بهداوة ؟
أولا أنتم سيد العارفين إني بأحترم أقل جزمة فيكم ، إنتم أهلي و عزوتي و ضهري و لا يمكن أبدا أرضى إن حد يهينكم أو يتطاول عليكم ، فهموني براحة كده إيه الحكاية بالظبط .
ـ شيخ الغفر يعيث في القرية فسادا يا حضرة العمدة .
ـ و هو أنت بقى الزعيم يا شيخ جمعة ؟
ـ لا أنا بس ممكن تقول كده المتحدث الرسمي ...
ـ آه المتحدث الرسمي ؟ أمال مين الزعيم فيكم ؟
( تتكلم إحدى نساء القرية )
ـ ما فيناش زعيم يا عمدة ، كلنا كده مع بعض بربطة المعلم زي ما أنت شايف .
ـ يا حلاوة يا ولاد ، دي القوالب نامت و الانصاص قامت ، ده النمل طلع له سنان أهو ، ده الحريم كمان صوتهم علي أهو و بيلعلع .
ـ ما حناش بني آدميين و إلا إيه يا عمده ؟
ـ إنتي ها تركبيني الغلط من أولها يا بت يا خضرة و إلا إيه ؟
ـ العفو يا حضرة العمدة ، المقامات محفوظة برضه .....
ـ طيب قولي إنتي ، ماله شيخ الغفر ؟
ـ يا ريت شيخ الغفر بس يا عمدة ....
ـ مين كمان ؟
ـ الغفر كلهم يا عمدة من أولهم لآخرهم .
( عندها يقاطعهم الشيخ جمعة )
ـ لا يا خضرة ، حرام ، الشهادة لله مش كلهم ، الغفير محسن عمرنا ما شفنا عليه حاجة كده و إلا كده ، مية مية الصراحة ، و برضه الغفير مطاوع مش بطال .
( ينفذ صبر العمدة )
ـ أنت بتنقي خيار يا شيخ جمعة ؟ هو إيه اللي ميه ميه و إيه اللي مش بطال ؟ عملوا لكم إيه بقى الغفر و شيخ الغفر يا بت يا خضرة ؟
ـ أبو سليمان بيتعرض لي في الرايحة و الجاية يا عمدة ، و لما اشتكيته لشيخ الغفر لقيت ما أسخم من ستي إلا سيدي ....
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ...
( يقاطعهم أحد رجال القرية )
ـ و أنا كمان يا عمدة ، الغفير عوضين كل يوم لازمن يقعد عندي في القهوة و يشرب له حجرين تلاتة معسل و ما يدفعش ....
ـ و إنت ساكت له ليه يا فالح ؟
ـ مرة ما رضيتش قام مكسر لي القهوة .
ـ وما اشتكيتش لشيخ الغفر ليه ؟
ـ ما أني رحت لشيخ الغفر ، قال لي عوضين هو اللي ماسك قياس الجودة و لازم يطمن على المعسل اللي بأشربة لأهل البلد إن كان مغشوش و إلا مش مغشوش ...
ـ لا إله إلا الله .
( يقاطعهم آخر )
ـ و أنا كمان يا عمدة ...
ـ فيه إيه أنت راخر يا حاج عليوة ؟
ـ الغفير خميس كمان يا عمدة يوماتي على الله ، لازم يعدي عليا ياخد بصل و فجل و جرجير .
( تقاطعه زوجته )
ـ و مراته كمان يا عمدة بتعدي عليا في البيت كل يوم تاخد مني لبن .
ـ بيشتروا منكم يعني ؟
ـ هههههههه ، يشتروا مين يا عمدة ، خلي الطابق مستور ، ده كل ما نسألهم يقولوا ، معقولة تاخدوا فلوس من العمدة ؟
ـ نعم نعم نعم نعم ؟ هي الحاجات دي بياخدوها بحجة إنها رايحة لدار العمدة ؟
ـ أيوة و الله يا عمدة ، بس الكلام ده طبعا ما يخيلش علينا ، و هو إحنا لسه ها نعرفك يا عمدة ، ده أنت بتاخد من بيتك يا راجل و تدينا ، ربنا يخليك لينا يا عمدة ....
( عندها يهتف الأهالي )
ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة ، ربنا يخليك لينا يا عمدة ...
( عندها يرفع العمدة يده )
ـ شكرا ، ألف شكرا ، طبعا أنا مش ممكن أبدا أسكت على البلاوي دي كلها ، بس برضه أحب أقول لكم كلمتين تعلقوهم حلقة في ودانكم ،
الغفر دول أنا جايبهم منين ؟
ما تردوا عليا ،
أنا جايب الغفر دول منين يا بلد ؟
من كفر أبو حطب ؟ و إلا من أبو زعيبل ؟ و إلا جايز م البندر ؟
الغفر دول م البلد دي و إلا مش م البلد دي ؟
ما تردوا ، ساكتين ليه ؟
شيخ الغفر ده مش يبقى ابن خالتك بهانة ياد يا حسان يا أبو شقفة ؟
و يبقى ابن عمك حصري يا حاج خضر ؟
حصل و إلا ما حصلش ؟
حد فيكم يكذبني يا بلد ،
الغفير أبو سليمان ده مش عمك ياد يا حسان ؟ و جوز خالتك سعدية و إلا مش جوز خالتك سعدية ياد يا توفيق ؟
عوض ده يبقى لك إيه يا حسين يا أبو أليطة ؟ خالك و إلا مش خالك ؟
يعني شيخ الغفر ده و الغفر دول كلهم منكم و فيكم ،
حد منكم يعرف يطلع لي شربات م الفسيخ ؟
حد فيكم يقدر يعمل لي من الجلة (كالونيا) ؟
طبعا مستحيل ، الفسيخ عمره ما يطلع إلا مش مملح ، و الجلة برضه عمرها ما ها تطلع إلا ريحة منيلة بستين نيلة ،
و أنتم برضه لو عصرتكم كده على بعضيكم مش ها تنزلوا غير شوية غفر زي دول ،
يبقى حكمكم على الغفر حكم على نفسيكم ،
و طالما الغفر اللي طالعين منكم زفت يبقى أنتم زفت مقطرن يا بلد ،
و يبقى أنتم اللي عاوزين رباية من أول و جديد يا بلد ،
( عندها يلوح العمدة ب (خيزرانته) في الهواء فتصدر صوتا مخيفا )
ـ و تلاتة بالله العظيم كبرت في دماغي و لازم أربيكم من أول و جديد ...
( ينطلق الناس فرارا ، بينما ينطلق العمدة خلفهم يشق الهواء بخيزرانته يصرخ )
ـ تلاتة بالله العظيم لأربيكم يا بلد ، و الله لأربيكم يا بلد .....

( يتبع )
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:48 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 6 )

( اجتمع أهالي القرية عصرا ، يفترشون الأرض أمام دار العمدة ،
الجميع ينتظر و يترقب ،
خرج أحد الرجال من الداخل يحمل طاولة ، وضعها أمام ( المصطبة ) ،
يثبت فوقها ميكروفون ،
يقوم بضبط الأجهزة الخاصة بالميكروفون ،
ينقر عدة نقرات فوق الميكروفون لاختباره ،
ينحني مقربا فمه للميكروفون )
ـ إتنين أربعة ستة تمانية ، ألالووووووه .
يسأله أحد الجالسين )
ـ أمال فين أبويا العمدة يا عبد الجبار ؟
ـ جاي ورايا أهو .
( يشير عبد الجبار بخيزرانته إلى أحد النساء الواقفات ،
صرخ فيها خلال الميكروفون )
ـ انتي يا ولية انتي ، روحي اقعدي مع الحريم ورا .
( تذهب المرأة خجلى إلى حيث يجلس النساء ،
يذهب عبد الجبار و يقف أمام الباب منتصبا في انتظار خروج العمدة ،
ينفتح الباب ، فيصرخ عبد الجبار )
ـ محكمة .
( ينتفض الأهالي وقوفا ،
يخرج عليهم العمدة ، و خلفه الشيخ جمعة شيخ المسجد ، و الدكتور عادل دكتور الوحدة الصحية ،
يصفق الناس بحرارة ،
يجلس العمدة بمنتصف المصطبة إلى الطاولة ،
يجلس الشيخ إلى يمينه واضعا بعض الأوراق أمامه و يجلس الدكتور إلى يساره ،
يتزايد التصفيق و الهتافات ،
يصرخ فيهم العمدة خلال الميكروفون )
ـ ما خلاص يا خويا انته و هوه ، أم كلثوم ها تغني ؟
( يشير العمدة لعبد الجبار )
ـ هات المتهمين يا عبد الجبار .
( يدخل عبد الجبار إلى القاعة ،
ما يلبث أن يعود ساحبا حبلا مقيد إليه شيخ الخفر و الخفر من أياديهم المكبلة خلف ظهورهم ،
يرتدون ملابسهم الغير عسكرية ، مطأطئي رؤوسهم العارية ،
يصطفون أمام الناس بجوار المصطبة ،
عندها يزداد الهرج و المرج بين الأهالي ،
يدق العمدة بخيزرانته فوق الطاولة طرقات متتالية حتى هدأ الناس ،
يقف العمدة مخاطبا أهل القرية )
ـ على فكرة ، عاوز أقول لكم حاجة مهمة قبل ما نبدأ ، أي نعم إحنا ناصبين المحكمة دي النهاردة للغفر ، بس مش معنى كده إن المحكمة دي منصوبة ليهم بس ، لأ و ألف لأ ،
المحكمة دي منصوبة للبلد كلها من كبيرها لصغيرها .....
( صوت يخرج من بين الجموع )
ـ معناته إيه الكلام ده يا عمدة ؟
ـ مين ده اللي بيتكلم ؟
( يسود صمت رهيب )
ـ ما حدش يتكلم إلا لما يستأذن ، و على العموم معناته إن كل واحد فيكم عمل حاجة ها يتعاقب عليها قدام البلد ، سواء كان غفير أو وزير ، أنا ما عنديش فرق بين زيد و عبيد ، كلكم عندي زي بعض ،
كلنا قدام القانون واحد ،
أمال القانون ماسك ميزان و مغمي عنيه ليه يا بلد ؟
دلوقتي ها ننادي على كل واحد لوحده و اللي ليه عليه شكوى يقول ،
نادي أول واحد يا وله .
( يخرج عبد الجبار إحدى الأوراق من جلبابه ، يمسك بها في يده ، يقرأ بصعوبة )
ـ ع .. ز .. و .. ز .. ال .. شنو .. اني ..
( يصرخ فيه العمدة )
ـ و كمان مش عارف تقرا ؟ جتها نيلة اللي عايزة الخلف ( ينادي العمدة ) عزوز الشنواني ، شيخ الغفر سابقا .
( يرفع شيخ الخفر رأسه )
ـ أفندم .
( يشير إليه العمدة بإصبعه )
ـ اللي ليه شكوى على الراجل ده يقول .
( يرفع بعض الأهالي أصابعهم )
ـ قول أنته يا عبد العاطي ، إيه شكوتك ؟
ـ الراجل ده يا عمدة لما كان شيخ الغفر ، كان في الرايحة و الجاية يديني على قفايا ، كل ما يشوفني ينادي عليا و يقول لي تعالى خد البركة يا وله ....
( يميل العمدة إلى الدكتور يشاوره ، ثم يميل إلى الشيخ جمعة يشاوره ، و أخيرا يعتدل في جلسته ، يوجه كلامه للشاكي )
ـ طب تعالى يا عبد العاطي و اديله على قفاه لغاية لما تشبع .
( يخرج عبد العاطي من بين الناس ، يذهب خلف شيخ الخفر ،
ينهال ضربا على قفا شيخ الخفر ،
يحاول شيخ الخفر الاحتماء بين الخفر و لكنه يفشل ،
يتهرب الخفر من حمايته ،
يعود عبد العاطي يضربه بهستيريا حتى يتوقف من التعب ،
يذهب إليه العمدة )
ـ إيه ؟ شبعت يا عبد العاطي ؟
ـ كفاية عليه كده ، يا بخت من قدر و عفي ...
ـ كل اللي عملته فيه و يا بخت من قدر و عفي ؟
ـ خلاص بقى المسامح كريم ...
ـ طيب ، خدت حقك يا كريم ؟
ـ تالت و متلت .
ـ حلو قوي ، انته كده خدت حقك ، فاضل بقى حق نفسك و عيالك و مراتك و حق البلد دي كلها عليك .
ـ مش فاهم تقصد إيه يا عمدة .
ـ سيادتك بقى كنت بتعمل إيه لما كان شيخ الغفر بينادي عليك و يقول لك تعالى خد البركة و يديك على قفاك ؟
ـ كنت ها أعمل إيه يعني ؟ بأروح له و أديله قفايا ...
ـ أهو ده بقى اللي مش ممكن أسكت عليه أبدا ، عارف ليه ؟
ـ لأ مش عارف .
ـ لأن سكاتك هو السبب اللي خلت شيخ الغفر يسوق فيها ،
( يوجه كلامه لأهل البلد )
سكاتكم يا بلد هو اللي خلاه يتمادى ، انته يا وله مش برضه راجل من ضهر راجل ؟
ـ طبعا يا عمدة .
ـ و لما انته دكر كده ما كنتش بتعترض ليه على اللي بيحصل لك ؟
ـ يا سلام يا عمدة ، و كنت عاوزه بقى يموتني إن شاء الله ؟
ـ حتى لو موتك ، إيه يعني ؟ ما إحنا كلنا ها نموت يا وله ، إياك تكون فاكر إنك ها تخلل فيها ، كلنا ها نموت و إلا مش ها نموت يا بلد ؟
( يرد الأهالي في صوت واحد )
ـ ها نموت يا عمدة .
ـ بس فيه فرق ، أموت و أنا رافع راسي و لو مرة واحدة يا بلد ، و إلا أعيش ذليل طول عمري ؟
هو ده مربط الفرس يا بلد ،
لو انتم رجاله بصحيح ما كانش يسجر شيخ الغفر يديكم على قفاكم ،
و عشان كده أنا قلت و نبهت عليكم من الأول ،
المحكمة دي مش منصوبة للغفر بس ، لأ ،
دي منصوبة لكل واحد فيكم يا بلد ،
( يوجه كلامه للرجل )
و زي ما خدت حقك ، البلد كلها لازم تاخد حقها منك هي كمان ....
ـ معناته إيه الكلام ده يا عمدة ؟؟؟؟؟
( يشير إلى عبد الجبار )
ـ امسكه و اربطه هو كمان يا وله .
( يمسكه عبد الجبار )
ـ و هو أنا أجرمت في إيه بس يا عمدة ؟
ـ أجرمت ؟ طبعا أجرمت ،
أجرمت لأنك واطي يا عبد العاطي ، و كنت تملي تملي تطاطي ،
بس لو ها تطاطي يا عبد العاطي ،
إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
بذمتك تسوى إيه لما مراتك تشوفك و شيخ الغفر بيديلك على قفاك ؟ تسوى إيه لما بنتك و إلا ابنك يشوفك و أنته بتاخد على قفاك ؟
أني مش ها احكم عليك ، لأ ،
الناس دي هيه اللي ها تحكم عليك ،
( يوجه كلامه للأهالي )
مذنب في حق نفسه و عياله و مراته و بلده و إلا مش مذنب يا عالم ؟
( يصرخ الأهالي )
ـ مذنب يا عمدة .
( يشير العمدة لعبد الجبار )
ـ أعبطه يا وله بسرعة ....
( يلفه عبد الجبار إليه و يحتضنه ، عندها ينهال العمدة ضربا بخيزرانته على أسفل ظهره ، يصرخ الرجل )
ـ حرمـــت يا عمدة ، حرمـــــــــت و الله العظيم حرمـــــــــت ....
ـ حرمت عليك عيشتك يا شيخ ، تلاتة بالله العظيم لأعلمكم الأدب واحد واحد .....
ـ و أني أتعلمت يا عمدة خلااااااااااااااص ، و توبة أطاطي و إلا أسكت على حقي مرة تانية ، بس اعتقني لوجه اللــــــــــــــه ...
ـ لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى يشوفك إبنك و انته مطاطي ،
قول ورايا ،
لو ها تطاطي يا عبد العاطي ،إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ..
( يصرخ عبد العاطي )
لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
( يشير العمدة لعبد الجبار فيتركه ، عندها ينطلق الرجل يجري ، يصرخ )
لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ،
( ينظر العمدة إلى عبد الجبار )
ـ نادي على اللي بعده يا وله .
ـ سليمان أبو سليمان .
( ينظر أبو سليمان إلى الأرض ، يشير العمدة بإصبعه إليه )
ـ اللي له حاجة عند الجدع ده يتفضل .
( الصمت يلف المكان ، عندها ينادي العمدة )
ـ اللي له حق عند الغفير السابق أبو سليمان يرفع إيده .
( لا يتحرك أحد )
ـ فيه إيه يا بلد ؟ مالكم ؟ معقولة أبو سليمان ما عملش لحد فيكم حاجة ؟
( تصرخ خضرة )
ـ عمل و عمل و عمل يا عمدة و قلت لك قبل كده ...
ـ الله ينور عليك يا بت يا خضرة ، عليا النعمة بت بألف راجل ، إيوة كده ،
( يوجه كلامه للأهالي ) أهي البت دي يا بلد بت من ضهر راجل بصحيح ، هي اللي فضحت الغفر و شيخ الغفر ، و ما سكتتش على الغلط ، و عشان كده لازم أبو سليمان ياخد جزاءه و يعرف إن الله حق .
( يضرب العمدة أبو سليمان بالخيزرانة على ظهره )
ـ إلا أعراض الناس يا زبالة ، إلا أعراض الناس ، تلاتة بالله العظيم ما تقعد في بلدنا يوم واحد بعد كده ، هي ليلة واحدة تلم فيها حاجتك ، و بكره بعد شروق الشمس ما أشفش وشك تاني ،
( يوجه كلامه لأهل القرية ) اللي منكم يشوف الزبالة ده في البلد بعد شروق شمس بكره يقطعه حتت ، فكه يا وله .
( يقوم عبد الجبار بفك قيده ، ينطلق أبو سليمان فارا من بين الأهالي ، يحاول الأهالي اللحاق به و لكن العمدة يقف في طريقهم )
ـ أنا قلت ها ندي له فرصة لغاية طلوع شمس بكره ، و يا ويله يا سواد ليله اللي يقرب له قبلها .....
( يتبع )
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:49 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 7 )


( جلس العمدة إلى طاولته ، الشيخ جمعة إلى يمينه و الدكتور عادل إلى يساره ، دق العمدة بخيزرانته على الطاولة فعم الصمت )
ـ بصوا بقى يا بلد ،
أظن كده كل واحد فيكم خد حقه تالت و متلت ،
و الغفر و شيخهم خلاص ( ينفض كفيه ) بح ،
دلوقتي إنتم ذات نفسيكم اللي ها تختاروا الغفر و برضه منكم ،
لا ها أجيب قوات من عصبة الأمم و لا من الإف بي آي ،
منكم فيكم ، فاهمين ؟ منكم فيكم أهوه ، و مش ها أفرض عليكم حد ، عشان ما حدش يقول كلمة كده و لا كده ،
شاهد يا شيخ جمعة ؟
( يشير الشيخ جمعة برأسه )
ـ شاهد يا عمدة .
( ينظر العمدة إلى يساره )
ـ شاهد يا دكتور عادل ؟
ـ أيوة يا عمدة ، شاهد .
( يوجه كلامه لأهالي البلد )
ـ اللي شايف في نفسه إنه ممكن يخدم أهله و ناسه و يبقى غفير يقوم يقف .
( يقف بعض الرجال ، عندها يسود الهرج و المرج بين الناس ، يتساءل العمدة )
ـ فيه إيه يا بلد ؟ حصل إيه ؟
( لا يرد عليه أحد ، عندها يميل إليه الشيخ جمعة يهمس )
ـ أصل الأهالي كلها كانت عايزة الواد حسان أبو شوشة يقف عشان فيه شبه إجماع إنه يبقى شيخ الغفر ...
ـ و إيه المشكلة طيب .
ـ ما قامش وقف يا عمدة ، لأنه رافض الموضوع ده من أساسه .
( يرفع العمدة يده عاليا فيعود الصمت شيئا فشيئا )
ـ طبعا أنا سمعت إن فيه ناس عاوزة حسان أبو شوشة يبقى شيخ الغفر ، و الصراحة كده و الشهادة لله الواد ده ما فيش عليه أيتها شكاوي ، و لا عمر حد قال فيه حاجة كده و لا كده لا سمح الله .
( ينادي العمدة )
ـ حسان أبو شوشة .
( يقف أبو شوشة يلفه الحياء )
ـ أفندم يا حضرة العمدة .
ـ إنت ما وقفتش ليه يا أبو شوشة من ضمن الناس اللي وقفوا ؟
ـ مش عاوز يا حضرة العمدة .
ـ هو إيه اللي مش عاوز ؟ هو إحنا بنعزم عليك تيجي تاكل معانا ؟
خد تعالى هنا .
( يذهب إليه )
ـ فيه إيه يا وله ؟ مش عاوز تبقى غفير ليه ؟
ـ إلا دي يا حضرة العمدة .
ـ يعني إيه إلا دي ؟ و بعدين الناس كلها عاوزاك شيخ غفر كمان ، مش غفير و بس ، يعني شغلانة شريفة ما كتش تحلم بيها لا انته و لا أهلك ، ها تاكل و تشرب و تتبغدد منها إنت و مراتك و عيالك ، و بعدين انته يا وله لا عندك أرض ها تزرعها و لا لك شغلة و لا مشغلة .
ـ كفاية عليا شط الترعة اللي انته كتبتهولي يا عمدة .
ـ شط ترعة إيه يا أهبل ؟ و هو برضه شوية الجرجير و البصل اللي بتزرعهم دول يأكلوك انته و عيالك ؟
ـ و انته يعني كنت شفتني مادد إيدي بأقول حسنة لله يا حضرة العمدة ؟
( يقبل كفه وجها و ظهرا ) مستورة و الحمد لله و القاشية معدن ، بس ربنا يديمها علينا نعمة .
( يقاطعهم الشيخ جمعة بصوت خفيض )
ـ يا وله دي الغفارة ها تدخلك مبلغ حلو بدل الفقر اللي انته مزروع فيه ده ، و بعدين ها تلبس البدلة الميري أم زراير دهب يا وله ، و إلا يعني عاجبك قوي الجلبية المرقعة اللي انته لابسها دي ...
ـ على قلبي زي العسل يا شيخ جمعة ، ما دام بأنام متهني و لا حد زعلان مني و لا أني زعلان من حد ، لأ معلش ، يفتح الله يا جماعة ، حد الله بيني و بينها .
( يسأله الدكتور )
ـ بعد إذنك يا حضرة العمدة .
ـ اتفضل يا دكتور .
ـ ممكن نفهم بس انته ليه رافض الموضوع ده يا أبو شوشة ؟
ـ دي مسؤولية يا دكتور ، عارف يعني إيه مسؤولية ، يعني ها أبقى مسؤوووول ، عارف يعني إيه مسؤول ؟
( يقاطعه الشيخ جمعة )
ـ يعني قيمة و سيمة و وظيفة ميري و تمشي كده في البلد رافع راسك ، تأمر و تنهي على كيف كيفك ، و لا حد يقولك تلت التلاتة كام ...
( يقاطعه أبو شوشة )
ـ لا يا شيخ جمعة ، معلش بقى ده عندك انته ، و برغم إني راجل جاهل مش متعلم زيكم ، لكن معلش أبويا علمني إن مسؤول دي يعني إنسان عريان و حافي .
ـ عريان و حافي إزاي يا أهبل ، ده انته ها تبقى ملو هدومك و ها تقعد مع العمدة و كبرات البلد .
ـ انته بتتكلم عن الدنيا ؟ ههههههه ، لا يا شيخ جمعة ، دي طلعت و إلا نزلت اسمها دنيا ، و باينة من اسمها ، يعني لا مؤاخذة كده واطية ، لكن أني بأقول عريان و حافي يوم القيامة قدام رب العالمين ، و ساعتها ها أبقى مسؤول بحق و حقيقي ، لأنه ها يسألني عن كل كبيرة و صغيرة ، و بصراحة كده أني مش قد الموضوع ده ، و لا قد سؤال واحد أرد عليه قدام رب العالمين ، لأ يا جماعة لأ ، و الله العظيم ما أني قدها ، شوفوا واحد يقدر يقف و يرد على رب العزة لما يسأله ( تترقرق الدموع في عينيه )
لكن أني ؟ تلاتة بالله العظيم ما أقدر ....
( يقاطعه العمدة )
ـ ما هو عشان الحتة دي بقى الكل عاوزك انته بالذات تمسك العمودية ( يتدارك نفسه ) تمسك الغفارة الله يخرب بيتك لخبطتني ،
خلاص انتهى الكلام ، ده أمر يا أبو شوشة ، انته ها تبقى شيخ الغفر ...
( ينكب أبو شوشة باكيا على كف العمدة يقبله )
ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاااااش ، و الله ما أني قدها ، أبوس إيدك ...
( يسحب العمدة كفه بسرعة ، ينكب أبو شوشة على قدمه يقبلها ، يصرخ)
ـ أبوس رجلك يا أبا العمدة ، تلاتة بالله العظيم ما أني قدها ، عشان خاطري ، و حياة حبيبك النبي يا شيخ بلااااااش .....
( يقف العمدة مبتعدا عنه يدفعه بعيدا )
ـ استغفر الله العظيم ، لا حول و لا قوة إلا بالله ......
( يلاحقه أبو شوشة )
ـ بالله عليك يا أبا العمدة ......
( عندها يقوم الشيخ جمعة و الدكتور يحاولان إمساك أبو شوشة و الحيلولة بينه و بين العمدة ، يحاول أبو شوشة الإفلات من بين أيديهم ، يدور العمدة حول الطاولة فارا بنفسه ، بينما يستصرخه أبو شوشة با كيا)
ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاش أني ، و الله العظيم ما أني قد المسؤولية دي يا عمدة ، شوف حد تاني ، و حياة حبيبك النبي اللي انته زرته ،
( يحاول استرحام الشيخ جمعة و الدكتور ) بالله عليك يا شيخ جمعة تقوله بلاش أني ، إلهي ربنا يخلي لك بنتك يا دكتور عادل تقنعه يشوف حد غيري ( يسقط أبو شوشة جالسا على الأرض يهيل على نفسه التراب )
حد يغيتني يا عالم يا هـــوه ، حرام عليكم ، و الله حرام حرام حراااااام ...
( يحاول الدكتور و الشيخ جمعة تهدئته ، تقف زوجته تصرخ )
ـ حرام عليكم يا عالم ، خلوا في قلوبكوا شوية رحمة يا هـــــوه ...
( تذهب إلى زوجها لتهدئته ، يشير العمدة إلى بعض الرجال )
ـ خدوا المجنون ده بعيد عن هنا ، خدوه ورا خالص .
( يحمله الرجال إلى آخر الصفوف ، يتجمع الأهالي حول أبو شوشة يحاولون تهدئته ، يعود العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور إلى أماكنهم ، يضرب العمدة كفا بكف )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، إيه ده ؟ فيه لسه ناس بالشكل ده ؟
( يهمس إليه الشيخ جمعة )
ـ ما هو برضه الواد معاه حق يا حضرة العمدة ، الواد شايف نفسه مش قدها .
ـ يعني إيه ؟
( يميل الدكتور إلى العمدة هامسا )
ـ يعني ما نقدرش نغصبه على حاجة زي دي يا عمدة ، خلاص هو حر ، طالما رافض بالشكل ده يبقى نشوف حد تاني أحسن .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، فيه حد يرفس النعمة ؟
ـ من وجهة نظرنا إحنا بس يا عمدة ، لكن الواد شايف غير كده .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، خلاص كفاية كده النهاردة ،
( يوجه حديثه للأهالي )
معلش يا أهل البلد ، فركش ، ها نأجل الموضوع ده لبكره إن شاء الله .
( يقف العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور ، يتوجهون إلى داخل دار العمدة ، يحاول العمدة تعديل هندامه ، بدا و كأنه يكلم نفسه )
ـ الواد هد حيلي الله يهد حيله ، منك لله يا أبو شوشة ،
الواد يا خويا كأني بأرميه في النار ،
لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا حول و لا قوة إلا بالله ....

( يتبع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 8 )

( جلس العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يرتشفون الشاي ،
طرق أحدهم على الباب ،
صاح العمدة )
ـ أدخل .
( دخل عبد الجبار يصرخ )
ـ إلحقنا يا حضرة العمدة ...
ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .
ـ مصيبة و حطت فوق راسنا كلنا يا عمدة .
ـ قد الكف و يقتل ألف ، ما تخلص و تقول فيه إيه يا وله ؟
ـ عيال أبو شقفة اتكاتروا على ولاد التهامي و فشفشوهم م الضرب .
ـ أكيد فيه سبب .
ـ عشان عيال التهامي غلبوهم في الكورة .
ـ يقوموا يضربوهم عشان الكورة ؟
( يقاطعهم الدكتور عادل )
ـ المشكلة إن عيال أبو شقفة بيقولوا إن ولاد التهامي كانوا ضربوهم الأسبوع اللي فات برضه بسبب الكورة .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، جرالكم إيه يا بلد ؟
كل ده عشان الكورة ؟ الله يقطع الكورة و سنينها ،
روح بسرعة يا شيخ جمعة نادي في مكرفون الجامع و اجمع لي البلد كلتها دلوقتي حالا ، و أنت يا عبد الجبار بسرعة جهز لنا القعدة اللي بره.
ـ أمرك يا عمدة .
(الشيخ جمعة و عبد الجبار يخرجان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل )
ـ بالله عليك تنفع المسخرة دي يا دكتور عادل ؟
ـ طبعا لأ يا عمدة ، الصراحة الموضوع زاد عن حده و العيال دى لازم تتربى من أول و جديد .
ـ ما هو ده بقى اللي أنا ناوي أعمله و مش ها أتراجع عنه أبدا ،
منه لله شيخ الغفر و الغفر ، عطلوني بسبب بلاويهم المتلتلة ، يعني الواحد هيلاقيها منين و إلا منين بس ؟
كل ما أرقع في حتة تتمزع من حتة تانية ؟
ـ بجد ؟ الله يكون في عونك يا عمدة ...
( صوت ميكروفون المسجد ينادي )
ـ على جميع أهالي البلد التجمع عند دوار العمدة حالا .
على جميع الناس التجمع عند دار أبويا العمدة دلوقتي حالا .
( يبدأ صوت الأهالي و قد تجمهروا خارج دار العمدة ،
عندها يدخل عبد الجبار )
ـ الناس اتلمت بره يا عمدة .
ـ أنا طالع لهم أنا و الدكتور أهو .
( يمسك العمدة بخيزرانته و يخرج للناس و خلفه الدكتور عادل ، عندها يأتي الشيخ جمعة يقف بجوارهم )
ـ فين ولاد أبو شقفة ؟
( يرفع بعض الأهالي يدهم عاليا )
ـ تعالوا لي هنا الناحية دي ، و فين ولاد التهامي ؟
( يرفع البعض أيديهم )
ـ تعالوا لي الناحية التانية هنا ، أولا و قبل كل حاجة ها أسألكم سؤال واحد يا بلد و اللي ها يعرف إجابته الصحيحة ها أديله عجل مكافأة ( يوجه كلامه لعبد الجبار ) إجري هات لي عجل من الزريبة بسرعة يا وله .
( يذهب عبد الجبار )
هيه يا بلد ، مستعدين ؟
ـ أيوة يا عمدة .
ـ إيه الهدف م الكورة يا بلد ؟
( عندها رفع الجميع أيديهم )
ـ قول أنته يا حسنين يا أبو العوضي .
ـ إننا نجيب إجوان و نكسب .
ـ إجوان إيه يا أبو اجوان ؟ لأ ، غلط يا فالح ، قول أنته ياد يا خميس .
ـ الهدف إننا نلعب و نكسب كل البلاد اللي حوالينا و نبقى أحسن بلد بتلعب كورة في البر كله .
ـ اتنيل على عينك و أقعد لنا في حتة ناشفة ، مين تاني ؟
ـ أقول أني يا حضرة العمدة ؟
ـ قول يا أبو أليطة .
ـ الهدف إننا ناخد كاس المركز و ممكن لو ربنا كرمنا ناخد كاس المديرية.
ـ و إيه اللي ها يجرى يا بلد لو خدنا كاس المديرية أو ما خدناهوش ؟ ها نزيد و إلا ها نخس ؟
( يأتي عبد الجبار يسحب عجلا في يده )
ـ العجل أهوه يا عمدة .
ـ اربطه هنا يا وله ( يوجه كلامه للأهالي )
خلينا حتى خدنا كاس العالم ، إيه اللي ها يجرى لنا يا بلد ؟
( يرفع أبو أليطه صوته معترضا )
ـ ده دي يا عمدة ؟ ده كاس العالم ده على الأقل يعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي .
ـ ههههههههههه ، و هو العالم كله بقى بيقطع نفسه و يلعب على كاس العالم عشان الكاس ده بيعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي ؟
ده إيه الزكاوة اللي بتشر منك دي يا وله ؟
طب ما كل بلد بقى تعملها كاس تخليه عندها و تريح نفسها بقى ، بدل اللاعيبة و المصاريف و المدربين و الكور و الملاعب .
ـ إزاي بس يا عمدة ؟ ده كفاية إننا ها نطلع في التلفزيون و نبقى مشهورين و الأجانب و العالم كله يتكلم عننا .
ـ نطلع في التلفزيون ؟ و فرحان قوي بخيبتك التقيلة ؟ إتلقح أقعد .
( يهمس في أذن عبد الجبار )
ـ بسرعة هات لي ( قرص جلة ) من على الشط .
ـ هوا .
( يجري عبد الجبار بينما يشير العمدة بيديه لأولاد أبو شقفة )
ـ هاتوا لي أسرع واد عندكم في الجري .
( يشير إلى أولاد التهامي )
ـ و إنتم كمان طلعوا لي هنا أسرع واحد فيكم .
( يخرج الولدان إلى العمدة فيمسك أحدهم بيمينه و الآخر بيساره )
ـ دلوقتي ها نعمل سبق بين العيال دي ، ها نشوف مين فيهم اللي ها يسبق التاني و يجيب لنا الكوز اللي على الزير اللي هناك ده و يرجع ،
و الفايز ها ياخد جايزة كبيرة قوي .
( يتأهب الولدان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل )
ـ عد لهم إنته يا دكتور عادل .
ـ واحـــــد ..... إتنيـــــــــــــن ..... تلاتة .
( يجري الولدان بأقصى سرعة في اتجاه الزير ، و يبدأ التصفيق و التهليل لتشجيع الأولاد ، عندها يأتي عبد الجبار يحمل في يده ( قرص الجلة ) ، يأخذه العمدة و يضعه على الطاولة ، ينطلق ابن التهامي كالريح و ينتزع الكوب المعدني بسرعة قبل أن يصل إليه ابن أبو شقفة و يعود بينما يزداد التصفيق و التهليل )
ـ التهامي ، التهامي ، التهامي .
( يقف الولدان أحدهما على يمين العمدة و الآخر على يساره ،
طبعا كلكم شفتم اللي حصل ، و طبعا اللي كسب هو ابن التهامي و عشان كده ها أديله الجايزة اللي وعدته بيها .
( يتناول العمدة ( قرص الجلة ) من فوق الطاولة و يسلمه لابن التهامي )
ـ ألف مبروك ، اتفضل .
( عندها يصرخ أحد رجال التهامي )
ـ ده دي يا عمده ؟ هي دي جايزتك للواد ؟
ـ يعني إيه ؟ مش عجباك جايزتي و إلا إيه يا حاج مصطفى ؟
ـ لأ طبعا مش عجباني ، هو إنته بتتمهزأ بينا و إلا إيه يا عمدة ؟
ـ خلاص بلاش ، إنته حر ، الواد إبن أبو شقفة هو اللي ها ياخد الجايزة .
( يناولها لأبن أبو شقفة ، عندها يقف أحد الرجال من عيلة أبو شقفة يصرخ )
ـ و لا إحنا كمان عايزين جايزتك يا عمدة ، يفتح الله .
( عندها يوجه العمدة حديثه للأهالي )
ـ على فكرة يا بلد ، أحب أعرفكم إن أني لا بتمسخر على ولاد التهامي و لا على ولاد أبو شقفة لا سمح الله ، لأ طبعا ، و لكن حبيت أعرفكم بس إن الهدف و المكسب من اللعب مش الجايزة ،
المكسب الحقيقي هو ده .
( يمسح بإصبعه على جبين ابن التهامي فيصبب العرق ،
يمسح بإصبعه على جبين ابن أبو شقفة فيصبب منه العرق )
ـ هو ده المكسب الحقيقي يا بلد ، العرق و المجهود و التعب اللي عملوه هو ده المكسب الحقيقي ، لكن الكاس ده مكسب معنوي ، يعني مكسب كده و كده ، و الأهداف اللي بتسجلوها في بعضيكم برضه أهداف كده و كده يعني أهداف مش بجد ،
يعني الكورة و الرياضة عامة عبارة عن تمثيلية بنمثلها عشان نوصل للهدف الحقيقي و هو إننا نبقى ناس بتمارس الرياضة ،
لأن ممارسة الرياضة هي اللي ها تقوي جسمك و تخليك راجل تقدر تشتغل و تبقى إنسان صحتك بمب و لا يجيلك أمراض و العياذ بالله و لا تبقى إنسان كسول و تبقى عالة على أهلك و بلدك ،
يلا يا أهبل إنته و هو ، كل واحد من ولاد أبو شقفة يبوس أخوه من ولاد التهامي و العكس ،
( يعانق الناس بعضهم البعض )
ـ حسك عينك إنته و هوه تزعلوا من بعض تاني عشان كلام فارغ ،
يلا ادبح العجل ده يا عبد الجبار و فرقه على أهل البلد بمناسبة الصلح ده.
( يصيح الأهالي )
ـ الله يبارك فيك يا عمدة .
ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة .
ـ ربنا يسترك دنيا و آخرة يا عمدة .


( يتبع )

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:52 pm

عمدة كفر البلاص ( 9 )

اجتمع أهالي البلد أمام دار العمدة ،
بعض الرجال يقومون بتنظيم الجلوس ،
صاحب المقهى نصب طاولة بجوار شجرة الجميز هناك ، وضع عليها موقده و آنيته و أكوابه ، و أخذ يبيع للناس مشروباته الساخنة ،
نادى عليه أحد الرجال )
ـ تلاتة شاي في الخمسينة سكر كتير يا عم إبراهيم .
ـ هات حق الحلبة و الحجرين معسل اللي لسه طافحهم الأول يا وله .
ـ هو أني يعني ها آكل عليك فلوسك ؟
ـ و لما تنسى أعمل إيه أنا بقى إن شاء الله ؟ أزغــــــرد ؟ ، و بعدين أنا مخي مش دفتر ، ها أفتكر مين و إلا مين .
ـ لا و على إيه ، خد يا عم إبراهيم آدي حساب الحلبة و الحجرين أهم ، و سك بقى على الشاي طالما كده .
ـ أسك أسك ، هو يعني حق الشاي بتاعك هو اللي ها يغنيني ؟ أما حلوة دي و الله ، عشان الواحد بيطالب بحقه يبقى غلطان ....
ـ كنت روح إعمل دكر على الغفير عوضين اللي كان مستقطعك في الرايحة و الجاية ، و ما كنتش بتقدر تقوله بم .
ـ انته فين و الناس فين ؟ خلاص ده كان زمن و ولى ، بص حواليك يا وله و شوف ، خلاص البلد هي اللي ها تختار غفرها ....
( يخرج العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة ، عندها يقف الأهالي يصفقون و يهتفون )
ـ عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس .
عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس .
( يشير لهم العمدة بيديه يحييهم ، يجلس و يجلس بعده الجميع ،
يقرب فمه إلى الميكروفون )
ـ شكرا يا بلد ، شكرا ،
طبعا موضوع اختيار الغفر ده اتأخر كذا مرة بسبب الظروف اللي كلكم عارفينها ، و عشان كده إن شاء الله النهاردة آخر فرصة ليكم عشان تختاروا غفركم ، اتفضل يا دكتور عادل .
ـ بصوا يا جماعة ، اللي عاوز يبقى غفير يرفع إيده .
( يرفع البعض أيديهم ، يشير العمدة للدكتور عادل )
ـ اكتب عندك يا دكتور ، أنا هامليك أسمائهم ، خضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، حسان أبو توفيق ، العوادلي أبو غانم ، خميس أبو التوابتي ، الخضر أبن أبو هاني ، و سعيد .... ( ينسى ) سعيد إيه يا وله ؟
ـ سعيد أبو حطاب .
ـ سعيد أبو حطاب ؟ انته مش من كفر أبو حطب يا وله ؟
ـ إيوه .
ـ لا معلش ، اشطب اسمه يا دكتور عادل معلش .
( عندها يقاطعه سعيد )
ـ ليه بقى إن شاء الله يا عمدة ؟ هو أني مش بني آدم زيي زيكم و إلا إيه ؟
ـ انته أحسن مننا كمان ، بس دي نقرة و دي نقرة ، مش معقول ده يحصل أبدا ،
أهالي كفر البلاص لا يمكن يكون غفرهم إلا من كفر البلاص ،
ده مبدأ إحنا متفقين عليه جميعا ، معلش يا سعيد ، خيرها في غيرها ، اتفضل أقعد ،
كمل يا دكتور ، حسنين أبو العوضي ، و ..... ، انته ياد يا أبو دقن هناك ، اسمك إيه ؟
ـ الطاهر أبو حماد يا عمدة .
ـ الطاهر أبو حماد ؟ انته يا وله ابن الحاج إسماعيل حماد الله يرحمه ؟
ـ أيوة يا عمدة .
ـ بسم الله ما شاء الله ، اللهم صل على النبي ، و الله و كبرت و بقيت راجل ، أبوك الله يرحمه كان من أعز الحبايب ، بس هو اللي سابنا بقى و راح البندر ، بس على رأي المثل ، اللي خلف ما ماتش ، آديك جاي أهو عشان تكمل رسالته و تخدم بلدك و أهل بلدك ،
مين تاني ؟ مافيش حد تاني ؟
طيب اللي كتبنا اسمه يتفضل هنا عندنا ، نادي عليهم يا دكتور .
ـ خضري أبو شقفة ، عبد الوهاب التهامي ، حسان توفيق ، العوادلي غانم، خميس التوابتي ، الخضر أبو هاني ، سعيد .... لأ معلش ، ده مشطوب ، حسنين العوضي ، و الطاهر حماد .
ـ بصوا بقى يا بلد ، آدي الجمل و آدي الجمال ، الناس دي عاوزة تبقى غفر عليكم ، و طبعا مش عشان هو وقف يبقى خلاص بقى غفير ، لأ طبعا لأن أي حد فيهم لازم توافقوا عليه الأول ، و اللي مش ها توافقوا عليه ها نقوله حالا دلوقتي يوريني عرض اكتافه ،
أول واحد ، خضري أبو شقفة ، اللي مش موافق عليه يرفع إيده .
( لا يرفع أحد يده )
يعني ما حدش فيكم معترض عليه ؟
طب الحمد لله ، آدي أول واحد ، طب و عبد الوهاب أبو التهامي ؟ فيه حد فيكم معترض عليه ؟
طيب آدي تاني واحد ، كويس و الله ، طب و حسان توفيق ؟
( يرفع بعض الأهالي أيديهم )
شكرا يا حسان يا أبو توفيق ، اتفضل ارجع مكانك .
( عندها يعترض حسان رافعا صوته )
ـ أرجع مكاني ليه إن شاء الله يا عمدة ؟
ـ فيه ناس معترضة عليك يا وله ، يعني أغصبهم ؟
ـ اللي معترض عليا يوريني نفسه يا عمدة .
ـ ها تعمل لي فيها قراقوش من أولها ؟ لا يوري لك نفسه و لا توري له نفسك ، خلاص ، طالما فيه حد معترض عليك يبقى انتهت ، و بعدين ما تخلينيش أفتح دفاتري القديمة و أقولك المستخبي ، و إلا فاكر إن شيخ الغفر خد الدفاتر معاه ؟ خليني ساكت و خلي الطابق مستور أحسن يا حسان يا أبو توفيق .
ـ هو انته مش لسه قايل من شوية بعضمة لسانك إننا ها نبدأ صفحة جديدة يا عمدة ؟
ـ صفحة جديدة أيوة ما قلناش حاجة ، بس الناس مش عايزاك يا أخي ، أضربهم على إيدهم يعني ؟ أما حاجة غريبة يا ولاد .
ـ ماشي يا عمدة ، خلاص خلاص ، بس أني كنت عاوز أفتح صفحة جديدة أهوه و انته اللي قفلتها في وشي ، روح يا شيخ ، تلاتة بالله العظيم ما اني مسامحك ...
ـ المسامح ربنا يا خويا ، و بعدين لو هوه مين ، أني مش ها أفرض حد فيكم ع الناس ، يلا اللي بعده ، العوادلي غانم ، فيه حد معترض عليه ؟
مافيش ، طيب خميس أبو التوابتي ؟
ما حدش معترض ،
طب اللي بعده ، الخضر أبو هاني ، فيه حد معترض على الخضر أبو هاني ؟ مافيش ؟
لكن أنا بقى معترض عليه ( يرفع العمدة يده لأعلى )
و هو عارف و أنا عارف ، ( ينظر العمدة نظرة حادة للخضر ، ينظر الخضر إلى الأرض ، عندها يهمس العمدة )
ـ روح لحال سبيلك يا أبو هاني .
( يرحل الخضر و قد طأطأ رأسه ، عندها يميل الشيخ جمعة على العمدة هامسا في أذنه )
ـ هو الواد خضر كان عمل إيه يا عمدة ؟
ـ يعني ربنا ستره ، عاوزني أني اللي أفضحه يا شيخ جمعة ؟ طب خلي حد تاني غيرك يسأل السؤال العجيب ده ، ( يكمل كلامه للأهالي ) اللي بعده ، حسنين أبو العوضي ، هيه ، حد معترض عليه يا بلد ؟
طيب كويس و آخر واحد الأمير ابن الأمير الطاهر حماد ، ابن الشيخ اسماعيل أبو حماد الله يرحمه ، كان راجل و لا في الدنيا كلها ، حد معترض على الطاهر أبو حماد يا بلد ؟
( يرفع الشيخ جمعة يده )
ـ انته معترض على الطاهر ابن إسماعيل أبو حماد يا شيخ جمعة ؟
ـ لا يا عمدة لا سمح الله ، بس أني الصراحة كنت عاوز أقول كلمة حق في الجدع ده .
ـ اتفضل يا شيخ جمعة .
ـ الشهادة لله يا بلد ، الجدع ده من يوم ما رجع البلد لا شفنا عليه حاجة كده و لا كده ، بالعكس ده ما بيسيبش فرض إلا ما يصليه في الجامع ، و الوحيد فيك يا بلد اللي مربي دقنه ، لا و راجل متعلم و عمرك ما تسأله في حاجة إلا ما يقول قال الله و قال الرسول ، يعني راجل من الآخر كده ـ بتاع ربنا .
( يشير إليه العمدة )
ـ شكرا يا شيخ جمعة على البقين الحلوين دول ،
طيب دلوقتي بقى إحنا كده و الحمد لله خلصنا إختيار ،
يبقى فاضل بقى نبعتهم يتدربوا على ضرب النار و الذي منه ، بعد كده يرجعوا لكم غفر رسمي ، أظن كده ما لكوش حجة بقى ؟
منكم فيكم أهوه ، منكم فيكم ،
لا و أنتم اللي مختارينهم على كيف كيفكم كمان ،
و كل اللي اعترضتم عليهم مسحناهم بالأستيكة مسح ،
أظن دلوقتي بقى صفحتي بيضة ؟
( الجميع يرد عليه بحماس )
ـ بيضة يا عمدة .
( يرفع يده للسماء )
اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد .


( يتبع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[right]عمدة كفر البلاص ( 10 )

( صوت موسيقى عسكرية تهز القرية ،
اقشعرت لها الأبدان ،
الخفر العائدون من البندر يمشون صفا واحدا فيما يشبه العرض العسكري ، يحملون بنادقهم على أكفهم يسندونها بأكتافهم ، يضربون الأرض بأقدامهم بقوة ، تطوع أحدهم ليقودهم بصيحاته العسكرية )
ـ حد اتنين ، هوب هوب ،
شمال يمين ، هوب هوب ،
( العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يقفون في الشرفة ،
الأهالي يصطفون على جانبي الطريق ، يصفقون و يهللون ،
عندما وصل الخفر إلى دار العمدة صرخ قائدهم )
ـ سريـــــــــة قف .
( يتوقفون و قد ضربوا الأرض بأقدامهم ، فيسود الصمت بين الناس )
ـ لليميـــــــــن در .
( يلتفون إلى اتجاه شرفة العمدة حيث يقف )
ـ سلاااااااااام سلاح .
( يقومون بشقلبة البنادق بين أيديهم و الضرب عليها بأكفهم ، يرفع العمدة كفه إلى جبينه بتحية عسكرية ، صرخ قائدهم )
ـ أرضــــــــــا سلاح
( يضعون أسلحتهم أرضا بحركات بهلوانية )
ـ صفا
( يضربون الأرض بقوة )
ـ انتباه
( يعاودون ضربها )
ـ أداء القسم ،
أقسم بالله العظيم ( يردد الخفر وراءه )
ـ أقسم بالله العظيم .
ـ أن أخدم بلدي و أهلي .
ـ ألا أخدم بلدي و أهلي .
ـ و أن أحترم أقل جزمة فيهم .
ـ و أن أحترم أقل جزمة فيكم .
ـ و ألا أضرب أي حد على قفاه .
ـ و أن أضرب أي حد فيهم على قفاه .
ـ حتى و لو كان ابن مين .
ـ حتى و لو كان ابن مين .
( يتجه القائد إلى الشرفة ، يؤدي التحية العسكرية للعمدة )
ـ الغفر جاهزين لأداء مهام وظيفتهم يا حضرة العمدة .
( يخطب العمدة فيهم )
ـ أولا ، حمد الله على السلامة ، و إن شاء الله كده تكونوا فخر لينا جميعا ، و ياريت تفضلوا فاكرين القسم اللي حلفتوه دلوقتي ، و ما نسمعش عن حد فيكم عمل حاجة كده و إلا كده ، و إلا ها يكون مصيركم نفس مصير اللي سبقوكم ، و كلكم عارفين اللي سبقوكم جرى لهم إيه ،
دلوقتي عايزين نرشح واحد منكم يبقى شيخ الغفر ، و طبعا انتم عارفين إن الشغلانة دي، تكليف مش تشريف ،
هيه ، فيه حد فيكم عاوز يبقى شيخ غفر ؟
( يرفع ثلاثة رجال أيديهم )
ـ الخضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، و الطاهر أبو حماد ،
حلو قوي ، طيب ....
( يميل إليه الشيخ جمعة هامسا في أذنه )
ـ عاوز أكلمك في حاجة ضروري يا عمدة .
ـ خير يا شيخ جمعة ؟
ـ لا مش ها ينفع هنا ، لازم جوه .
ـ هي حبكت يا شيخ جمعة دلوقتي ؟
ـ أيوة حبكت دلوقتي حالا .
( يشير العمدة بيده )
ـ طب يا جماعة ، معلش بعد إذنكم خمس دقايق و راجعين لكم على طول .
( ينادي لعبد الجبار )
ـ وزع الأزوزة على الناس يا وله .
( تجمع الناس حول عبد الجبار ، الذي أخذ بدوره يناولهم زجاجات المياه الغازية ، و دخل العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة إلى القاعة و أغلقوا الباب )
ـ فيه إيه بقى يا شيخ جمعة ؟
ـ شيخ الغفر ده بالذات لازم يبقى تعيين يا عمدة .
ـ إيه رأيك يا دكتور عادل ؟
ـ أنا من رأيي إننا نعمل تصويت من أهالي البلد و اللي يفوز يبقى هو شيخ الغفر .
( يقاطعه الشيخ جمعة )
ـ يا جماعة الله يهديكم ، الموضوع ده بالذات ما ينفعش فيه تصويت .
ـ ليه يا شيخ جمعه ؟
ـ هو انته جديد ع البلد و إلا إيه يا دكتور عادل ؟ ما تعرفش يعني اللي بين عيلة التهامي و عيلة أبو شقفة ؟
ـ عارف طبعا ، بس دي حاجات قديمة و خلصت خلاص .
ـ لا تبقى غلطان لو افتكرت كده ، أمال ليه واحد من كل عيلة رفع إيده ؟ عشان كل عيلة فيهم نفسها و منى عينها شيخ الغفر يبقى منهم عشان تكيد العيلة التانية .
ـ يا سلام ؟ معقولة فيه ناس لسه بتفكر بالشكل ده ؟
ـ فيه و نص ، و شوف انته بقى لو عيلة فيهم شيخ الغفر بقى منهم ، قابل بقى انته المصايب اللي ها يعملوها العيلتين في بعض .
( يقاطعه العمدة )
ـ كلام منطقي جدا و الله ، طب و العمل يا شيخ جمعة ؟
ـ انته يا عمدة تعين الواد الطاهر أبو حماد شيخ الغفر ، و لا تصويت و لا كلام فاضي .
( يقاطعه الدكتور )
ـ طب و فين الديمقراطية اللي بنتكلم عنها بقى لنا شهور يا شيخ جمعة ؟
ـ و هو انته ممكن يعني ، يجي على بالك مثلا ، إننا نعمل تصويت و البلد تختار دكتور الوحدة الصحية يا دكتور عادل ؟ عليا النعمة لو عملناها بالديمقراطية ليصوتوا للواد ( طه إنتي بيوتك ) حلاق الصحة اللي بيطاهر العيال ، هههههه ( يضحكون ) و برضك ما ينفعش نقول ها ناخد رأي البلد مين يبقى شيخ الجامع ، الديمقراطية دي ممكن قوي تبقى في انتخاب الغفر ، و أهي البلد كلتها وافقت على الغفر دول ، و عشان كده ، أي حد العمدة ها يختاره و يعينه شيخ غفر ها يبقى البلد هي اللي مختاراه مسبقا و هي اللي موافقة عليه قبل كده ، يعني كده ديمقراطية و كده ديمقراطية ، يعني على الوشين يا باطسطا .
( يضع العمدة يده على رأس الشيخ جمعة )
ـ دماغك دي لازم أحنطها و ألفها في حرير و أحطها في المتحف يا شيخ جمعة ، يسلم اللي نفضك .
( يقاطعه الدكتور عادل )
ـ بس يا حضرة العمدة ............
(يقاطعه العمدة )
ـ و لا بس و لا حاجة ، اللي قال عليه الشيخ جمعة عين العقل ، إنت مش متخيل يا دكتور عادل إيه اللي ممكن يجرى لو حد من العيلتين دول مسك شيخ غفر ، يا خراااااابي يا خرابي ، لا لا لا لا .....
ـ أيوة بس ها نقول للناس إيه ؟
( يقاطعهم الشيخ جمعة )
ـ دي بقى عاوزة ديمقراطية بحق و حقيق .
ـ إزاي يا شيخ جمعة ؟
ـ إحنا مش ها نخليها تصويت على الشخص نفسه ، إحنا ها نخلي التصويت على الاعتراض على الشخص المترشح .
ـ و إيه الفرق بقى إن شاء الله .
ـ لا تفرق كتير ـ على رأي الست وردة ـ دلوقتي لو عبد الوهاب أبو التهامي طلع و قلنا مين معترض عليه ، ها يحصل إيه ؟
( يقاطعه العمدة )
ـ طبعا عيلة أبو شقفة ها ترفع إيديها و تعترض عليه .
ـ حلو قوي ، و كده يبقى خلصنا من واحد م الاتنين ، طيب و لما نقول مين معترض على الخضري أبو شقفة ؟
ـ أكيد عيلة التهامي كلها ها ترفع إيديها .
ـ يبقى خلصنا م التاني ، و ساعتها نقول إن اللي فاضل هو الطاهر أبو حماد و طبعا ما حدش ساعتها ها يقدر يقول تلت التلاتة كام و لا حتى ينطق و يقول بم .
( يقبل العمدة رأس الشيخ جمعة )
ـ دي راسك محتاجة متحف لوحدها يا شيخ جمعة .
( يضحكون )
ـ أي خدمة يا عمدة .
ـ طب يلا بينا عشان زمان الناس استعوقتنا .
( يخرج العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل ، يصفق الناس و يهتفون باسم العمدة ، يشير إليهم العمدة بيده ليتحدث ، يهدأ الأهالي شيئا فشيئا )
ـ بصوا بقى يا بلد ، طبعا إحنا اتفقنا على إننا ما نعملش أيتها حاجة إلا بمشورتكم ، دلوقتي زي ما أنتم شايفين فيه تلاتة مرشحين نفسيهم ، و كل واحد فيهم عاوز يبقى شيخ الغفر ، و لكن فيه مشكلة عندنا هنا ، المفروض طبعا إن شيخ الغفر ده ما يكونش بينه و بين أي حد في البلد أي خصومة لا سمح الله ، صح و إلا لأ ؟
( يرد الأهالي )
ـ صح يا عمدة .
ـ و طبعا لازم يكون واخد موافقة جميع أهالي البلد ، و لازم كمان عيلته تكون ما فيش بينها و بين أي عيلة تانية أيتها مشاكل ، صح و إلا مش صح ؟
( يصيح أحد رجال القرية )
ـ الله ينور عليك يا عمدة ، هو كده بالظبط .
ـ لأن ممكن لا مؤاخذة يعني في يوم من الأيام يقع تحت إيده مشكلة بين واحد من عيلته و واحد من العيلة التانية ،
ساعتها طبعا ممكن يقف في صف قريبه ضد التاني ، مش كده و إلا إيه ؟
( يصيح رجل آخر )
ـ و الله عين العقل اللي بتقوله ده يا حضرة العمدة ، روح يا شيخ الله يفتح عليك .
ـ عشان كده أول واحد ها تصوتوا عليه عشان يبقى شيخ الغفر هو عبد الوهاب أبو التهامي ـ اللي من عيلة التهامي ـ اللي معترض عليه من عيلة أبو شقفة برفع إيده .
( يرفع الكثير من الأهالي أيديهم )
ـ يبقى انته ما تنطبقش عليك الشروط يا عبد الوهاب يا أبو التهامي ، إتفضل رجع مكانك .
( عندها يهلل بعض الأهالي شماتة )
ـ طيب و الرجالة اللي من عيلة التهامي و معترضين على ترشيح الخضري أبو شقفة ـ اللي من عيلة أبو شقفة ـ يرفع إيده .
( يرفع الكثير من الرجال أياديهم )
ـ يبقى ارجع مكانك انته كمان يا خضري .
( يهلل بعض الأهالي شماتة )
ـ كده يبقى مش فاضل غير الطاهر أبو حماد ، ( يخفض صوته ) فيه حد معترض عليه يا جماعة ؟ لأ ؟ طيب ، يبقى على بركة الله ،
مبروك عليك شياخة الغفر يا طاهر يا أبو حماد .
( يزداد التهليل و التصفيق و الهتاف و نسمع صوت الموسيقى العسكرية هنا و هناك ، و يختلط الحابل بالنابل )


( يتبع )
[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:55 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 11 )

( جلس العمدة يرتشف الشاي ،
طرق الباب ،
صاح العمدة )
ـ مين ؟
ـ الطاهر أبو حماد .
ـ تعال ادخل يا شيخ الغفر .
( يدخل الطاهر على العمدة مترددا خجلا ، عندها يصيح العمدة )
ـ تعالى يا طاهر ، ادخل ، انته مكسوف و إلا إيه ؟ لا ، خلي بالك بقى ، الكسوف و الخجل ده مش ها ينفع في الشغلانة دي ، ده انته ها تتعامل مع مجرمين و قلالات أدب ، يعني لازم بنظرة واحدة منك تخليهم يكشوا و يموتوا في جلدهم .
ـ و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك يا حضرة العمدة ، ربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله .
ـ إن شاء الله ، على فكرة أبوك الله يرحمه كان حبيبي ، أكلنا سوا و شربنا سوا و تعلمنا سوا و كافحنا سوا و اعتقلونا سوا و حاربنا سوا ، عشرة عمر يعني ، كانت أيام بصحيح ، الله يرحمه و يحسن إليه .
ـ و يرحم أموات المسلمين جميعا .
ـ اللهم آمين ، صحيح انته كنت فين ؟ ما شفناكش في صلاة العشا .
ـ صليتها في الدار ، أصل كنت عامل إجتماع للغفر .
ـ إجتماع إيه ؟ خير ؟
ـ ما هو لازم يا عمدة نحط النقط على الحروف من أولها ، و لازم كل واحد يعرف اللي ليه و اللي عليه برضك .
ـ اللهم صل ع النبي ، أيوة كده ، الظاهر إنك مش سهل زي ما أنا كنت فاكر يا طاهر .
( يضحكون )
ـ لا أبدا يا أبا العمدة ، بس إن شاء الله ها تنبسط مني آخر انبساط .
ـ إن شاء الله .....
( يطرق أحدهم الباب )
ـ إتفضل .
( يدخل أحد الخفر ، يؤدي التحية العسكرية لشيخ الخفر )
ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر .
( عندها ينتفض العمدة ممسكا بخيزرانته )
ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر ؟ ( يضرب الغفير ) لوح قزاز قاعد قدامك ؟
الواد يا أخويا و لا كأن فيه عمدة قاعد .
( يصرخ الخفير )
ـ يعني أقطع نفسي أني بقى ؟ مش دي أوامرك يا شيخ الغفر ؟
( عندها يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر )
ـ نعم نعم نعم نعم ، انته قايل لهم إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
ـ ثواني بس يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للخفير ) أي حاجة أقولها لك تطبق على البلد كلتها إلا حضرة العمدة يا بقف ، ( ينظر إلى العمدة ، يغمز له بعينه ) بعد إذنك يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للغفير ) يلا غور انته دلوقتي ، أنا ليا حساب تاني معاك بعدين .
( يخرج الخفير ، و يذهب شيخ الخفر يمسك بيد العمدة يجلسه )
ـ إتفضل أقعد بس انته يا أبا العمدة و هدي نفسك كده و أني ها أفهمك .
ـ تفهمني إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
ـ بص يا عمدة ، حضرتك عارف طبعا اللي بين عيلة أبو شقفة و بين ولاد التهامي ؟
ـ طبعا عارف ، و دي حاجة بتستخبى ؟ المهم يعني .
ـ عبد الوهاب أبو التهامي و الخضري أبو شقفة ، شوكتين في ضهري يا أبا العمدة ، و الصراحة كده إذا ما كنتش أبقى شديد معاهم و مع الغفر كلهم من أول يوم ، يبقى الأمور كلتها ها تفلت من إيدي و مش ها أقدر ألمهم بعد كده .
ـ عليا النعمة ما أني فاهم حاجة .
ـ كل واحد فيهم واخد له غفير أو اتنين في صفه و عامل لي فيها شيخ غفر .
ـ إحنا بدأنا العوج من أولها ؟
ـ مش بأقولك يا أبا العمدة أهو ؟ يبقى لازم من الأول أشد ع الغفر كلهم و إلا لأ ؟
ـ معاك حق و الله ، عين العقل .
ـ عشان كده أنا كنت عامل لهم إجتماع من شوية ، و قلت لهم إن ما فيش في البلد دي غير شيخ غفر واحد ، هو أني ، و نبهت عليهم واحد واحد إن ما حدش ياخد أوامر إلا م العبد لله ، و حسهم عينهم أشوف حد يدي التحية غير لشيخ الغفر و بس ، طبعا ما أقصدكش انته م الكلام ده يا أبا العمدة .
ـ معاك حق و الله يا طاهر ، إيوة كده الله ينور عليك .
ـ عشان كده مش عايزك تزعل مني يا أبا العمدة لو سمعت حاجة كده و إلا كده ( يقبل رأس العمدة ) ما هو أني لازم أمسكهم بإيد من حديد من أولها ، و إلا قول ع البلد دي يا رحمن يا رحيم .
ـ لأ ، معاك حق طبعا ، بجد ؟ الله ينور عليك ، هي دي شياخة الغفر يا بلاش .
ـ و بعد إذن حضرتك يا عمدة ، ( و الله لا يستحي من الحق ) ، و بصراحة كده اللي قبلينا قالوا إن المركب اللي عليها ريسين بيحصل لها إيه يا أبا العمدة ؟
ـ بتغرق طبعا ، و دي عايزة كلام .
ـ الله ينور عليــــــــك ، يبقى لازم ننظم العملية بيني أنا و انته ، و إلا مش ها نخلص يا أبا العمدة .
ـ تقصد إيه يا وله .
ـ لو اديت لحد فيهم ودنك مش ها تخلص ، و خد عندك بقى ، ها أبقى أنا زي المعدية و كل واحد فيهم ها يطلع فوق قفايا عشان يقولك كلمتين عشان يتقرب لك ، و عشان كده أرجوك يا عمدة ما تسمحش لأي حد فيهم إنه يجي يقولك ده عمل و ده سوى ، و أنته كمان بعد إذنك يا أبا العمدة ، يا ريت لو عايز أيتها حاجة من أي غفير فيهم تقولي أني عليها ، و أني اللي أكلفه بيها بنفسي .
ـ اللهم صل على النبي ، مش بأقولك اللي خلف ما ماتش ، تلاتة بالله العظيم كأني واقف قدام أبوك الله يرحمه ، اللهم صل على النبي ، ألف رحمة تنزل عليك يا حاج إسماعيل ، نفس كلامه نفس حركاته نفس طريقته ، بسم الله ما شاء الله ، بسم الله ما شاء الله ،
خلاص يا شيخ الغفر و أنا معاك في كل كلمة قلتها ،
الله ينور عليك بجد ، و اللي قلته ده هو عين العقل ،
على بركة الله .
ـ يعني مش زعلان مني يا أبا العمدة ؟
ـ و هو الحق بيزعل يا وله .
ـ معلش و بلاش يا وله دي يا أبا العمدة الله يخليك .
ـ دي بس بيني و بينك ، لكن قدام البلد ، لا طبعا انته حضرة شيخ الغفر .
ـ ما هي المشكلة إن لسانك ها ياخد عليها يا أبا العمدة و ممكن لا مؤاخذة يعني تفلت منك كده و إلا كده ، و أني أحب الصراحة أبقى قدام الكل شيخ الغفر ، و كل ما ترفع من مقامي قدام البلد ، كل ما ها تثبت رجليا أكتر و تثبت الأمن و الحزم و الربط في البلد اكتر و اكتر .
ـ أوامرك يا حضرة شيخ الغفر ، مبسوط كده ؟
ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة .
ـ ما بلاش بقى يا أبا العمدة دي كمان ، خليها يا حضرة العمدة بقى .
ـ لا فيه فرق بين دي و دي .
ـ فرق إيه بقى إن شاء الله ؟
ـ العمدة أبو البلد كلها لازم الناس تحبه و تقرب له و كل واحد يحس ناحيته بحب ، لكن شيخ الغفر لا ، لازم الناس كلها تحترمه و تخاف منه ، يعني العلاقة اللي بين البلد و العمدة لازم تبقى علاقة حب ، أما العلاقة اللي بين البلد و شيخ الغفر لازم تبقى علاقة احترام و خوف ، ماشي يا أبا العمدة ؟
ـ و لو إني مش معاك في موضوع الخوف دي ، بس الباقي ماشي يا حضرة شيخ الغفر .
ـ تأمرني بحاجة يا أبا العمدة ؟
ـ شكرا يا شيخ الغفر .
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، صحيح اللي خلف ما ماتش .
( يخرج شيخ الخفر بينما تحمل الذكريات العمدة على جناحيها ، تحط به بين حقول أيام الزمن الجميل )


( يتبع )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[right]عمدة كفر البلاص ( 12 )

( دخل شيخ الخفر مسرعا ،
وجد عبد الجبار جالسا ،
سأله في عجالة )
ـ فين أبوك العمدة يا عبد الجبار ؟
ـ بيصلي .
ـ هو لسه ما صلاش العشا لغاية دلوقتي ؟
ـ بيصلي السنة .
ـ طب نادي بسرعة على بهانة و خليها تقوله إن شيخ الغفر عايزك ضروري ....
( عندها ينفتح الباب الداخلي للقاعة و يدخل العمدة )
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، حرما يا حضرة العمدة .
ـ جمعا إن شاء الله ، خير ؟
ـ عاوزك في كلمتين يا حضرة العمدة .
( ينظر العمدة لعبد الجبار )
ـ روح خلي البت بهانة تعمل لنا اتنين شاي يا عبد الجبار ، و أقف انته بره لغاية أما أناديلك .
ـ أمرك يا حضرة العمدة .
( يخرج عبد الجبار )
ـ خير يا شيخ الغفر .
ـ لا مش خير أبدا يا أبا العمدة .
ـ ليه بس حصل إيه ؟
ـ السل بينهش في الكفر يا أبا العمدة .
ـ سل ؟ أعوذ بالله ، سل إيه يا شيخ الغفر ؟
ـ يعني هو الدكتور عادل ما قالكش ؟
ـ و لا قال لي أيتها حاجة .
ـ العيال قرايبه اللي جم امبارح الصبح م البندر و قعدوا عنده في الدار .
ـ مالهم يا وله ؟
ـ اللهم احفظنا عيانين بالسل ، و أهي العدوى انتشرت في الكفر كله .
ـ مين اللي قالك الكلام الفارغ ده يا شيخ الغفر ؟
ـ أني اللي بأقولك أهوه ، و ابعت هاته كده خليه يكذبني .
( يصرخ العمدة مناديا )
ـ عبد الجبار ، وله يا عبد الجبار .
( يدخل عبد الجبار يحمل الشاي )
ـ أمرك يا حضرة العمدة .
ـ حط الشاي اللي في إيدك ده ، و روح بسرعة هات لي الدكتور عادل دلوقتي حالا ، قوله أبويا العمدة عاوزك ضروري ، و ما تجيش إلا معاه .
ـ فوريرة .
( يخرج عبد الجبار مسرعا )
ـ معقولة الكلام ده ؟
ـ و مش معقولة ليه ؟ مش هو برضه اللي موت خالتي الحاجة زهرة مراتك الله يرحمها ؟
ـ إيه الكلام الفاضي ده يا طاهر ؟ لا كله إلا كده ، حرام عليك ما تفتريش ع الراجل ...
ـ و ها أفتري عليه ليه إن شاء الله ؟ مش هو برضه اللي اداها حقنة غلط بدل ما يوطي لها الضغط علاه ؟
ـ كلام إيه ده يا شيخ الغفر ؟
ـ ده مش كلامي ، ده الكلام اللي البلد كلتها بتقوله يا أبا العمدة .
ـ و انته ها تسمع لكلام الناس .
ـ ما فيش دخان من غير نار يا أبا العمدة .
ـ طب دول عالم فاضية بيقولوا أيتها حاجة و خلاص ، و بعدين ما حدش بيموت ناقص عمر .
ـ أيوة بس فيه أسباب برضك .
ـ على العموم خلينا دلوقتي في المصيبة اللي احنا فيها ، الكلام ده لو صحيح يبقى على الدنيا السلام ، الدكتور عادل ؟ معقولة ؟ بالذمة ده كلام برضه ؟
( يدخل عبد الجبار و معه الدكتور عادل )
ـ السلام عليكم .
ـ روح انته يا عبد الجبار ، و عليكم السلام .
ـ خير يا حضرة العمدة ؟
ـ إيه حكاية قرايبك اللي عندك دول يا دكتور عادل ؟
ـ مالهم يا حضرة العمدة ؟
ـ صحيح عيانين بالسل ؟
( ينظر الدكتور لشيخ الغفر )
ـ هو حضرتك عرفت يا حضرة العمدة .
ـ و هو فيه حاجة بتستخبى ع العمدة برضك يا دكتور عادل ؟
ـ لو لك قرايب عيانيين و جم واقعين في عرضك يا حضرة العمدة عشان تشوف لهم حل ها تعمل إيه ؟ حتى لو مش قرايبي ، من واجبي أعالجهم و أراعيهم لغاية ما يقوموا بالسلامة ، مش دي الأصول برضه ؟
ـ أيوة بس ده سل يا دكتور عادل ،عارف يعني إيه سل ؟
( فجأة يدخل الخفير التوابتي يلهث ، يحاول التقاط أنفاسه )
ـ ..... إلحقونا يا عالم ، إلحقنا يا دكتور عادل أنا ف عرضك ، الواد حمودة ابني بيكح دم ....
( عندها يصرخ شيخ الغفر )
ـ مش قلت لك يا حضرة العمدة ؟ أهوه ، آدي البشاير ظهرت أهي ،و الواد ابن حسان أبو شوشة كمان لسه سامع أمه بتصوت عليه و انا جايلك ...
( صرخ العمدة في وجه الدكتور عادل )
ـ ينفع الكلام ده يا دكتور عادل ؟ أهي العدوى انتشرت في البلد أهي ..
( ينكب التوابتي على كف الدكتور عادل يقبلها )
ـ أبوس إيدك يا دكتور عادل ، تلحق الواد ابني بسرعة ...
( يصرخ شيخ الخفر )
ـ ها يلحق مين و إلا مين ؟ روح منك لله يا شيخ ، ما كنا قاعدين كافيين خيرنا شرنا ، لازم يعني تدخل لنا السل البلد ؟
ـ ما تحترم نفسك يا شيخ الغفر ؟
( يمسك الدكتور عادل شيخ الغفر من ملابسه ،عندها يجذبه العمدة بعيدا )
ـ سيب شيخ الغفر دلوقتي يا دكتور عادل و روح إلحق المصيبة اللي وقعتنا فيها إنته وقرايبك ، يلا بسرعة ...
( يخرج الدكتور و التوابتي )
ـ مش قلت لك يا أبا العمدة ؟ مش قلت لك ؟
ـ و العمل إيه دلوقتي يا شيخ الغفر .
ـ عمله اسود بعيد عنك ، لازم دلوقتي حالا نعمل حظر على البلد كلتها .
ـ حظر ؟
ـ إيوه ، لا حد يخرج من بيته و لا حد يدخل لغاية لما نشوف حل في المصيبة دي .
( يصرخ العمدة مناديا )
ـ عبد الجبار ، عبد الجبار ...
( يدخل عبد الجبار )
ـ بسرعة يا وله لم لي الغفر كلهم دلوقتي حالا .
( يخرج عبد الجبار مسرعا )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، كنا ناقصين الدكتور عادل كمان ؟
ـ لازم تكرشه م البلد يا عمدة الليلة هو وقرايبه .
ـ و البلد تقعد كده من غير دكتور ؟
ـ و هو الدكتور عمل إيه يعني للبلد ؟ ما هو قدامك أهوه ، هو اللي جاب لنا الخراب أهوه ، و من بكره الصبح نبعت شكوى للمديرية يبعتوا لنا حد غيره ، تلاتة بالله العظيم الواد (أنتي بيوتك) برقبته ، قلت إيه ؟
ـ أيوه بس على الأقل نخليه لغاية لما المديرية تبعت لنا دكتور تاني .
ـ موت يا حمار ، طول ما هو موجود عمرهم ما هيسألوا فينا ، لكن لما يروح لهم هناك مكروش م البلد ، و يعرفوا إن البلد من غير دكتور ، ها يبقى وضع تاني ، خاصة لما يعرفوا كمان إن السل انتشر في البلد ، ده مش بعيد يبعتوا لنا دكتورين تلاتة على الأقل .
ـ خلاص ، بس لما الغفر يوصل نبعت واحد منهم يمشيه هو و قرايبه .
ـ و نستنى ليه ؟ أني ها أروح أكرشهم حالا دلوقتي ، و إلا يعني نستنى لما الفاس تقع في الراس و يعدوا البلد كلها ، ده سل يا أبا العمدة ، سل ، استر يا رب ...
( يخرج شيخ الخفر مسرعا ، و يجلس العمدة حائرا يكلم نفسه )
ـ معقولة ؟ الدكتور عادل ؟ اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استر يا رب ، يا لطيف يا لطيف يا لطيف ....
( يدخل عبد الجبار و معه الغفر ، يؤدون التحية العسكرية )
ـ أفندم يا حضرة العمدة ؟
ـ دلوقتي حالا أبو شقفة و التهامي يلفوا على كل بيوت البلد دار دار ، تنبهوا عليهم ممنوع حد يدخل أو يخرج ، و اللي ها يخرج من داره يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم ، و انته يا عوادلي ، تاخد دلوقتي حالا جردل البوية الحمرة و كل دار فيها حد تعبان أو بيكح تحط لي على بابه علامة غلط ، و حسك عينك انته و هوه تخلي حد يخرج من بيته أو يدخل لغاية لما المديرية تبعت لنا حد يشوف المصيبة السودة اللي احنا فيها دي ،
( يصرخ فيهم ) يلا بسرعة مستنين إيه ؟
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يخرج الخفر مسرعين يتخبطون ببعضهم البعض ،
يجلس العمدة على كرسيه يضرب كفا بكف )
ـ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل .
( يتبع )
[/size][/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:57 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 13 )


( الصمت يخيم على بيوت القرية ،
صوت الضفادع يأتي من بين الحقول الغارقة في الظلام ،
الخفر يجلسون حول إبريق الشاي الذي وضعوه فوق بعض الحطب المشتعل ،
الخفير (التوابتي) يحمل كوبا يصب به بعض الشاي و يأخذه لشيخ الخفر الذي يجلس بعيدا )
الشاي يا شيخ الغفر .
شكرا يا توابتي .
هي المديرية مش ها تبعت دكتور بدل اللي راح يا شيخ الخفر ؟
و هو انته فاكر إن كفرنا دي على بال البهوات القاعدين في المديرية ؟ موت يا حمار .
أمال ها نعمل إيه في المصيبة اللي احنا فيها دي ؟
آدينا مستنين الفرج .
( شبح يخرج من بين بيوت القرية ، يتجه ناحية الخفر ،
يصرخ أحد الخفر )
مين هناك ؟
( الشبح لا يتكلم ، يصرخ الخفير و قد صوب بندقيته ناحيته )
بقول مين هناك ؟
(يصرخ شيخ الخفر و هو يجري ناحية الشبح )
مين هناك إيه يا طربش ؟ نزل البندقية الله يخرب بيتك ، انته اتعميت خلاص ؟ ده أبويا العمدة يا بجم .
حضرة العمدة ؟
( يصل شيخ الخفر إلى العمدة ، يسلم عليه )
أهلا وسهلا حضرة العمدة ....
( يقف الخفر يؤدون التحية العسكرية ، يذهب شيخ الخفر و العمدة يجلسان بعيدا عن الخفر )
سلام عليكم .
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
اقعدوا اقعدوا ، إيه آخر الأخبار يا شيخ الغفر ؟
كله تمام يا حضرة العمدة ، لا حد دخل و لا خرج من داره زي ما حضرتك أمرت ، و كل بيت فيه حد تعبان عملنا على بابه علامة بالبوية الحمرة .
و بعدين يا شيخ الغفر ؟ إيه العمل ؟
العمل عمل ربنا يا عمدة ، ربنا يعديها على خير .
و ها نقعد كده لحد إمتى ؟
أنا رأيي إن التهامي و أبو شقفة ينزلوا البندر م الفجر و يروحوا المديرية ....
مش ها ينفع ، لازم أروح أنا بنفسي .
و إيه المانع ؟ أكيد برضك ها يعملوا لك ألف حساب و يتصرفوا .
خلاص ، بكرة إن شاء الله تبعت معايا اتنين غفر ، و آدي انته تبقى مكاني لغاية لما آجي .
برقبتي يا حضرة العمدة .
التوابتي فين ؟
أهوه ( ينادي ) يا توابتي ، تعال كلم أبوك العمدة .
( يجري التوابتي إلى العمدة ، يؤدي التحية العسكرية )
أفندم ؟
أخبارك ابنك إيه دلوقتي ؟
سألت عليك العافية يا حضرة العمدة ، لا ده خف و بقى عال العال ، مش طلع لا عنده سل و لا حاجة .
أمال إيه الدم اللي نزل منه ده ؟
لا ، ما هو الدكتور عادل لما شافه قبل ما يمشي ، قال إن الدم ده من سنانه .
الحمد لله .
( يقاطعه شيخ الخفر )
خلاص روح انته يا توابتي ، و حمد الله على سلامة ابنك .
( يذهب التوابتي يجلس مع الخفر ، يكمل العمدة حديثه مع شيخ الخفر )
الواد ابن أبو شوشة أخباره إيه ؟
لسه جاي من عندهم دلوقتي ، الواد السخونية مسكاه و بيخرف ، منه لله بقى الدكتور عادل ، تلاتة بالله العظيم ، الواد ده لو جرى له حاجة ذنبه ها يبقى في رقبته ، و ساعتها بقى أبو شوشة مش ها يسكت .
لا حول و لا قوة إلا بالله .
طب الواد ( أنتي بيوتك ) ما بيوريناش همته ليه و يعالجه ؟
ما هو لولاه كان الواد راح في شربة ميه ، ده لما لقى السخونية مسكاه ، جري بيه ع الترعة و قعد يغطسه فيها لغاية لما راحت ، و ادى له إبرة مخدر ما عرفش و إلا إيه ، الواد بعدها بقى عال العال ، بس يدوبك ساعتين تلاتة ، و السخونية رجعت تاني و حالته بقت حاله .
ما تيجي لما نعدي عليه نشوفه .
لا يا عمدة ، كله إلا انته ، البلد مش مستغنية عنك ، و بعدين أنا لسه جاي من عندهم أهوه .
طب خلي حد م الخفر ياخد لهم شوال رز و شوال دقيق و زيت و الذي منه .
ربنا يخليك لينا يا عمدة ، حاضر من عينيه .
و تخلي الواد (أنتي بيوتك) ما يسبوش .
ما هو عندهم في الدار من ساعتها ، الشهادة لله ، الواد مش مقصر .
ربنا يعديها على خير .
و صاحبك مشي ؟
غار في ستين داهية هو و العيانين قرايبه ، داهية لا ترجعه .
قال لك إيه لما قلت له يمشي م البلد ؟
و هو قدر ينطق بحرف واحد ؟ ما هو غلطان و الغلط راكبه من ساسه لراسه ....
أنا خايف لنكون ظلمناه يا وله .
ظلمناه ؟ ليه إن شاء الله ؟ ده يظلم بلد بحالها ، و إلا يعني كنا نستنى لما قرايبه يعدوا البلد كلتها ؟ و ساعتها بقى قول على البلد يا رحمن يا رحيم .
( صرخات عالية تأتي من القرية ، يقف العمدة و شيخ الخفر )
إيه ده ؟
الظاهر الواد ابن أبو شوشة مات ، الصويت جاي من ناحية دارهم .
لا حول و لا قوة إلا بالله ، يلا بينا يا شيخ الغفر .
اتفضل يا حضرة العمدة .
( يسرع العمدة و شيخ الخفر في اتجاه الصوت )
اسبقنا يا غفير انته و هوه شوف فيه إيه بسرعة .
( يجري الخفر ناحية دار أبو شوشة )
الله يقطع الدكاترة كلهم في ساعة واحدة قادر يا كريم ، آدي آخرة الدكاترة و اللي بيجلنا من ورا الدكاترة ، منك لله يا دكتور عادل ، بس هازز لي طوله في الرايحة و الجاية بالبالطو الأبيض و السماعة ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل .
استر يا رب ، يا رب استرها لجل حبيبك النبي .
( يعود التوابتي مسرعا ، يقابل العمدة و شيخ الخفر ، يلهث )
فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .
ده الواد توفيق بيضرب مراته .
الله يقطعه و يقطعها في ساعة واحدة ، و ده وقته ؟
( يلتقط العمدة أنفاسه )
خضنا الله يخضه ، لا إله إلا الله ، خلاص خليك انته بقى يا شيخ الغفر .
أوصلك يا أبا العمدة ؟
توصلني إيه ؟ عيل صغير قدامك ؟
العفو يا حضرة العمدة ، بس اتشرف بالمشي معاك مش أكتر و الله .
لا ، خليك انته شوف شغلك ، سلام عليكم .
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
( يتبع )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 14 )


( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ،
استيقظ الأهالي مذعورين ،
أسرع الرجال بالخروج ،
النساء ينظرن من خلف النوافذ ،
يتساءلون )
ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟
ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم .
ـ يا ساتر استر يا رب .
( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي )
ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟
ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم )
ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟
ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟
ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد .
ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟
ـ المهم حد فيكم شافه ؟
ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة .
ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي .
( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ )
ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر .
ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد .
ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه .
ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر .
( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ،
أحد الغفر يجري إلى اليمين ،
يتبعه آخر يجري إلى اليسار ،
يصرخ أحد الغفر )
ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر .
( يصرخ آخر )
ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني .
( يصرخ ثالث )
ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة .
ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع .
( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ،
يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته )
ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟
ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ...
ـ ماله ؟
ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة .
ـ يقتلوني اني ؟
ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده ....
ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟
ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة .
ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني .
ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم .
ـ هربوا منكم ؟
ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب .
ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع .
ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى .
ـ حاجات إيه دي ؟
ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ،
أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ،
ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ،
ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه....
ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده .
ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة .
ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر .
ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه .
ـ خير إن شاء الله ؟
ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية .
ـ عروستي ؟
ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم .
ـ تليفون إيه ؟
ـ تليفون العمدة .
ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟
ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور .
ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟
ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم .
ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس .
ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة .
ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر .
ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة .
ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر .
ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة .



( يتبع )
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 9:59 pm

عمدة كفر البلاص ( 15 )


( اجتمع أهالي القرية عن بكرة أبيهم أمام دار العمدة ،
كل منهم يريد أن ينال دوره للتحدث من خلال هاتف العمدة المجاني ،
وقف الخفر يصفون الناس ،
بينما أخذ الخفير التهامي يصيح بالجموع )
ـ عمرنا ما ها نتعلم النظام أبدا ؟
ما تقف صف واحد ياله انته و هوه ،
حازي ، و الا احنا يعني ما نمشيش غير بالعصاية ؟
مش كفاية العمدة الله يعمر بيته خلاكم بني آدمين و عملكم التليفون مجانا ؟ دي فين تلاقوها دي في العالم كله يا ناس ؟
سبحان الله ، عليا النعمة خدمة عشر نجوم ،
ـ نرجع نأكد ـ كل واحد فيكم ياخد دوره ،
جاتكوا داهية ، الستات في ناحية و الرجالة في ناحية ، كلكو زي بعض ،
ارجع يا راجل انته هناك ، ها ناخد واحدة ست و بعدين راجل و بالدور ، و اللي يدخل عشان يتكلم ما يعوقش ، يعني تتلقح تقعد تطرش الكلمتين و تفز تقوم على طول ، رغي النسوان ده مالوش لازمة ، أني بأنبه اهوه ، عشان ما حدش يقول (التهامي) ما حذرناش .
انته ياد يا حسونة ، جاي تتكلم من هنا ليه ؟ مش عندك تليفون ؟ و الا أبو بلاش كتر منه ؟
ـ هو أني مش زي الناس دي و الا إيه يا ( تهامي ) ؟
ـ و التهامي ده كان بيلعب مع أبوك في الشارع ؟ أما تيجي تكلمني يا وله تقول حضرة الغفير التهامي ، فاهم و إلا لأ ؟ و بعدين ، لأ طبعا إنته مش زي الناس ، مش عندك تليفون في بيتكم ، يبقى تروح تتكلم منه ؟
ـ مش ماشي يا حضرة الغفير ، زيي زيهم .
ـ طب تلاتة بالله العظيم ما انته متكلم لو على جثتي ...
( يجذبه من جلبابه بعيدا ، يحاول التخلص من بين يديه و لا فائدة ، يذهب الرجل بعيدا و هو يصيح )
ـ و الله لاني قايل لحضرة العمدة ، إشمعنى اني يعني ؟
( يدخل ( التهامي ) إلى داخل دار العمدة بينما وقف الخفر بالخارج يصفون الأهالي بنظام ، نسمع صوت ( التهامي ) ينادي من الداخل )
ـ دخلي أول واحد يا ( عوادلي ) .
ـ يلا ادخل انته يا حسن يا بو خميس .
( يصرخ أحد الرجال )
ـ اشمعنى أبو خميس يعني ؟ أني جاي قبله ، و الا عشان قريبك ؟
( يصرخ الخفير العوادلي في وجهه )
ـ هوه كده ان كان عاجبك ، عافية بقى ، و عليا النعمة كلمة تانية ما انته شايف التليفون ده شكله إيه ، إيه رأيك بقى ؟
( عندها يتراجع الرجل ، لكنه يتكلم بصوت خفيض بكلام غير مفهوم )
ـ بتبرطم تقول إيه يا ابن هنومة ؟
ـ بادعي لك ، الحق عليا ؟
ـ باحسب ، عارف لو كنت بتبرطم كده و الا كده ؟
( يتحرك شاب من بين الجموع يقترب من العوادلي ، يهمس في أذنه )
ـ أمي بتقولك انته ما عديتش عليها ليه عشان تاخد صينية البطاطس اللي عاملاها لك ؟ و بتقولك هي عايزة تكلم اخويا في العراق .
( يلتفت العوادلي إليه يهمس في أذنه )
ـ قولها حاضر بس شوية كده عشان زحمة دلوقتي ( يغمز بعينه ، ثم يرفع صوته ) أنا ما عنديش خيار و فاقوس ، أنا باقولك اهوه ، كل واحد في دوره ، يلا من هنا .
( ينصرف الولد ، يشير العوادلي بعصاه لإحدى النساء الواقفات )
ـ الست اللي هناك دي ، إنتي مين يا ست انتي ؟
ـ أني من أبو زعيبل .
ـ نعم ؟ زعيبل مين يا أم زعيبل ؟ يلا امشي مششت ركبك من بدري ...
( يذهب إليها يدفعها بقوة فتقع المرأة أرضا ، عندها تحدث ضجة بين الجموع )
ـ ما تسيبها يا عم عوادلي .
ـ يعني هي ما لهاش نفس زينا ؟
ـ يعني التليفون ها يخس ؟
( عندها يصرخ فيهم العوادلي )
ـ إياك أسمع نفس حد فيكم انته و هوه ، كل واحد فيكم ينقطنا بسكاته ، اللي متعاطف معاها يوريني نفسه ، الخدمة دي لأهالي كفر البلاص و بس ، يلا غوري في ستين داهية من هنا ، و أديني بانبه اهوه ، أي حد من أبو زعيبل أو أبو حطب يمشي من سكات أحسن له و إلا ها أسود عيشته و عيشة اللي جابه .
( تقف المرأة و ترحل و هي تبكي ، بينما ينسحب بعض الرجال و النساء من بين الصفوف ، و يعود العوادلي لينظم الصفوف )
......................
( بعد المغرب جلس الخفير ( التوابتي ) مع شيخ الخفر )
ـ كله تمام يا شيخ الغفر .
ـ عملت إيه النهاردة ؟
ـ زي ما أمرت بالظبط ، و كل حاجة متسجلة هنا في الورق ده .
( يخرج التوابتي بعض الأوراق و يناولها لشيخ الخفر )
ـ إوعى يكون حد شافك و انته بتكتب ؟
ـ هو أني أهبل ؟ أنا كنت باصنت من التليفون اللي جوه .
ـ طب اقرا لي اللي انته كاتبه كده .
ـ الواد حسن ابو خميس طلق مراته و كلم أهلها في البندر عشان يجو ياخدوا حاجاتها .
ـ و طلقها ليه ؟
ـ عشان ما خلفتش لغاية دلوقتي .
ـ و العيب من مين ؟
ـ كل واحد فيهم بيقول العيب م التاني .
ـ غيره .
ـ البت نحمده بنت أبو إسماعيل جاي لها عريس من أبو حطب .
ـ و اتلمت عليه فين الواد ده ؟
ـ كان معاها في المصنع بتاع المركز ، و جاي هو و أهله يوم الاربع عشان يطلبوها من أبوها .
ـ غيره .
ـ الواد حسان أبو جمعة أخوه باعت له ألفين جنيه من بلاد برة مع واحد صاحبه ، و ها يجيب له الفلوس بكرة الظهر .
ـ هو أخوه بيشتغل إيه هناك ؟
ـ بيقولوا مبيض محارة كبير قوي هناك ،
على فكرة الواد حسونة كان جاي النهاردة عشان يتكلم من عندنا ، بس التهامي طرده .
ـ طرده ليه إن شاء الله ؟
ـ عشان عندهم تليفون و جاي يتكلم من تليفون العمدة .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هو أنا قعدت أتحايل على العمدة لغاية لما عمل التليفون مجانا ليه ؟ بعد ما تخرج من عندي تروح تقطع السلك بتاع تليفون الواد حسونة ، و أني ها أنبه على التهامي إنه يسيبه يتكلم من عندنا .
ـ أمرك يا شيخ الغفر .
ـ و بكرة ها أخلي واحد م الغفر يعملهم شاي كمان .
ـ ما نجيب لهم سحلب و طاولة أحسن ؟ ( يضحكان ) أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها ؟
ـ عمدة و عاوز يريح أهل بلده يا أخي ، و إلا يعني الكحكة في إيد اليتيم عجبه ؟ و بعدين ده كفاية إننا نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد .
ـ طب و التقارير اللي أني قاعد أكتبها دي ، أبويا العمدة عنده خبر بيها ؟
ـ لأ طبعا ، دي حاجة بيني و بينك بس ، و حسك عينك حد يعرف الموضوع ده ، و بعدين ما هو إحنا لازم نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد يا وله ، أمال ها نحافظ على أمن البلد دي إزاي ؟
ـ معاك حق و الله يا شيخ الغفر ، عاوز الصراحة يا شيخ الغفر ؟
ـ لا بنت عمها .
ـ كان نفسي دماغي تبقى و لو نص دماغك .
ـ ياد قول بسم الله ما شاء الله ، يلا روح عشان تنام ( يخرج بعض النقود من جيبه و يدسها في جيب التوابتي ) و بكرة إن شاء الله تطرطق ودانك على الآخر .
ـ مطرطقة و سالكة و مية مية إن شاء الله يا شيخ الغفر ، سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .



( يتبع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 16 )

( صرخة عالية شقت سكون القرية ،
تعلقت العيون و الآذان باتجاه الصرخات ،
فجأة انطلق أحد الغلمان فارا من بين أعواد الذرة ،
يمسك جلبابه بفمه و يهرول في اتجاه القرية يصرخ )
ـ روحوا يا هــــــــــوه ، ( السلعوة ) ظهرت يا جدعان .....
( تخونه قدماه الدقيقتان فيتعثر منزلقا إلى الترعة ،
يخرج منها زاحفا ، ما يلبث أن يعاود الفرار ،
اختلط الحابل بالنابل ،
النساء و الأطفال و الرجال يفرون في كل اتجاه )
ـ اهرب بسرعة ياد يا محمود .
ـ ما جايز كلب مسعور ياد يا حمودة .
ـ هو أنا عبيط و الا مختوم على قفايا ؟
بقولك أنا لسه شايفها في أرض أبوك محمد أبو اسماعيل ....
ـ يا داهية دقي .....
( محمود يفك الحبال التي ربط بها بهائمه ،
ينهال عليها ضربا بعصاه فتفر البهائم باتجاه القرية ،
يقفز محمود فوق حماره يهز قدماه بشدة ، يلوح بعصاه عاليا ،
صرخات الاستنفار تتصاعد هنا و هناك )
ـ استر يا رب ، انته لسه ما قفلتش يا عم حسنين ؟
ـ ما أنا بأقفل أهو ، ليكون ديب ياله يا حمودة ؟
ـ برضك ها يقولي ديب، بقولك ( السلعوة ) أنا شايف عينيها بعيني اللي هاياكلها الدود و هيه بتطق شرار .
ـ طب اجري بسرعة و بلغ أبوك العمدة ...
ـ عمدة مين الساعة دي ؟ يا روح ما بعدك روح ....
( يغلق عم حسنين باب دكانه الخشبي سريعا ،
يعلق قضيبا طويلا من الحديد عليه ،
يضع قفلا كبيرا و يفر هاربا )
ـ اجري استخبى يا وله انته و هوه بسرعة ، يا لطيف ، يا لطيف .
( تجري إحدى النساء تنتشل طفلها من فوق الأرض و تفر به ، تصرخ )
ـ يا بت يا سعاد ، ادخلي بسرعة يا بنت ال ........
( تدخل إلى منزلها ، تغلق الباب خلفها سريعا ،
طفل صغير يحاول الفرار ، فيسقط تدوسه الأقدام ،
يوقفه أحد الرجال ، يصرخ في الناس )
ـ الرحمة يا جدعان حرام عليكم .
( يجري الطفل إلى حارة ضيقة ، يختفي عن الأنظار ،
امراة تصرخ في ولدها )
ـ شفت أختك فين ياد يا عبوده ؟
ـ دخلت بيت عم أبو سليمان .
( الجميع يحاول الفرار )
ـ يا ساتر استر يا رب .
( ما هي إلا لحظات حتى ساد صمت مميت ،
جميع الأهالي يهرعون إلى ديارهم ،
جميع الأبواب تغلق بإحكام ،
العيون جاحظة تترقب خلف الأبواب و النوافذ ،
الآذان صاغية تتنصت ،
البعض صعد فوق السطوح يتابع المشهد من أعلى ،
يتساءل أحد الرجال)
ـ مش جايز تعلب و الا ديب و الا كلب مسعور يا جدعان .
ـ الواد حمودة بيقولك شايف الشرار طالع من عينيها .
ـ شيخ الغفر بيحلف على المصحف إن هي اللي أكلت كلاب العمدة أول امبارح .
ـ ده أبو شلبي لسه شايفها امبارح بالليل على جسر الترعة و هي بتسن سنانها يا جدعان .
( صرخة عالية تشق الفضاء )
ـ استر يا رب ، الصرخة دي جاية منين ؟
ـ دي جاية من ناحية دار أبو خميس .
( صوت الصرخات يقترب و يقترب )
ـ ده صوت عيل صغير ، يالطيف ، يالطيف .....
( تظهر من خلف البيوت طفلة صغيرة تصرخ و تجري إلى أحد الأبواب )
ـ الحقيني يا أمه ، الحقني يا آبا .....
( تدق الباب و تدق و لا مجيب ،
الجميع يتابع ما يحدث من خلف الأبواب و النوافذ و من فوق السطوح ،
تتعالى صرخات الأهالي ، تتزايد أصواتهم )
ـ يا ضنايا يا بنتي ، ربنا يكون في عونك .
( ينادي أحدهم من خلف الأبواب )
ـ بنت مين دي يا عالم ؟
( يرد عليه آخر )
ـ دي بنت حسين أبو حبيبة .
( البنت تبكي و تصرخ و لا مجيب ،
فجأة ،
تخرج ( السلعوة ) من بين أعواد الذرة ،
يتطاير الشرر من عينيها ،
سوداء حالكة اللون ،
يسيل من بين أنيابها لعاب السعار ،
تقف متحفزة ،
تتعالى صرخات الأهالي )
ـ حد يغيتها يا ولاد ، ما تفتح لها ياد يا مسعود .
ـ ما انته حلو اهوه يا له ، ما تطلع تاخدها انته يا ناصح ، و الا بس بق على الفاضي ؟
ـ و هو انا مستغني عن نفسي و عن عيالي ، دي سلعوة يا آبا ، عارف يعني إيه سلعوة ؟
( تتراجع البنت ملتصقة بالأبواب ،
نحيبها يمزق القلوب ،
دقات قلبها الصغير تتردد بين جدران البيوت ،
لحظات من الترقب )
ـ يا بلد ما فيهاش راجل ، مفيش حد يغيت البت المسكينة دي ؟
ـ و هي أهلها سايبنها ليه الساعة دي ؟
ـ فيه حد يسيب ضناه كده بالذمة ؟
( تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
تصرخ الطفلة و تصرخ حتى يبح صوتها ،
فجأة ينفتح أحد الأبواب ،
تخرج منه ( خضرة ) ،
ترفع في يديها عصا غليظة )
ـ ما تخافيش يا أمه ، ما تخافيش .
( تقف بين السلعوة و البنت الصغيرة ، تتعلق عينها ب السلعوة ،
تجري البنت لتتشبث بجلبابها )
ـ دي مين بنت المجنونة دي ؟
ـ دي البت (خضرة) أم لسانين .
ـ و الله بت بميت راجل .
( تتحرك خضرة بجنبها خطوة خطوة باتجاه بابها ،
تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
تفتح خضرة باب دارها بينما عينيها مازالت معلقة على السلعوة ، تدخل البنت من الباب مسرعة ،
عندها تقفز السلعوة على خضرة تحاول افتراسها ، إلا أنها باغتتها بضربة قوية بعصاها الغليظة على رأسها و صرخت )
ـ موتي بقى الله ياخدك .....
( تسقط السلعوة على إثر الضربة ، إلا إنها تهب ثانية لتهجم على خضرة فتباغتها بضربة ثانية و ثالثة ، و تصرخ )
ـ الله ياخدك ، الله ياخدك ....
( عندها تسقط السلعوة على الأرض لا تستطيع الحراك ، إلا أنها ما زالت حية ،
عندها نجد أحد الخفر (العوادلي) يخرج من خلف أحد الأبواب ،
يصرخ )
ـ إلحقنا يا شيخ الغفر ، إلحقنا يا شيخ الغفر .
( عندها يخرج شيخ الخفر يحمل بندقيته ، يصوبها ناحية السلعوة ، و يطلق عليها النار ،
عندها يصرخ ( العوادلي )
ـ الله أكبر ، الله أكبر ،
شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .
( عندها يتردد صوته في الفضاء )
شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .


( يتبع )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 10:00 pm

عمدة كفر البلاص ( 17 )

(العمدة ينادي من داخل القاعة )
ـ عبد الجبار ، واد يا عبد الجبار ...
( يدخل عبد الجبار مسرعا ، يتخبط بباب القاعة ، ينكسر الباب ، يمسك عبد الجبار بالباب قبل أن يسقط على الأرض ، يكاد الدم أن يتفجر من وجنتيه خجلا ، يقف ممسكا بالباب ، ينظر إلى العمدة و الشيخ جمعة الجالس إلى جواره ، و ينظر إلى الباب ، لا يعرف ماذا يفعل ، يصرخ العمدة )
ـ جاموسة داخلة علينا ؟ إيه اللي انته هببته ده يا بجم ؟
(وقف عبد الجبار يتصبب منه العرق ، ينظر إلى الأرض ، لا يستطيع النطق بكلمة واحدة ، يحاول لملمة الحروف فلا يستطيع )
ـ ما ... ما ... أصل ... أصل ...
ـ انته ها تمأمأ لي ؟ اسند الزفت اللي كسرته ده على الحيطة و غور هات الواد ( قادوم ) يصلحه ، بسرعة .
ـ أمرك يا حضرة العمدة .
( يسند عبد الجبار الباب على الحائط ، و يخرج مسرعا ، يناديه العمدة )
ـ واد يا عبد الجبار ، انته يا وله ...
( يعود عبد الجبار مسرعا لكنه يتردد في الدخول فيقف خارج الباب )
ـ أمرك يا حضرة العمدة .
ـ عدي على شيخ الغفر خليه يجيني .
ـ حاضر .
( يذهب عبد الجبار ، يميل الشيخ جمعة على العمدة )
ـ طيب أستأذنك أنا يا حضرة العمدة ؟
ـ لا ، تستأذن مين ؟ لازم تقعد لغاية لما يجي و تحضرنا .
ـ عشان بس ما يبقاش فيها حرج يا عمدة .
ـ حرج إيه و بتاع إيه ؟ و لا فيها حرج و لا حاجة ، اقعد اقعد ( ينادي ) بت يا بهانة ...
( ترد بهانة من خلف الباب الداخلي )
ـ أأمر يا أبا العمدة .
ـ اعملي لنا حاجة نشربها يا بت .
ـ شاي ؟
ـ شاي شاي ؟ ما فيش غير الشاي ؟
ـ أعملك قهوة ؟
( يكلم الشيخ جمعة )
ـ إيه رأيك في فنجانين قهوة م البن المحوج اللي جابهولي شيخ الغفر ؟
ـ ماشي .
( ينادي العمدة على بهانة )
ـ صحيح تعالي يا بت يا بهانة ادخلي ، ما فيش حد غريب ، ده أبوك الشيخ جمعة .
( تدخل بهانة )
ـ السلام عليكم ، إزيك يا أبا الشيخ جمعة ؟
ـ أهلا يا بهانة ، عاجبك اللي عمله جوزك ده يا بت ؟
ـ عمل إيه ؟
( يقاطعها العمدة )
ـ كسر الباب يا فالحة .
( يشير العمدة إلى الباب المكسور ، تنظر بهانة إلى الباب )
ـ هوه اللي كسره ؟
ـ لا آني ، الواد بأنادي عليه لقيته داخل في الباب زي البهيم .
ـ معلش يا أبا العمدة ، أصله بيحبك قوي و الله ، و ما بيصدق إنك تنادي عليه بيبقى عاوز يطير طير كده و يجيلك .
ـ حبك برص و عشرة خرص انتي و هوه ، كسبنا صلاة النبي ؟
ـ اللهم صلى عليه .
ـ طب اجري بقى اعملي لنا فنجانين قهوة مظبوط م اللي وصى عليهم داود في التذكرة يا بت .
ـ أمرك يا أبا العمدة ، بس بالله عليك ما تزعل من عبد الجبار يا أبا العمدة.
ـ خلاص اللي حصل حصل ، بس روحي انتي اعملي القهوة .
ـ هوا .
(تخرج بهانة )
ـ ما قلتليش يا شيخ جمعة ، مش يمكن الناس دول يكونوا قرايبه ؟
ـ قرايبه مش قرايبه ، المفروض أي حد يدخل البلد و يقعد فيها يكون عندك علم بيه ، و بعدين دول مش واحد و إلا اتنين .
ـ معاك حق طبعا ، و دول جم البلد إمتى يا شيخ جمعة ؟
ـ ساعة لما انته كنت في المديرية بتجيب الدكتور الجديد .
( يدخل شيخ الخفر )
ـ السلام عليكم ، خير يا حضرة العمدة ، ازيك يا شيخ جمعة ؟ إيه اللي كسر الباب كده ؟
ـ و عليكم السلام .
ـ سيبك م الباب دلوقتي يا شيخ الغفر ، إيه موضوع الناس اللي قاعدين عندك دول ؟
ـ قرايبي يا حضرة العمدة و جايين زيارة يومين ، ليه خير ؟ حد فيهم عمل حاجة كده و الا كده لا سمح الله ؟
ـ مش المفروض أبقى على علم بكل حاجة في البلد يا شيخ الغفر ؟ أنا مش قايلك انته مكاني لغاية لما أرجع م البندر ؟ يبقى أي حاجة تحصل في البلد و أنا غايب لازم يكون عندي علم بيها .
ـ معاك حق طبعا يا أبا العمدة ، عداك العيب ( ينحني شيخ الخفر على كف العمدة يقبله ، يسحب العمدة كفه بسرعة )
ـ استغفر الله العظيم .
ـ حقك عليا ، أني غلطان ، بس و الله ما جت فرصة أقولك مش أكتر ، و بعدين دول جايين يقعدوا يومين و ماشيين ، و معروف انك طول عمرك بيتك مفتوح للغريب قبل القريب يا حضرة العمدة .
( يدخل عبد الجبار )
ـ الواد ( قادوم ) مش موجود ، بيقولوا راح البندر ، عنده شغل هناك و مش ها يجي إلا بعد يومين .
ـ و ها أقعد يومين من غير باب يا فالح ؟
( يقاطعه شيخ الخفر )
ـ فيه واد من قرايبي نجار يا حضرة العمدة ، بعد إذنك عبد الجبار يروح ينادي له يصلحه .
ـ يعني الناس جايين ضيوف عندنا نقوم نشغلهم برضك ؟
( يقاطعه الشيخ جمعة )
ـ ما فيهاش حاجة يا حضرة العمدة ، يعني نصلح الباب و إلا الدار تفضل مفتوحة كده من غير باب ؟
ـ أيوة بس أكيد ما معهوش عدة .
ـ ده ما بيمشيش من غيرها ، روح يا عبد الجبار عندنا الدار و قول لهم شيخ الغفر بيقول لكم ابعتوا الواد (شنكل) بالعدة بتاعته عند أبويا العمدة .
ـ فوريرة .
( يخرج عبد الجبار ، تدخل بهانة بالقهوة )
ـ القهوة .
ـ اعملي كمان واحد مظبوط لشيخ الغفر يا بت .
ـ حاضر .
ـ سبحان الله ، قريبك النجار ده جه في وقته .
ـ لأ مش بس كده ، ده أخوه حداد كمان و التالت بنا .
ـ اللهم صلى ع النبي .
( يقاطعهما الشيخ جمعة )
ـ ما تخليهم يعملوا لنا مدنة للجامع يا عمدة ينوبك ثواب .
ـ و ماله ، بس يمكن نعطلهم عن شغلهم و إلا حاجة ؟
( ينظر إلى شيخ الخفر ، يجيبه )
ـ و لا عطلة و لا حاجة يا حضرة العمدة ، هي الدنيا ها تطير ؟ يقعدوا لهم أسبوع أو اتنين زيادة ، ها يجرى إيه يعني ؟ ده كفاية الثواب اللي ها ياخدوه .
ـ الله يبارك فيك يا شيخ الغفر .
( يدخل عبد الجبار و بصحبته (شنكل) )
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام ، (شنكل) ابن خالتي اللي كلمتك عنه يا أبا العمدة .
ـ أهلا و سهلا بيه .
ـ شوف لنا الباب الي كسره الدغف ده كده يا شنكل ، ينفع يتصلح ؟
ـ كل حاجة تتصلح إن شاء الله يا حضرة العمدة .
ـ يلا ورينا الهمة .
( يبدأ شنكل في العمل ، يجلس العمدة و الشيخ جمعة و شيخ الخفر يتناولون القهوة حتى ينتهي شنكل من تصليح الباب سريعا )
ـ خدمة تانية يا حضرة العمدة ؟
ـ اللهم صلى على النبي .
ـ شوف كده يا حضرة العمدة ، لا تقولي بقى ( قادوم ) و لا غيره .
ـ إيه الحلاوة دي يا وله ؟ ( يغلق الباب و يفتحه ) بسم الله ما شاء الله ، هو ده الشغل على أصوله ، أيوة كده .........
( يمد العمدة يده في جيبه ، يخرج حافظة نقوده ، يمسك شيخ الخفر بيده)
ـ تلاتة بالله العظيم ما انته مطلع مليم أحمر يا عمدة .
ـ عيب يا شيخ الغفر .
( يقاطعهم شنكل )
ـ و هو أنا أصلا كنت أطول و إلا أحلم أعمل شغل في بيت العمدة ؟ ده كفاية الشرف اللي حط على راسي .
ـ ما يصحش يا وله .
ـ تلاتة بالله العظيم ما أني واخد أيتها حاجة .
( يقاطعه الشيخ جمعة )
ـ خلاص بقى يا حضرة العمدة ، طالما حلف ، الراجل ضيف عندنا ، ما توقعوش في حلفانه .
ـ لا إله إلا الله ، طب إيه رأيك بقى أنا عاوزك تصلح لي شوية الحاجات البايظة اللي في الدار ، بس بشرط .
ـ أأمر يا عمدة .
ـ تاخد حقك تالت و متلت ، أنا بأقول من دلوقتي أهو .
( يرد شيخ الخفر )
ـ بكره م النجمة إن شاء الله يكون واقف قدام الدار .
ـ شكرا يا شيخ الغفر ، ألف شكر يا شنكل .
ـ الله يسلمك يا حضرة العمدة ، و هو أني عملت حاجة ؟
ـ طيب ، تأمرنا بأيتها حاجة يا أبا العمدة ؟
ـ ما تقعدوا تتعشوا معايا .
ـ دايما عامر بحسك يا حضرة العمدة ، سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
( يتبع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 18 )



( دخل الشيخ جمعة مسرعا إلى القاعة ،
وجد عبد الجبار يفترش الأرض بجوار الحائط ،
وكزه الشيخ جمعة مناديا )
ـ واد يا عبد الجبار ، عبد الجبار ....
( يجلس عبد الجبار يفرك عينيه ،
ينظر يمينا و يسارا يحاول أن يتدارك ما يدور من حوله )
ـ نعم ؟
ـ فين حضرة العمدة يا وله ؟
ـ نعم ؟
ـ مالك يا وله ؟ بأقولك فين أبوك العمدة ؟
( ينظر عبد الجبار إلى الشيخ جمعة ، تدور بعينيه علامات الاستفهام ، و كأن الشيخ جمعة ينطق بطلاسم لا يفهمها )
ـ طيب .
( يسحب عبد الجبار الغطاء عليه و يعود متمدادا مرة أخرى متمتما )
ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، خير اللهم اجعله خير .
( يغضب الشيخ جمعة ، يوكزه وكزة قوية ، تتبعها أخرى )
ـ واد يا عبد الجبار ، قوم قامت قيامتك ياوله .
( يرد عليه عبد الجبار من تحت الغطاء )
ـ سيبني أنام الله يخليك يا شيخ جمعة .
ـ نامت عليك حيطة ، قوم رد عليا يا وله .
ـ فيه إيه بس يا شيخ جمعة ؟
ـ فين أبوك العمدة يا وله ؟
ـ أبويــــا العمــــدة نــــــــايم تعبــــــــــــــان ، هيه ارتحت ؟
ـ نايم تعبان ؟ تعبان ماله يا وله ؟
ـ الدكتور الجديد كان سهران معاه طول الليل و لسه ماشي هو وشيخ الغفر دلوقتي حالا ، سيبني أنام بقى .
ـ و الدكتور قال العمدة ماله يا وله ؟
ـ يا شيخ حرام عليك ، و الله العظيم ما نمت بقى لي يومين بحالهم ، اعتقني بقى لوجه الله .
ـ طيب ها اعتقك ، بس قولي الأول ، الدكتور قال أبوك العمدة ماله ؟
ـ قال إنه تعبــــان و لازم يرتــــــــــــــــاح ، سيبني أرتاح بقى أني كمان الله يخليك .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
( يدخل شيخ الخفر مسرعا )
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أهلا يا شيخ الغفر .
ـ أهلا يا شيخ جمعة ، خير ؟
ـ العمدة ماله يا شيخ الغفر ؟
ـ ما فيش ، الدكتور قال انه بعافية شوية ، و لازم يرتاح .
ـ أيوة يعني يكفينا الشر عنده إيه ؟
ـ الدكتور قال انها زي ما تقول كده انتكاسه ، ربنا يقومه منها بالسلامة .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، طيب ممكن أشوفه ؟
ـ الدكتور مانع أي حد يشوفه ، ده مشاني أني بذات نفسي من عنده امبارح .
ـ استغفر الله العظيم ، طب أنا عاوز على الأقل أطمن عليه .
ـ إطمن يا شيخ جمعة ، و يا ريت تطمن أهل البلد كلهم .
ـ و ها نعمل إيه يا شيخ الغفر ؟
ـ نعمل إيه في إيه يا شيخ جمعة ؟
ـ في البلد ، مين اللي ها يشوف أحوال البلد و يراعيها ؟
ـ و اني مش مالي عينك و الا إيه يا جمعة ؟
ـ جمعة كده حاف ؟ ؟؟؟ أني قصدي يعني لازم يكون فيه عمدة يراع.....
( تحمر عينا شيخ الخفر ، فيمسك الشيخ جمعة من رقبته )
ـ بص بقى يا جدع انته ، حاكم أني ساكت لك من الصبح ، البلد دي مالهاش و لا ها يبقى لها غير عمدة واحد ، هو الراجل اللي راقد جوه ده ، و على بال ما ربنا يقومهولنا كده بالسلامة ، كل حاجة ها تمشي زي ما كان مخطط لها بالظبط ، و آني بقى اللي ها أنفذ كل اللي قال لي عليه بالحرف الواحد ، و حسك عينك تهلفط بأي كلام من كلامك الماسخ ده ، جمعة ، ما تخلينيش أوريك الوش التاني ، و إلا تحب تشوفه ؟
( ارتعد الشيخ جمعة ، تلعثم ، أول مرة يواجه فيها وحشا ثائرا بهذه الصورة ، حاول المسكين لملمة أية حروف للرد على شيخ الخفر ، و لكن تضيع محاولاته أدراج الرياح ، ينظر الشيخ جمعة إلى الأرض يحاول الهرب من هذا الشرر المتطاير من عيني شيخ الخفر )
ـ أ .. أ .. أنا .. طبعا ما أقصدش أي حاجة يا حضرة شيخ الغفر لا سمح الله ، ماهو انته الخير و البركة برضه ، و هو فيه حد في البلد يسجر يقول أيتها حاجة ؟
ـ بحسب .
ـ طب تأمرني بأيتها حاجة يا حضرة شيخ الغفر ؟
ـ ياريت في كل صلاة تدعي و تخلي الناس كلتها تدعي للعمدة إن ربنا يشفيه و يقومه بالسلامة .
( ينفض التراب عن كتف الشيخ جمعة و يقترب من أذنه يهمس )
ـ و ياريت برضه توريني همتك كده و ما تسيبش راجل أو ست أو حتى عيل في البلد إلا اما تعرفه إن العمدة فوضني في كل حاجة في البلد لغاية لما ربنا يقومه بالسلامة .
( يهرب الشيخ جمعة من وسوسته و ينطلق خارجا )
ـ طبعا يا حضرة شيخ الغفر ، ضروري طبعا ، سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام ، ( يرفع صوته ملاحقا ) ما تقطعش الجوابات .
( ينادي شيخ الخفر على عبد الجبار )
ـ عبد الجبار .
( ينتفض عبد الجبار واقفا )
ـ أمرك يا شيخ الغفر .
ـ أني مش منبه عليك ما حدش يدخل هنا ؟
ـ و الله اني قافل الباب قبل ما انام يا شيخ الغفر ، بس فجأة لقيت الشيخ جمعة فوق راسي ، الظاهر البت بهانة هي اللي فتحت له واني نايم .
ـ على العموم فتح عينك ، و حسك عينك حد يخرج أو يدخل على أبويا العمدة ، زي ما قال الدكتور ، و نبه برضه على البت بهانة ، تلاتة بالله العظيم لو جيت في مرة و لقيت حد هنا لتكون سنتك سودة ،
و إلا على إيه ؟ أني ها ابعت واحد م الغفر يقف على الباب من بره ، روح خلي البت بهانة تعمل لي فنجان قهوة م البن بتاع العمدة .
ـ أمرك يا أبا العمدة ، قصدي أمرك يا حضرة شيخ الغفر ....



( يتبع )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 10:02 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 19 )

( هناك ، قريبا من المسجد ،
أخذ بعض الرجال يعملون بهمة و نشاط ،
مددوا فوق الأرض بجوارهم بعض الأنابيب المعدنية ، أخذوا يحفرون بفؤوسهم حتى أحدثوا فجوة عميقة بالأرض ،
ربط العمال ثلاثة أعمدة حديدية ببعضها البعض بالحبال من أطرافها العلوية ، نصبوها بشكل أفقي ، باعدوا بين أطرافها السفلية لتأخذ شكلا هرميا فوق هذه الفجوة ،
ثبتوا بأعلى الأعمدة بكرة يتدلى منها طرفي حبل ، مثبت في أحدهما أسطوانة حديدية مفرغة ،
أخذ أحدهم يجذب الطرف الآخر من الحبل ثم يفلته بصورة متكررة حتى بدأت هذه الاسطوانة تغوص بالأرض ،
و كلما غاصت مسافة ما بباطن الأرض ، رفعوها ليفرغوا ما بداخلها من الرمال ،
ثم يعودوا لتكرار شد الحبل و إفلاته بصورة مترددة ,
أخذ الرجال يرددون إنشادهم بصوت رخيم )
ـ هيلا هيلا ، صلوا ع النبي ، هيلا هيلا ...
( في هذه الأثناء مر عليهم الخفير التوابتي ، صرخ فيهم )
ـ بتهبب إيه يا جدع انته و هو ؟ و مين اللي أذن لك أصلا إنك تحفر جنب دار شيخ الغفر ؟ هي العملية سايبة و الا يعني .....
( يخرج شيخ الخفر من داره على إثر صرخاته )
ـ مالك يا توابتي فيه إيه ؟
ـ لا مافيش يا حضرة شيخ الغفر ، ده أنا كنت باسألهم بس بيعملوا إيه جنب دارك ؟
ـ و انته مالك انته ؟ لازم يعني تحط مناخيرك في كل حاجة ؟
ـ العفو يا شيخ الغفر العفو ، بس أنا كنت فاكر إن آني ها ....
ـ أنت ها تقعد تحكي لي قصة حياتك ، اجري بسرعة لعمك حسنين هات للرجالة صندوق كاكولة .
ـ فوريرة .
ـ الهمة يا رجالة ، عاوزين نخلص قبل الضهر عشان الشمس .
ـ أمرك يا شيخ الغفر .
( يمر الشيخ جمعة )
ـ سلام عليكم .
ـ سلام سيدي و رحمة الله و بركاته ، عملت إيه يا شيخ جمعة ؟
( يسلم على شيخ الغفر ، يميل مقتربا من أذنه )
ـ زي ما قلت لي بالظبط ، ما فيش نفر في البلد إلا و عرف إنك الكل في الكل دلوقتي ، ده غير شاعر الربابة اللي داير في البلد يحكي لهم حكاية أبو زيد الهلالي اللي قتل السلعوة ، ما عدش للناس سيرة غير شيخ الغفر و أفضاله ع الكفر و أهل الكفر ...
ـ تمام كده ، الله ينور عليك .
ـ لا مؤاخذة و لو فيها رزالة يعني ، الجماعة دول شكلهم أغراب مش م الكفر ، همه بيعملوا إيه لا مؤاخذة ؟
ـ و الله العظيم عارف إنك ها تسأل السؤال ده ، بس برضه ما فيش مانع تعرف و تعرف البلد كلتها ، دول رجالة جايبهم م البندر عشان يدقوا لنا طرمبة مية ، خلاص ، ما عدش شرب م الترعة بعد كده .
ـ الله يبارك فيك يا شيخ الغفر ، أيوة كده ، هو ده الكلام .
ـ و أديني عاملها بيني و بين الجامع أهو ، عشان اللي عاوز يتوضى و اللي عاوزة تطبخ .......
ـ روح يا شيخ الله يعمر بيتك ، بعد إذنك لما أروح أخلي الولية تعمل للرجالة براد شاي .
ـ ما لوش لزوم ، الواد التوابتي راح يجيب لهم كاكولة .
ـ بسم الله ما شاء الله ، كده بقى البلهارسيا ها تخرج من بلدنا بلا رجعة .
ـ هي البلهارسيا بس ، دي البلهارسيا و كل الأمراض و البلا الأزرق اللي معششة في الكفر ، خلاص ، الجهل و العك اللي كنتم غرقانين فيه ده خلاص ، بح .
( يأتي التوابتي يحمل صندوق المياه الغازية على كتفه )
ـ ساقعة يا وله ؟
ـ أمال إيه ؟ ده أنا أول ما قلت له عاوز كاكولة لشيخ الغفر نزل جوه الحفرة بنفسه و عبى لك الصندوق كله من تحت خالص .
ـ طب حطه هنا يا وله ، و افتح لكل واحد م الرجالة قزازة ، و افتح لك واحدة انته كمان و هات أسقع واحدة هنا لعمك الشيخ جمعة .
ـ أوامرك يا شيخ الغفر .
ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر ، طول عمر بيت أبو حماد بيت كرم بصحيح.
ـ طب تعالى ندخل جوه و خلي الرجالة تشوف شغلها .
( يدخل شيخ الخفر و الشيخ جمعه إلى داخل الدار بينما يعود الرجال للعمل بجد و نشاط ، تتردد أصواتهم )
ـ هيلا هيلا ، صلي ع النبي ، هيلا هيلا ....
( داخل الدار ، يجلس شيخ الغفر و الشيخ جمعه يتجاذبان أطراف الحديث)
ـ أخبار صحة العمدة إيه دلوقتي ؟
ـ زي ما هو ، لا بينطق لا من فوق و لا من تحت .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، هو إيه اللي جرى له ؟
ـ و هو انته بتستقل الكفر و بلاويه ، ده أنتم تنقطوا و تشلوا أتخن تخين ، و بعدين بيني و بينك العضمة كبرت بعيد عنك .
ـ طب و الدكتور رأيه إيه ؟
ـ ها يقول إيه ؟ كل ما أسأله يقول لي الأمل في ربنا كبير ، بس شكلها كده ما فيش فايدة ،آدينا بنعمل اللي علينا و الباقي على ربنا .
ـ طب ما ينفعش نسفره يتعالج ؟
ـ سفر إيه يا شيخ جمعة ، و همه يعني الدكاترة هناك على راسهم ريشة ؟ ما هم برضه دكاترة زي الدكتور اللي عندنا بالظبط ، و الشهادة لله الراجل مش مقصر معاه في أيتها حاجة .
ـ على رأيك ، يلا ، ربنا يتولاه برحمته .
( يدخل التوابتي يصرخ )
ـ إلحق يا شيخ الغفر ...
ـ فيه إيه يا وله ؟
ـ الطرمبة اللي الرجالة دقوها ...
ـ مالها يا وله ؟ حصل إيه ؟ اتكلم ؟
ـ تعالى شوف بنفسك .
( ينتفض شيخ الخفر واقفا ، ينطلق إلى خارج الدار )
ـ فيه إيه يا رجالة ؟
( و إذا بشعلة نار عالية تخرج من الأنابيب المغروسة بالأرض )
ـ إيه ده ؟
ـ إلحق يا شيخ الغفر ، الكفر عايمة على بير بترول ...
ـ بترول ؟
ـ أيوة ، تلاتة بالله العظيم أهوه ، شوف بنفسك ...
ـ إيه النار دي يا وله ؟
ـ ده الغاز اللي بيبقى متخزن فوق بير البترول ، و لو غوطنا شوية ها نوصل للبير ذات نفسه .
( يتقافز الجميع فرحا في الهواء ، يحتضنون بعضهم ،
تتعالى الصرخات هنا و هناك ،
يصرخ شيخ الخفر فيهم )
ـ بس يا وله انته و هوه ، حسك عينك حد يعرف بالموضوع ده لغاية لما نتأكد ، واد يا توابتي .
ـ أمرك يا كبير البلد ؟
ـ طفوا النار دي و اقفلوا الماسورة دي بسرعة ، و حط لي عليها اتنين غفر ما يرمشوش .
ـ أمرك يا كبير البلد .

( يتبع )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 20 )

( نشاط غير عادي يدب في القرية ،
رجال أشداء من ذوي البشرة البيضاء يرتدون ملابس زرقاء و على رؤوسهم خوذات صفراء ، يعملون بجد و نشاط ،
تحول الكفر إلى معسكر حربي ،
معدات و سيارات و آلات حفر عملاقة تنتشر هنا و هناك ،
تجمهر الأهالي عن بكرة أبيهم حول السياج الذي ضربه الرجال حول المكان )
ـ يا حلاوة يا ولاد .
ـ علي الطلاق بالتلاتة ما هم أجانب ، تلاقيهم صابغين شعرهم أصفر .
ـ يا سلام ، و صابغين جلدهم أبيض كمان ؟
ـ طب حد فيكم سمعهم و همه بيتكلموا انجليزي ؟
ـ و الله العظيم أجانب ، أقطع دراعي من هناهو إن ماكانوش أجانب ..
ـ ياراجل حرام عليك ده أنا سامع بوداني اللي ها ياكلها الدود الراجل اللي واقف هناك جنب الونش دهو و هو بيقول ( نو ) و (يس) كمان ...
ـ ما يمكن تكون قطة مستخبية تحت الونش بتنونو و هو بيقولها ( بس )..
ـ طب بص بص بص ، السيجارة اللي بيشربها عاملة إزاي ....
ـ يا حلاوة يا ولاد ، تلاتة بالله العظيم شيخ الغفر ده مرزق ، شوف حصل إيه أول ما مسك البلد ...
ـ و الله و ها تتنغنغي يا بلد ...
ـ أمال فين شيخ الغفر يا وله .
ـ قاعد مع البهوات جوه عشان يتفق معاهم .
ـ و المصحف ما ها نشوف أيام أحلى من أيامك يا شيخ الغفر .
ـ شوف قلب حال البلد إزاي .
ـ طب و رحمة أمي ربنا بيحبنا عشان بعت لنا الراجل دهو ، قولوا ورايا بسرعة يا ولاد الوزة ، شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة .
( يهتف الأهالي باسم شيخ الخفر )
ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة .
ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير .
ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير .
( داخل الدار ،
جلس شيخ الخفر على كرسيه ، جلس إلى يمينه امرأة شقراء و عن يساره يجلس رجل أشقر يرتدي بنطال (جينز) أزرق و قميص أبيض أنيق ، يقف وراءهم رجل بملابس زرقاء و على رأسه خوذة صفراء ،
تضع المرأة أمام شيخ الخفر بعض الأوراق )
ـ جرى إيه يا حاجة ؟ ها أمضي عمياني يعني ؟ لا معلش ، مش ها أمضي على أيتها حاجة إلا لما أعرف الأول إيه اللي لينا و إيه اللي علينا .
( يتكلم الرجل الجالس بجواره بالإنجليزية ، عندها يقوم الرجل الواقف وراءهم بترجمة كلامه )
ـ سنأخذ حك استخراج البترول و تكريره و تصديره مكابل خمسة دولارات للبرميل الواحد ، و سنضع هذه الأموال في حسابكم الذي سنفتحه لكم ببنوك سويسرا ، علاوة على ذلك سنقوم بإعلان استقلال بلدكم ، لتصبح دولة ذات سيادة و تعيينكم زعيما لهذه الدولة ....
ـ نعم نعم ؟ طب و العمدة الله يطول لنا في عمره ؟
ـ لا عليك سيدي الزعيم ، سنأخذه في طائرة خاصة و نعالجه في مستشفياتنا و سيلقى العناية اللازمة .
ـ أيوة بس هو العمدة برضك ، و المفروض يفضل عمدة .
ـ و من قال أننا سنقيله من العمودية ، سيظل كما هو بنفس مسماه ، عمدة كفر البلاص ، و لكن دولة كفر البلاص شيء آخر و كيان آخر ، فلن يعترف المجتمع الدولي بكفر البلاص ، و لكن أمام العالم ستكون دولة كفر البلاص ، دولة مستقلة ذات سيادة ، مجرد مسميات لا أكثر يا أخي الزعيم ، و لك طبعا مطلق الحرية في اختيار من يساعدوك في هذه المهمة ، كما أننا سنقوم كذلك بتوفير الحماية لبلدكم .
ـ حماية ؟ ليه إن شاء الله ؟
ـ سيدي الزعيم ، أنت تعلم جيدا أن بلدكم لصغر حجمها من الممكن أن تكون مطمعا لأية قوة غريبة تقوم باحتلالها و نهب ثرواتها ، لذلك لن تستطيعوا حماية أنفسكم بهذه البنادق الخشبية ، و لكن سنمدكم بكل الآلات العسكرية اللازمة من دبابات و صواريخ و طائرات و جنود ...
ـ طيب ، بس أني برضه عاوز أهالي الكفر ينوبهم م الحب جانب ، الأرض اللي انتم ها تحفروا و تدوروا فيها دي برضه أرضهم و وارثينها أبا عن جد .
ـ أكيد ، فسنكوم بتوفير بيت و سيارة و راتب شهري كبير لكل فرد مكابل حرية التنقيب في أي مكان تختاره الشركة .
ـ عظيم ، طيب و الأكل و الشرب و الذي منه ؟
ـ سنقوم ببناء مجمعات استهلاكية لكل أصناف الأطعمة و المشروبات ، يشترون منها ما يلزمهم ، علاوة على توزيع حصة تموينية لكل منهم مجانا .
ـ كده بقى ممكن أمضي و أبصم لكم بالعشرة كمان .
( يوقع شيخ الخفر على الأوراق التي أمامه ، يصيح الرجل الأشقر )
ـ ما تسمعينا زغروتة يا جاكلين .
( تتعالى الضحكات بينما تضع المرأة الشقراء يدها على فمها تزغرد ،
تنطلق على إثرها الزغاريد و التصفيق و التهليل خارج الدار ،
و تعزف الموسيقى و يتراقص العمال فرحا ،
أخذ الأهالي يهتفون و يرددون )
ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة .
ـ شيخ الغفر يا كبير ، نغنغنا و طلع م البير .


( يتبع )
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 10:03 pm

عمدة كفر البلاص ( 21 )
( تبدلت بيوت كفر البلاص الطينية قصورا ،
كل قصر يقف أمام بابه أكثر من سيارة فارهة ،
تبارى أهالي القرية في فخامة القصور و السيارات ،
كل منهم يحاول التميز عن الآخرين ،
في مكان فسيح على أطراف القرية ، يبدو عليه أنه أعد خصيصا للمباريات ،
أقيم حول المكان بعض المصاطب في صورة مدرجات حجرية للمشاهدة ،
بدء بعض الأهالي يتوافدون ،
كل منهم يجلس داخل هودج مفروش بفراش حريري محشو بريش النعام ، مطرز بخيوط ذهبية بأبهى الزخارف الملونة ، يتكئون على الوسائد اللينة ،
كل هودج يحمله أربعة رجال أشداء من ذوي البشرة السمراء ، عرايا الصدر و البطن ،
ما إن وصلوا إلى المكان حتى وضع الحمالون كل هودج فوق إحدى المصاطب الحجرية ،
يرفع أحد الحمالين طرفي الستائر الحريرية الشفافة المثبتة في جوانب الهودج ، يخرج الآخر مروحة من ريش النعام يحركها لأعلى و أسفل لتحريك الهواء ،
أشار الرجل الجالس داخل هودجه لأحد الحمالين ليقترب منه ،
حدثه بصوت واهن )
ـ خدني جنب سيدك توفيق .
( رفع الحمالون الهودج ، لاصقوه بجوار آخر ،
عندها رحب به توفيق الذي يجلس داخل هودجه )
ـ يا أهلا و سهلا ، عامل إيه ؟
ـ زي ما أنته شايف .
ـ انته جبت منين العبيد البيض دول ؟
ـ و غلاوتك لسه جايبهم من أوروبا امبارح ، طلبتهم من شركة ع النت امبارح الصبح ، لقيتهم واصلين بالليل .
ـ طب ما تبقى تجيب لي زيهم .
ـ من عيني حاضر ، بس لو أنا منك تاخد الصيني أحسن .
ـ إشمعنى ؟؟؟
ـ الصيني ها يبقى شكله جديد ، عينين ضيقة و كلهم ها يبقوا شبه بعض ، و بعدين كلهم مقاس واحد ، غير كده بيلعبوا كراتيه و يعملوا أكروبات ، و أندومي كمان ، يعني فول أوبشن .
ـ خلاص شوف لي الصيني .
( ينادي توفيق )
ـ هات اللاب توب يا وله .
( يحضر أحد الحمالين له جهاز الكمبيوتر المحمول ، يقوم توفيق بالعبث بالمفاتيح )
ـ خلاص يا ريس ، الليلة يكونوا عندك وحياتك .
ـ خلاص كده ؟
ـ طبعا ، شوفت العربية الجديدة بتاعتي ؟
ـ لا .
ـ فيه شركة أجنبية بعت لها تعمل لي عربية مخصوص ، هاند ميد يعني ..
ـ يعني إيه ؟ مش فاهم .
ـ صانعينها لي مخصوص على إيديهم ، بتشتغل بالطاقة الشمسية ، و فيها أوضة نوم و أوضة سفرة و حمامين و مطبخ ، حاجة كده على ما قسم .
ـ الله عليك ، و النبي تقول لهم يعملوا لي واحدة أني كمان .
ـ حاضر ، بس هو أني كل ما أعمل حاجة تقولي اعملي زيها ؟
ـ من جاور السعيد يسعد ، و بعدين انته مش صاحبي ؟ يبقى لازم تساعدني برضك ، أمال ها أطلب م الغرب يعني .
ـ ماشي يا سيدي ، و لا يهمك .
ـ هو الماتش ها يبدأ أمتى ؟
ـ أهم وصلوا أهم .
( أتي بعض الرجال من ذوي البشرة السمراء ،
كل منهم يحمل سلحفاة كبيرة كتب على ظهر كل منها رقما ملونا ،
عندها بدأ المذيع الداخلي للساحة بالتعليق على المباراة )
ـ سيداتي سادتي ، ستبدأ بعد قليل المباراة النهائية بين السلاحف التي وصلت لهذه المرحلة ، و أحب أن أذكركم أن أكثر من ثلاث مائة سلحفاة قد اشتركت في هذه المسابقة ، لم ينجح غير أربع سلاحف في الوصول لهذه المرحلة النهائية ،
سلحفة أبو اسماعين في الحارة رقم واحد ...
( يصفق الحمالون )
ـ و سلحفة توفيق أبو شقفة في الحارة رقم اتنين ...
ـ سقف جامد يا وله دي بتاعتي ..
( يصفق الحمالون بقوة )
ـ و سلحفة إبراهيم أبو عطية في الحارة رقم تلاتة ..
( تصفيق )
ـ و أما سلحفة التهامي أبو خميس في الحارة رقم أربعة ،
( وضع الرجال السلاحف على خط البداية المرسوم فوق الأرض ،
انبطح كل منهم خلف سلحفاته يحفزها ،
أشار أحدهم برايته الشطرنجية فبدأ السباق ،
بدأت السلاحف تتحرك داخل الحارات التي أعدت لكل منهم ،
بدأ كل من الرجال المنبطحين خلف السلاحف يزحف صارخا لتحفيزها ،
في هذه الأثناء تتوافد بعض الجواري ، يحملن على رؤوسهن ما لذ و طاب من الطعام و الشراب ،
تذهب كل منهن لتضع الطعام و الشراب الذي تحمله أمام سيدها داخل هودجه ،
أخذ الجميع يشاهدون المباراة بينما يتناولون طعامهم و شرابهم ،
بعد قليل أتت بعض الجواري ، تحمل كل منهن أرجيلة كبيرة تفوح منها رائحة الحشيش ، تضعها أمام سيدها ،
ما هي إلا ساعات قليلة حتى كادت السلاحف أن تصل لخط النهاية ،
عندها زاد التصفيق و التهليل ، عندها تعالى صوت المذيع محفزا )
ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تحاول التقدم إلى خط النهاية ، و نرى أيضا سلحفة السيد التهامي أبو خميس تحاول و تحاول ،
الله عليكم ، إيه الحلاوة دي ؟ ما هي إلا كام شبر و تصل ، إنها تبذل مجهودا غير عادي ، إنها من النوع النادر ، فعلا ، الغالي تمنه فيه ، الله عليها ، هيا هيا ، فاضل ع الحلو دقة ، لا تقول لي استراليا و لا اليابان ، سلحفة توفيق أبو شقفة هي اللي ها تفوز بالمهرجان ، الله ، الله ، الله ، يلا ، يلا ، يلا ، هيـــــــــه ، الله أكبر ، لقد وصلت فعلا لخط النهاية ...
( تهليل و تصفيق ، يتقافز الحمالون فرحا ، يقبلون بعضهم البعض )
ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تفوز بالمركز الأول ، مبروك ، ألف مبروك ، سلحفة السيد التهامي أبو خميس في المركز التاني ، و سلحفة أبو اسماعين في المركز التالت ، مبروووووك للفائزين ، ألف مبرووووووك ..
( عندها يحمل الحمالون السلحفاة ، يأخذونها إلى هودج توفيق ، يقبلها ، يأخذها أحد الحمالين و يرحل ،
رجل يحمل كاميرا تلفزيونية ، بصحبته فتاة شقراء ، يتوجهون إلى هودج توفيق ، تسأله الفتاة بينما يقوم الرجل بالتصوير )
ـ مبروك يا سيد توفيك ، ألف مبروك ..
ـ الله يبارك فيك ، شكرا .
ـ هل لنا أن نعرف سر هذا التفوك للسلحفاة التي تخصكم ؟
ـ فيه ناس كتير بتسألني السؤال ده ، و طبعا أحب أجاوب عليه من خلال شاشة تليفزيون كفر البلاص ، يا جماعة الفوز ده مش جاي من فراغ ، ده أني صارف عليها كتير و الله ، أولا السلحفة دي من النوع النادر اللي مش موجود زيه في أي مكان في العالم ، ده أنا جايبها من أدغال استراليا ، دي بتاكل خص ورور أمريكي ، بيجي مخصوص كل يوم بطيارة خاصة ، غير كده جايب لها مدربين متخصصين في النوع ده بالذات من هولندا ، ده بقى غير الدكاترة اللي جايبهم لها من انجلترا ، السلحفة بالذات كل ما تراعيها و تدلعها كل ما تديك .
ـ شكرا على هذا الحديث الحصري لتلفزيون كفر البلاص و في النهاية تحب تسمع أغنية إيه ؟
ـ بأحب أسمع فنان كفر البلاص المحبوب ، الكوارشي ، في أغنيته المشهورة ، دلعنا أكتر دلعنا .

( يتبع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 22 )

( مركبة عسكرية تقف أمام قصر شيخ الخفر ،
ينزل قائد المركبة من ذوي البشرة البيضاء مرتديا زيه العسكري الأنيق ،
يسرع إلى باب المركبة الخلفي ، يفتحه و ينحني ،
ينزل من المركبة الخفير ( التوابتي ) في زيه العسكري الأنيق و قد وضع نظارته الشمسية على عينيه ،
يرفع الجندي يده مؤيدا التحية العسكرية و ضاربا الأرض بقدمه صارخا )
ـ عاش الطاهر .
( يرد له التوابتي التحية بإشارة ( هتلرية ) بيده )
ـ عاش ، عاش ، عاش .
( يتجه إلى باب القصر ، عندها يقوم الجنود الواقفون أمام الباب بإلقاء التحية )
ـ عاش الطاهر .
ـ عاش ، عاش ، عاش .
( تعزف الموسيقى العسكرية ،
يصحب التوابتي جنديان إلى داخل القصر ،
يدبون الأرض بأقدامهم على إيقاع الموسيقى ،
يتجهون إلى باب داخلي يقف عليه بعض الجنود ، يؤدون التحية و يصحبون التوابتي إلى باب داخلي آخر ، و أخيرا ينفتح باب قاعة الاجتماعات ، يدخل التوابتي بينما يقف الجنود خارج الباب ،
قاعة كبيرة مؤثثة بأفخم الأثاث الأجنبي ، في واجهة القاعة مثبت خريطة كبيرة لكفر البلاص بحجم الحائط ، يجلس شيخ الغفر أمامها على مكتب كبير فخم ، يؤدي التوابتي التحية العسكرية رافعا يده يصرخ )
ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش .
( عندها يضحك شيخ الغفر )
ـ أنت ها تعمل الشويتين دول عليا أنا كمان يا توابتي ؟
ـ عفوا جناب شيخ الغفر .
ـ طب اقعد لنا في حته ناشفة الله يخليك .
ـ أمرك يا افندم .
( يجلس التوابتي على أحد الكراسي بعيدا ،عندها يصرخ فيه شيخ الغفر )
ـ تعالى اقعد جنبي يا وله ، إحنا ها نتكلم من بعيد لبعيد كده ؟
ـ ما يصحش يا جناب شيخ الغفر .
ـ لأ يصح ، تعالى بس قرب ، أني اللي بأقولك ، تعالى تعالى .
( يقترب التوابتي و يجلس )
ـ هيه ، إيه آخر الأخبار يا وله ؟
ـ الكفر كله بيبوس إيدك يا زعيم ، دول ما لهمش سيرة غير سيرة سعادتك، كلهم بيدعوا لك .
ـ على العموم أنا شايف الكفر كله من الشاشات اللي قدامي أهو ، شايف ؟ مركبين لي كاميرا في كل حارة من حواري الكفر و بالألوان كمان ، و بتابع الكفر كله من هنا من مكتبي ، إيه رأيك يا وله ؟
ـ اللهم صلي على النبي ، لا تقول لي أوروبا و لا اليابان ، ربنا يزيدك من نعيمه ، بس فيه حاجة كده كنت عاوز أكلمك فيها .
ـ خير ؟
ـ عمدة زعيبل و عمدة كفر أبو حطب كانوا عاوزين يتشرفوا بمقابلة فخامتك .
ـ أيوه ما أنا شايفهم واقفين على الأسلاك من بدري ، خير ؟ هي المعونة مش بتوصل لهم كل أول شهر ؟
ـ أيوة طبعا ، بس الأهالي هناك عاملين مظاهرات و بيطالبوا إنك تضم بلدهم لدولة كفر البلاص ، و أهي تبقى كفر البلاص الكبير .
ـ هي المشرحة ناقصة قتلى ؟ و دول أضمهم أعمل بيهم إيه إن شاء الله ؟
ـ أهو برضك يبقوا عزوة ، و أهي البلد تكبر و تعدادها يزيد ...
ـ و مين اللي يخدمنا و يخدم أهالي كفر البلاص ؟
ـ ما إحنا بنجيب خدم من بلاد بره .
ـ جيرانا أولى بينا ، مش الجار أولى برضه ؟ و بعدين إيه اللي ها ينوبنا لما البلد تكبر و لا تزيد ؟ دي الفتافيت اللي بناخدها يا دوبك مكفيانا بالعافية ، طب تصدق بإيه و لا ليك علي حلفان ؟؟؟؟
ـ لا إله إلا الله .
ـ كنت عاوز أعمل الكفر زي ( فيينا ) ما آني عارف .
ـ زي فيينا إزاي يعني لا مؤاخذة ؟
ـ يعني بيوت الكفر كلتها تبقى عايمة في المية ، يعني الكفر كلاته ها يبقى عبارة عن حمام سباحة كبير ، بص التخطيط اللي جيباهولي جاكلين ،
( يشير إلى مجسم صغير موضوع أمامهم على الطاولة )
شوف بقى حمام سباحة كبير زي ده ، ها ياخد ميه معدنية قد إيه ، ده غير السمك الملون اللي ها يتحط فيه ، و غير الفلاتر و الأنوار و التجهيزات...
ـ يا حلاوة يا ولاد ، و ها يعبوه كله مية معدنية ؟
ـ أمال ها نملاه من مية الترعة اللي كلها بلهارسيا ؟ ده كفاية بس إن ما حدش في الكفر ها يمشي على رجليه ، يعني عشان تجيني تركب اليخت بتاعك كده زي الباشا م القصر بتاعك لغاية القصر بتاعي ، يعني لا هيبقى فيه لا عفرة و لا تراب و لا قرف ....
ـ طب المزارع و الأراضي ؟
ـ مزارع إيه و أراضي إيه يا دغف ؟ و هو حد فاضي يزرع و يقلع ؟ اللي احنا عاوزينه بنجيبه بفلوسنا ، حتى لو لبن العصفور ، و بعدين بأقول لك كفر البلاص ها تبقى حتة من الجنة ، بس شوف انته بقى ، موضوع زي ده عشان ننفذه محتاج فلوس قد إيه ، تقوم تقول لي كفر أبو حطب و ابو زعيبل ؟ مش لما نبقى نشوف نفسنا الأول ؟ و بعدين همه عاوزين إيه أكتر م اللي بيروح لهم كل أول شهر ؟ هي نهيبة و إلا نهيبة ؟
ـ على رأيك ، بس أني حبيت أقول لك على اللي بيحصل حوالينا ....
ـ سيبك منهم ، المهم دلوقتي ، أهل بلدنا بيقولوا إيه ؟أصل بعيد عنك البهايم اللي ركبوا لي الكاميرات خلوها صورة بس من غير صوت ، و بقى لي شهر ما خرجتش م القصر .
ـ إيوه صحيح ، افتكرت ، الغفر كانوا بيسألوا عليك ، هو انته كنت تعبان و إلا حاجة لا سمح الله ؟
ـ و لا تعبان و لا حاجة ، بس البت جاكلين جابت لي لعبة جديدة هدية ، بس إيه يا وله ، حاجة و لا في الأحلام ...
ـ لعبة إيه دي ؟
ـ نضارة كده تلبسها على عينيك ، بس إيه ، تلاقي نفسك في دنيا غير الدنيا ، تحس إنك في عالم تاني خالص ، بالصوت و الصورة ، يعني ممكن تروح بالنضارة دي المريخ أو تنزل على سطح القمر ، و تلاقي نفسك و كأنك جوه صاروخ بالظبط ، لأ و تطير بيه كمان و تنزل على سطح المريخ ، و هناك بقى تلاقي سكان المريخ ، بس أول ما بيشوفوك بيطلعوا يجروا وراك ، و انته طبعا بتهرب منهم ، و طبعا بيبقى معاك أسلحة و تقعد تحاربهم و تموتهم ، بأقول لك حاجة و لا في الأحلام ...
ـ يا حلاوة يا ولاد ، طب أنا عاوز ألعبها شوية الله يخليك .
ـ و ده وقته ؟
ـ الله يخليك يا حضرة شيخ الغفر .
ـ إنته ها تشبط زي العيال ؟
ـ عشان خاطري ، هو أني ما ليش خاطر عندك ؟
ـ حاضر ، حاضر ، بس لما تيجي فرصة كده أبقى أخليك تلعب بيها شوية ، خلينا في المهم دلوقتي ، ما تعرفش أخبار الواد حسان أبو شوشة إيه ؟
ـ سيب فخامتك منه ، ده واد أهبل ، قال إيه لا راضي يسكن في القصر بتاعه و لا عاوز ياخد راتب زي بقية خلق الله ، و قاعد يزرع و يفلح في أرضه زي زمان ، ده مش وش تطور ، ده وش تدهور ، الدنيا كلها بتتقدم لقدام و ده بيرجع لورا .
ـ على العموم سيبوه براحته ، ما حدش يضايقه أنا بأقولك أهوه .
ـ هو حر ، و الله اللي بيشيل قربة مخرومة بتخر عليه ، و إحنا مالنا ؟
ـ ما فيش أخبار عن أبوك العمدة يا وله ؟
ـ من ساعة ما بنوا المستشفى الجديد و خدوه هناك و هو في الإنعاش .
ـ ربنا يقومه بالسلامة .
ـ يقوم مين بالسلامة ؟ بأقول لجنابك في الإنعاش ، عارف جنابك سموها إنعاش ليه ؟
ـ ليه يا فالح ؟
ـ عشان اللي بيدخلها ـ إن عاش ـ إبقى تعالى تف في وشي .
ـ الملافظ سعد يا وله .
ـ و هوه أني قلت حاجة غلط ؟ ما هي اللي اسمها كده ، و بعدين ده عايش بالخراطيم ، و لا داري عن الدنيا أيتها حاجة .
ـ ربنا يكون في عونه ، على العموم إبقى وصيهم ياخدوا بالهم منه يا وله ، ده مهما كان برضه عمدتنا .
ـ كفر البلاص بقت دولة العالم كله بيتكلم عنها دلوقتي ، مش حتة كفر ماحدش يدرى عنها ، على العموم ها أبقى أنبه عليهم حاضر ، تأمرني بحاجة تانية فخامتك ؟
ـ ما تقعد ، رايح فين ؟
ـ عاوز استأذن عشان مراتي متفقة مع شركة من استراليا ها تعمل لها حمام سباحة ألفرانكا سخن و بارد في الحوش بتاع القصر ، و زمانهم جايين دلوقتي ، تحب أخلي الشركة تعمل لك واحد ؟
ـ و ها أحتاج حمام سباحة ليه بقى و البلد كلتها ها تبقى حمام سباحة ؟
( يهمس التوابتي )
ـ موت يا حمار .
ـ بتبرطم بتقول حاجة يا وله ؟
ـ بأقول سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، ما تقعد تتغدى معايا .
ـ الله يخليك ، دايما عامر ، ده اني لسه ضارب لي خمسة كنتاكي و عشرة كاكولا من شوية ، سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام ، ألف سلامة .
( يتبع )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 10:04 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 23 )


( دخل ( التوابتي ) على شيخ الخفر يصرخ )
ـ إلحق يا شيخ الغفر ، مصيبة و حطت على راسنا كلنا ...
ـ مصيبة إيه يا وله اتكلم .
ـ العمدة فاق م البنج ....
ـ عمدة مين يا وله ؟
ـ هو فيه غيره ؟ عمدة كفر البلاص طبعا ...
ـ حصل إمتى الكلام ده يا وله ؟
ـ أني لسه جاي من عنده دلوقتي حالا ...
ـ معقولة ؟ مش ممكن ، أمال إيه اللي كان بيقوله الدكتور ده ؟
ـ أني عارف بقى ، ده الغريبة كمان إنه مش فاق و بس ، ده بيتكلم و بيحرك إيديه كمان ...
ـ طب هم يلا بينا ع المستشفى يا وله .
( خرج شيخ الخفر و التوابتي مسرعين )
...........
( في غرفة الإنعاش بالمستشفى جلس العمدة على سريره ، و جلس عبد الجبار إلى جواره يطعمه ،
يدخل شيخ الخفر و التوابتي ، يصيح شيخ الخفر )
ـ الله أكبر ، اللهم صلي ع النبي ، حمد الله على سلامتك يا أبا العمدة ، ألف حمد الله على السلامة ...
( نظر العمدة إلى شيخ الخفر و ابتسم ، قال بصوت واهن )
ـ الله يسلمك يا طاهر .
( يكلم التوابتي نفسه )
ـ طاهر كده حاف ؟
( يقاطعه العمدة )
ـ إزيك يا توابتي ؟
ـ أهلا و سهلا يا حضرة العمدة ، حمد الله على سلامتك ، دي إيه الغيبة الطويلة دي ؟
ـ غيبة إيه ؟
( يضرب شيخ الخفر التوابتي على رأسه )
ـ بس يا بجم ، لا مؤاخذة يا أبا العمدة ، أصله طول عمره أهبل ، بيحدف كلام زي الدبش ، ( يوجه كلامه للتوابتي ) مش مراتك كانت بتنادي عليك يا توابتي ؟ روح شوفها عايزة إيه و خد عبد الجبار معاك يمشي رجله حبة .
( أخذ شيخ الخفر إناء الطعام من بين يدي عبد الجبار ، أشار للتوابتي بعينه ، عندها قال التوابتي )
ـ إيوة إيوة صحيح تعالى معايا يا عبد الجبار ، كنت عاوزك في كلمتين ...
( يخرج عبد الجبار بصحبة التوابتي ، بينما جلس شيخ الخفر بجوار العمدة يطعمه ، تساءل العمدة )
ـ هو إيه اللي جرى يا وله ؟ و إيه اللي جابني المستشفى الأوبهة دي ؟
و بعدين إيه اللبس الألاجة اللي أنته لابسه ده ؟
ـ أصل حضرتك كنت بعافية شوية يا أبا العمدة ، و كنت لا مؤاخذة غايب عن الدنيا حبتين ، بس الحمد لله أديك قمت أهو بالسلامة ، الدكاترة لسه مطمنيني عليك دلوقتي حالا .
ـ هو أنا نمت كتير و إلا إيه ؟
ـ يعني قول كده نمت لك بتاع خمس ست شهور تقريبا .
ـ خمس ست شهور ؟ معقولة ؟
ـ بس أديك أهوه زي الحصان ، حمد الله على السلامة .
ـ الله يسلمك يا طاهر ، طمني ، أخبار البلد و أهل البلد إيه ؟
ـ و الله يا أبا العمدة ، اللي حصل ف الست شهور دول يتحكوا في ست سنين ...
ـ ليه ؟ إيه اللي جرى ؟
ـ بعد ما حصل اللي حصل لك ده ، مسكت أنا البلد بالنيابة عنك ، بس الله وكيل ، ما كنتش أعمل أيتها حاجة إلا بالمشورة ، زي ما انته علمتني بالظبط .
ـ أصيل و ابن أصول يا طاهر ، نظرتي فيك ما تخيبش أبدا .
ـ الله يخليك لينا يا أبا العمدة ، المهم يا سيدي ما أطولش عليك ، في يوم م الأيام كنت جايب عمال يدقوا طرمبة للجامع ، و تخيل طلع لينا إيه ؟
ـ أكيد مية موعين ...
ـ لأ و الله العظيم ما حصل ، ده إحنا بصينا لقينا طالع لينا بترول يا عمدة .
ـ بترول ؟ بتتكلم جد ؟
ـ إيوة و كتاب الله المجيد ، بترول ، كفر البلاص طلعت عايمة على بير بترول يا أبا العمدة ، و زي ما أنته شايف كده ، كل حاجة اتغيرت في الكفر ، يعني تصدق انته إن المستشفى اللي أنته نايم فيها دي في كفر البلاص ؟
ـ يعني إحنا دلوقتي في الكفر يا وله مش في البندر ؟
ـ بندر إيه يا أبا العمدة ؟ و هي البندر برضه فيها مستشفى بالحلاوة و العظمة دي ؟
ـ عاوز تقول إن الدكاترة و التمرجية البيض اللي شعرهم أصفر دول موجودين عندنا في الكفر ؟
ـ إيوة و الله العظيم في الكفر ، ده انته لو قمت و شفت الكفر م الشباك دلوقتي مش ها تعرفها ....
ـ سندني يا وله لما أقوم ...
ـ لا يا أبا العمدة ، الدكاترة منبهين إنك لسه لك يومين تلاتة على ما تقدر تقوم م السرير ، معلش فات الكتير ما بقى إلا القليل ، بس اني ممكن أوريك كل حاجة و انته نايم مكانك .
ـ دي فزورة دي و إلا إيه يا وله ؟
ـ و لا فزورة و لا حاجة يا أبا العمدة ، شايف التليفزيون دهوه ؟
ـ ماله ؟
ـ دلوقتي حالا أتصل لك على الشركة الأجنبية و هي تيجي توصلهولك على الكاميرات اللي أني موزعها في الكفر ، و ها تشوف بنفسك الكفر كلاته قدامك و بالألوان كمان .
ـ شركة أجنبية إيه دي راخرة ؟
ـ ما هو آني اتفقت مع شركة أجنبية عشان تيجي تطلع لينا البترول ، و زي ما انته شايف هي اللي جت و قلبت حال البلد بالشكل ده .
ـ اللهم صلي على النبي ، و الشركة دي جبتوها إزاي ؟
ـ ما هو إحنا بعد ما لقينا البترول طالع م المواسير بتاع الطرمبة ، يا دوبك ما فاتش ساعتين تلاتة إلا و لقينا الشركة الأجنبية دي ما تعرفش شمت خبر إزاي و لقيناهم فوق راسنا ، و طبعا انته كنت بعافية و مش داري عن الدنيا ، فاتفقت أنا معاهم إنهم يطلعوا لنا البترول و يشتروه مننا كمان ، مش بس كده ، دول جابوا لنا عمال و عربيات و معدات و بنوا لنا بيوت و أسواق ، و اللي زاد و غطى ، جابوا لنا دبابات و صواريخ و عساكر من عندهم كمان .....
ـ دبابات و صواريخ و عساكر ؟ ليه إن شاء الله ؟
ـ عشان يحرسوا البلد .
ـ يحرسوا البلد ؟ ليه و الغفر راحوا فين ؟
ـ غفر مين يا عمدة ؟ الغفر دول كبيرهم يلعبوا في مناخيرهم و همه برضه شوية الغفر دول كانوا ها يقدروا يحرسوا البترول ده كله ؟
و بعدين بلدنا صغيرة زي ما انته عارف يا أبا العمدة ، و بعد ما طلع عندنا بترول ممكن قوي كل اللي حوالينا يطمعوا فينا ، ده كفاية بس لما يشموا خبر بالفلوس المتلتلة اللي بناخدها تمن البترول ؟
ـ فلوس متلتلة ؟
ـ أمال إيه ياعمدة ، دي ملايين ، ملايين ما تتعدش يا عمدة ، و عشان كده لما عرضوا عليا إنهم يحمونا ، الصراحة كده ما كدبتش خبر .
ـ طب و الملايين دي كلها بتخبوها فين ؟
ـ لا ما تخافش عليا ، ما هو اني اتفقت مع الشركة إنها تحطهم بإسمنا في بنوك سويسرا ....
ـ بنوك سويسرا ؟
ـ أمال ها نسيب ملايين زي دي كده هنا في كفر البلاص ؟
ـ طب و أخبار أهل البلد إيه ؟
ـ أهل البلد زي الفل ، واكلين شاربين قاعدين نايمين في العسل ، واخدين حقهم تالت و متلت .
( تدخل الممرضة الأجنبية ، تحمل في كل يد كوبا بلاستيكيا ، تتكلم العربية بلكنة أجنبية )
ـ بليز ، ده وكت الدوا يا أومدة .
( تناول العمدة أحد الكوبين و الذي يوجد به بعض أقراص الدواء ، يصب ما به في كفه و يضعها في فمه ، تناوله الكوب الآخر ليشرب ، عندها يقف شيخ الخفر ، يسأله العمدة )
ـ على فين يا طاهر ؟
ـ كفاية كده ، عشان أسيبك ترتاح ، و أهو برضه أروح أشوف أحوال أهالي البلد ، تأمرني بأيتها حاجة يا أبا العمدة ؟
ـ الله يبارك فيك يا طاهر ، ألف شكر .
ـ طب سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .


( يتبع )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 24 )

( وقفت جموع الخدم أمام المستشفى ينتظرون خروج العمدة ،
كل منهم يحمل لافتة مكتوب عليها عبارات الترحيب و السعادة بعودة العمدة سالما ،
اصطف الجنود بجوار بعضهم البعض أمام الخدم لمنعهم من التقدم ،
أمام باب المستشفى وقفت عربة عسكرية مكشوفة ،
يقودها أحد الجنود من ذوي البشرة البيضاء و الشعر الأصفر ،
يخرج العمدة من باب المستشفى بصحبة شيخ الخفر ، يسير خلفهما التوابتي و عبد الجبار ،
بمجرد خروج العمدة من باب المستشفى بدأ الخدم يصفقون و يرددون الهتافات )
ـ حمد الله ع السلامة ، حمد الله ع السلامة .
( تفاجأ العمدة بالمشهد )
ـ إيه ده يا شيخ الغفر ؟
ـ خير يا عمدة ؟
ـ مين دول ؟
ـ دول الخدم اللي الأهالي جايبنهم من بلاد بره يخدموهم .
ـ أمال فين أهل البلد ؟
ـ أكيد ها نلاقيهم واقفين في شوارع البلد مستنين الموكب بتاعك ...
ـ موكب إيه ؟
ـ ما هو أنا محضر لك العربية المكشوفة دي عشان نركبها و نمشي بيها في الكفر و أهي فرصة نطمن الناس عليك قبل ما تروح .
ـ كفر إيه ؟ هي فين الكفر ؟
ـ أهي قدامك أهي ...
ـ فين البيوت ؟
ـ ******ه ، لا ما هو احنا هدينا البيوت القديمة كلها ، و الشركة بنت لكل واحد قصر زي ما انته شايف كده .
ـ اللهم صلي ع النبي ، القصور دي كلها بتاع أهل البلد ؟
ـ أيوة أمال إيه ؟ مش أنا قلت لك مش ها تصدق التغيير اللي حصل للبلد ، يلا بينا نركب و ها تشوف بنفسك .
ـ أركب ؟
ـ إيوة ، أمال يعني ها نمشي على رجلينا ؟ البلد ما عدتش صغيرة زي الأول ، و الدكاترة منبهين إنك لسه ما تقدرش تمشي على رجليك مشوار كبير زي ده .
ـ طيب ، لما نشوف أخرتها .
( يركب العمدة العربة المكشوفة ، و يركب شيخ الخفر إلى جواره ، تسير بهم العربة ، و يركب التوابتي و عبد الجبار عربة أخرى تسير خلفهم ، يزداد تصفيق و هتاف الخدم ، ينظر العمدة يمينا و يسارا مستغربا )
ـ أمال فين الأراضي الزراعية يا شيخ الغفر ؟
ـ أراضي إيه بقى ، ما كان زمان و جبر .
ـ يعني إيه كان زمان و جبر ؟
ـ يعني الشركة خدت الأراضي زي ما قلت لك المرة اللي فاتت .
ـ و أهالي البلد عايشين إزاي ؟ بياكلوا و يشربوا منين ؟
ـ شايف القصر الأزرق اللي هناك ده ؟
ـ ماله ؟
ـ ما هو ده بقى السوق اللي بيبيعوا فيه الأكل و الشرب و الذي منه ، يعني تلاقي فيه جميع أصناف الفاكهة و الخضار و السمك و اللحمة و الرز و العيش و كل اللي قلبك يحبه ، و كله بنجيبه من بلاد بره ، و طازة ف طازة يوم بيومه ، ها تلاقي فيه بقى إشي خص استرالي و جرجير هندي و تفاح أمريكاني ، ده غير الهدوم و الشامبو و الألعاب ، و التليفزيونات ، و الموبايلات ، و أقولك إيه بس و إلا إيه ، عاوز لك على الأقل تلف فيه تلات سنين لما تجيب آخره ......
ـ طب و الناس ها تشتري الحاجات دي كلها إزاي ؟
ـ ما هي الشركة الله يعمر بيتها بتدي لكل فلاح فيهم راتب خمس تلاف جنيه في الشهر ، مقابل إن الشركة تاخد كل أراضي البلد و يحفروا و يدوروا فيها ع البترول براحتهم .
ـ عاوز تقول إن الشركة بورت الأراضي الزراعية كلها ؟
ـ أمال يعني الشركة ها تتحرك إزاي ؟ بالحمير ؟ دول عندهم معدات كبيرة قوي عشان يحفروا و يدوروا ع البترول ، و لازم طبعا تساوي الأراضي كلتها ببعضيها عشان يعرفوا يتحركوا بالمعدات الكبيرة دي ، و بعدين همه الفلاحين عاوزين إيه أكتر من كده ؟
ـ و أهل البلد بقى قاعدين من غير شغلة و لا مشغلة ؟
ـ و يشتغلوا ليه و إلا يتعبوا نفسهم ليه بقى يا عمدة ؟ هو إحنا مخلينهم محتاجين أيتها حاجة ؟ ده إحنا كمان بنديهم تموين كل أول شهر ، من زيت و سكر و دقيق و الذي منه ، ده إحنا منغنغينهم ع الآخر ......
ـ إيوة ، بس برضه الإيد البطالة نجسة ...
ـ نجسة لما تبقى إيد بطالة و مش لاقية تاكل و تشرب و تلبس ، أكيد في الحالة دي ها تسرق و تنهب ، لكن إحنا مش مخليين في نفسهم حاجة ، ده احنا ممرمغينهم في العز مرمغة ....
ـ إنته ممرمغهم في العز دلوقتي ، النهاردة ، طب و بكرة ها نعمل إيه ؟
ـ بكرة ، ها نمرمغهم تاني و تالت و رابع و هالمه جرة .....
ـ و البترول ده ، مش ها يجي له يوم و يخلص ، و إلا ها يفضل كده على طول ؟
ـ يخلص إيه ؟ بأقولك بيـــــــر ، بير ما لوش قرار .
ـ حتى لو بير برضه لازم يجي يوم و يخلص ....
ـ عيشني و نغنغني انته النهاردة و موتني بكرة .....
ـ يا سلام ، يعني كل اللي يهمك نفسك و بس ؟ طب ما سألتش نفسك ، ابني و ابنك ها يعملوا إيه بكرة ؟
ـ و هوه إحنا مخليين في نفسهم حاجة ، ده إحنا فاتحينها لهم ع البحرى .
ـ برضه ما فيش فايدة ، ما بتبصش إلا تحت رجليك ، أنا قصدي العيال دي بكرة لما تكبر و البترول يخلص ، ها يعملوا إيه يا فالح بعد ما بورتوا لهم الأرض .
ـ ليهم رب بقى يا عمدة ، و همه يعني اللي قبلينا عملوا لنا إيه ؟
ـ لا ، اللي قبلينا عملوا لنا و نص ، كفاية انهم حافظوا لنا على أرض جدودهم و راعوها لغاية لما وصلت لينا ، و إحنا المفروض برضه نحافظ عليها لغاية لما نسيبها لولادنا .
( يصرخ شيخ الخفر )
ـ يعني انته عاوزنا نسيب العز ده كله عشان كلام فارغ ؟
ـ كلام فارغ ؟ ما تحترم نفسك يا بهيم ....
ـ بهيم عشان عاوز أريح الناس م التعب و الشقى ؟
ـ أيوة بهيم ، و شكلك اتجننت خلاص ....
ـ أني برضه إلا اتجننت ؟ و إلا أنته اللي كبرت و خرفت ؟
( عندها يلطم العمدة شيخ الخفر على وجهه ، و يصرخ )
ـ جن لما يجنك يا كلب ..........
( عندها يرد شيخ الخفر اللطمة للعمدة ، و يصرخ في وجهه )
ـ إنته اللي ستين كلب ، ما عاش و لا كان اللي يضرب زعيم كفر البلاص ، تلاتة بالله العظيم أدفنك هنا و لا حد يدرى عنك ، انته فاكر إنك لسه عمدة و إلا إيه ؟ لأ خلااااص ، فــــــــوق ، شوف انته بتكلم ميــــــــــــــــن ....
ـ انته بتضربني يا ابن هنومة الهبلة ؟
( يمسك كل من العمدة و شيخ الخفر بخناق الآخر ، يتعالى صياحهم ، تتوقف العربات ، داخل العربة الأخرى يرفع التوابتي مسدسه في وجه عبد الجبار ، يصرخ في قائد العربة )
ـ اقبض على الراجل ده بسرعة و إياك يفلت منك ....
( ينزل التوابتي من السيارة ، يغلق الباب بعنف )
ـ اطلع بيه على السجن بسرعة ......
( يضغط قائد العربة على الأزرار فتغلق أبواب العربة أوتوماتيكيا ، يتجه التوابتي إلى العربة التي يركب فيها العمدة ، يرفع سلاحه في وجهه ، يصرخ )
ـ اقبضوا على المجنون ده بسرعة ، ده عاوز يقتل الزعيم .
( يشير إلى العمدة ، عندها يتجمع الجنود من ذوي البشرة البيضاء حول السيارة ، يرفعون مدافعهم في وجه العمدة ، يفتح التوابتي الباب من ناحية شيخ الخفر ، يجذبه بقوة خارج العربة ، يصرخ )
ـ اطلعوا بالمجنون ده بسرعة على السجن .
( يحيط الجنود بالعمدة ، يصعدون على جوانب العربة ، تنطلق العربة بسرعة ، يشير التوابتي إلى عربة ثالثة ، يدفع شيخ الخفر بداخلها ، يصرخ )
ـ ادخل جنابك بسرعة ...
( يدخل شيخ الخفر و يدخل معه التوابتي ، يصرخ في قائد العربة )
ـ اطلع وراهم بسرعة ع السجن ...
( تنطلق العربات بسرعة البرق ، تطلق أبواق التنبيه ، تخترق الشوارع ، حتى تصل إلى مبنى منعزل بأطراف القرية ، تتوقف هناك ،
ينزل شيخ الخفر و التوابتي ، بينما يحمل الجنود العمدة و عبد الجبار إلى الداخل )

( يتبع )
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 10:06 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 25 )







( جلس التوابتي في انتظار شيخ الخفر بمكتبه ،

ما هي إلا لحظات حتى دخل عليه شيخ الخفر )

ـ السلام عليكم .

ـ و عليكم السلام ، أهلا بزعيم كفر البلاص ، حمد الله على السلامة .

ـ الله يسلمك يا توابتي ، بس أنته الله ينور عليك يا توابتي .

ـ و عليك يا زعيم ، و هو أني مهما عملت مش ممكن أبدا أوفي الدين اللي ليك في رقبتي .

ـ لأ بجد ، انته جيت في وقتك ، و أحلى حاجة إنك عالجت الموضوع بسرعة ، و من غير ما حد ياخد باله .

ـ أنا لقيتني بأجري عليكم من غير ما أحس ، و بعدين عاوزني أشوف المجنون ده بيضربك و أعمل إيه يعني ؟ ده تتقطع إيده من بدري ....

ـ و هو انته فكرك إني سكت له ؟ تلاتة بالله العظيم ما لقيت نفسي إلا بأرد له القلم قلمين ....

ـ ما آني شوفتك و أنت نازل فيه دب ، ده كان ها يموت في إيدك .

ـ ليكون فاكر نفسه لسه عمدة زي زمان ؟

ـ قول للزمان ارجع يا زمان ، أصل ده بعيد عنك راجل ما يتمرش فيه الخير ..

ـ تخيل انته بعد كل اللي عملتهوله ده كله يكون ده جزاتي ؟

ـ مش بيقول لك ، آخر خدمة الغز علقة ؟

ـ على رأيك .

ـ بس ده كان ماشي كويس و زي الفل ، نفسي أعرف إيه اللي قلبه القلبة دي كده فجأة ؟

ـ الراجل الأهبل لسه بأقول له إن الشركة خدت الأراضي من أهل البلد عشان يعرفوا يشوفوا شغلهم ، و ده اللوسة جت له ...

ـ مش بأقول لك إتجنن .

ـ قال إيه عاوز الناس ترجع تاني تزرع و تقلع .....

ـ تقلع ؟ أعوذ بالله ، بالذمة ده كلام ناس عاقلين ؟ يعني عاوز الناس بقى تمشي بلابيص في الشارع ؟

( لم يستطع شيخ الخفر منع الضحك الذي سيطر عليه فأطلق له العنان )

ـ إيوه كده اضحك اضحك ، ما حدش واخد منها حاجة ....

ـ ما يقصدش كده ، هو قصده يعني إن الناس ترجع تاني تفلح في أرضها ، قال إيه يقول لي ، طب و عيالنا ها يعملوا إيه بكره لما يكبروا ؟

ـ و إيه اللي دخل عيالنا دلوقتي في الموضوع ؟

ـ آني عارف و هو إحنا مقصرين مع العيال ؟

ـ مقصرين إزاي بس ، ده إحنا مش حارمينهم من أيتها حاجة .

ـ و غير كده ها نسيب لهم شيء و شويات ، ده احنا ها نسيب لهم ملايين متلتلة .....

ـ دول لو قعدوا يصرفوا فيها عمرهم كله مش ها يقدروا يخلصوها .

ـ المهم دلوقتي أنا عاوزك تشدد الحراسة عليه هو و الواد عبد الجبار ...

ـ ده أني حاطط عليهم حراسة تسد عين الشمس ....

ـ و تخليك حابسهم كده لغاية لما نشوف لهم صرفة ، و خلي بالك ، ممنوع أي حد يدخل لهم ...

ـ وحياتك ما هايشوفوا النور تاني ( يهمس ) تحب أخلصك منهم خالص ؟

ـ لأ ، بأقول لك إيه ، بلاش أفكارك اللي تودي في داهية دي .

ـ و لا تودي في داهية و لا حاجة ، دي فكرة و لا تخطر على بال إبليس نفسه .....

ـ أعوذ بالله منك يا شيخ ....

ـ طب بس خد مني ، أصل أنا نشرت الخبر في الكفر ، و الأهالي كلتها عارفين دلوقتي إن العمدة اتجنن .....

ـ حلو كده ....

ـ و إحنا بقى ها نقول إنه من جنانه قام في ليلة و حاول يقتل الواد عبد الجبار ، و الواد عبد الجبار قتله دفاع عن النفس ، و بكده يبقى ضربنا عصفورين بحجر ، خلصنا م العمدة و نعدم الواد عبد الجبار بتهمة قتله .

ـ لأ معلش ، خلي أفكارك دي لنفسك ، المهم عندي دلوقتي إن البلد كلتها تعرف إن إحنا خايفين عليهم م العمدة ، لأنه بقى خطر عليهم .

ـ ما فيش أبسط من كده .

ـ نفسي الناس تنسى العمدة ده خالص ، و ما يبقاش على لسانهم غير شيخ الغفر و بس .

ـ إعتبرهم نسيوه خلاص ....

ـ مش ها ينسوه بسهولة كده ، آني عارف ، عشان كده عاوزك تنشر في البلد إن العمدة كان عاوز يمنع عنهم الراتب و التموين اللي بياخدوه كل شهر ، و إن آني اللي وقفت له ....



ـ ماشي ، و لا يكون عندك فكرة ...

ـ و عاوزك كمان من بداية الشهر الجاي تزود للناس الراتب و التموين اللي بياخدوه ، و لازم الناس كلتها تعرف مين صاحب الفضل عليهم .

ـ ما هو آني عشان كده كنت جاي لك ، و كانت عندي كام فكرة كده كنت عاوز آخد رأيك فيهم .

ـ و ساكت ليه ؟ ما تقول ...

ـ كنت عاوز أسألك سؤال الأول .

ـ اسأل .

ـ هو إحنا أقل من أمريكا أو أوروبا ؟

ـ لأ طبعا ، دول همه ذات نفسيهم يتمنوا يبقوا ربعنا .

ـ طيب ليه بقى بنشتري كل حاجة عندنا بالدولار ؟

ـ أمال عاوزنا نشتري بالجنيه ؟

ـ لأ طبعا ، لكن إيه المانع إننا نعمل لنا عملة خاصة بينا إحنا ؟

ـ ما فيش أيتها مانع .

ـ و ياريت نعملها م الدهب عيار أربعة و عشرين ، و نحط صورتك عليها ، و بكده ها تبقى صورتك مع كل واحد في الكفر .....

ـ الله عليك ، و ها نسميها إيه بقى ؟

ـ الزورار .

ـ زورار ؟

ـ أيوه عشان يناطح الدولار من ناحية ، و م الناحية التانية يدخل أيتها عروة في البلد ......

ـ هههههههههههه .......

ـ مش كده و بس ، لأ ، ده غير صورتك اللي ها نحطها ف كل بيت و ف كل حارة و زقاق ، و ها نحطها كمان على التموين اللي بنديه للأهالي كل شهر ، و ممكن نكتب عليها كمان (منحة شيخ الغفر) تحت صورتك ، و بكده ها يبقى على لسان الناس غير سيرة شيخ الغفر و بس .

ـ الله ينور عليك ، انته دماغك بدأت تجيب زبدة أهي ...

ـ مش بس كده ، ده آني عاوز كمان أعمل شوية حفلات و أخلي العيال اللي بتكتب أغاني تكتب كام أغنية عنك و عن بطولاتك و اللي عملته للكفر ، ده بقى غير المسابقات و الجوايز اللي ها تبقى باسمك طبعا ، و أهي فرصة عشان نمرمغ الناس في العز ، هو الواحد مننا ها يعيش كام مرة يعني ؟

ـ على رأيك ، العمر واحد و الرب واحد ....



ـ مش المجنون اللي بيقول لي خلي الناس ترجع تشتغل تاني ، بالذمة ده كلام برضه ؟

ـ خلاص ، آدي تفويض مني أهوه عشان تكاليف الحاجات دي كلها .

( يأخذ شيخ الخفر إحدى الأوراق من فوق المكتب أمامه و يوقع عليها و يناولها للتوابتي )

ـ و عاوزك برضه تعمل لي جرنان كفر البلاص ، و تنزل فيه أخبار الكفر يوم بيوم ، و طبعا مش ها أوصيك ع اللي ها يتكتب عليا كل يوم ، الناس لازم تعرف أنا بأعمل إيه عشانهم كل يوم ، و برضه عاوز العيال بتوع الإذاعة و التلفزيون بتاع الكفر يتلحلحوا شوية .....

ـ و الله و لا لك عليا حلفان كنت ها أعمل كده ، بس كنت هاخليها لك مفاجأة ، بس انته حرقتها لي .....

ـ مش عارف من غيرك كنت ها أعمل إيه يا توابتي ؟

ـ ده إحنا اللي من غيرك و لا كنا نسوى تلاتة تعريفه ، ربنا يخليك لينا يا كبير كفر البلاص ، ربنا يخليك لينا ......

( صوت طلقات نارية تقطع سكون الليل )







( يتبع )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمدة كفر البلاص ( 26 )

( في قاعة الاجتماعات بقصر شيخ الخفر ،
جلس الخفر إلى طاولة مستديرة كبيرة ،
كل منهم يرتدي ملابسه العسكرية الأنيقة ، وضع كل منهم فوق كتفه رتبته العسكرية ( سبعة نجوم ) ، و على صدر كل منهم عدة نياشين ،
افترش كل منهم بعض الأوراق أمامه ،
يقف خلف كل منهم جندي من ذوي البشرة البيضاء ، يحمل ملفا به بعض الأوراق ،
يدخل شيخ الخفر ، يقف الجميع رافعي أيديهم يؤدون التحية العسكرية ، يصرخون )
ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش .
ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش .
( يؤخر أحد الجنود الكرسي الأكبر على الطاولة فيجلس شيخ الخفر ،
يشير إلى الخفر بالجلوس فيجلسون ،
يشير إلى التوابتي فيبدأ بالكلام )
ـ نبدأ كلامنا كده بالصلاة على النبي .
( يردد الجميع )
ـ اللهم صلي عليك يا نبي .
ـ دلوقتي إحنا مجتمعين عشان نشوف حل في المصيبة السودة اللي حصلت امبارح بالليل و اللي غرسنا فيها الواد حمو ابن شيخ الغفر ....
( يتنحنح الزعيم و ينظر إلى التوابتي شذرا فيستدرك ) قصدي فخامة شيخ الغفر الصغنن ......
( يحدث بعض الهرج ، و يميل أحد الخفر إلى الجالس بجواره )
ـ لا مؤاخذة أصل أنا نمت امبارح بدري و ما أعرفش اللي حصل ، هو فخامة شيخ الغفر الصغنن عمل إيه ؟
( يهمس الخفير )
ـ أصل فخامته كان بيلعب نشان مع اصحابه ، طلعت طلقة غصب عنه من الرشاش بتاعه فموت الواد ابن عباس التهامي .
ـ أكيد الواد ابن عباس التهامي هو اللي غلطان ، بالذمة فيه حد عاقل برضه يقف قدام القطر ؟
( عندها يرفع شيخ الخفر يده فيصمت الجميع )
ـ أنا جمعتكوا النهاردة عشان نشوف حل للمصيبة السودة دي .
( يرد عليه أحد الخفر )
ـ و لا مصيبة و لا حاجة فخامتك .
( يرد آخر )
ـ هو كان حصل إيه يعني ؟
( يرد ثالث )
ـ أنا شايف سعادتك مكبر المسألة حبتين ..
( يرد رابع )
ـ الموضوع مش مستاهل كل ده .
( يقاطعهم شيخ الخفر )
ـ لا إزاي ؟ ده الموضوع كبير و كبير قوي كمان ، و أنا شايف إن لابد من القصاص .
ـ قصاص إيه بس فخامتك ؟
ـ ده مهما كان برضه شيخ الغفر الصغنن ، و ولاد التهامي و أهل البلد كلاتها فدا البيه الصغنن .
ـ أهم يا خدوا لهم قرشين حلوين تعويض و تنتهي المسألة ...
ـ ده أنا سمعت إن أبو الواد و أهله واقفين من امبارح على باب القصر طالبين مقابلة فخامتك .
( عندها يقاطعهم التوابتي )
ـ بعد إذن فخامتك لو تسمح لهم يدخلوا .
( يشير شيخ الخفر للجندي الواقف على باب القاعة )
ـ نادي على أبو المرحوم .
( ينادي الجندي )
ـ أبو المرهوم .
( يرد الرجل من الخارج )
ـ أفندم .
( يدفعه الجندي بقوة إلى داخل القاعة ، فيجري الرجل من أثر الدفعة إلى شيخ الخفر ، منكبا على كف شيخ الخفر يقبلها و يبكي )
ـ أبوس إيد فخامتك تسامح البيه الصغنن .
( عندها يسحب شيخ الخفر يده )
ـ لا يمكن ، و لو حتى بوست رجلي ( يمسك شيخ الخفر الرجل من رقبته و يدفعه ناحية قدمه ) مش ممكن أبدا أسامحه ، ده قتل واحد من ولادي .
ـ أبوس رجلك ، الواد ابننا هو اللي غلطان ، هو اللي جري و وقف قدام رشاش سعادته .
( يقاطعه التوابتي )
ـ و بعدين الواد عمره كده ، قضاء و قدر ، ها نعترض على قضاء ربنا ؟
( يقاطعه شيخ الخفر )
ـ استغفر الله العظيم ، أعوذ بالله ، بس برضه لازم يتعاقب عشان ما يعملهاش تاني .
ـ لو عاوز تعاقبه فخامتك ، ابقى امنعه يلعب (بلاي استيشن) يوم و إلا اتنين و خلاص .
( يبكي الرجل بين يدي شيخ الخفر )
ـ أرجوك تسامحه ، كفاية ان واحد من ولادنا مات ، نقوم نموت التاني بإيدينا ؟ بالذمة ده كلام ؟
( يقاطعه التوابتي )
ـ على الأقل سيب لهم واحد ، ده ابنهم و ده ابنهم برضه ..
ـ و ياما بيحصل يا سيدي ، دي مصارين البطن بتتخانق ...
( يقاطعهم شيخ الخفر مصمما على رأيه )
ـ لا يمكن ، لازم يتعاقب يعني لازم يتعاقب .
( عندها نسمع صوت هدير الجماهير خارج القصر ، يقوم التوابتي و يذهب إلى النافذة ، يسأله شيخ الخفر )
ـ فيه إيه ؟ إيه الصوت ده ؟
ـ دول أهالي البلد عاملين مظاهرات .
( يقوم شيخ الخفر إلى النافذة ، يتبعه الخفر )
ـ مظاهرات ؟ معقولة أهالي كفر البلاص يعملوا مظاهرات ؟
( خارج القصر يقف بعض الخدم يحملون لافتات يهتفون )
ـ العفو يا فخامة شيخ الغفر .
ـ العفو العفو العفو .
ـ العفو و السماح لأجل ما البلد ترتاح .
( عندها يتجمع الخفر حول شيخ الخفر ، يحاولون إثناءه )
ـ أرجوك تتنازل يا فخامة شيخ الغفر ....
ـ البلد كلتها بتطلب السماح من فخامتك ...
ـ أهالي البلد كلها واقعة في عرضك .
( عندها يعود شيخ الخفر ليجلس على كرسيه ،
عندها يأخذ التوابتي كبير عائلة التهامي إلى الباب )
ـ خلاص روح انته و احنا ها نقنعه ، توكل على الله انته ، و طمن الناس و قول لهم إن الزعيم كل همه إن أهل البلد كلاتهم يبقوا مبسوطين .
( يخرج الرجل ، بينما يعود التوابتي إلى كرسيه بجوار شيخ الخفر )
ـ خلاص بقة قلبك أبيض فخامتك ، تلاتة بالله العظيم ما انته مزعل البيه الصغنن ، هو احنا لينا بركة إلا هوه ؟
( يرد جميع الخفرفي صوت واحد )
ـ لا طبعا .
( يقاطعهم شيخ الخفر )
ـ مش ممكن ، مستحيــــــــــــــــــــل ...
ـ أهل البلد كلهم واقعين في عرضك ، و الله ما أنته مزعلهم، خلاص بقى .
ـ أيوة بس .....
ـ و لا بس و لا حاجة ، خلاص بقى ....
ـ خلاص ، ماشي ، سماح النوبة ، بس و الله العظيم ما هو قاعد على البلاي استيشن خمس تيام بلياليهم ، و أما أشوف بقى ، آني و إلا هوه ؟
( عندها يهلل الخفر و يصفقون و يهتفون )
ـ الله أكبر ، الله أكبر .
( يصرخ شيخ الخفر )
ـ بس علي الطلاق بالتلاتة لو عملها تاني ما ها أرحمه .
ـ لو عملها تاني ابقى اعمل فيه ما بدالك ، إن شا الله تحرمه شهر بحاله .
ـ خلاص خلاص .
( يهتف التوابتي رافعا يده لأعلى )
ـ عاش الطاهر .
( يرفع الجميع أيديهم ، يرددون )
ـ عاش ، عاش ، عاش .
( عندها نسمع بعض الأغاني يرددها الأهالي هنا و هناك )
ـ و سماح النوبة ، النوبة ،
و سماح النوبة ، النوبة ...........
( يتبع )
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سنجر
قلم ماسي
قلم ماسي
محمد سنجر


عدد المساهمات : 31


عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )   عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) Icon_minitime2/6/2010, 10:07 pm

[size=21]عمدة كفر البلاص ( 27 )


( هرج و مرج يعم القرية ،
اختلط الحابل بالنابل ،
آلات و معدات تتحرك هنا و هناك ،
تجمع الأهالي حول العمال يشاهدون ما يحدث )
ـ إيه اللي حصل ؟
ـ و الله ما أنا عارف .
( يمسك أحدهم بآخر يجري )
ـ فيه إيه يا أبو اسماعين ؟ الناس دي بتلم حاجاتها و رايحين على فين ؟
( يفلت أبو اسماعيل نفسه من بين يديه )
ـ مصيبة سودة و حطت على راسنا .....
( يذهب الرجل إلى أحد العمال من ذوات البشرة البيضاء ، يخرج الرجل سيجار ذهبي ، يناوله للعامل )
ـ ولع يا خواجة .
ـ سانكس .
( يتناول العامل منه السيجار ، يشعله له الرجل )
ـ هو حصل إيه يا خواجة ؟ إنتوا بتلموا حاجاتكم و رايحين على فين ؟
ـ كل شركة يمشي ، كفر بلاس خلاص ، فيه مكان تاني شغل .
ـ مكان تاني فين لا مؤاخذة ؟
ـ بلد تاني اسمه كفر أبو هطب .
ـ كفر أبو حطب ؟ ليه و هوه إحنا زعلناكم في حاجة لا سمح الله ؟
ـ بترول كفر بلاس خلاص ، فنش ، فيه بترول تاني كتير في كفر أبو هطب ( يصرخ أحد الجنود )
ـ يلا راجل هناك روح ...
( يدفع الجندي الرجل بعيدا فيرحل الرجل يكلم نفسه )
ـ معناته إيه الكلام ده ؟
( يقابله التوابتي )
ـ إلحقنا يا توابتي بيه ....
ـ فيه إيه يا حنفي ؟ الناس دي بتعمل إيه ؟
ـ بيقول لك رايحين كفر أبو حطب .
ـ كفر أبو حطب ؟
ـ أيوة ، الخواجة لسه قايل لي إنهم لقيوا بترول ياما هناك .
ـ و بترولنا ؟
ـ بترول إيه ما خلااااااص ، بح ....
ـ كلام إيه ده ؟
ـ و كتاب الله المجيد ، أهو الخواجة عندك أهو حتى اسأله ....
( يذهب التوابتي إلى كبير العمال )
ـ سلام عليكم .
( لا يعيره الرجل انتباها )
ـ سلام عليكم .
ـ فيه إيه ؟
ـ معلش و لو فيها رزالة يعني ....
ـ يلا كول ، أنا فيه شغل كتير ، مش أندي وكت ....
ـ هو حضرتكم بتعملوا إيه ؟
ـ خلاص شركة شغل هنا خلاص ، بترول خلاص ، معدات سيارات هفارات كله يروح كفر أبو هطب .
ـ بترول إيه اللي خلاص ؟
ـ بترول كفر بلاس خلاص فنش .
ـ فنشوك من بدري ، إنته يا راجل انته مش قايل إن كفر البلاص عايمة على بير بترول ؟
ـ خطأ ، بئر كبير موجود في كفر أبو هطب .
ـ و اللي كنتم بتطلعوه من عندنا ده إيه ؟
ـ اكتشفنا بالبحث إن هذا بترول كفر بلاس مجرد بترول تجمع من تسريب في بئر كبير موجود في كفر أبو هطب ، يعني ده كله بترول يخرج من هنا بترول مسروق ، فهو في الأصل بترول كفر أبو هطب ، مفروض كفر بلاس ترجع كل فلوس ياخد مكابل بترول .
( يمسك التوابتي برقبة كبير العمال )
ـ بترول مسروق يا ولاد الهرمة ، يا حرامية يا ولاد اللصوص ، خلاص طبختوها مع بعض ؟ تلاتة بالله العظيم قاتل يا مقتول النهاردة .
( يصرخ كبير العمال )
ـ مجنــــــون ، مجنـــــــون .
( يدفع كبير العمال التوابتي بعيدا عنه بقوة فيقع التوابتي على الأرض ، عندها يتجمع بعض الجنود يضربون التوابتي بكعوب أسلحتهم في رأسه ، يفلت التوابتي من أيديهم بصعوبة و يجري بعيدا و هو يصرخ )
ـ آآآآآآآآآآه ، و الله العظيم ما ها نسيبكم يا حرامية يا ولاد الهرمة ، أني عارف إنكم مطبخينها مع عمدة كفر أبو حطب عشان تسحبوا بترولنا من هناك ببلاش ، و الله العظيم لرايح لشيخ الغفر و أخليه يجي يطين عيشتكم ، هي البلد سايبة و إلا سايبة ؟
( يجري التوابتي إلى قصر شيخ الخفر ،
يدخل على شيخ الخفر يلهث و يلطم وجهه و يصرخ )
ـ إلحقنا يا شيخ الغفر .
ـ فيه إيه يا توابتي ؟ حصل إيه ؟ و إيه اللي عمل فيك كده ؟
ـ العمال ولاد الحرامية بتوع الشركة ، نزلوا عليا ضرب و فين يوجعك ...
ـ أكيد عملت لهم حاجة ، هو أنا مش عارفك ؟
ـ لقيتهم عمالين يلموا في حاجتهم و رايحين على كفر أبو حطب ....
ـ نعم نعم ؟
ـ و الله العظيم ده اللي حصل ، و ليه و ليه قلت لهم رايحين على فين ، قاموا نازلين فيا ضرب زي ما أنته شايف كده ، دول أكيد متفقين مع العمدة هناك عشان يسحبوا بترولنا من هناك ببلاش .
ـ إنته اتهبلت في مخك و الا إيه يا وله ؟
ـ يا ريتني اتهبلت و الا اتجننت كان أهون م المصيبة السودة اللي إحنا فيـــــها ....
ـ ما هو إذا كان اللي بيتكلم مجنون يبقى اللي بيستمع عاقل .....
ـ طب تعالى بص بنفسك ...
( يذهب التوابتي إلى النافذة يلحقه شيخ الخفر ، و إذا بهرج و مرج يعم القرية ، عمال الشركة يفككون حفاراتهم ، بعض العمال ينزوع السياج الذي يحيط بالقرية ، و البعض يفكك حوائط الأبنية الجاهزة و يضعونها فوق الشاحنات ، السيارات و الأوناش تتحرك إلى خارج القرية، يدق جرس الهاتف ، يخرج شيخ الخفر هاتفه المحمول من جيبه ، ينصت للمتحدث ، تتسع عينا شيخ الخفر ، الذهول يعقد لسانه ، يلطم التوابتي وجهه و يعدد )
ـ قال جت الحزينة تـــــفرح ما لقتلاهاشي مـــــطرح ....
( يرد شيخ الخفر على المتحدث )
ـ كلام إيه ده ؟
( يقاطعه التوابتي )
ـ مش بأقول لك اني لسه جاي من هناك أهوه ، و الراجل الكبير بتاعهم بيقول قال إيه إن أساس البير هناك في كفر أبو حطب ، أكيد دول شلة حرامية و عاملين رباطية علينا ؟
( يتحدث شيخ الخفر في الهاتف )
ـ و البترول اللي كان طالع من عندنا ده إيه ؟
( يقاطعه التوابتي )
ـ قال إيه كانوا شوية بترول منفدين م البير الأصلي اللي في كفر أبو حطــــــب ، و خلصوا خلاص ، خلصوا خلاااااص ، يا ريتنا كنا سمعنا كلام عمدتهم لما قال نضم البلدين على بعض ، يا ريتنا كنا سمعنا كلااااااامه ....
( يقذف شيخ الخفر بهاتفه المحمول في الحائط ، و يضرب التوابتي )
ـ و انته كمان ها تقعد تولولي و تعدد لي زي اللي جاموستها ماتت ؟
ـ أيوة فش خلقك فيا ، انته مش قادر على الحمار ها تشطر ع البردعة ؟
ـ أني كنت عارف م الأول ان كفر البلاص دي نحس زي وشك ....
ـ و ها نعمل إيه دلوقتي ؟
ـ بسرعة تروح تجيب لي البت (جاكلين) دلوقتي حالا ...
ـ البت جاكلين ؟ ههههه ، قال البت جاكلين قال ، قول جاكلين هانم ، قول الأميرة جاكلين ، تكونش لسه فاكر نفسك زعيم كفر البلاص و أني مش واخد بالي ؟ لاااااا ، ده كان زمان و جبر و طلع له في راسه وبر ، الكلام ده كنت تقوله لما كان عندك بترول ، دلوقتي لازم احنا اللي نجري و نروح لها و ناخد منها ميعاد كمان ، و جـــــايز ترضى تقابلنا ....
( يضربه شيخ الخفر بخيزرانته ، يتكوم التوابتي حول نفسه ، يرفع شيخ الخفر الخيزرانة عاليا مهددا بالمزيد )
ـ ما عاش و لا كان يا جعر ، ده الجربان اللي زيك هو اللي يروح لها و ياخد منها ميعاد ، إياك تكونش فاكرني أهبل و بريالة زيك يا له ، لا فـــــوق شوف إنته بتكلم مين ، ده أنا عندي ملايين متلتلة بإسمي في بنوك سويسرا ....
( يقوم التوابتي فارا ، يحاول شيخ الخفر ملاحقته ، فيدور التوبتي حول المكتب ، يقفان في مواجهة بعضهما يحول المكتب بينهما )
ـ ملايين مين يا أبو ملاييـــــــــــــــــن ؟ ملايين مين يا أبو ملايين ؟ ما خلاص ، و هو أنته فاكر إنهم ها يسبولك ملايينك كده ؟ دول لو سابولك الجلابية القديمة بتاعتك يبقى تبوس إيدك وش و شعر ، مش بأقول لك بيقولوا البير أصلا بتاع كفر أبو حطب ؟ أقطع دراعي من هنا هو إن ما كانوا ها يوزوا عمدة كفر أبو حطب يرفع عليك قضية ....
ـ ليه إن شاء الله ؟
ـ ها يقول إنك كنت بتسرق البترول بتاعهم ، و انته عارف إنه شايل منك عشان ما رضيتش تضم البلدين على بعض .....
ـ انته بتفكر لهم و بتخطط كمان ؟
ـ و حياتك ده اللي ها يحصل ، و أني أهوه و انته أهوه ...
ـ دي تبقى مصيبة سودة يا وله لو عملوا كده بصحيح .
ـ مش بس كده ، ده أكيد الشركة ها تقف معاه كمان عشان ترضيه و تضحك عليه ، و دول ناس إيديهم طايلة و يعملوها ....
ـ بس يا وله بلاش كلام فارغ .....
ـ لا مش كلام فارغ ، و انته عارف كده كويس ، أمال انته فاكر إيه ؟ ما هي كل العزوة اللي كنا مداريين فيها دي بقت عزوة كفر أبو حطب دلوقتي ، مش البترول طلع بتاعهم ؟ قال جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين تتعان .
( يدخل بعض الرجال يفككون الأثاث و يحملونه إلى خارج القصر ، يعترض طريقهم التوابتي ، يصرخ فيهم )
ـ إيه اللي بتعملوه ده يا وله انته و هوه ؟
( يرفع أحد الجنود السلاح في وجهه ، عندها يبتسم التوابتي ابتسامة صفراء و يرفع يديه عاليا )
ـ لأ بأقول لك إيه ، كفاية قوي كده ، ده أني كنت باهزر معاكم ، شيل يا با شيل ، ماهي أصلا حاجتكم و جحا أولى بلحم توره ، شيل يا عم شيل ، آجي اشيل معاكــــــــم ؟



( يتبع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[right]( عمدة كفر البلاص 28 )



( تدخل جاكلين على شيخ الخفر و التوابتي و بصحبتها بعض الجنود ، يصرخ التوابتي )
ـ ست جاكلين ؟ الله يسترك ، أهي البرنسيسة جت بنفسها أهي ...
( تنظر له جاكلين من أعلى لأسفل و لا ترد عليه ، تحدث شيخ الخفر )
ـ أهلا يا سيخ كفر .
ـ أهلا جاكلين هانم .
ـ كنت أوزة أتكلم مآك كلمتين ألى إنفراد ، روه انته العب مع أسد توابتي .
( يشيرشيخ الخفر برأسه للتوابتي ليخرج )
ـ يلا يا تواتبي ، وريني عرض اكتافك .
ـ أمرك يا شيخ الغفر ، ( يتلكأ ) بس يعني .....
ـ فيه إيه ؟
( يذهب التوابتي إلى المكتب ، يفتح الصندوق الصغير الموضوع على المكتب ، يخرج سيجار ذهبي )
ـ بعد إذن جنابك .
ـ ماشي ، خدها و يلا .
( يخرج التوابتي بمنتهى البطء و البرود ، ينظر إلى جاكلين التي تتجه للجلوس على كرسي المكتب رافعه قدميها فوق المكتب ، في وجه شيخ الخفر ، في هذه الأثناء يعود التوابتي ، يسأله شيخ الخفر )
ـ فيه إيه تاني ؟
ـ ألاقيش ولاعة مع جنابك ؟
ـ على المكتب أهي .
( يذهب التوابتي إلى المكتب ، يلف حول جاكلين ، يتناول القداحة ، يحاول اشعال السيجار و كأنه يفشل في إشعاله ، يصرخ شيخ الخفر )
ـ دي إيه الرخامة اللي نزلت على أهلك دي ؟
ـ دي ايه دي ؟ يعني ما أولعش السيجارة ؟ ( يحدث جاكلين ) ما ألاقيش عندك ولعة ؟
( عندها ينفذ صبر شيخ الخفر فيذهب و يدفع التوابتي ناحية الباب )
ـ يا أخي غور الله يحرقك بجاز وسخ ، غــــــــــــــور .
ـ بس ما تزقش ، خلاص خارج أهو ( يخرج ببطء ) ماشي يا عم ، ماشية معاك يا با ، ما هو اللي علي علي خلاص ، يا بختك يا عم ، جتنا نيلة في حظنا الهباب ....
( يخرج التوابتي ، يعود مرة أخرى ، عندها يخلع شيخ الخفر حذائه و يقذفه به )
ـ غور يا أبن ال ........
( يخرج التوابتي فتغمز جاكلين بعينها إلى الجنود فيذهبون و يقفون على باب القاعة من الخارج )
ـ خير إن شاء الله ؟
ـ كمهير سيخ كفر ، ست داون .
( يجلس شيخ الخفر )
ـ نعم ؟
ـ كنت آوزاك تشوف هاجة هلوة .
ـ و ده وقته ؟
ـ صبرك سيخ كفر ، شوية شوية ....
( تمسك جاكلين بالريموت كنترول ، تضغط على الأزرار ، و إذا بالتلفاز يعرض فيلما إباحيا لها بصحبة شيخ الخفر )
ـ ألللللللللللل ........
( ينتفض شيخ الخفر ملدوغا ، يجري إلى التلفاز يغلقه )
ـ استغفر الله ، استغفر الله ....
( تتفل جاكلين في عبها )
ـ خش في إبي خش ( ترفع أصابعها الخمسة في وجهه ) بوريه منك سيخ كفر بوريه ، انته ها تأمل شويتين دول أليا أنا كمان و الا إيه ؟ ألى فكرة ، فيلم ده كل كفر بلاس يشوفه دلوكتي .
ـ الله يفضحك بحق جاه النبي ، على العموم أنا راجل ما يهمنيش أي حاجة ، الرك بقى و الدور عليك انتي .....
( تنفجر جاكلين ضاحكة )
ـ هههههههه ، اللي اختشوا ماتوا سيخ كفر ، و أنا كدامك أهوه ، لايف مش يموت .
ـ يعني مش خايفة على سمعتك ؟
ـ أيوة صهيه ، ده بابا لو يأرف ها يدبحني ،هههههههههه ( تضحك ضحكة عالية تتردد بين جدران القاعة ) خلينا في مهم دلوكتي ، طبعا انته أرفت اللي هصل لبترول كفر بلاس ؟
ـ إيوه أرفت ( يستدرك ) منك لله عوجتي لساني ، أيوة اتنيلت على عين أهلي و عرفت .
ـ و هتأمل إيه دلوكتي ؟
ـ ها آخد العيال و أطلع بالطيارة بتاعتي على سويسرا ، ده آني لي هناك ملايين متلتلة بإسمي ......
( تعود جاكلين للضحك بصورة هستيرية )
ـ ملايين إيه يا أبو ملايين ؟
( ينتفض شيخ الخفر واقفا )
ـ إيه ؟ هي الملايين دي كمان بح و إلا إيه ؟ لا لا لا لأ ، بأقولك إيه ، تلاتة بالله العظيم اصور لكوا قتيل هنا ...
ـ بتل هبل و اهدى كده و اكعد و اسمأني كويس .
( يجلس شيخ الخفر )
ـ نعم .
ـ كل ناس دلوكتي يأرف إن بترول اللي كنا بنشتريه منك مش بترول كفر بلاس ، ده بترول كفر أبو هطب ، و ممكن شركة يكول كل كلام ده في مهكمة دوليه ...
ـ و لا يهمني ، طالما طلعتوه من كفر البلاص يبقى بتاعنا إحنا ....
ـ كلام فاضي هبيبي ، كل ده كلام فاضي ، مهكمة دولية مش يعرف سيخ كفر ، مهكمة لازم يسأل شركة بترول متخصص ، ( تمسك بقلم و تضعه متوازنا أفقيا على إصبعها ) و طبعا إهنا ممكن نكول إن كل بترول ده كان بترول كفر أبو هطب ( تتناول دبوس و تضعه على أحد أطراف القلم فيميل القلم ناحية اليمين و لكنه لا يسقط ) و ممكن نكول إن بترول كان بترول كفر بلاس ( تضع دبوس على الطرف الآخر من القلم فيتوازن ، ثم تضع دبوس آخر فيسقط القلم على المكتب )
ـ خلاص قولوا إنه بترول كفر البلاص و خلاص .
ـ لو فيه اتفاك بين سيخ كفر و جاكلين ، ما فيش مانع .
ـ مش فاهم .
ـ يأني لو تكتب هنا في وركة إكرار إنك تتنازل لجاكلين عن 90 في مية من فلوس بتاع انته في سويسرا ، و تاخد انته أشرة في مية ، ممكن شركة تكول إن بترول ده بترول كفر بلاس .....
( يقف شيخ الخفر )
ـ إيه إيه إيه إيه ؟ عشرة في المية مين يا أم أربعة و أربعين ؟ و حياة أمك و لا ربع حتى في المية ، هي نهيبة و إلا نهيبة ؟ لا بأقولك إيه ، الظاهر إنك ما تعرفنيش كويس ، لاااااااا فـــوقي ، شوفي إنتي بتكلمي ميـــــن ...
ـ خلاص براهتك ، بس لازم تأرف إن فيه عكد مكتوب بخط إيدك بيكول إن لشركة هك استغلال بترول كفر بلاس إشرين سنة ، و دلوكتي مش فيه بترول يكفي شركة إشرين سنة ، إهنا مش ناخد بترول غير سنة واهد بس ، يعني كده فيه خسارة كتير لشركة ، و لازم شركة ياخد تأويض أن بترول تسأة أشرة سنة ، إنت مش يكرا عكد كويس ؟ و لذلك كل فلوس كفر بلاس في بنك سويسرا مهجوز أليه ، لا يمكن تسحب مليم أهمر واهد ، كمان طائرة مخصوص دلوكتي مش بتاع سيخ كفر ، يأني بالأربي كده ، أنته ممنوء من سفر ....
ـ ده لا عاش و لا كان اللي يمنع كبير كفر البلاص من السفر ....
( تخرج جاكلين مسدسها و تصوبه ناحية شيخ الخفر ، و تكلمه بحدة )
ـ جاكلين ممكن إمنأ سيخ كفر من سفر ، لأنك ألي بابا كبيــــر .
ـ علي بابا مين يا مرجانة ؟
ـ أيوة ألي بابا ، أنت متهم بسرقة أموال كفر أبو هطب ، ألى فكرة ، إهنا مرتبين كل هاجة كويس ، إهنا مش نلعب هبيبي سيخ كفر .
ـ يا ولاااااااااد الكـــــــــــــ .....
( تطلق جاكلين رصاصة في الهواء فوق رأسه فتطير قبعته فتعري صلعته و تصرخ )
ـ إهترم نفسك أهسن ، و إلا تلاتة بالله أظيم ممكن أدفنك هنا ( عندها يتسمر شيخ الخفر مكانه ) ممكن رصاصة تاني في كبدك سيخ كفر .
ـ طلبتاك ؟
ـ أيوة كده اهدا و خليك شاطر أشان أهبك ، كمهير .
( يقترب شيخ الخفر ، تضع جاكلين ورقة أمامها على المكتب )
ـ إهنا مش نتأبك سيخ كفر ، إنت بس أبصم هنا ، و اهنا ها نأمل كــــل هاجة .
( تخرج المحبرة من أدراج المكتب ، تفتحها يضع شيخ الخفر إصبعه ، تقاطعه جاكلين )
ـ لا مش ينفع سيخ كفر .
ـ هو إيه اللي ما ينفعش ؟
ـ فنجر واهد نو .
ـ أمال عاوزة إيه ؟
ـ عشرة فنجر .
( يضع شيخ الخفر أصابعه العشرة في المحبرة ، و يدمغ الورقة ، تزغرد جاكلين )
ـ برافو ، برافو ، دلوكتي ممكن خمسة دكيكة تجهز نفسك أشان سفر إلى سويسرا .....
( تضغط جاكلين على الأزرار فيدخل الجنود ، جاكلين تأمر شيخ الخفر )
ـ يلا سبيد سيخ كفر ما فيش وكت ، أشان نأمن سفرك كبل ما نمشي من كفر بلاس ، سبيــد ، سبيــــــــــــــد .
( يخرج شيخ الخفر بصحبة الجنود )
( يتبع )
[/size][/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سواق الأتوبيس ( بقلم : محمد سنجر )
» ذهب مع الريح ( نزف قلم : محمد سنجر )
» أبوس إيدك ( نزف قلم : محمد سنجر )
» ما بين أوباما و لبيبة ( نزف قلم : محمد سنجر )
» خروج في سبيل الله ( نزف قلم : محمد سنجر )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدىات منشأة نظيف :: المنتديات الثقافية :: قصة قصيرة-
انتقل الى: