| عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:42 pm | |
| عمدة كفر البلاص ( 1 ) ( طرق شيخ الخفر الباب ، جاءه صوت العمدة من الداخل ) ـ أدخل . ـ السلام عليكم . ـ و عليكم السلام ، ادخل يا شيخ الغفر تعالى ، هيه ، عملتوا إيه ؟ ـ كله تمام يا حضرة العمدة . ـ يعني إيه كله تمام ؟ فين التقارير و الإحصاءات بتاعتك ؟ ـ ههههههه ، تقارير إيه يا عمدة ؟ قال عد غنمك يا جحا .... ـ ها تفضل طول عمرك بلاصي ، شوف بقى أما أقولك ، تلات ساعات ما فيش غيرهم ، و إذا ما غطست و قبيت و لقيتك حاطط قدامي تقرير مفصل ، قول على نفسك يا رحمن يا رحيم . ـ لا و على إيه ، سلام عليكم . ( خرج شيخ الخفر مسرعا ، ما هي إلا دقائق حتى عاد ثانية و في يده ورقة واحدة ) ـ اتفضل يا حضرة العمدة . ـ إيه ده يا روح ست أبوها ؟ ـ التقرير . ـ ورقة ؟ بقى هازز طولك و ركبت الحمار و رايح فين يا شيخ الخفر ؟ رايح أجيب التقرير ، و راجع ليه يا شيخ الخفر ؟ أصلي كنت بجيب التقرير ، و آخرة المتمة ألاقي التقارير ورقة يتيمة ؟ ـ ما هي الورقة دي فيها كل حاجة يا عمدة ، بالتفصيل ، و بعدين دي غرقانة كتابة وش و ضهر . ( وضع العمدة نظارته و أخذ يقرأ ، باغته شيخ الخفر ) ـ أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها يا حضرة العمدة ؟ ما يموتوا و الا يغوروا فيستين داهية .... ( نظر إليه العمدة حانقا ) ـ و أنا أموت و أعرف أقرا اللي انته كاتبه ده إزاي ؟ نبش فراخ ده يا شيخ الخفر و إلا إيه بالظبط ؟ ميت مرة أقولك حسن خطك ، حسن خطك ، يعني أخنقك و أخلص البلد من خطك ... ( أمسك العمدة شيخ الخفر من رقبته ، صرخ شيخ الخفر يحاول الخلاص) ـ خلاص يا جناب العمدة أنا في عرضك ، مش كاتب أيتها حاجة تاني ... ( أفلت من يديه ، عندها قذفه العمدة بالورقة ) ـ طيب عقابا ليك لازم انته بقى اللي تقراها ... ـ حاضر يا جناب العمدة حاضر ، أنا اللي استاهل ... ( بدأ شيخ الخفر في القراءة ) ـ نمرة واحد ، حسان أبو شوشة ، و مراته زينب و ابنه خالد و بناته سوسن و تفيدة ، توب قماش ، شوال رز ، شوال دقيق ، شوال بطاطس ، صفيحة زيت ، نمرة اتنين ، محمود أبو اسماعين و أخوه عوض ، عشرة متر قماش ، نص رز ، نص دقيق ، نص بطاطس ، عشر قزايز زيت .... ـ عملت إيه مع الواد أبو الروس جوز البت جميلة أم المتولي ؟ ـ بس ده يا عمده مش من بلدنا ، ده من كفر أبو حطب ..... ـ و لو يا بقف ، طالما متجوز من بلدنا و قاعد فيها يبقى زيه زينا ، و إلا يعني أبو الروس مش بنى آدم بياكل و يشرب زينا ؟ و إلا هو ما لوش كرش و انته بكرشين ؟ ـ أيوه بس أموت و أعرف إيه لزمته ده كله ؟ ما يطفحوا و إلا عن أبوهم ما طفحوا ، ليه المصاريف دي كلها ؟ هو انته خلفتهم و نسيتهم ؟ ـ ما فيش فايدة ، الله يرحمه قال ما فيش فايدة ، أفهمك يا طربش ، القط اللي كانت أمك ست أبوها مربياه في بيتكم فاكره ؟ ـ قطع و قطعت سيرته ، ده أنا نزلت عليه دب بالفاس لحد ما فطسته ... ـ ليه ؟ ـ مش لاقيناه واكل الكتاكيت .. ـ طيب ما عرفتوش هو كلهم ليه ؟ ـ عشان كان جعان . ـ الله ينور عليك ، طيب لو انته مأكله و شبعان أول باول ؟ كان ممكن يعملها ؟ ـ لأ طبعا ، ما هو كان طول عمره عايش معانا من أيام أبويا الله يرحمه ، و لا عمره قل بأصله ..... ـ أيوه ، لأن أبوك كان مراعيه مأكله و مشربه و مهنيه ، لكن ست أبوها كانت مصدرة له الطرشة ...... ـ و هو ربنا بينسى حد يا جناب العمدة ، ده ربك ها يرزقه لو في بطن الجبل . ـ أهو انته عملت زي اللي واقف على القضيب و شايف القطر هاجم عليه و مش عاوز يتحرك و بيقول لو ربنا عايز القطر يفرمني ها يفرمني ، أمال ربنا خلق لنا عقل ليه ؟ و ليه خلى الإنسان خليفته في الأرض ؟ ـ طيب و إيه دخل القط في العاطلين اللي عندنا في البلد يا عمده ؟ ـ الناس دول قاعدين لا شغله و لا مشغلة ، عطلانة يعني ، أو زي ما بيقولوا في الجرايد ( بطالة ) ، لا عندهم أرض يأجروها أو يزرعوها ، فيهم اللي مريض أو تعبان أو مش لاقي شغل ، يعني ناس جعانة بصريح العبارة كده ، لا هدمة تسترهم و تستر عيالهم و لا لقمة تسكت كلاب الجوع السعرانة اللي بتقطع في معدتهم ... ( يشير شيخ الخفر بسبابته إلى رأسه ) ـ عشان كده بتأكلهم و تشبعهم قبل ما ندخل عليهم في يوم نلاقيهم كلوا الكتاكيت زي القط بتاعنا ، صح يا حضرة العمدة ؟ ـ تسلم دماغ اللي نفضك ، دي إيه النباهة دي كلتها ؟ ـ أيوة بس برضك دي مصاريف كتيرة قوي يا عمدة ... ـ كام يعني ؟ ـ لو عملناها مرتين ، يعني ممكن يكلفوك حوالي خمس ست الاف في السنة . ـ عليك نور ، طيب و لو سبناهم هايجين زي مقاطيع كفر أبو حطب ؟ احسب كده بقى مصاريف حادثة واحدة من اللي عملوها هناك ... ـ دول لما سرقوا دوار عمدتهم بس ، خدوا عشر جمايس على الأقل بمتين ألف ..... ـ و حصان و حمارين ، ده غير دهب مرات العمدة ، و غير العربية اللي اتقلبت في الترعة و همه بيطاردوهم ، و السين و الجيم و التحقيقات و الاقلام و الورق و الملفات ، و مدير الأمن و المأمور و وكلاء النيابة و الظباط و العساكر و الشهود و عطلة الناس ..... ده كله كوم و التلات غفر اللي ماتوا لما ضربوا عليهم نار كوم تاني ، و نسوانهم اللي بقوا أرامل و العيال اللي اتيتمت ، شوف انته بقى الناس الي ماتوا دول ، الواحد فيهم يسوى كام ؟ ـ لو قلنا الغفير الواحد بألف ( ينظر للسقف ) يبقى التلاتة بتلات الاف . ـ هو إيه اللي بألف ؟ ( احمر وجه العمدة حتى كاد الدم أن يتفجر من خديه ) ـ مالك يا حضرة العمدة ؟ ـ هو إيه اللي بألف يا شيخ الغفر ؟؟؟؟ ـ الغفير ، الواحد بألف ....... ( أخذ الشرر يتطاير من عين العمدة ، أخذ يبحث حوله ، لم يجد ضالته ، عندها انحنى يخلع حذائه ، أمسكه بسرعة بين يديه ، أطلقه ناحية وجه شيخ الخفر ، و أخذ يصيح ) ـ مافيش فايدة ، مافيش فايدة ... ( انتفض من مكانه ، هجم على رأس شيخ الخفر ينزع شعر رأسه ، شعرة شعره ، يردد ) ـ فيه فايدة ، ما فيش فايدة ، فيه فايدة ، ما فيش .... ( أخذ شيخ الخفر يصرخ من شدة الألم ) ـ خليهم ألفين ، خليهم ألفين .... ( حاول جاهدا الفرار ، أخيرا ينجح ، يخرج مسرعا ، يجري بشوارع القرية ، يصرخ ) ـ خليهم ألفين ، خليهم ألفيــــــن ، خليهم ألفيــــــــــــن ...
عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:13 pm عدل 3 مرات | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:43 pm | |
| عمدة كفر البلاص (2)
( دخل شيخ الخفر مسرعا على العمدة دون أن يطرق الباب، يصرخ ) ـ إلحق يا حضرة العمدة ، إلحقنا يا كبير البلد ... ( عندها انتفض العمدة واقفا ، يضربه ، و يصرخ في وجهه ) ـ إنت إيه ؟ هه ؟ جنسك إيه قولي ؟ فهمني ، البعيد جبلة و إلا إيه بالظبط يعني ؟ فهمني يا وله ، ( أمسكه من جلبابه و أخذ يهزه ) خــــــــلاص ، ما فيش إحساس ؟ ما عندكش و لو شوية م الأحمر ؟ إنت البعيد و لا إحساس و لا دم و لا أيتها حاجة خالص ؟؟؟؟؟ ـ مالك يا حضرة العمدة ؟ فيه إيه بس ؟ ـ أنا اللي مالي و فيه إيه ؟ مش باقولك ، صحيح اللي اختشوا ماتوا ... ـ طب بس قولي إيه اللي مزعلك ؟ ـ أنا مش منبه عليك مليون مرة قبل كده ، لما تحب تدخل عليا تخبط الأول على الباب ؟ حصل و إلا ما حصلش ، لنفرض إني كنت قاعد كده و إلا كده لا سمح الله ، و إلا خالع الطاقية و راسي عريانة ... ـ معلش سامحني يا حضرة العمدة ، بس الموضوع خطير جدا جدا ، و عشان كده سها عليا و نسيت ... ( ترك العمدة جلباب شيخ الخفر ) ـ موضوع إيه ؟ ـ لا ، ما هو أني مش ها أقول أيتها حاجة إلا أما تسامحني الأول . ـ خلاص سامحتك . ـ لا ، دي طالعة من غير نفس ، لازمن تقول سامحتك يا حضرة شيخ الخفر و بعدي.......... ( عندها دفعه العمدة من صدره ناحية الباب ) ـ إنت ها تتأمر عليا كمان ، طب جزاءا ليك و الله لتطلع بره و تخبط زي ما علمتك ، ياله بره ، و خبط زي البني آدميين ، ياله .... ( أخرجه العمدة ، أغلق الباب خلفه ، ذهب العمدة ليجلس على كرسيه ، لحظات مرت و لم يطرق شيخ الخفر الباب ، دقائق تمر و دقائق و لا فائدة ، عندها استشاط العمدة غضبا ، اتجه ناحية الباب ، فتح الباب ، و إذا بشيخ الخفر يقف أمام الباب ، صرخ العمدة في وجهه ) ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ، ما خبطتش ليه ؟ ـ بقى لي ساعة بخبط يا عمدة ، بس انته ما قلتليش ادخل . ـ هو انته بتخبط إزاي يا شيخ الغفر ؟ وريني كده . ( طرق شيخ الخفر الباب بكل هدوء ) ـ يا سلااااااااااااااام ، يا سلام سلم يا ولاد ،بقى عايزني أسمع تخبيطك ده ؟ طب إزاي فهمني ؟ ( أمسك بأذني شيخ الخفر ، يهز رأسه ) إنته ناوي تشلني ياجدع إنته ؟ هه ، فيه حد موحيك عليا ؟ و الا حكايتك إيه بالظبط معايا ، فهمني .... ـ آي ، آي ، حرامك عليك يا حضرة العمدة ، هو أنا عملت إيه تاني بس ؟ ـ كل ده و مش عارف عملت إيه ؟ ـ يعني أعمل إيه أنا بقى أقطع نفسي ؟ ـ ده أنا اللي ها أقطعك حتت حتت ، و أرميك لكلاب السكك تنهش لحمك . ـ هو لا كده عاجب و لا كده عاجب ؟ مش انته اللي قايل لي ابقى خبط بشويش ؟ ـ أيوة تخبط بشويش يعني بالراحة ، مش تخبرش زي القطط على الباب و عايزني أسمعك .... ـ حاضر يا حضرة العمدة ، حاضر ، فهمت خلاص . ـ أما أشوف . ( دخل العمدة يجلس مكانه ، لحظات و طرق شيخ الخفر الباب ) ـ مين ؟ ـ حضرة العمدة موجود يا عمدة ؟ ـ نقوله مين يا شيخ الغفر ؟ ـ قوله شيخ الغفر عاوزك ضروري . ـ ادخل يا شيخ الغفر ، تعالى . ( يدفع شيخ الخفر الباب بكل هدوء ) ـ السلام عليكم يا حضرة العمدة . ـ و عليكم السلام ، اقعد يا شيخ الغفر . ( يجلس ) ـ فيه إيه بقى ؟ ـ فاكر لما قلت لي وزع دقيق و سكر و رز و زيت على الجماعة إياهم ؟ ـ أيوة طبعا فاكر . ـ عارف كانوا كام واحد بنوزع عليهم يا عمدة ؟ ـ كام ؟ ـ كانوا اتناشر نفر . ـ طب و إيه يعني ؟ ـ اصبر بس يا عمدة ، عارف بقوا كام دلوقتي ؟ ـ كام ؟ ـ بقوا متين و خمسين نفر يا عمدة ، و بكرة يبقوا ألف ... ـ متين و خمسين ؟ ليه ان شاء الله ؟ ـ وحد خاسس عليه حاجة يا عمدة ؟ ما هم قاعدين يا كلوا في قتة محلولة ، أكل و مرعة و قلة صنعة . ـ أيوة بس جم منين دول ؟ ـ اللي جاي من كفر أبو حطب و اتجوز له بت من بلدنا ، و اللي جاي من أبو زعيبل ، ما هي بقت تكية خلاص ... ـ و انته إزاي تسكت لغاية لما توصل لكده يا شيخ الغفر ؟ ـ انته مش قايل كل اللي تنطبق عليه الشروط أعطيه ؟ ـ أيوة بس مش بالشكل ده ؟ ـ مش بس كده يا عمدة ، ده الغفير عوضين قال لي إنه شايف ناس بره البلد قاعدين يبيعوا الدقيق و السكر و الزيت اللي إحنا وزعناه عليهم و بينادوا و يقولوا ( دقيق و زيت عمدة كفر البلاص ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، بقى دي أخرتها ؟ ـ و العمل إيه دلوقتي يا عمدة ؟ ـ عملك اسود و مهبب ، وقف الموضوع فورا ، و إياك عدت تعطي لأي واحد فيهم أيتها حاجة ، و لا حباية سكر واحدة ، فاهم و إلا لأ ؟ أنا قلت من الأول ما فيش فايدة ، كل ما أحاول أصلحها من ناحية يبوظوها من الناحية التانية ، ها أقعد أرقع فيها كده لحد إمتى ؟ ( قاطعه شيخ الخفر ) ـ بتقول حاجة يا عمدة ؟ ـ هو انت لسه هنا ؟ ما تنجر يلا من هنا . ـ حاضر يا حضرة العمدة حاضر ،أديني ماشي أهوه .... ( خرج شيخ الخفر بينما جلس العمدة يفكر ) ...............
( يتبع ) [/size][/b][/size][/right]
عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:14 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:44 pm | |
| عمدة كفر البلاص (3)
( النار تلتهم أحد البيوت ، سحب الدخان الأسود غطت سماء القرية ، صوت شهيق النار يشق صمت الليل ، أخذت الصرخات تتعالى رويدا ) ـ غيتونا يا خلق هـــــــوه .... ـ النار قايدة في دوار العمدة القديم يا بلد ... ـ إلحقونا يا عالم .... ( دب النشاط في أهالي القرية ، أشباح تجري في كل مكان ، اختلط الحابل بالنابل ، البعض يسكب الماء على النار لإخمادها ، بعض النساء يجرين إلى الترعة يملأن الأواني بالماء ، الرجال يحاولون تكسير الباب الخشبي العتيق ، يأتي أحد الرجال حاملا فأسه يصرخ ) ـ وسع يا جدع أنت و هو ... ( يضرب قفل الباب الحديدي بفأسه حتى ينخلع ، يفضون الباب على مصراعيه ، يتسلل أحدهم لتحرير البهائم من مربطها ، يدخل بعض الخفر يحملون ما تبقى من أجولة الدقيق و السكر لإخراجها ، تنطلق البهائم فارة من النيران ، حالة من الهلع تسيطر على الجميع ، محاولات مضنية لإخماد الحريق ، صرخات تتلاحق ) ـ مية بسرعة يا عالم ؟ ـ اطلع أنت يا عم خميس .... ـ صب هناك على طرف القش ياد يا عوض ... ـ هاتي يا أم علي ، ناوليني بسرعة ..... ( دقائق تمر سنوات ، بدأت النار تنحسر رويدا رويدا ، ما هي إلا لحظات حتى هدأت النيران ، أخيرا ينجحون في إخمادها ) ـ الحمد لله ، الحمد لله ... ـ الله يبارك فيك ياد يا مهموز ... ـ و هو أنا عملت حاجة ، ادعي للواد أبو الروس هو اللي طفاها . ـ الله يخليك يا حسين ، هي دي الرجالة بصحيح ... ( يدخل شيخ الخفر حاملا مطفأة الحريق ، يوجه فوهتها ناحية النيران الخامدة ، يصرخ فيهم ) ـ وسع يا جدع أنت و هو ، وســــــــــــــــع ... ( يضغط على ذراع التشغيل ، تخرج من فوهتها بضع بصقات سائلة يصحبها صوت تنفيس واهن يحتضر ، عندها ينفجر الرجال في الضحك ، يصرخ ) ـ بتضحك على إيه يا وله أنت و هو ؟ ـ مش عليك و الله يا شيخ الغفر ..... ـ ماشي يا حسين يا أبو أليطة ، بس لما يجي حضرة العمدة ها أقوله انك بتضحك على طفايته اللي جايبها م البندر . ـ و الله ما ضحكت عليها يا شيخ الغفر ، ده أنا بضحك على الواد أبو راسين أصله طلع منه صوت مش و لابد . ـ ماشي ، ها أعديها لك المرة دي بمزاجي . ( يأتي أحد الخفر ، يضرب الأرض بقدمه لأداء التحية العسكرية ) ـ تمام يا فندم . ـ إيه الأخبار يا أبو سليمان ؟ ـ كله تمام يا شيخ الغفر ، تمت الزيطرة على الولعة خلال ساعات مع دودة. ( يوجه شيخ الخفر كلامه للأهالي ) ـ شكرا يا رجالة ، ياله كل واحد يروح لحاله ، انصراف . ( يخرج الرجال و النساء ، يوجه حديثه للخفير ) ـ فيه شبهة جنائية يا ولة ؟ ـ قصدك إيه يا فندم ؟ ـ ها أفضل أفهمك لحد إمتى ؟ يعني الولعة دي ممكن تكون بفعل فاعل ؟ ـ أنا الصراحة كده رأيي إنه ماس كهربائي . ـ ماس كهربائي منين يا وله و الدوار ده أصلا ما فيهوش كهربا من أساسه ؟ ـ يمكن حد وصل له الكهربا و احنا نايمين يا شيخ الغفر . ـ ما فيش فايدة ، نقول تور يقولوا احلبوه ، اتلقح على جنب و اسكت خالص ، فين الواد عوضين ؟ ـ بيدور على البهايم اللي هربت م الحريقة . ـ لما يجي خليه يحصلني على دار العمدة . ـ أوامرك يا شيخ الغفر . ( يخرج شيخ الخفر متوجها إلى دار العمدة ، و في الطريق ، يقابله العمدة على حماره ) ـ إيه اللي حصل يا شيخ الغفر ؟ ـ سليمة إن شاء الله يا حضرة العمدة ، النار ولعت في الدوار القديم ، بس إحنا سيطرنا عليها و طفيناها .... ـ و البهايم و التموين ؟ ـ البهايم سليمة الحمد لله ، بس هربت م النار و الواد عوضين بيلمهم ، و التموين لحقناه بأعجوبة ، يدوبك شوالين تلاتة اللي النار كلتهم و الباقي سليم و زي الفل . ـ و جنابك نايم على ودانك ؟ أمال فين الغفر اللي بيحرسوا الدوار يا جدع انته ؟ ـ واحد استأذن مني ، أصل مراته كانت بتولد ، و التاني نام على روحه... ـ الاتنين ياخدوا جزا ، و أنت كمان معاهم ... ـ طب و أنا ذنبي إيه بس يا حضرة العمدة ؟ ـ ذنبك على جنبك يا اخويا ، ما هو أنت لو شايف شغلك كويس ما كانش اللي حصل ده حصل . ـ ده قضاء و قدر يا عمدة . ـ لأ مش قضاء و قدر يا شيخ الغفر ، النار دي بفعل فاعل يا ناصح . ـ إزاي ؟ ـ مش قلت لك نايم على ودانك ؟ الواد خميس جاني بلغني ، و لقيته جايب معاه الجركن ده ، و قالي إنه لقاه مرمي في مسرح الجريمة جنب الدوار ، افتحه كده و شمه . ( يفتحه شيخ الخفر ، يشم رائحة ما بداخله ) ـ إيه ده ؟ ده جاز يا عمدة ، طب تصدق بإيه ؟ أنا قايل إنها بفعل فاعل بس ما كنتش عايز اتهم حد ظلم يا عمدة .... ـ لا إتهم يا خويا ، و آدي الدليل قدامك أهو . ـ أيوة بس مين اللي ممكن يعملها يا عمدة ؟ ـ الجماعة اللي قطعنا عنهم التموين يا فطن . ـ معقول ؟ و هو ده رد الجميل ؟ ـ ها تعمل إيه بقى ؟ ـ لا يمكن أسكت أبدا على المسخرة دي يا حضرة العمدة ، معنى كده إنهم ممكن يعملوها تاني و تالت ، لازم نلمهم واحد واحد و نحبسهم . ـ ها تلم مين و إلا مين يا شيخ الغفر ؟ دول متين وخمسين نفر . ـ على الأقل نحقق معاهم و أكيد ها نوصل للي عملها و نسجنه . ـ أيوة وتقعد تعذب فيهم لغاية لما واحد فيهم يقر ؟ ـ في ظرف يومين بعون الله أكون عرفت لك اللي عملها . ـ واحد و عملها و يستاهل اللي يجرى له ، طب و المية تسعة و أربعين ؟ ـ مالهم ؟ ـ ها تقول إيه مع للمية تسعة و أربعين اللي عذبتهم من غير ذنب يا شيخ الغفر ؟ ـ حضرتك تعتذر لهم اعتذار رسمي و خلاص . ـ تصدق بإيه ؟ ـ لا إله إلا الله . ـ تلاتة بالله العظيم ، و لا لك عليا حلفان ، لو أنا واحد من المية تسعة و أربعين مظلوم دول ، لو جبت لي العالم ده كله و حطيته تحت رجليا ، لا يمكن أسامحك أبدا على ألم واحد ، و ساعتها بعد ما كان عندك مجرم واحد بقى عندك مية و خمسين مجرم ، و اللي عمره ما جه على باله يعملها ها يتجرأ بعد كده و يعمل اللي ألعن منها ، و خد عندك بقى ..... ـ طب و الحل يا حضرة العمدة ؟
( يتبع )
عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:15 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:45 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص (4)
( جلس العمدة على كرسيه و جلس شيخ الخفر بجواره إلى إحدى الطاولات التي افترش عليها أوراقه ، ممسكا قلمه في يده ، على الباب وقف أحد الخفر ) ـ نادي أول واحد يا غفير . ( الخفير مناديا ) ـ حســـــان أبو شــــــوشة . ( يدخل حسان ) ـ أفندم . ( يسأله شيخ الخفر ) ـ اسمك إيه ياوله ؟ ـ هههههه ، ما انت لسه مناديني دلوقتي يا شيخ الغفر ، لحقت نسيته ؟ ( عندها يضربه الخفير على قفاه ) ـ رد عدل على حضرة شيخ الغفر يا وله . ( عندها ينتفض العمدة من مكانه ممسكا (خيزرانته) ، يضرب بها الخفير) ـ أنت بتضربه قدامي يا دغف ؟ ـ مش شايف بيرد على شيخ الغفر إزاي يا عمدة ؟ ـ و أنت مالك أنت ؟ هو شيخ الغفر جابك محامي ؟ يلا بره ، تلاتة بالله العظيم لاخصم منك شهر بحاله ، يلا من هنا يلا . ( يخرج الخفير مسرعا ،فارا بنفسه من ثورة العمدة ، عندها يتجه العمدة لشيخ الخفر رافعا الخيزرانة ) ـ و أنت فاشخ لي ضبك و قاعد لي تتفرج ؟ ( يرفع شيخ الخفر يده عاليا يحمي نفسه ) ـ طب و أنا مالي يا حضرة العمدة ، ذنبي إيه بس ؟ ـ أكيد أنت اللي مأخدهم على كده ... ـ و الله ما حصل ، طب إيه رأيك لخاصم منه شهر أنا كمان عشان يعرف إن الله حق . ـ و هو أنا يعني مش قادر أخصم منه شهرين ؟ لا كفاية شهر واحد عشان يتعلم الأدب ، قوم فز هات لنا غفير تاني بداله . ـ أوامرك يا حضرة العمدة . ( يذهب شيخ الخفر ينادي ) ـ أبو سليمان . ـ أفندم يا شيخ الخفر . ـ تعالى أقف هنا على الباب عشان تنادي أنت . ـ حاضر يا شيخ الغفر . ( يعود العمدة و شيخ الخفر إلى مكانهما ، يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر ) ـ أنا اللي ها أسأل يا شيخ الغفر ، و أنت تكتب بس . ـ أوامرك يا حضرة العمدة . ( يوجه العمدة كلامه لحسان أبو شوشة ) ـ رد على الأسئلة اللي ها اسألها لك يا أبو شوشة ،عشان ده محضر رسمي . ـ حاضر يا عمدتنا ، انت تأمر . ـ اسمك . ـ حسان حسان أبو شوشة . ـ بتشتغل إيه ؟ ـ فلاح بالأجرة. ( يقاطعهما شيخ الخفر ) ـ و لما أنت فلاح بالأجرة بتاخد إعانة ليه من اللي عاملها حضرة العمدة ؟ ( ينظر العمدة شزرا إلى شيخ الخفر ، فيضع شيخ الخفر يده على فمه ) ـ و هو فيه حد راضي يشغلني عنده يا شيخ الغفر ، ده أنا حفيت ، كل ما أسأل واحد على شغل يقول لي جحا أولى بلحم توره و يفلح أرضه بنفسه هو وعياله . ( يسأله العمده ) ـ طب ليه ما بتدورش على شغلانة تانية تاكل منها عيش أنت و عيالك ؟ ـ أيدي على كتفك يا حضرة العمدة ، بس شغلني كده أنت في أيتها حاجة ، و أني مش ها أقول لأ . ـ ما فكرتش تزرع الشط بتاع الترعة يا أبو شوشة ؟ ـ و مين اللي ها يرضى أزرعه يا عمدة ؟ ـ انا اللي بأقولك ازرعه ، يعني عاجبك الحشيش و الهيش اللي حواليها اللي لامم تعابين و بلاوي سودة . ـ أيوة و بكرة لما أزرعها تيجوا تاخدوها مني و تأمموها ؟ ( انفجر العمدة في الضحك ) ـ ههههههه ، لا ما تخافش يا ناصح ، ها أكتبلك بيها ورقة من دلوقتي . ـ يا سلام ؟ و بعد ما تموت أنت بقى يجي عمدة تاني و يأممها ؟ (عندها ينتفض شيخ الخفر واقفا ) ـ الملافظ سعد يا وله ، إيه لما تموت دي ؟ ربنا يطول لنا في عمره . ( يشير العمدة إلى شيخ الخفر بخيزرانتة ، عندها يجلس و يضع يده على فمه ، عندها يستدرك أبو شوشة خطأه ) ـ لا مؤاخذة يا حضرة العمدة ، ربنا يديك طولة العمر ، مش قصدي و الله . ـ الأعمار بيد الله يا أبو شوشة ، بس إحنا نسعى ، و ربك يقدم اللي فيه الخير ، مش أحسن ما أنت قاعد لا شغلة و لا مشغلة ؟ ـ أيوة يا عمدة بس .... ـ و لا بس و لا حاجة ، قوم ياله توكل على الله . ـ أوامرك يا حضرة العمدة حاضر ، بس ها تكتبها لي إمتى ؟ ـ بكرة إن شاء الله تيجي تاخد منى الورقة بتاعتها ، و لا يهمك . ( ينحني أبو شوشة يقبل يد العمدة ) ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة .... ( ينزع العمدة يده ) ـ استغفر الله العظيم ، بس يلا بقى ورينا همتك . ( يخرج أبو شوشة يدعو بصوت مرتفع ) ـ روح يا شيخ إلهي لا يعري لك جسد و لا يجوع لك كبد قادر يا كريم ، ربنا يسترك دنيا و آخرة ...... ( شيخ الخفر يسأل العمدة ) ـ و المحضر و القضية يا حضرة العمدة ؟ ـ ما هو كده بنحلها يا وله . ـ أيوة بس كده لا عرفنا إذا كان هو اللي ولع في الدوار و الا لأ . ـ إنت فاكر هم بيحققوا و يعملوا قضايا ليه يا شيخ الخفر ؟ ـ عشان المجرم ياخد جزاءه . ـ أيوة و و إيه اللي إحنا كسبناه لما المجرم ياخد جزاءه ؟ ـ ما عدش حد يسجر يعملها تاني يا عمدة . ـ الله ينور عليك ، هو ده مربط الفرس ، طب و لما أنت توفر لكل واحد شغلانة ياكل منها هو و عياله لقمة عيش حلال ، تفتكر إنه يفكر ياخد إعانة أو يولع في الدوار إذا ما أخدش ؟ ـ مش عارف ، أمال هم عملوا التحقيقات و القضايا ليه بس ؟ ـ لما تسد جوعهم و تكسيهم الأول ، ساعتها بقى اللي يعمل أيتها حاجة مش و لابد ، ده يبقى يستاهل المشنقة مش الحبس ، يلا نادي لنا على التاني . ـ محمود أبو اسماعين . ( يدخل ) ـ سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . ـ اسمك بالكامل . ـ محمود فريد أبو اسماعين . ـ بتشتغل إيه يا أبو اسماعين . ـ عاطل . ـ أيوة ، كنت بتشتغل إيه قبل ما تعطل . ـ صياد . ـ و عاطل ليه بقى يا أبو اسماعين ؟ ـ من يوم ما العيال بتوع كفر أبو حطب ولعوا لي في المركب و أنت سيد العارفين بقيت زي ما أنت شايف . ـ أيوة بس أنت و أخوك عوض اللي كنتم غلطانين . ـ ما هي كلها أرض الله يا عمدة . ـ أيوة بس إيه اللي يخليكم تسيبوا ترعتنا و تروحوا تصطادوا من هناك ؟ ـ الترعة هنا يوم ما نقعد نصطاد يوم بحاله ، يدوب يكفينا ، لكن هناك ساعة زمن واحدة و بنرجع بايعن و شارين و القاشية معدن . ـ و إيه الفرق بقى بين هنا و هناك ؟ ـ هناك الهاويس يا عمدة ، يعني كل يوم سمك داخل خارج م البحر . ـ طب ما هي ترعتنا هي نفسها ترعتهم ، و السمك بيعدي من عليهم و علينا . ـ لا يا عمدة ، الصيادين هناك بيحطوا شبكهم بعرض الترعة عشان السمك ما يعديش من عندهم و يجي هنا . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، ده رزق يا عالم ، حد يمنع الرزق ؟ ـ تقول إيه بقى يا عمدة ؟ ـ على العموم أنا ها أقعد مع عمدتهم و أكلمه في الموضوع ده ، وبكره تيجي تاخد فلوس و تشتري لكم شبكة جديدة . ـ شبكة بس ؟ ما فيش مركب ؟ ـ لا يا أخويا هي شبكة تصطاد بيها أنت و أخوك لغاية لما تحوشوا لكم قرشين و تجيبوا مركب ، قلت إيه . ـ ماشي يا عمدة ، شبكة شبكة ، المهم نلاقي ناكل . ـ يلا ، و عدي عليا بكرة إن شاء الله . ( يخرج أبو إسماعيل ، ينظر العمدة إلى شيخ الخفر فيجده و قد علا صوت شخيره ، يصرخ العمدة ) ـ فين المتهم يا شيخ الغفر ؟ ( عندها يقفز شيخ الخفر واقفا ، يبحث حوله ، يجري خارج الدار ، يأتي و قد أمسك بأحد صبيان القرية ) ـ تمام يا جناب العمدة ، هو الواد ده اللي عملها . ( عندها يضرب العمدة كفا بكف ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، سمعت المثل اللي بيقول نوم الظالم عبادة ؟ ـ طبعا يا حضرة العمدة . ـ طب سيب الواد يروح لحاله ، و روح نام نامت عليك حيطة يا حضرة سعادة جناب شيخ الغفر .
( يتبع ) [/size]
عدل سابقا من قبل محمد سنجر في 2/6/2010, 10:16 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:46 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص (5)
( طرقات أياد قوية تدق الباب ، تدق و تدق و تدق ، فتح العمدة الباب و إذا بشيخ الخفر يخر على يديه مقبلا ، يصرخ ) ـ أبوس إيدك يا حضرة العمدة خبيني . ـ فيه إيه يا وله ؟ ـ أهالي البلد عاوزين يقتلوني . ـ نعم نعم نعم نعم ؟ إنت بتستهبل يا جدع أنت و الا إيه ؟ ـ تلاتة بالله العظيم بأكلمك جد ، أهالي البلد هاجم و اتلموا كلهم بربطة المعلم و قالبين البلد عليا عشان يقتلوني . ـ و فين القلاضيش بتوعك يا سبع البرمبة ؟ ـ ضربوهم و خدوا منهم البنادق كمان . ـ إهي ؟ دي ثورة بقى ؟ ـ و أي ثورة يا عمدة ؟ دي و لا بتاع عرابي . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .... ( فجأة يظهر ضوء المشاعل يضيء سماء القرية من بعيد ) ـ أهم يا حضرة العمدة .... ـ إيه ده يا وله ؟ معقولة ؟ ـ مش بأقولك مش ها تصدق إلا أما تشوف بعنيك . ـ استغفر الله العظيم ، هو إنت عملت لهم إيه يا منيل على عينك ؟ ـ و هو أنا بأعمل حاجة إلا بمشورتك يا حضرة العمدة ؟ ـ إيوة إيوة يا كهين يا ابن السهن ، لزقها فيا أنا دلوقتي ، طب إيه رأيك يا له امشي انجر من هنا خليهم يقطعوك حتت . ( يخر على يديه يقبلها ) ـ لا أبوس إيديك يا عمدة ، دول مش ها يخلوا في جتتي حتة سليمة . ـ اتمسكن اتمسكن يا وله ، تعرف إن إنت صعبت عليا .... ( صوت زئير الأهالي يعلو أكثر فأكثر مع اقتراب ضوء المشاعل ) ـ أرجوك يا عمدة خبيني أنا في عرضك ... ـ طب خش استخبى أنت ورا الباب لحد ما أشوف آخرتها . ( يقف العمدة في وجه الطوفان الهادر ، بمجرد رؤية الأهالي للعمدة تتخافت الاصوات شيئا فشيئا ، حتى يسود صمت رهيب ، لحظات من الصمت تخيم على الجميع ، باغتهم العمدة ) ـ فيه إيه يا بلد ؟ خلاص ما عدلكوش كبير خلاص ؟ بقينا زي الكلاب المسعورة بننهش في لحم بعض ؟ ده اللي مالوش كبير بيشتري له كبير يا عالم ، و أنا كبير البلد دي ، و ها أفضل طول عمري كبير البلد دي غصبن عن التخين فيكم ، و اللي مش عاجبه يوريني نفسه . ( خيم الصمت على الجميع و كأن على رؤوسهم الطير ) ـ أيوة كده ، ممكن بقى نتكلم بهداوة ؟ أولا أنتم سيد العارفين إني بأحترم أقل جزمة فيكم ، إنتم أهلي و عزوتي و ضهري و لا يمكن أبدا أرضى إن حد يهينكم أو يتطاول عليكم ، فهموني براحة كده إيه الحكاية بالظبط . ـ شيخ الغفر يعيث في القرية فسادا يا حضرة العمدة . ـ و هو أنت بقى الزعيم يا شيخ جمعة ؟ ـ لا أنا بس ممكن تقول كده المتحدث الرسمي ... ـ آه المتحدث الرسمي ؟ أمال مين الزعيم فيكم ؟ ( تتكلم إحدى نساء القرية ) ـ ما فيناش زعيم يا عمدة ، كلنا كده مع بعض بربطة المعلم زي ما أنت شايف . ـ يا حلاوة يا ولاد ، دي القوالب نامت و الانصاص قامت ، ده النمل طلع له سنان أهو ، ده الحريم كمان صوتهم علي أهو و بيلعلع . ـ ما حناش بني آدميين و إلا إيه يا عمده ؟ ـ إنتي ها تركبيني الغلط من أولها يا بت يا خضرة و إلا إيه ؟ ـ العفو يا حضرة العمدة ، المقامات محفوظة برضه ..... ـ طيب قولي إنتي ، ماله شيخ الغفر ؟ ـ يا ريت شيخ الغفر بس يا عمدة .... ـ مين كمان ؟ ـ الغفر كلهم يا عمدة من أولهم لآخرهم . ( عندها يقاطعهم الشيخ جمعة ) ـ لا يا خضرة ، حرام ، الشهادة لله مش كلهم ، الغفير محسن عمرنا ما شفنا عليه حاجة كده و إلا كده ، مية مية الصراحة ، و برضه الغفير مطاوع مش بطال . ( ينفذ صبر العمدة ) ـ أنت بتنقي خيار يا شيخ جمعة ؟ هو إيه اللي ميه ميه و إيه اللي مش بطال ؟ عملوا لكم إيه بقى الغفر و شيخ الغفر يا بت يا خضرة ؟ ـ أبو سليمان بيتعرض لي في الرايحة و الجاية يا عمدة ، و لما اشتكيته لشيخ الغفر لقيت ما أسخم من ستي إلا سيدي .... ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ... ( يقاطعهم أحد رجال القرية ) ـ و أنا كمان يا عمدة ، الغفير عوضين كل يوم لازمن يقعد عندي في القهوة و يشرب له حجرين تلاتة معسل و ما يدفعش .... ـ و إنت ساكت له ليه يا فالح ؟ ـ مرة ما رضيتش قام مكسر لي القهوة . ـ وما اشتكيتش لشيخ الغفر ليه ؟ ـ ما أني رحت لشيخ الغفر ، قال لي عوضين هو اللي ماسك قياس الجودة و لازم يطمن على المعسل اللي بأشربة لأهل البلد إن كان مغشوش و إلا مش مغشوش ... ـ لا إله إلا الله . ( يقاطعهم آخر ) ـ و أنا كمان يا عمدة ... ـ فيه إيه أنت راخر يا حاج عليوة ؟ ـ الغفير خميس كمان يا عمدة يوماتي على الله ، لازم يعدي عليا ياخد بصل و فجل و جرجير . ( تقاطعه زوجته ) ـ و مراته كمان يا عمدة بتعدي عليا في البيت كل يوم تاخد مني لبن . ـ بيشتروا منكم يعني ؟ ـ هههههههه ، يشتروا مين يا عمدة ، خلي الطابق مستور ، ده كل ما نسألهم يقولوا ، معقولة تاخدوا فلوس من العمدة ؟ ـ نعم نعم نعم نعم ؟ هي الحاجات دي بياخدوها بحجة إنها رايحة لدار العمدة ؟ ـ أيوة و الله يا عمدة ، بس الكلام ده طبعا ما يخيلش علينا ، و هو إحنا لسه ها نعرفك يا عمدة ، ده أنت بتاخد من بيتك يا راجل و تدينا ، ربنا يخليك لينا يا عمدة .... ( عندها يهتف الأهالي ) ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة ، ربنا يخليك لينا يا عمدة ... ( عندها يرفع العمدة يده ) ـ شكرا ، ألف شكرا ، طبعا أنا مش ممكن أبدا أسكت على البلاوي دي كلها ، بس برضه أحب أقول لكم كلمتين تعلقوهم حلقة في ودانكم ، الغفر دول أنا جايبهم منين ؟ ما تردوا عليا ، أنا جايب الغفر دول منين يا بلد ؟ من كفر أبو حطب ؟ و إلا من أبو زعيبل ؟ و إلا جايز م البندر ؟ الغفر دول م البلد دي و إلا مش م البلد دي ؟ ما تردوا ، ساكتين ليه ؟ شيخ الغفر ده مش يبقى ابن خالتك بهانة ياد يا حسان يا أبو شقفة ؟ و يبقى ابن عمك حصري يا حاج خضر ؟ حصل و إلا ما حصلش ؟ حد فيكم يكذبني يا بلد ، الغفير أبو سليمان ده مش عمك ياد يا حسان ؟ و جوز خالتك سعدية و إلا مش جوز خالتك سعدية ياد يا توفيق ؟ عوض ده يبقى لك إيه يا حسين يا أبو أليطة ؟ خالك و إلا مش خالك ؟ يعني شيخ الغفر ده و الغفر دول كلهم منكم و فيكم ، حد منكم يعرف يطلع لي شربات م الفسيخ ؟ حد فيكم يقدر يعمل لي من الجلة (كالونيا) ؟ طبعا مستحيل ، الفسيخ عمره ما يطلع إلا مش مملح ، و الجلة برضه عمرها ما ها تطلع إلا ريحة منيلة بستين نيلة ، و أنتم برضه لو عصرتكم كده على بعضيكم مش ها تنزلوا غير شوية غفر زي دول ، يبقى حكمكم على الغفر حكم على نفسيكم ، و طالما الغفر اللي طالعين منكم زفت يبقى أنتم زفت مقطرن يا بلد ، و يبقى أنتم اللي عاوزين رباية من أول و جديد يا بلد ، ( عندها يلوح العمدة ب (خيزرانته) في الهواء فتصدر صوتا مخيفا ) ـ و تلاتة بالله العظيم كبرت في دماغي و لازم أربيكم من أول و جديد ... ( ينطلق الناس فرارا ، بينما ينطلق العمدة خلفهم يشق الهواء بخيزرانته يصرخ ) ـ تلاتة بالله العظيم لأربيكم يا بلد ، و الله لأربيكم يا بلد .....
( يتبع )
[/size] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:48 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 6 )
( اجتمع أهالي القرية عصرا ، يفترشون الأرض أمام دار العمدة ، الجميع ينتظر و يترقب ، خرج أحد الرجال من الداخل يحمل طاولة ، وضعها أمام ( المصطبة ) ، يثبت فوقها ميكروفون ، يقوم بضبط الأجهزة الخاصة بالميكروفون ، ينقر عدة نقرات فوق الميكروفون لاختباره ، ينحني مقربا فمه للميكروفون ) ـ إتنين أربعة ستة تمانية ، ألالووووووه . يسأله أحد الجالسين ) ـ أمال فين أبويا العمدة يا عبد الجبار ؟ ـ جاي ورايا أهو . ( يشير عبد الجبار بخيزرانته إلى أحد النساء الواقفات ، صرخ فيها خلال الميكروفون ) ـ انتي يا ولية انتي ، روحي اقعدي مع الحريم ورا . ( تذهب المرأة خجلى إلى حيث يجلس النساء ، يذهب عبد الجبار و يقف أمام الباب منتصبا في انتظار خروج العمدة ، ينفتح الباب ، فيصرخ عبد الجبار ) ـ محكمة . ( ينتفض الأهالي وقوفا ، يخرج عليهم العمدة ، و خلفه الشيخ جمعة شيخ المسجد ، و الدكتور عادل دكتور الوحدة الصحية ، يصفق الناس بحرارة ، يجلس العمدة بمنتصف المصطبة إلى الطاولة ، يجلس الشيخ إلى يمينه واضعا بعض الأوراق أمامه و يجلس الدكتور إلى يساره ، يتزايد التصفيق و الهتافات ، يصرخ فيهم العمدة خلال الميكروفون ) ـ ما خلاص يا خويا انته و هوه ، أم كلثوم ها تغني ؟ ( يشير العمدة لعبد الجبار ) ـ هات المتهمين يا عبد الجبار . ( يدخل عبد الجبار إلى القاعة ، ما يلبث أن يعود ساحبا حبلا مقيد إليه شيخ الخفر و الخفر من أياديهم المكبلة خلف ظهورهم ، يرتدون ملابسهم الغير عسكرية ، مطأطئي رؤوسهم العارية ، يصطفون أمام الناس بجوار المصطبة ، عندها يزداد الهرج و المرج بين الأهالي ، يدق العمدة بخيزرانته فوق الطاولة طرقات متتالية حتى هدأ الناس ، يقف العمدة مخاطبا أهل القرية ) ـ على فكرة ، عاوز أقول لكم حاجة مهمة قبل ما نبدأ ، أي نعم إحنا ناصبين المحكمة دي النهاردة للغفر ، بس مش معنى كده إن المحكمة دي منصوبة ليهم بس ، لأ و ألف لأ ، المحكمة دي منصوبة للبلد كلها من كبيرها لصغيرها ..... ( صوت يخرج من بين الجموع ) ـ معناته إيه الكلام ده يا عمدة ؟ ـ مين ده اللي بيتكلم ؟ ( يسود صمت رهيب ) ـ ما حدش يتكلم إلا لما يستأذن ، و على العموم معناته إن كل واحد فيكم عمل حاجة ها يتعاقب عليها قدام البلد ، سواء كان غفير أو وزير ، أنا ما عنديش فرق بين زيد و عبيد ، كلكم عندي زي بعض ، كلنا قدام القانون واحد ، أمال القانون ماسك ميزان و مغمي عنيه ليه يا بلد ؟ دلوقتي ها ننادي على كل واحد لوحده و اللي ليه عليه شكوى يقول ، نادي أول واحد يا وله . ( يخرج عبد الجبار إحدى الأوراق من جلبابه ، يمسك بها في يده ، يقرأ بصعوبة ) ـ ع .. ز .. و .. ز .. ال .. شنو .. اني .. ( يصرخ فيه العمدة ) ـ و كمان مش عارف تقرا ؟ جتها نيلة اللي عايزة الخلف ( ينادي العمدة ) عزوز الشنواني ، شيخ الغفر سابقا . ( يرفع شيخ الخفر رأسه ) ـ أفندم . ( يشير إليه العمدة بإصبعه ) ـ اللي ليه شكوى على الراجل ده يقول . ( يرفع بعض الأهالي أصابعهم ) ـ قول أنته يا عبد العاطي ، إيه شكوتك ؟ ـ الراجل ده يا عمدة لما كان شيخ الغفر ، كان في الرايحة و الجاية يديني على قفايا ، كل ما يشوفني ينادي عليا و يقول لي تعالى خد البركة يا وله .... ( يميل العمدة إلى الدكتور يشاوره ، ثم يميل إلى الشيخ جمعة يشاوره ، و أخيرا يعتدل في جلسته ، يوجه كلامه للشاكي ) ـ طب تعالى يا عبد العاطي و اديله على قفاه لغاية لما تشبع . ( يخرج عبد العاطي من بين الناس ، يذهب خلف شيخ الخفر ، ينهال ضربا على قفا شيخ الخفر ، يحاول شيخ الخفر الاحتماء بين الخفر و لكنه يفشل ، يتهرب الخفر من حمايته ، يعود عبد العاطي يضربه بهستيريا حتى يتوقف من التعب ، يذهب إليه العمدة ) ـ إيه ؟ شبعت يا عبد العاطي ؟ ـ كفاية عليه كده ، يا بخت من قدر و عفي ... ـ كل اللي عملته فيه و يا بخت من قدر و عفي ؟ ـ خلاص بقى المسامح كريم ... ـ طيب ، خدت حقك يا كريم ؟ ـ تالت و متلت . ـ حلو قوي ، انته كده خدت حقك ، فاضل بقى حق نفسك و عيالك و مراتك و حق البلد دي كلها عليك . ـ مش فاهم تقصد إيه يا عمدة . ـ سيادتك بقى كنت بتعمل إيه لما كان شيخ الغفر بينادي عليك و يقول لك تعالى خد البركة و يديك على قفاك ؟ ـ كنت ها أعمل إيه يعني ؟ بأروح له و أديله قفايا ... ـ أهو ده بقى اللي مش ممكن أسكت عليه أبدا ، عارف ليه ؟ ـ لأ مش عارف . ـ لأن سكاتك هو السبب اللي خلت شيخ الغفر يسوق فيها ، ( يوجه كلامه لأهل البلد ) سكاتكم يا بلد هو اللي خلاه يتمادى ، انته يا وله مش برضه راجل من ضهر راجل ؟ ـ طبعا يا عمدة . ـ و لما انته دكر كده ما كنتش بتعترض ليه على اللي بيحصل لك ؟ ـ يا سلام يا عمدة ، و كنت عاوزه بقى يموتني إن شاء الله ؟ ـ حتى لو موتك ، إيه يعني ؟ ما إحنا كلنا ها نموت يا وله ، إياك تكون فاكر إنك ها تخلل فيها ، كلنا ها نموت و إلا مش ها نموت يا بلد ؟ ( يرد الأهالي في صوت واحد ) ـ ها نموت يا عمدة . ـ بس فيه فرق ، أموت و أنا رافع راسي و لو مرة واحدة يا بلد ، و إلا أعيش ذليل طول عمري ؟ هو ده مربط الفرس يا بلد ، لو انتم رجاله بصحيح ما كانش يسجر شيخ الغفر يديكم على قفاكم ، و عشان كده أنا قلت و نبهت عليكم من الأول ، المحكمة دي مش منصوبة للغفر بس ، لأ ، دي منصوبة لكل واحد فيكم يا بلد ، ( يوجه كلامه للرجل ) و زي ما خدت حقك ، البلد كلها لازم تاخد حقها منك هي كمان .... ـ معناته إيه الكلام ده يا عمدة ؟؟؟؟؟ ( يشير إلى عبد الجبار ) ـ امسكه و اربطه هو كمان يا وله . ( يمسكه عبد الجبار ) ـ و هو أنا أجرمت في إيه بس يا عمدة ؟ ـ أجرمت ؟ طبعا أجرمت ، أجرمت لأنك واطي يا عبد العاطي ، و كنت تملي تملي تطاطي ، بس لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ، بذمتك تسوى إيه لما مراتك تشوفك و شيخ الغفر بيديلك على قفاك ؟ تسوى إيه لما بنتك و إلا ابنك يشوفك و أنته بتاخد على قفاك ؟ أني مش ها احكم عليك ، لأ ، الناس دي هيه اللي ها تحكم عليك ، ( يوجه كلامه للأهالي ) مذنب في حق نفسه و عياله و مراته و بلده و إلا مش مذنب يا عالم ؟ ( يصرخ الأهالي ) ـ مذنب يا عمدة . ( يشير العمدة لعبد الجبار ) ـ أعبطه يا وله بسرعة .... ( يلفه عبد الجبار إليه و يحتضنه ، عندها ينهال العمدة ضربا بخيزرانته على أسفل ظهره ، يصرخ الرجل ) ـ حرمـــت يا عمدة ، حرمـــــــــت و الله العظيم حرمـــــــــت .... ـ حرمت عليك عيشتك يا شيخ ، تلاتة بالله العظيم لأعلمكم الأدب واحد واحد ..... ـ و أني أتعلمت يا عمدة خلااااااااااااااص ، و توبة أطاطي و إلا أسكت على حقي مرة تانية ، بس اعتقني لوجه اللــــــــــــــه ... ـ لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى يشوفك إبنك و انته مطاطي ، قول ورايا ، لو ها تطاطي يا عبد العاطي ،إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي .. ( يصرخ عبد العاطي ) لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ، لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ، ( يشير العمدة لعبد الجبار فيتركه ، عندها ينطلق الرجل يجري ، يصرخ ) لو ها تطاطي يا عبد العاطي ، إوعى تعلم إبنك برضه يطاطي ، ( ينظر العمدة إلى عبد الجبار ) ـ نادي على اللي بعده يا وله . ـ سليمان أبو سليمان . ( ينظر أبو سليمان إلى الأرض ، يشير العمدة بإصبعه إليه ) ـ اللي له حاجة عند الجدع ده يتفضل . ( الصمت يلف المكان ، عندها ينادي العمدة ) ـ اللي له حق عند الغفير السابق أبو سليمان يرفع إيده . ( لا يتحرك أحد ) ـ فيه إيه يا بلد ؟ مالكم ؟ معقولة أبو سليمان ما عملش لحد فيكم حاجة ؟ ( تصرخ خضرة ) ـ عمل و عمل و عمل يا عمدة و قلت لك قبل كده ... ـ الله ينور عليك يا بت يا خضرة ، عليا النعمة بت بألف راجل ، إيوة كده ، ( يوجه كلامه للأهالي ) أهي البت دي يا بلد بت من ضهر راجل بصحيح ، هي اللي فضحت الغفر و شيخ الغفر ، و ما سكتتش على الغلط ، و عشان كده لازم أبو سليمان ياخد جزاءه و يعرف إن الله حق . ( يضرب العمدة أبو سليمان بالخيزرانة على ظهره ) ـ إلا أعراض الناس يا زبالة ، إلا أعراض الناس ، تلاتة بالله العظيم ما تقعد في بلدنا يوم واحد بعد كده ، هي ليلة واحدة تلم فيها حاجتك ، و بكره بعد شروق الشمس ما أشفش وشك تاني ، ( يوجه كلامه لأهل القرية ) اللي منكم يشوف الزبالة ده في البلد بعد شروق شمس بكره يقطعه حتت ، فكه يا وله . ( يقوم عبد الجبار بفك قيده ، ينطلق أبو سليمان فارا من بين الأهالي ، يحاول الأهالي اللحاق به و لكن العمدة يقف في طريقهم ) ـ أنا قلت ها ندي له فرصة لغاية طلوع شمس بكره ، و يا ويله يا سواد ليله اللي يقرب له قبلها ..... ( يتبع ) [/size] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:49 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 7 )
( جلس العمدة إلى طاولته ، الشيخ جمعة إلى يمينه و الدكتور عادل إلى يساره ، دق العمدة بخيزرانته على الطاولة فعم الصمت ) ـ بصوا بقى يا بلد ، أظن كده كل واحد فيكم خد حقه تالت و متلت ، و الغفر و شيخهم خلاص ( ينفض كفيه ) بح ، دلوقتي إنتم ذات نفسيكم اللي ها تختاروا الغفر و برضه منكم ، لا ها أجيب قوات من عصبة الأمم و لا من الإف بي آي ، منكم فيكم ، فاهمين ؟ منكم فيكم أهوه ، و مش ها أفرض عليكم حد ، عشان ما حدش يقول كلمة كده و لا كده ، شاهد يا شيخ جمعة ؟ ( يشير الشيخ جمعة برأسه ) ـ شاهد يا عمدة . ( ينظر العمدة إلى يساره ) ـ شاهد يا دكتور عادل ؟ ـ أيوة يا عمدة ، شاهد . ( يوجه كلامه لأهالي البلد ) ـ اللي شايف في نفسه إنه ممكن يخدم أهله و ناسه و يبقى غفير يقوم يقف . ( يقف بعض الرجال ، عندها يسود الهرج و المرج بين الناس ، يتساءل العمدة ) ـ فيه إيه يا بلد ؟ حصل إيه ؟ ( لا يرد عليه أحد ، عندها يميل إليه الشيخ جمعة يهمس ) ـ أصل الأهالي كلها كانت عايزة الواد حسان أبو شوشة يقف عشان فيه شبه إجماع إنه يبقى شيخ الغفر ... ـ و إيه المشكلة طيب . ـ ما قامش وقف يا عمدة ، لأنه رافض الموضوع ده من أساسه . ( يرفع العمدة يده عاليا فيعود الصمت شيئا فشيئا ) ـ طبعا أنا سمعت إن فيه ناس عاوزة حسان أبو شوشة يبقى شيخ الغفر ، و الصراحة كده و الشهادة لله الواد ده ما فيش عليه أيتها شكاوي ، و لا عمر حد قال فيه حاجة كده و لا كده لا سمح الله . ( ينادي العمدة ) ـ حسان أبو شوشة . ( يقف أبو شوشة يلفه الحياء ) ـ أفندم يا حضرة العمدة . ـ إنت ما وقفتش ليه يا أبو شوشة من ضمن الناس اللي وقفوا ؟ ـ مش عاوز يا حضرة العمدة . ـ هو إيه اللي مش عاوز ؟ هو إحنا بنعزم عليك تيجي تاكل معانا ؟ خد تعالى هنا . ( يذهب إليه ) ـ فيه إيه يا وله ؟ مش عاوز تبقى غفير ليه ؟ ـ إلا دي يا حضرة العمدة . ـ يعني إيه إلا دي ؟ و بعدين الناس كلها عاوزاك شيخ غفر كمان ، مش غفير و بس ، يعني شغلانة شريفة ما كتش تحلم بيها لا انته و لا أهلك ، ها تاكل و تشرب و تتبغدد منها إنت و مراتك و عيالك ، و بعدين انته يا وله لا عندك أرض ها تزرعها و لا لك شغلة و لا مشغلة . ـ كفاية عليا شط الترعة اللي انته كتبتهولي يا عمدة . ـ شط ترعة إيه يا أهبل ؟ و هو برضه شوية الجرجير و البصل اللي بتزرعهم دول يأكلوك انته و عيالك ؟ ـ و انته يعني كنت شفتني مادد إيدي بأقول حسنة لله يا حضرة العمدة ؟ ( يقبل كفه وجها و ظهرا ) مستورة و الحمد لله و القاشية معدن ، بس ربنا يديمها علينا نعمة . ( يقاطعهم الشيخ جمعة بصوت خفيض ) ـ يا وله دي الغفارة ها تدخلك مبلغ حلو بدل الفقر اللي انته مزروع فيه ده ، و بعدين ها تلبس البدلة الميري أم زراير دهب يا وله ، و إلا يعني عاجبك قوي الجلبية المرقعة اللي انته لابسها دي ... ـ على قلبي زي العسل يا شيخ جمعة ، ما دام بأنام متهني و لا حد زعلان مني و لا أني زعلان من حد ، لأ معلش ، يفتح الله يا جماعة ، حد الله بيني و بينها . ( يسأله الدكتور ) ـ بعد إذنك يا حضرة العمدة . ـ اتفضل يا دكتور . ـ ممكن نفهم بس انته ليه رافض الموضوع ده يا أبو شوشة ؟ ـ دي مسؤولية يا دكتور ، عارف يعني إيه مسؤولية ، يعني ها أبقى مسؤوووول ، عارف يعني إيه مسؤول ؟ ( يقاطعه الشيخ جمعة ) ـ يعني قيمة و سيمة و وظيفة ميري و تمشي كده في البلد رافع راسك ، تأمر و تنهي على كيف كيفك ، و لا حد يقولك تلت التلاتة كام ... ( يقاطعه أبو شوشة ) ـ لا يا شيخ جمعة ، معلش بقى ده عندك انته ، و برغم إني راجل جاهل مش متعلم زيكم ، لكن معلش أبويا علمني إن مسؤول دي يعني إنسان عريان و حافي . ـ عريان و حافي إزاي يا أهبل ، ده انته ها تبقى ملو هدومك و ها تقعد مع العمدة و كبرات البلد . ـ انته بتتكلم عن الدنيا ؟ ههههههه ، لا يا شيخ جمعة ، دي طلعت و إلا نزلت اسمها دنيا ، و باينة من اسمها ، يعني لا مؤاخذة كده واطية ، لكن أني بأقول عريان و حافي يوم القيامة قدام رب العالمين ، و ساعتها ها أبقى مسؤول بحق و حقيقي ، لأنه ها يسألني عن كل كبيرة و صغيرة ، و بصراحة كده أني مش قد الموضوع ده ، و لا قد سؤال واحد أرد عليه قدام رب العالمين ، لأ يا جماعة لأ ، و الله العظيم ما أني قدها ، شوفوا واحد يقدر يقف و يرد على رب العزة لما يسأله ( تترقرق الدموع في عينيه ) لكن أني ؟ تلاتة بالله العظيم ما أقدر .... ( يقاطعه العمدة ) ـ ما هو عشان الحتة دي بقى الكل عاوزك انته بالذات تمسك العمودية ( يتدارك نفسه ) تمسك الغفارة الله يخرب بيتك لخبطتني ، خلاص انتهى الكلام ، ده أمر يا أبو شوشة ، انته ها تبقى شيخ الغفر ... ( ينكب أبو شوشة باكيا على كف العمدة يقبله ) ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاااااش ، و الله ما أني قدها ، أبوس إيدك ... ( يسحب العمدة كفه بسرعة ، ينكب أبو شوشة على قدمه يقبلها ، يصرخ) ـ أبوس رجلك يا أبا العمدة ، تلاتة بالله العظيم ما أني قدها ، عشان خاطري ، و حياة حبيبك النبي يا شيخ بلااااااش ..... ( يقف العمدة مبتعدا عنه يدفعه بعيدا ) ـ استغفر الله العظيم ، لا حول و لا قوة إلا بالله ...... ( يلاحقه أبو شوشة ) ـ بالله عليك يا أبا العمدة ...... ( عندها يقوم الشيخ جمعة و الدكتور يحاولان إمساك أبو شوشة و الحيلولة بينه و بين العمدة ، يحاول أبو شوشة الإفلات من بين أيديهم ، يدور العمدة حول الطاولة فارا بنفسه ، بينما يستصرخه أبو شوشة با كيا) ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاش أني ، و الله العظيم ما أني قد المسؤولية دي يا عمدة ، شوف حد تاني ، و حياة حبيبك النبي اللي انته زرته ، ( يحاول استرحام الشيخ جمعة و الدكتور ) بالله عليك يا شيخ جمعة تقوله بلاش أني ، إلهي ربنا يخلي لك بنتك يا دكتور عادل تقنعه يشوف حد غيري ( يسقط أبو شوشة جالسا على الأرض يهيل على نفسه التراب ) حد يغيتني يا عالم يا هـــوه ، حرام عليكم ، و الله حرام حرام حراااااام ... ( يحاول الدكتور و الشيخ جمعة تهدئته ، تقف زوجته تصرخ ) ـ حرام عليكم يا عالم ، خلوا في قلوبكوا شوية رحمة يا هـــــوه ... ( تذهب إلى زوجها لتهدئته ، يشير العمدة إلى بعض الرجال ) ـ خدوا المجنون ده بعيد عن هنا ، خدوه ورا خالص . ( يحمله الرجال إلى آخر الصفوف ، يتجمع الأهالي حول أبو شوشة يحاولون تهدئته ، يعود العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور إلى أماكنهم ، يضرب العمدة كفا بكف ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، إيه ده ؟ فيه لسه ناس بالشكل ده ؟ ( يهمس إليه الشيخ جمعة ) ـ ما هو برضه الواد معاه حق يا حضرة العمدة ، الواد شايف نفسه مش قدها . ـ يعني إيه ؟ ( يميل الدكتور إلى العمدة هامسا ) ـ يعني ما نقدرش نغصبه على حاجة زي دي يا عمدة ، خلاص هو حر ، طالما رافض بالشكل ده يبقى نشوف حد تاني أحسن . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، فيه حد يرفس النعمة ؟ ـ من وجهة نظرنا إحنا بس يا عمدة ، لكن الواد شايف غير كده . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، خلاص كفاية كده النهاردة ، ( يوجه حديثه للأهالي ) معلش يا أهل البلد ، فركش ، ها نأجل الموضوع ده لبكره إن شاء الله . ( يقف العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور ، يتوجهون إلى داخل دار العمدة ، يحاول العمدة تعديل هندامه ، بدا و كأنه يكلم نفسه ) ـ الواد هد حيلي الله يهد حيله ، منك لله يا أبو شوشة ، الواد يا خويا كأني بأرميه في النار ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا حول و لا قوة إلا بالله ....
( يتبع ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 8 )
( جلس العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يرتشفون الشاي ، طرق أحدهم على الباب ، صاح العمدة ) ـ أدخل . ( دخل عبد الجبار يصرخ ) ـ إلحقنا يا حضرة العمدة ... ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق . ـ مصيبة و حطت فوق راسنا كلنا يا عمدة . ـ قد الكف و يقتل ألف ، ما تخلص و تقول فيه إيه يا وله ؟ ـ عيال أبو شقفة اتكاتروا على ولاد التهامي و فشفشوهم م الضرب . ـ أكيد فيه سبب . ـ عشان عيال التهامي غلبوهم في الكورة . ـ يقوموا يضربوهم عشان الكورة ؟ ( يقاطعهم الدكتور عادل ) ـ المشكلة إن عيال أبو شقفة بيقولوا إن ولاد التهامي كانوا ضربوهم الأسبوع اللي فات برضه بسبب الكورة . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، جرالكم إيه يا بلد ؟ كل ده عشان الكورة ؟ الله يقطع الكورة و سنينها ، روح بسرعة يا شيخ جمعة نادي في مكرفون الجامع و اجمع لي البلد كلتها دلوقتي حالا ، و أنت يا عبد الجبار بسرعة جهز لنا القعدة اللي بره. ـ أمرك يا عمدة . (الشيخ جمعة و عبد الجبار يخرجان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل ) ـ بالله عليك تنفع المسخرة دي يا دكتور عادل ؟ ـ طبعا لأ يا عمدة ، الصراحة الموضوع زاد عن حده و العيال دى لازم تتربى من أول و جديد . ـ ما هو ده بقى اللي أنا ناوي أعمله و مش ها أتراجع عنه أبدا ، منه لله شيخ الغفر و الغفر ، عطلوني بسبب بلاويهم المتلتلة ، يعني الواحد هيلاقيها منين و إلا منين بس ؟ كل ما أرقع في حتة تتمزع من حتة تانية ؟ ـ بجد ؟ الله يكون في عونك يا عمدة ... ( صوت ميكروفون المسجد ينادي ) ـ على جميع أهالي البلد التجمع عند دوار العمدة حالا . على جميع الناس التجمع عند دار أبويا العمدة دلوقتي حالا . ( يبدأ صوت الأهالي و قد تجمهروا خارج دار العمدة ، عندها يدخل عبد الجبار ) ـ الناس اتلمت بره يا عمدة . ـ أنا طالع لهم أنا و الدكتور أهو . ( يمسك العمدة بخيزرانته و يخرج للناس و خلفه الدكتور عادل ، عندها يأتي الشيخ جمعة يقف بجوارهم ) ـ فين ولاد أبو شقفة ؟ ( يرفع بعض الأهالي يدهم عاليا ) ـ تعالوا لي هنا الناحية دي ، و فين ولاد التهامي ؟ ( يرفع البعض أيديهم ) ـ تعالوا لي الناحية التانية هنا ، أولا و قبل كل حاجة ها أسألكم سؤال واحد يا بلد و اللي ها يعرف إجابته الصحيحة ها أديله عجل مكافأة ( يوجه كلامه لعبد الجبار ) إجري هات لي عجل من الزريبة بسرعة يا وله . ( يذهب عبد الجبار ) هيه يا بلد ، مستعدين ؟ ـ أيوة يا عمدة . ـ إيه الهدف م الكورة يا بلد ؟ ( عندها رفع الجميع أيديهم ) ـ قول أنته يا حسنين يا أبو العوضي . ـ إننا نجيب إجوان و نكسب . ـ إجوان إيه يا أبو اجوان ؟ لأ ، غلط يا فالح ، قول أنته ياد يا خميس . ـ الهدف إننا نلعب و نكسب كل البلاد اللي حوالينا و نبقى أحسن بلد بتلعب كورة في البر كله . ـ اتنيل على عينك و أقعد لنا في حتة ناشفة ، مين تاني ؟ ـ أقول أني يا حضرة العمدة ؟ ـ قول يا أبو أليطة . ـ الهدف إننا ناخد كاس المركز و ممكن لو ربنا كرمنا ناخد كاس المديرية. ـ و إيه اللي ها يجرى يا بلد لو خدنا كاس المديرية أو ما خدناهوش ؟ ها نزيد و إلا ها نخس ؟ ( يأتي عبد الجبار يسحب عجلا في يده ) ـ العجل أهوه يا عمدة . ـ اربطه هنا يا وله ( يوجه كلامه للأهالي ) خلينا حتى خدنا كاس العالم ، إيه اللي ها يجرى لنا يا بلد ؟ ( يرفع أبو أليطه صوته معترضا ) ـ ده دي يا عمدة ؟ ده كاس العالم ده على الأقل يعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي . ـ ههههههههههه ، و هو العالم كله بقى بيقطع نفسه و يلعب على كاس العالم عشان الكاس ده بيعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي ؟ ده إيه الزكاوة اللي بتشر منك دي يا وله ؟ طب ما كل بلد بقى تعملها كاس تخليه عندها و تريح نفسها بقى ، بدل اللاعيبة و المصاريف و المدربين و الكور و الملاعب . ـ إزاي بس يا عمدة ؟ ده كفاية إننا ها نطلع في التلفزيون و نبقى مشهورين و الأجانب و العالم كله يتكلم عننا . ـ نطلع في التلفزيون ؟ و فرحان قوي بخيبتك التقيلة ؟ إتلقح أقعد . ( يهمس في أذن عبد الجبار ) ـ بسرعة هات لي ( قرص جلة ) من على الشط . ـ هوا . ( يجري عبد الجبار بينما يشير العمدة بيديه لأولاد أبو شقفة ) ـ هاتوا لي أسرع واد عندكم في الجري . ( يشير إلى أولاد التهامي ) ـ و إنتم كمان طلعوا لي هنا أسرع واحد فيكم . ( يخرج الولدان إلى العمدة فيمسك أحدهم بيمينه و الآخر بيساره ) ـ دلوقتي ها نعمل سبق بين العيال دي ، ها نشوف مين فيهم اللي ها يسبق التاني و يجيب لنا الكوز اللي على الزير اللي هناك ده و يرجع ، و الفايز ها ياخد جايزة كبيرة قوي . ( يتأهب الولدان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل ) ـ عد لهم إنته يا دكتور عادل . ـ واحـــــد ..... إتنيـــــــــــــن ..... تلاتة . ( يجري الولدان بأقصى سرعة في اتجاه الزير ، و يبدأ التصفيق و التهليل لتشجيع الأولاد ، عندها يأتي عبد الجبار يحمل في يده ( قرص الجلة ) ، يأخذه العمدة و يضعه على الطاولة ، ينطلق ابن التهامي كالريح و ينتزع الكوب المعدني بسرعة قبل أن يصل إليه ابن أبو شقفة و يعود بينما يزداد التصفيق و التهليل ) ـ التهامي ، التهامي ، التهامي . ( يقف الولدان أحدهما على يمين العمدة و الآخر على يساره ، طبعا كلكم شفتم اللي حصل ، و طبعا اللي كسب هو ابن التهامي و عشان كده ها أديله الجايزة اللي وعدته بيها . ( يتناول العمدة ( قرص الجلة ) من فوق الطاولة و يسلمه لابن التهامي ) ـ ألف مبروك ، اتفضل . ( عندها يصرخ أحد رجال التهامي ) ـ ده دي يا عمده ؟ هي دي جايزتك للواد ؟ ـ يعني إيه ؟ مش عجباك جايزتي و إلا إيه يا حاج مصطفى ؟ ـ لأ طبعا مش عجباني ، هو إنته بتتمهزأ بينا و إلا إيه يا عمدة ؟ ـ خلاص بلاش ، إنته حر ، الواد إبن أبو شقفة هو اللي ها ياخد الجايزة . ( يناولها لأبن أبو شقفة ، عندها يقف أحد الرجال من عيلة أبو شقفة يصرخ ) ـ و لا إحنا كمان عايزين جايزتك يا عمدة ، يفتح الله . ( عندها يوجه العمدة حديثه للأهالي ) ـ على فكرة يا بلد ، أحب أعرفكم إن أني لا بتمسخر على ولاد التهامي و لا على ولاد أبو شقفة لا سمح الله ، لأ طبعا ، و لكن حبيت أعرفكم بس إن الهدف و المكسب من اللعب مش الجايزة ، المكسب الحقيقي هو ده . ( يمسح بإصبعه على جبين ابن التهامي فيصبب العرق ، يمسح بإصبعه على جبين ابن أبو شقفة فيصبب منه العرق ) ـ هو ده المكسب الحقيقي يا بلد ، العرق و المجهود و التعب اللي عملوه هو ده المكسب الحقيقي ، لكن الكاس ده مكسب معنوي ، يعني مكسب كده و كده ، و الأهداف اللي بتسجلوها في بعضيكم برضه أهداف كده و كده يعني أهداف مش بجد ، يعني الكورة و الرياضة عامة عبارة عن تمثيلية بنمثلها عشان نوصل للهدف الحقيقي و هو إننا نبقى ناس بتمارس الرياضة ، لأن ممارسة الرياضة هي اللي ها تقوي جسمك و تخليك راجل تقدر تشتغل و تبقى إنسان صحتك بمب و لا يجيلك أمراض و العياذ بالله و لا تبقى إنسان كسول و تبقى عالة على أهلك و بلدك ، يلا يا أهبل إنته و هو ، كل واحد من ولاد أبو شقفة يبوس أخوه من ولاد التهامي و العكس ، ( يعانق الناس بعضهم البعض ) ـ حسك عينك إنته و هوه تزعلوا من بعض تاني عشان كلام فارغ ، يلا ادبح العجل ده يا عبد الجبار و فرقه على أهل البلد بمناسبة الصلح ده. ( يصيح الأهالي ) ـ الله يبارك فيك يا عمدة . ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة . ـ ربنا يسترك دنيا و آخرة يا عمدة .
( يتبع )
[/size] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:52 pm | |
| عمدة كفر البلاص ( 9 )
اجتمع أهالي البلد أمام دار العمدة ، بعض الرجال يقومون بتنظيم الجلوس ، صاحب المقهى نصب طاولة بجوار شجرة الجميز هناك ، وضع عليها موقده و آنيته و أكوابه ، و أخذ يبيع للناس مشروباته الساخنة ، نادى عليه أحد الرجال ) ـ تلاتة شاي في الخمسينة سكر كتير يا عم إبراهيم . ـ هات حق الحلبة و الحجرين معسل اللي لسه طافحهم الأول يا وله . ـ هو أني يعني ها آكل عليك فلوسك ؟ ـ و لما تنسى أعمل إيه أنا بقى إن شاء الله ؟ أزغــــــرد ؟ ، و بعدين أنا مخي مش دفتر ، ها أفتكر مين و إلا مين . ـ لا و على إيه ، خد يا عم إبراهيم آدي حساب الحلبة و الحجرين أهم ، و سك بقى على الشاي طالما كده . ـ أسك أسك ، هو يعني حق الشاي بتاعك هو اللي ها يغنيني ؟ أما حلوة دي و الله ، عشان الواحد بيطالب بحقه يبقى غلطان .... ـ كنت روح إعمل دكر على الغفير عوضين اللي كان مستقطعك في الرايحة و الجاية ، و ما كنتش بتقدر تقوله بم . ـ انته فين و الناس فين ؟ خلاص ده كان زمن و ولى ، بص حواليك يا وله و شوف ، خلاص البلد هي اللي ها تختار غفرها .... ( يخرج العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة ، عندها يقف الأهالي يصفقون و يهتفون ) ـ عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس . عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس . ( يشير لهم العمدة بيديه يحييهم ، يجلس و يجلس بعده الجميع ، يقرب فمه إلى الميكروفون ) ـ شكرا يا بلد ، شكرا ، طبعا موضوع اختيار الغفر ده اتأخر كذا مرة بسبب الظروف اللي كلكم عارفينها ، و عشان كده إن شاء الله النهاردة آخر فرصة ليكم عشان تختاروا غفركم ، اتفضل يا دكتور عادل . ـ بصوا يا جماعة ، اللي عاوز يبقى غفير يرفع إيده . ( يرفع البعض أيديهم ، يشير العمدة للدكتور عادل ) ـ اكتب عندك يا دكتور ، أنا هامليك أسمائهم ، خضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، حسان أبو توفيق ، العوادلي أبو غانم ، خميس أبو التوابتي ، الخضر أبن أبو هاني ، و سعيد .... ( ينسى ) سعيد إيه يا وله ؟ ـ سعيد أبو حطاب . ـ سعيد أبو حطاب ؟ انته مش من كفر أبو حطب يا وله ؟ ـ إيوه . ـ لا معلش ، اشطب اسمه يا دكتور عادل معلش . ( عندها يقاطعه سعيد ) ـ ليه بقى إن شاء الله يا عمدة ؟ هو أني مش بني آدم زيي زيكم و إلا إيه ؟ ـ انته أحسن مننا كمان ، بس دي نقرة و دي نقرة ، مش معقول ده يحصل أبدا ، أهالي كفر البلاص لا يمكن يكون غفرهم إلا من كفر البلاص ، ده مبدأ إحنا متفقين عليه جميعا ، معلش يا سعيد ، خيرها في غيرها ، اتفضل أقعد ، كمل يا دكتور ، حسنين أبو العوضي ، و ..... ، انته ياد يا أبو دقن هناك ، اسمك إيه ؟ ـ الطاهر أبو حماد يا عمدة . ـ الطاهر أبو حماد ؟ انته يا وله ابن الحاج إسماعيل حماد الله يرحمه ؟ ـ أيوة يا عمدة . ـ بسم الله ما شاء الله ، اللهم صل على النبي ، و الله و كبرت و بقيت راجل ، أبوك الله يرحمه كان من أعز الحبايب ، بس هو اللي سابنا بقى و راح البندر ، بس على رأي المثل ، اللي خلف ما ماتش ، آديك جاي أهو عشان تكمل رسالته و تخدم بلدك و أهل بلدك ، مين تاني ؟ مافيش حد تاني ؟ طيب اللي كتبنا اسمه يتفضل هنا عندنا ، نادي عليهم يا دكتور . ـ خضري أبو شقفة ، عبد الوهاب التهامي ، حسان توفيق ، العوادلي غانم، خميس التوابتي ، الخضر أبو هاني ، سعيد .... لأ معلش ، ده مشطوب ، حسنين العوضي ، و الطاهر حماد . ـ بصوا بقى يا بلد ، آدي الجمل و آدي الجمال ، الناس دي عاوزة تبقى غفر عليكم ، و طبعا مش عشان هو وقف يبقى خلاص بقى غفير ، لأ طبعا لأن أي حد فيهم لازم توافقوا عليه الأول ، و اللي مش ها توافقوا عليه ها نقوله حالا دلوقتي يوريني عرض اكتافه ، أول واحد ، خضري أبو شقفة ، اللي مش موافق عليه يرفع إيده . ( لا يرفع أحد يده ) يعني ما حدش فيكم معترض عليه ؟ طب الحمد لله ، آدي أول واحد ، طب و عبد الوهاب أبو التهامي ؟ فيه حد فيكم معترض عليه ؟ طيب آدي تاني واحد ، كويس و الله ، طب و حسان توفيق ؟ ( يرفع بعض الأهالي أيديهم ) شكرا يا حسان يا أبو توفيق ، اتفضل ارجع مكانك . ( عندها يعترض حسان رافعا صوته ) ـ أرجع مكاني ليه إن شاء الله يا عمدة ؟ ـ فيه ناس معترضة عليك يا وله ، يعني أغصبهم ؟ ـ اللي معترض عليا يوريني نفسه يا عمدة . ـ ها تعمل لي فيها قراقوش من أولها ؟ لا يوري لك نفسه و لا توري له نفسك ، خلاص ، طالما فيه حد معترض عليك يبقى انتهت ، و بعدين ما تخلينيش أفتح دفاتري القديمة و أقولك المستخبي ، و إلا فاكر إن شيخ الغفر خد الدفاتر معاه ؟ خليني ساكت و خلي الطابق مستور أحسن يا حسان يا أبو توفيق . ـ هو انته مش لسه قايل من شوية بعضمة لسانك إننا ها نبدأ صفحة جديدة يا عمدة ؟ ـ صفحة جديدة أيوة ما قلناش حاجة ، بس الناس مش عايزاك يا أخي ، أضربهم على إيدهم يعني ؟ أما حاجة غريبة يا ولاد . ـ ماشي يا عمدة ، خلاص خلاص ، بس أني كنت عاوز أفتح صفحة جديدة أهوه و انته اللي قفلتها في وشي ، روح يا شيخ ، تلاتة بالله العظيم ما اني مسامحك ... ـ المسامح ربنا يا خويا ، و بعدين لو هوه مين ، أني مش ها أفرض حد فيكم ع الناس ، يلا اللي بعده ، العوادلي غانم ، فيه حد معترض عليه ؟ مافيش ، طيب خميس أبو التوابتي ؟ ما حدش معترض ، طب اللي بعده ، الخضر أبو هاني ، فيه حد معترض على الخضر أبو هاني ؟ مافيش ؟ لكن أنا بقى معترض عليه ( يرفع العمدة يده لأعلى ) و هو عارف و أنا عارف ، ( ينظر العمدة نظرة حادة للخضر ، ينظر الخضر إلى الأرض ، عندها يهمس العمدة ) ـ روح لحال سبيلك يا أبو هاني . ( يرحل الخضر و قد طأطأ رأسه ، عندها يميل الشيخ جمعة على العمدة هامسا في أذنه ) ـ هو الواد خضر كان عمل إيه يا عمدة ؟ ـ يعني ربنا ستره ، عاوزني أني اللي أفضحه يا شيخ جمعة ؟ طب خلي حد تاني غيرك يسأل السؤال العجيب ده ، ( يكمل كلامه للأهالي ) اللي بعده ، حسنين أبو العوضي ، هيه ، حد معترض عليه يا بلد ؟ طيب كويس و آخر واحد الأمير ابن الأمير الطاهر حماد ، ابن الشيخ اسماعيل أبو حماد الله يرحمه ، كان راجل و لا في الدنيا كلها ، حد معترض على الطاهر أبو حماد يا بلد ؟ ( يرفع الشيخ جمعة يده ) ـ انته معترض على الطاهر ابن إسماعيل أبو حماد يا شيخ جمعة ؟ ـ لا يا عمدة لا سمح الله ، بس أني الصراحة كنت عاوز أقول كلمة حق في الجدع ده . ـ اتفضل يا شيخ جمعة . ـ الشهادة لله يا بلد ، الجدع ده من يوم ما رجع البلد لا شفنا عليه حاجة كده و لا كده ، بالعكس ده ما بيسيبش فرض إلا ما يصليه في الجامع ، و الوحيد فيك يا بلد اللي مربي دقنه ، لا و راجل متعلم و عمرك ما تسأله في حاجة إلا ما يقول قال الله و قال الرسول ، يعني راجل من الآخر كده ـ بتاع ربنا . ( يشير إليه العمدة ) ـ شكرا يا شيخ جمعة على البقين الحلوين دول ، طيب دلوقتي بقى إحنا كده و الحمد لله خلصنا إختيار ، يبقى فاضل بقى نبعتهم يتدربوا على ضرب النار و الذي منه ، بعد كده يرجعوا لكم غفر رسمي ، أظن كده ما لكوش حجة بقى ؟ منكم فيكم أهوه ، منكم فيكم ، لا و أنتم اللي مختارينهم على كيف كيفكم كمان ، و كل اللي اعترضتم عليهم مسحناهم بالأستيكة مسح ، أظن دلوقتي بقى صفحتي بيضة ؟ ( الجميع يرد عليه بحماس ) ـ بيضة يا عمدة . ( يرفع يده للسماء ) اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد .
( يتبع ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [right]عمدة كفر البلاص ( 10 )
( صوت موسيقى عسكرية تهز القرية ، اقشعرت لها الأبدان ، الخفر العائدون من البندر يمشون صفا واحدا فيما يشبه العرض العسكري ، يحملون بنادقهم على أكفهم يسندونها بأكتافهم ، يضربون الأرض بأقدامهم بقوة ، تطوع أحدهم ليقودهم بصيحاته العسكرية ) ـ حد اتنين ، هوب هوب ، شمال يمين ، هوب هوب ، ( العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يقفون في الشرفة ، الأهالي يصطفون على جانبي الطريق ، يصفقون و يهللون ، عندما وصل الخفر إلى دار العمدة صرخ قائدهم ) ـ سريـــــــــة قف . ( يتوقفون و قد ضربوا الأرض بأقدامهم ، فيسود الصمت بين الناس ) ـ لليميـــــــــن در . ( يلتفون إلى اتجاه شرفة العمدة حيث يقف ) ـ سلاااااااااام سلاح . ( يقومون بشقلبة البنادق بين أيديهم و الضرب عليها بأكفهم ، يرفع العمدة كفه إلى جبينه بتحية عسكرية ، صرخ قائدهم ) ـ أرضــــــــــا سلاح ( يضعون أسلحتهم أرضا بحركات بهلوانية ) ـ صفا ( يضربون الأرض بقوة ) ـ انتباه ( يعاودون ضربها ) ـ أداء القسم ، أقسم بالله العظيم ( يردد الخفر وراءه ) ـ أقسم بالله العظيم . ـ أن أخدم بلدي و أهلي . ـ ألا أخدم بلدي و أهلي . ـ و أن أحترم أقل جزمة فيهم . ـ و أن أحترم أقل جزمة فيكم . ـ و ألا أضرب أي حد على قفاه . ـ و أن أضرب أي حد فيهم على قفاه . ـ حتى و لو كان ابن مين . ـ حتى و لو كان ابن مين . ( يتجه القائد إلى الشرفة ، يؤدي التحية العسكرية للعمدة ) ـ الغفر جاهزين لأداء مهام وظيفتهم يا حضرة العمدة . ( يخطب العمدة فيهم ) ـ أولا ، حمد الله على السلامة ، و إن شاء الله كده تكونوا فخر لينا جميعا ، و ياريت تفضلوا فاكرين القسم اللي حلفتوه دلوقتي ، و ما نسمعش عن حد فيكم عمل حاجة كده و إلا كده ، و إلا ها يكون مصيركم نفس مصير اللي سبقوكم ، و كلكم عارفين اللي سبقوكم جرى لهم إيه ، دلوقتي عايزين نرشح واحد منكم يبقى شيخ الغفر ، و طبعا انتم عارفين إن الشغلانة دي، تكليف مش تشريف ، هيه ، فيه حد فيكم عاوز يبقى شيخ غفر ؟ ( يرفع ثلاثة رجال أيديهم ) ـ الخضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، و الطاهر أبو حماد ، حلو قوي ، طيب .... ( يميل إليه الشيخ جمعة هامسا في أذنه ) ـ عاوز أكلمك في حاجة ضروري يا عمدة . ـ خير يا شيخ جمعة ؟ ـ لا مش ها ينفع هنا ، لازم جوه . ـ هي حبكت يا شيخ جمعة دلوقتي ؟ ـ أيوة حبكت دلوقتي حالا . ( يشير العمدة بيده ) ـ طب يا جماعة ، معلش بعد إذنكم خمس دقايق و راجعين لكم على طول . ( ينادي لعبد الجبار ) ـ وزع الأزوزة على الناس يا وله . ( تجمع الناس حول عبد الجبار ، الذي أخذ بدوره يناولهم زجاجات المياه الغازية ، و دخل العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة إلى القاعة و أغلقوا الباب ) ـ فيه إيه بقى يا شيخ جمعة ؟ ـ شيخ الغفر ده بالذات لازم يبقى تعيين يا عمدة . ـ إيه رأيك يا دكتور عادل ؟ ـ أنا من رأيي إننا نعمل تصويت من أهالي البلد و اللي يفوز يبقى هو شيخ الغفر . ( يقاطعه الشيخ جمعة ) ـ يا جماعة الله يهديكم ، الموضوع ده بالذات ما ينفعش فيه تصويت . ـ ليه يا شيخ جمعه ؟ ـ هو انته جديد ع البلد و إلا إيه يا دكتور عادل ؟ ما تعرفش يعني اللي بين عيلة التهامي و عيلة أبو شقفة ؟ ـ عارف طبعا ، بس دي حاجات قديمة و خلصت خلاص . ـ لا تبقى غلطان لو افتكرت كده ، أمال ليه واحد من كل عيلة رفع إيده ؟ عشان كل عيلة فيهم نفسها و منى عينها شيخ الغفر يبقى منهم عشان تكيد العيلة التانية . ـ يا سلام ؟ معقولة فيه ناس لسه بتفكر بالشكل ده ؟ ـ فيه و نص ، و شوف انته بقى لو عيلة فيهم شيخ الغفر بقى منهم ، قابل بقى انته المصايب اللي ها يعملوها العيلتين في بعض . ( يقاطعه العمدة ) ـ كلام منطقي جدا و الله ، طب و العمل يا شيخ جمعة ؟ ـ انته يا عمدة تعين الواد الطاهر أبو حماد شيخ الغفر ، و لا تصويت و لا كلام فاضي . ( يقاطعه الدكتور ) ـ طب و فين الديمقراطية اللي بنتكلم عنها بقى لنا شهور يا شيخ جمعة ؟ ـ و هو انته ممكن يعني ، يجي على بالك مثلا ، إننا نعمل تصويت و البلد تختار دكتور الوحدة الصحية يا دكتور عادل ؟ عليا النعمة لو عملناها بالديمقراطية ليصوتوا للواد ( طه إنتي بيوتك ) حلاق الصحة اللي بيطاهر العيال ، هههههه ( يضحكون ) و برضك ما ينفعش نقول ها ناخد رأي البلد مين يبقى شيخ الجامع ، الديمقراطية دي ممكن قوي تبقى في انتخاب الغفر ، و أهي البلد كلتها وافقت على الغفر دول ، و عشان كده ، أي حد العمدة ها يختاره و يعينه شيخ غفر ها يبقى البلد هي اللي مختاراه مسبقا و هي اللي موافقة عليه قبل كده ، يعني كده ديمقراطية و كده ديمقراطية ، يعني على الوشين يا باطسطا . ( يضع العمدة يده على رأس الشيخ جمعة ) ـ دماغك دي لازم أحنطها و ألفها في حرير و أحطها في المتحف يا شيخ جمعة ، يسلم اللي نفضك . ( يقاطعه الدكتور عادل ) ـ بس يا حضرة العمدة ............ (يقاطعه العمدة ) ـ و لا بس و لا حاجة ، اللي قال عليه الشيخ جمعة عين العقل ، إنت مش متخيل يا دكتور عادل إيه اللي ممكن يجرى لو حد من العيلتين دول مسك شيخ غفر ، يا خراااااابي يا خرابي ، لا لا لا لا ..... ـ أيوة بس ها نقول للناس إيه ؟ ( يقاطعهم الشيخ جمعة ) ـ دي بقى عاوزة ديمقراطية بحق و حقيق . ـ إزاي يا شيخ جمعة ؟ ـ إحنا مش ها نخليها تصويت على الشخص نفسه ، إحنا ها نخلي التصويت على الاعتراض على الشخص المترشح . ـ و إيه الفرق بقى إن شاء الله . ـ لا تفرق كتير ـ على رأي الست وردة ـ دلوقتي لو عبد الوهاب أبو التهامي طلع و قلنا مين معترض عليه ، ها يحصل إيه ؟ ( يقاطعه العمدة ) ـ طبعا عيلة أبو شقفة ها ترفع إيديها و تعترض عليه . ـ حلو قوي ، و كده يبقى خلصنا من واحد م الاتنين ، طيب و لما نقول مين معترض على الخضري أبو شقفة ؟ ـ أكيد عيلة التهامي كلها ها ترفع إيديها . ـ يبقى خلصنا م التاني ، و ساعتها نقول إن اللي فاضل هو الطاهر أبو حماد و طبعا ما حدش ساعتها ها يقدر يقول تلت التلاتة كام و لا حتى ينطق و يقول بم . ( يقبل العمدة رأس الشيخ جمعة ) ـ دي راسك محتاجة متحف لوحدها يا شيخ جمعة . ( يضحكون ) ـ أي خدمة يا عمدة . ـ طب يلا بينا عشان زمان الناس استعوقتنا . ( يخرج العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل ، يصفق الناس و يهتفون باسم العمدة ، يشير إليهم العمدة بيده ليتحدث ، يهدأ الأهالي شيئا فشيئا ) ـ بصوا بقى يا بلد ، طبعا إحنا اتفقنا على إننا ما نعملش أيتها حاجة إلا بمشورتكم ، دلوقتي زي ما أنتم شايفين فيه تلاتة مرشحين نفسيهم ، و كل واحد فيهم عاوز يبقى شيخ الغفر ، و لكن فيه مشكلة عندنا هنا ، المفروض طبعا إن شيخ الغفر ده ما يكونش بينه و بين أي حد في البلد أي خصومة لا سمح الله ، صح و إلا لأ ؟ ( يرد الأهالي ) ـ صح يا عمدة . ـ و طبعا لازم يكون واخد موافقة جميع أهالي البلد ، و لازم كمان عيلته تكون ما فيش بينها و بين أي عيلة تانية أيتها مشاكل ، صح و إلا مش صح ؟ ( يصيح أحد رجال القرية ) ـ الله ينور عليك يا عمدة ، هو كده بالظبط . ـ لأن ممكن لا مؤاخذة يعني في يوم من الأيام يقع تحت إيده مشكلة بين واحد من عيلته و واحد من العيلة التانية ، ساعتها طبعا ممكن يقف في صف قريبه ضد التاني ، مش كده و إلا إيه ؟ ( يصيح رجل آخر ) ـ و الله عين العقل اللي بتقوله ده يا حضرة العمدة ، روح يا شيخ الله يفتح عليك . ـ عشان كده أول واحد ها تصوتوا عليه عشان يبقى شيخ الغفر هو عبد الوهاب أبو التهامي ـ اللي من عيلة التهامي ـ اللي معترض عليه من عيلة أبو شقفة برفع إيده . ( يرفع الكثير من الأهالي أيديهم ) ـ يبقى انته ما تنطبقش عليك الشروط يا عبد الوهاب يا أبو التهامي ، إتفضل رجع مكانك . ( عندها يهلل بعض الأهالي شماتة ) ـ طيب و الرجالة اللي من عيلة التهامي و معترضين على ترشيح الخضري أبو شقفة ـ اللي من عيلة أبو شقفة ـ يرفع إيده . ( يرفع الكثير من الرجال أياديهم ) ـ يبقى ارجع مكانك انته كمان يا خضري . ( يهلل بعض الأهالي شماتة ) ـ كده يبقى مش فاضل غير الطاهر أبو حماد ، ( يخفض صوته ) فيه حد معترض عليه يا جماعة ؟ لأ ؟ طيب ، يبقى على بركة الله ، مبروك عليك شياخة الغفر يا طاهر يا أبو حماد . ( يزداد التهليل و التصفيق و الهتاف و نسمع صوت الموسيقى العسكرية هنا و هناك ، و يختلط الحابل بالنابل )
( يتبع ) [/right] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:55 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 11 )
( جلس العمدة يرتشف الشاي ، طرق الباب ، صاح العمدة ) ـ مين ؟ ـ الطاهر أبو حماد . ـ تعال ادخل يا شيخ الغفر . ( يدخل الطاهر على العمدة مترددا خجلا ، عندها يصيح العمدة ) ـ تعالى يا طاهر ، ادخل ، انته مكسوف و إلا إيه ؟ لا ، خلي بالك بقى ، الكسوف و الخجل ده مش ها ينفع في الشغلانة دي ، ده انته ها تتعامل مع مجرمين و قلالات أدب ، يعني لازم بنظرة واحدة منك تخليهم يكشوا و يموتوا في جلدهم . ـ و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك يا حضرة العمدة ، ربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله . ـ إن شاء الله ، على فكرة أبوك الله يرحمه كان حبيبي ، أكلنا سوا و شربنا سوا و تعلمنا سوا و كافحنا سوا و اعتقلونا سوا و حاربنا سوا ، عشرة عمر يعني ، كانت أيام بصحيح ، الله يرحمه و يحسن إليه . ـ و يرحم أموات المسلمين جميعا . ـ اللهم آمين ، صحيح انته كنت فين ؟ ما شفناكش في صلاة العشا . ـ صليتها في الدار ، أصل كنت عامل إجتماع للغفر . ـ إجتماع إيه ؟ خير ؟ ـ ما هو لازم يا عمدة نحط النقط على الحروف من أولها ، و لازم كل واحد يعرف اللي ليه و اللي عليه برضك . ـ اللهم صل ع النبي ، أيوة كده ، الظاهر إنك مش سهل زي ما أنا كنت فاكر يا طاهر . ( يضحكون ) ـ لا أبدا يا أبا العمدة ، بس إن شاء الله ها تنبسط مني آخر انبساط . ـ إن شاء الله ..... ( يطرق أحدهم الباب ) ـ إتفضل . ( يدخل أحد الخفر ، يؤدي التحية العسكرية لشيخ الخفر ) ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر . ( عندها ينتفض العمدة ممسكا بخيزرانته ) ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر ؟ ( يضرب الغفير ) لوح قزاز قاعد قدامك ؟ الواد يا أخويا و لا كأن فيه عمدة قاعد . ( يصرخ الخفير ) ـ يعني أقطع نفسي أني بقى ؟ مش دي أوامرك يا شيخ الغفر ؟ ( عندها يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر ) ـ نعم نعم نعم نعم ، انته قايل لهم إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟ ـ ثواني بس يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للخفير ) أي حاجة أقولها لك تطبق على البلد كلتها إلا حضرة العمدة يا بقف ، ( ينظر إلى العمدة ، يغمز له بعينه ) بعد إذنك يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للغفير ) يلا غور انته دلوقتي ، أنا ليا حساب تاني معاك بعدين . ( يخرج الخفير ، و يذهب شيخ الخفر يمسك بيد العمدة يجلسه ) ـ إتفضل أقعد بس انته يا أبا العمدة و هدي نفسك كده و أني ها أفهمك . ـ تفهمني إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟ ـ بص يا عمدة ، حضرتك عارف طبعا اللي بين عيلة أبو شقفة و بين ولاد التهامي ؟ ـ طبعا عارف ، و دي حاجة بتستخبى ؟ المهم يعني . ـ عبد الوهاب أبو التهامي و الخضري أبو شقفة ، شوكتين في ضهري يا أبا العمدة ، و الصراحة كده إذا ما كنتش أبقى شديد معاهم و مع الغفر كلهم من أول يوم ، يبقى الأمور كلتها ها تفلت من إيدي و مش ها أقدر ألمهم بعد كده . ـ عليا النعمة ما أني فاهم حاجة . ـ كل واحد فيهم واخد له غفير أو اتنين في صفه و عامل لي فيها شيخ غفر . ـ إحنا بدأنا العوج من أولها ؟ ـ مش بأقولك يا أبا العمدة أهو ؟ يبقى لازم من الأول أشد ع الغفر كلهم و إلا لأ ؟ ـ معاك حق و الله ، عين العقل . ـ عشان كده أنا كنت عامل لهم إجتماع من شوية ، و قلت لهم إن ما فيش في البلد دي غير شيخ غفر واحد ، هو أني ، و نبهت عليهم واحد واحد إن ما حدش ياخد أوامر إلا م العبد لله ، و حسهم عينهم أشوف حد يدي التحية غير لشيخ الغفر و بس ، طبعا ما أقصدكش انته م الكلام ده يا أبا العمدة . ـ معاك حق و الله يا طاهر ، إيوة كده الله ينور عليك . ـ عشان كده مش عايزك تزعل مني يا أبا العمدة لو سمعت حاجة كده و إلا كده ( يقبل رأس العمدة ) ما هو أني لازم أمسكهم بإيد من حديد من أولها ، و إلا قول ع البلد دي يا رحمن يا رحيم . ـ لأ ، معاك حق طبعا ، بجد ؟ الله ينور عليك ، هي دي شياخة الغفر يا بلاش . ـ و بعد إذن حضرتك يا عمدة ، ( و الله لا يستحي من الحق ) ، و بصراحة كده اللي قبلينا قالوا إن المركب اللي عليها ريسين بيحصل لها إيه يا أبا العمدة ؟ ـ بتغرق طبعا ، و دي عايزة كلام . ـ الله ينور عليــــــــك ، يبقى لازم ننظم العملية بيني أنا و انته ، و إلا مش ها نخلص يا أبا العمدة . ـ تقصد إيه يا وله . ـ لو اديت لحد فيهم ودنك مش ها تخلص ، و خد عندك بقى ، ها أبقى أنا زي المعدية و كل واحد فيهم ها يطلع فوق قفايا عشان يقولك كلمتين عشان يتقرب لك ، و عشان كده أرجوك يا عمدة ما تسمحش لأي حد فيهم إنه يجي يقولك ده عمل و ده سوى ، و أنته كمان بعد إذنك يا أبا العمدة ، يا ريت لو عايز أيتها حاجة من أي غفير فيهم تقولي أني عليها ، و أني اللي أكلفه بيها بنفسي . ـ اللهم صل على النبي ، مش بأقولك اللي خلف ما ماتش ، تلاتة بالله العظيم كأني واقف قدام أبوك الله يرحمه ، اللهم صل على النبي ، ألف رحمة تنزل عليك يا حاج إسماعيل ، نفس كلامه نفس حركاته نفس طريقته ، بسم الله ما شاء الله ، بسم الله ما شاء الله ، خلاص يا شيخ الغفر و أنا معاك في كل كلمة قلتها ، الله ينور عليك بجد ، و اللي قلته ده هو عين العقل ، على بركة الله . ـ يعني مش زعلان مني يا أبا العمدة ؟ ـ و هو الحق بيزعل يا وله . ـ معلش و بلاش يا وله دي يا أبا العمدة الله يخليك . ـ دي بس بيني و بينك ، لكن قدام البلد ، لا طبعا انته حضرة شيخ الغفر . ـ ما هي المشكلة إن لسانك ها ياخد عليها يا أبا العمدة و ممكن لا مؤاخذة يعني تفلت منك كده و إلا كده ، و أني أحب الصراحة أبقى قدام الكل شيخ الغفر ، و كل ما ترفع من مقامي قدام البلد ، كل ما ها تثبت رجليا أكتر و تثبت الأمن و الحزم و الربط في البلد اكتر و اكتر . ـ أوامرك يا حضرة شيخ الغفر ، مبسوط كده ؟ ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة . ـ ما بلاش بقى يا أبا العمدة دي كمان ، خليها يا حضرة العمدة بقى . ـ لا فيه فرق بين دي و دي . ـ فرق إيه بقى إن شاء الله ؟ ـ العمدة أبو البلد كلها لازم الناس تحبه و تقرب له و كل واحد يحس ناحيته بحب ، لكن شيخ الغفر لا ، لازم الناس كلها تحترمه و تخاف منه ، يعني العلاقة اللي بين البلد و العمدة لازم تبقى علاقة حب ، أما العلاقة اللي بين البلد و شيخ الغفر لازم تبقى علاقة احترام و خوف ، ماشي يا أبا العمدة ؟ ـ و لو إني مش معاك في موضوع الخوف دي ، بس الباقي ماشي يا حضرة شيخ الغفر . ـ تأمرني بحاجة يا أبا العمدة ؟ ـ شكرا يا شيخ الغفر . ـ السلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، صحيح اللي خلف ما ماتش . ( يخرج شيخ الخفر بينما تحمل الذكريات العمدة على جناحيها ، تحط به بين حقول أيام الزمن الجميل )
( يتبع ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [right]عمدة كفر البلاص ( 12 )
( دخل شيخ الخفر مسرعا ، وجد عبد الجبار جالسا ، سأله في عجالة ) ـ فين أبوك العمدة يا عبد الجبار ؟ ـ بيصلي . ـ هو لسه ما صلاش العشا لغاية دلوقتي ؟ ـ بيصلي السنة . ـ طب نادي بسرعة على بهانة و خليها تقوله إن شيخ الغفر عايزك ضروري .... ( عندها ينفتح الباب الداخلي للقاعة و يدخل العمدة ) ـ السلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، حرما يا حضرة العمدة . ـ جمعا إن شاء الله ، خير ؟ ـ عاوزك في كلمتين يا حضرة العمدة . ( ينظر العمدة لعبد الجبار ) ـ روح خلي البت بهانة تعمل لنا اتنين شاي يا عبد الجبار ، و أقف انته بره لغاية أما أناديلك . ـ أمرك يا حضرة العمدة . ( يخرج عبد الجبار ) ـ خير يا شيخ الغفر . ـ لا مش خير أبدا يا أبا العمدة . ـ ليه بس حصل إيه ؟ ـ السل بينهش في الكفر يا أبا العمدة . ـ سل ؟ أعوذ بالله ، سل إيه يا شيخ الغفر ؟ ـ يعني هو الدكتور عادل ما قالكش ؟ ـ و لا قال لي أيتها حاجة . ـ العيال قرايبه اللي جم امبارح الصبح م البندر و قعدوا عنده في الدار . ـ مالهم يا وله ؟ ـ اللهم احفظنا عيانين بالسل ، و أهي العدوى انتشرت في الكفر كله . ـ مين اللي قالك الكلام الفارغ ده يا شيخ الغفر ؟ ـ أني اللي بأقولك أهوه ، و ابعت هاته كده خليه يكذبني . ( يصرخ العمدة مناديا ) ـ عبد الجبار ، وله يا عبد الجبار . ( يدخل عبد الجبار يحمل الشاي ) ـ أمرك يا حضرة العمدة . ـ حط الشاي اللي في إيدك ده ، و روح بسرعة هات لي الدكتور عادل دلوقتي حالا ، قوله أبويا العمدة عاوزك ضروري ، و ما تجيش إلا معاه . ـ فوريرة . ( يخرج عبد الجبار مسرعا ) ـ معقولة الكلام ده ؟ ـ و مش معقولة ليه ؟ مش هو برضه اللي موت خالتي الحاجة زهرة مراتك الله يرحمها ؟ ـ إيه الكلام الفاضي ده يا طاهر ؟ لا كله إلا كده ، حرام عليك ما تفتريش ع الراجل ... ـ و ها أفتري عليه ليه إن شاء الله ؟ مش هو برضه اللي اداها حقنة غلط بدل ما يوطي لها الضغط علاه ؟ ـ كلام إيه ده يا شيخ الغفر ؟ ـ ده مش كلامي ، ده الكلام اللي البلد كلتها بتقوله يا أبا العمدة . ـ و انته ها تسمع لكلام الناس . ـ ما فيش دخان من غير نار يا أبا العمدة . ـ طب دول عالم فاضية بيقولوا أيتها حاجة و خلاص ، و بعدين ما حدش بيموت ناقص عمر . ـ أيوة بس فيه أسباب برضك . ـ على العموم خلينا دلوقتي في المصيبة اللي احنا فيها ، الكلام ده لو صحيح يبقى على الدنيا السلام ، الدكتور عادل ؟ معقولة ؟ بالذمة ده كلام برضه ؟ ( يدخل عبد الجبار و معه الدكتور عادل ) ـ السلام عليكم . ـ روح انته يا عبد الجبار ، و عليكم السلام . ـ خير يا حضرة العمدة ؟ ـ إيه حكاية قرايبك اللي عندك دول يا دكتور عادل ؟ ـ مالهم يا حضرة العمدة ؟ ـ صحيح عيانين بالسل ؟ ( ينظر الدكتور لشيخ الغفر ) ـ هو حضرتك عرفت يا حضرة العمدة . ـ و هو فيه حاجة بتستخبى ع العمدة برضك يا دكتور عادل ؟ ـ لو لك قرايب عيانيين و جم واقعين في عرضك يا حضرة العمدة عشان تشوف لهم حل ها تعمل إيه ؟ حتى لو مش قرايبي ، من واجبي أعالجهم و أراعيهم لغاية ما يقوموا بالسلامة ، مش دي الأصول برضه ؟ ـ أيوة بس ده سل يا دكتور عادل ،عارف يعني إيه سل ؟ ( فجأة يدخل الخفير التوابتي يلهث ، يحاول التقاط أنفاسه ) ـ ..... إلحقونا يا عالم ، إلحقنا يا دكتور عادل أنا ف عرضك ، الواد حمودة ابني بيكح دم .... ( عندها يصرخ شيخ الغفر ) ـ مش قلت لك يا حضرة العمدة ؟ أهوه ، آدي البشاير ظهرت أهي ،و الواد ابن حسان أبو شوشة كمان لسه سامع أمه بتصوت عليه و انا جايلك ... ( صرخ العمدة في وجه الدكتور عادل ) ـ ينفع الكلام ده يا دكتور عادل ؟ أهي العدوى انتشرت في البلد أهي .. ( ينكب التوابتي على كف الدكتور عادل يقبلها ) ـ أبوس إيدك يا دكتور عادل ، تلحق الواد ابني بسرعة ... ( يصرخ شيخ الخفر ) ـ ها يلحق مين و إلا مين ؟ روح منك لله يا شيخ ، ما كنا قاعدين كافيين خيرنا شرنا ، لازم يعني تدخل لنا السل البلد ؟ ـ ما تحترم نفسك يا شيخ الغفر ؟ ( يمسك الدكتور عادل شيخ الغفر من ملابسه ،عندها يجذبه العمدة بعيدا ) ـ سيب شيخ الغفر دلوقتي يا دكتور عادل و روح إلحق المصيبة اللي وقعتنا فيها إنته وقرايبك ، يلا بسرعة ... ( يخرج الدكتور و التوابتي ) ـ مش قلت لك يا أبا العمدة ؟ مش قلت لك ؟ ـ و العمل إيه دلوقتي يا شيخ الغفر . ـ عمله اسود بعيد عنك ، لازم دلوقتي حالا نعمل حظر على البلد كلتها . ـ حظر ؟ ـ إيوه ، لا حد يخرج من بيته و لا حد يدخل لغاية لما نشوف حل في المصيبة دي . ( يصرخ العمدة مناديا ) ـ عبد الجبار ، عبد الجبار ... ( يدخل عبد الجبار ) ـ بسرعة يا وله لم لي الغفر كلهم دلوقتي حالا . ( يخرج عبد الجبار مسرعا ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، كنا ناقصين الدكتور عادل كمان ؟ ـ لازم تكرشه م البلد يا عمدة الليلة هو وقرايبه . ـ و البلد تقعد كده من غير دكتور ؟ ـ و هو الدكتور عمل إيه يعني للبلد ؟ ما هو قدامك أهوه ، هو اللي جاب لنا الخراب أهوه ، و من بكره الصبح نبعت شكوى للمديرية يبعتوا لنا حد غيره ، تلاتة بالله العظيم الواد (أنتي بيوتك) برقبته ، قلت إيه ؟ ـ أيوه بس على الأقل نخليه لغاية لما المديرية تبعت لنا دكتور تاني . ـ موت يا حمار ، طول ما هو موجود عمرهم ما هيسألوا فينا ، لكن لما يروح لهم هناك مكروش م البلد ، و يعرفوا إن البلد من غير دكتور ، ها يبقى وضع تاني ، خاصة لما يعرفوا كمان إن السل انتشر في البلد ، ده مش بعيد يبعتوا لنا دكتورين تلاتة على الأقل . ـ خلاص ، بس لما الغفر يوصل نبعت واحد منهم يمشيه هو و قرايبه . ـ و نستنى ليه ؟ أني ها أروح أكرشهم حالا دلوقتي ، و إلا يعني نستنى لما الفاس تقع في الراس و يعدوا البلد كلها ، ده سل يا أبا العمدة ، سل ، استر يا رب ... ( يخرج شيخ الخفر مسرعا ، و يجلس العمدة حائرا يكلم نفسه ) ـ معقولة ؟ الدكتور عادل ؟ اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استر يا رب ، يا لطيف يا لطيف يا لطيف .... ( يدخل عبد الجبار و معه الغفر ، يؤدون التحية العسكرية ) ـ أفندم يا حضرة العمدة ؟ ـ دلوقتي حالا أبو شقفة و التهامي يلفوا على كل بيوت البلد دار دار ، تنبهوا عليهم ممنوع حد يدخل أو يخرج ، و اللي ها يخرج من داره يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم ، و انته يا عوادلي ، تاخد دلوقتي حالا جردل البوية الحمرة و كل دار فيها حد تعبان أو بيكح تحط لي على بابه علامة غلط ، و حسك عينك انته و هوه تخلي حد يخرج من بيته أو يدخل لغاية لما المديرية تبعت لنا حد يشوف المصيبة السودة اللي احنا فيها دي ، ( يصرخ فيهم ) يلا بسرعة مستنين إيه ؟ ـ أوامرك يا حضرة العمدة . ( يخرج الخفر مسرعين يتخبطون ببعضهم البعض ، يجلس العمدة على كرسيه يضرب كفا بكف ) ـ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل . ( يتبع ) [/size][/right] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:57 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 13 )
( الصمت يخيم على بيوت القرية ، صوت الضفادع يأتي من بين الحقول الغارقة في الظلام ، الخفر يجلسون حول إبريق الشاي الذي وضعوه فوق بعض الحطب المشتعل ، الخفير (التوابتي) يحمل كوبا يصب به بعض الشاي و يأخذه لشيخ الخفر الذي يجلس بعيدا ) الشاي يا شيخ الغفر . شكرا يا توابتي . هي المديرية مش ها تبعت دكتور بدل اللي راح يا شيخ الخفر ؟ و هو انته فاكر إن كفرنا دي على بال البهوات القاعدين في المديرية ؟ موت يا حمار . أمال ها نعمل إيه في المصيبة اللي احنا فيها دي ؟ آدينا مستنين الفرج . ( شبح يخرج من بين بيوت القرية ، يتجه ناحية الخفر ، يصرخ أحد الخفر ) مين هناك ؟ ( الشبح لا يتكلم ، يصرخ الخفير و قد صوب بندقيته ناحيته ) بقول مين هناك ؟ (يصرخ شيخ الخفر و هو يجري ناحية الشبح ) مين هناك إيه يا طربش ؟ نزل البندقية الله يخرب بيتك ، انته اتعميت خلاص ؟ ده أبويا العمدة يا بجم . حضرة العمدة ؟ ( يصل شيخ الخفر إلى العمدة ، يسلم عليه ) أهلا وسهلا حضرة العمدة .... ( يقف الخفر يؤدون التحية العسكرية ، يذهب شيخ الخفر و العمدة يجلسان بعيدا عن الخفر ) سلام عليكم . و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . اقعدوا اقعدوا ، إيه آخر الأخبار يا شيخ الغفر ؟ كله تمام يا حضرة العمدة ، لا حد دخل و لا خرج من داره زي ما حضرتك أمرت ، و كل بيت فيه حد تعبان عملنا على بابه علامة بالبوية الحمرة . و بعدين يا شيخ الغفر ؟ إيه العمل ؟ العمل عمل ربنا يا عمدة ، ربنا يعديها على خير . و ها نقعد كده لحد إمتى ؟ أنا رأيي إن التهامي و أبو شقفة ينزلوا البندر م الفجر و يروحوا المديرية .... مش ها ينفع ، لازم أروح أنا بنفسي . و إيه المانع ؟ أكيد برضك ها يعملوا لك ألف حساب و يتصرفوا . خلاص ، بكرة إن شاء الله تبعت معايا اتنين غفر ، و آدي انته تبقى مكاني لغاية لما آجي . برقبتي يا حضرة العمدة . التوابتي فين ؟ أهوه ( ينادي ) يا توابتي ، تعال كلم أبوك العمدة . ( يجري التوابتي إلى العمدة ، يؤدي التحية العسكرية ) أفندم ؟ أخبارك ابنك إيه دلوقتي ؟ سألت عليك العافية يا حضرة العمدة ، لا ده خف و بقى عال العال ، مش طلع لا عنده سل و لا حاجة . أمال إيه الدم اللي نزل منه ده ؟ لا ، ما هو الدكتور عادل لما شافه قبل ما يمشي ، قال إن الدم ده من سنانه . الحمد لله . ( يقاطعه شيخ الخفر ) خلاص روح انته يا توابتي ، و حمد الله على سلامة ابنك . ( يذهب التوابتي يجلس مع الخفر ، يكمل العمدة حديثه مع شيخ الخفر ) الواد ابن أبو شوشة أخباره إيه ؟ لسه جاي من عندهم دلوقتي ، الواد السخونية مسكاه و بيخرف ، منه لله بقى الدكتور عادل ، تلاتة بالله العظيم ، الواد ده لو جرى له حاجة ذنبه ها يبقى في رقبته ، و ساعتها بقى أبو شوشة مش ها يسكت . لا حول و لا قوة إلا بالله . طب الواد ( أنتي بيوتك ) ما بيوريناش همته ليه و يعالجه ؟ ما هو لولاه كان الواد راح في شربة ميه ، ده لما لقى السخونية مسكاه ، جري بيه ع الترعة و قعد يغطسه فيها لغاية لما راحت ، و ادى له إبرة مخدر ما عرفش و إلا إيه ، الواد بعدها بقى عال العال ، بس يدوبك ساعتين تلاتة ، و السخونية رجعت تاني و حالته بقت حاله . ما تيجي لما نعدي عليه نشوفه . لا يا عمدة ، كله إلا انته ، البلد مش مستغنية عنك ، و بعدين أنا لسه جاي من عندهم أهوه . طب خلي حد م الخفر ياخد لهم شوال رز و شوال دقيق و زيت و الذي منه . ربنا يخليك لينا يا عمدة ، حاضر من عينيه . و تخلي الواد (أنتي بيوتك) ما يسبوش . ما هو عندهم في الدار من ساعتها ، الشهادة لله ، الواد مش مقصر . ربنا يعديها على خير . و صاحبك مشي ؟ غار في ستين داهية هو و العيانين قرايبه ، داهية لا ترجعه . قال لك إيه لما قلت له يمشي م البلد ؟ و هو قدر ينطق بحرف واحد ؟ ما هو غلطان و الغلط راكبه من ساسه لراسه .... أنا خايف لنكون ظلمناه يا وله . ظلمناه ؟ ليه إن شاء الله ؟ ده يظلم بلد بحالها ، و إلا يعني كنا نستنى لما قرايبه يعدوا البلد كلتها ؟ و ساعتها بقى قول على البلد يا رحمن يا رحيم . ( صرخات عالية تأتي من القرية ، يقف العمدة و شيخ الخفر ) إيه ده ؟ الظاهر الواد ابن أبو شوشة مات ، الصويت جاي من ناحية دارهم . لا حول و لا قوة إلا بالله ، يلا بينا يا شيخ الغفر . اتفضل يا حضرة العمدة . ( يسرع العمدة و شيخ الخفر في اتجاه الصوت ) اسبقنا يا غفير انته و هوه شوف فيه إيه بسرعة . ( يجري الخفر ناحية دار أبو شوشة ) الله يقطع الدكاترة كلهم في ساعة واحدة قادر يا كريم ، آدي آخرة الدكاترة و اللي بيجلنا من ورا الدكاترة ، منك لله يا دكتور عادل ، بس هازز لي طوله في الرايحة و الجاية بالبالطو الأبيض و السماعة ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل . استر يا رب ، يا رب استرها لجل حبيبك النبي . ( يعود التوابتي مسرعا ، يقابل العمدة و شيخ الخفر ، يلهث ) فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق . ده الواد توفيق بيضرب مراته . الله يقطعه و يقطعها في ساعة واحدة ، و ده وقته ؟ ( يلتقط العمدة أنفاسه ) خضنا الله يخضه ، لا إله إلا الله ، خلاص خليك انته بقى يا شيخ الغفر . أوصلك يا أبا العمدة ؟ توصلني إيه ؟ عيل صغير قدامك ؟ العفو يا حضرة العمدة ، بس اتشرف بالمشي معاك مش أكتر و الله . لا ، خليك انته شوف شغلك ، سلام عليكم . و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
( يتبع ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 14 )
( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ، استيقظ الأهالي مذعورين ، أسرع الرجال بالخروج ، النساء ينظرن من خلف النوافذ ، يتساءلون ) ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟ ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم . ـ يا ساتر استر يا رب . ( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي ) ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟ ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟ ـ لا حول و لا قوة إلا بالله . ( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم ) ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟ ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟ ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد . ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟ ـ المهم حد فيكم شافه ؟ ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة . ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي . ( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ ) ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر . ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد . ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه . ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر . ( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ، أحد الغفر يجري إلى اليمين ، يتبعه آخر يجري إلى اليسار ، يصرخ أحد الغفر ) ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر . ( يصرخ آخر ) ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني . ( يصرخ ثالث ) ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة . ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع . ( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ، يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته ) ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟ ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ... ـ ماله ؟ ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة . ـ يقتلوني اني ؟ ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده .... ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟ ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة . ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني . ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم . ـ هربوا منكم ؟ ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب . ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع . ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى . ـ حاجات إيه دي ؟ ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ، أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ، ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ، ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه.... ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده . ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة . ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر . ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه . ـ خير إن شاء الله ؟ ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية . ـ عروستي ؟ ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم . ـ تليفون إيه ؟ ـ تليفون العمدة . ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟ ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور . ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟ ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم . ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس . ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة . ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر . ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة . ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر . ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة .
( يتبع ) [/size] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 9:59 pm | |
| عمدة كفر البلاص ( 15 )
( اجتمع أهالي القرية عن بكرة أبيهم أمام دار العمدة ، كل منهم يريد أن ينال دوره للتحدث من خلال هاتف العمدة المجاني ، وقف الخفر يصفون الناس ، بينما أخذ الخفير التهامي يصيح بالجموع ) ـ عمرنا ما ها نتعلم النظام أبدا ؟ ما تقف صف واحد ياله انته و هوه ، حازي ، و الا احنا يعني ما نمشيش غير بالعصاية ؟ مش كفاية العمدة الله يعمر بيته خلاكم بني آدمين و عملكم التليفون مجانا ؟ دي فين تلاقوها دي في العالم كله يا ناس ؟ سبحان الله ، عليا النعمة خدمة عشر نجوم ، ـ نرجع نأكد ـ كل واحد فيكم ياخد دوره ، جاتكوا داهية ، الستات في ناحية و الرجالة في ناحية ، كلكو زي بعض ، ارجع يا راجل انته هناك ، ها ناخد واحدة ست و بعدين راجل و بالدور ، و اللي يدخل عشان يتكلم ما يعوقش ، يعني تتلقح تقعد تطرش الكلمتين و تفز تقوم على طول ، رغي النسوان ده مالوش لازمة ، أني بأنبه اهوه ، عشان ما حدش يقول (التهامي) ما حذرناش . انته ياد يا حسونة ، جاي تتكلم من هنا ليه ؟ مش عندك تليفون ؟ و الا أبو بلاش كتر منه ؟ ـ هو أني مش زي الناس دي و الا إيه يا ( تهامي ) ؟ ـ و التهامي ده كان بيلعب مع أبوك في الشارع ؟ أما تيجي تكلمني يا وله تقول حضرة الغفير التهامي ، فاهم و إلا لأ ؟ و بعدين ، لأ طبعا إنته مش زي الناس ، مش عندك تليفون في بيتكم ، يبقى تروح تتكلم منه ؟ ـ مش ماشي يا حضرة الغفير ، زيي زيهم . ـ طب تلاتة بالله العظيم ما انته متكلم لو على جثتي ... ( يجذبه من جلبابه بعيدا ، يحاول التخلص من بين يديه و لا فائدة ، يذهب الرجل بعيدا و هو يصيح ) ـ و الله لاني قايل لحضرة العمدة ، إشمعنى اني يعني ؟ ( يدخل ( التهامي ) إلى داخل دار العمدة بينما وقف الخفر بالخارج يصفون الأهالي بنظام ، نسمع صوت ( التهامي ) ينادي من الداخل ) ـ دخلي أول واحد يا ( عوادلي ) . ـ يلا ادخل انته يا حسن يا بو خميس . ( يصرخ أحد الرجال ) ـ اشمعنى أبو خميس يعني ؟ أني جاي قبله ، و الا عشان قريبك ؟ ( يصرخ الخفير العوادلي في وجهه ) ـ هوه كده ان كان عاجبك ، عافية بقى ، و عليا النعمة كلمة تانية ما انته شايف التليفون ده شكله إيه ، إيه رأيك بقى ؟ ( عندها يتراجع الرجل ، لكنه يتكلم بصوت خفيض بكلام غير مفهوم ) ـ بتبرطم تقول إيه يا ابن هنومة ؟ ـ بادعي لك ، الحق عليا ؟ ـ باحسب ، عارف لو كنت بتبرطم كده و الا كده ؟ ( يتحرك شاب من بين الجموع يقترب من العوادلي ، يهمس في أذنه ) ـ أمي بتقولك انته ما عديتش عليها ليه عشان تاخد صينية البطاطس اللي عاملاها لك ؟ و بتقولك هي عايزة تكلم اخويا في العراق . ( يلتفت العوادلي إليه يهمس في أذنه ) ـ قولها حاضر بس شوية كده عشان زحمة دلوقتي ( يغمز بعينه ، ثم يرفع صوته ) أنا ما عنديش خيار و فاقوس ، أنا باقولك اهوه ، كل واحد في دوره ، يلا من هنا . ( ينصرف الولد ، يشير العوادلي بعصاه لإحدى النساء الواقفات ) ـ الست اللي هناك دي ، إنتي مين يا ست انتي ؟ ـ أني من أبو زعيبل . ـ نعم ؟ زعيبل مين يا أم زعيبل ؟ يلا امشي مششت ركبك من بدري ... ( يذهب إليها يدفعها بقوة فتقع المرأة أرضا ، عندها تحدث ضجة بين الجموع ) ـ ما تسيبها يا عم عوادلي . ـ يعني هي ما لهاش نفس زينا ؟ ـ يعني التليفون ها يخس ؟ ( عندها يصرخ فيهم العوادلي ) ـ إياك أسمع نفس حد فيكم انته و هوه ، كل واحد فيكم ينقطنا بسكاته ، اللي متعاطف معاها يوريني نفسه ، الخدمة دي لأهالي كفر البلاص و بس ، يلا غوري في ستين داهية من هنا ، و أديني بانبه اهوه ، أي حد من أبو زعيبل أو أبو حطب يمشي من سكات أحسن له و إلا ها أسود عيشته و عيشة اللي جابه . ( تقف المرأة و ترحل و هي تبكي ، بينما ينسحب بعض الرجال و النساء من بين الصفوف ، و يعود العوادلي لينظم الصفوف ) ...................... ( بعد المغرب جلس الخفير ( التوابتي ) مع شيخ الخفر ) ـ كله تمام يا شيخ الغفر . ـ عملت إيه النهاردة ؟ ـ زي ما أمرت بالظبط ، و كل حاجة متسجلة هنا في الورق ده . ( يخرج التوابتي بعض الأوراق و يناولها لشيخ الخفر ) ـ إوعى يكون حد شافك و انته بتكتب ؟ ـ هو أني أهبل ؟ أنا كنت باصنت من التليفون اللي جوه . ـ طب اقرا لي اللي انته كاتبه كده . ـ الواد حسن ابو خميس طلق مراته و كلم أهلها في البندر عشان يجو ياخدوا حاجاتها . ـ و طلقها ليه ؟ ـ عشان ما خلفتش لغاية دلوقتي . ـ و العيب من مين ؟ ـ كل واحد فيهم بيقول العيب م التاني . ـ غيره . ـ البت نحمده بنت أبو إسماعيل جاي لها عريس من أبو حطب . ـ و اتلمت عليه فين الواد ده ؟ ـ كان معاها في المصنع بتاع المركز ، و جاي هو و أهله يوم الاربع عشان يطلبوها من أبوها . ـ غيره . ـ الواد حسان أبو جمعة أخوه باعت له ألفين جنيه من بلاد برة مع واحد صاحبه ، و ها يجيب له الفلوس بكرة الظهر . ـ هو أخوه بيشتغل إيه هناك ؟ ـ بيقولوا مبيض محارة كبير قوي هناك ، على فكرة الواد حسونة كان جاي النهاردة عشان يتكلم من عندنا ، بس التهامي طرده . ـ طرده ليه إن شاء الله ؟ ـ عشان عندهم تليفون و جاي يتكلم من تليفون العمدة . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هو أنا قعدت أتحايل على العمدة لغاية لما عمل التليفون مجانا ليه ؟ بعد ما تخرج من عندي تروح تقطع السلك بتاع تليفون الواد حسونة ، و أني ها أنبه على التهامي إنه يسيبه يتكلم من عندنا . ـ أمرك يا شيخ الغفر . ـ و بكرة ها أخلي واحد م الغفر يعملهم شاي كمان . ـ ما نجيب لهم سحلب و طاولة أحسن ؟ ( يضحكان ) أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها ؟ ـ عمدة و عاوز يريح أهل بلده يا أخي ، و إلا يعني الكحكة في إيد اليتيم عجبه ؟ و بعدين ده كفاية إننا نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد . ـ طب و التقارير اللي أني قاعد أكتبها دي ، أبويا العمدة عنده خبر بيها ؟ ـ لأ طبعا ، دي حاجة بيني و بينك بس ، و حسك عينك حد يعرف الموضوع ده ، و بعدين ما هو إحنا لازم نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد يا وله ، أمال ها نحافظ على أمن البلد دي إزاي ؟ ـ معاك حق و الله يا شيخ الغفر ، عاوز الصراحة يا شيخ الغفر ؟ ـ لا بنت عمها . ـ كان نفسي دماغي تبقى و لو نص دماغك . ـ ياد قول بسم الله ما شاء الله ، يلا روح عشان تنام ( يخرج بعض النقود من جيبه و يدسها في جيب التوابتي ) و بكرة إن شاء الله تطرطق ودانك على الآخر . ـ مطرطقة و سالكة و مية مية إن شاء الله يا شيخ الغفر ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
( يتبع ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 16 )
( صرخة عالية شقت سكون القرية ، تعلقت العيون و الآذان باتجاه الصرخات ، فجأة انطلق أحد الغلمان فارا من بين أعواد الذرة ، يمسك جلبابه بفمه و يهرول في اتجاه القرية يصرخ ) ـ روحوا يا هــــــــــوه ، ( السلعوة ) ظهرت يا جدعان ..... ( تخونه قدماه الدقيقتان فيتعثر منزلقا إلى الترعة ، يخرج منها زاحفا ، ما يلبث أن يعاود الفرار ، اختلط الحابل بالنابل ، النساء و الأطفال و الرجال يفرون في كل اتجاه ) ـ اهرب بسرعة ياد يا محمود . ـ ما جايز كلب مسعور ياد يا حمودة . ـ هو أنا عبيط و الا مختوم على قفايا ؟ بقولك أنا لسه شايفها في أرض أبوك محمد أبو اسماعيل .... ـ يا داهية دقي ..... ( محمود يفك الحبال التي ربط بها بهائمه ، ينهال عليها ضربا بعصاه فتفر البهائم باتجاه القرية ، يقفز محمود فوق حماره يهز قدماه بشدة ، يلوح بعصاه عاليا ، صرخات الاستنفار تتصاعد هنا و هناك ) ـ استر يا رب ، انته لسه ما قفلتش يا عم حسنين ؟ ـ ما أنا بأقفل أهو ، ليكون ديب ياله يا حمودة ؟ ـ برضك ها يقولي ديب، بقولك ( السلعوة ) أنا شايف عينيها بعيني اللي هاياكلها الدود و هيه بتطق شرار . ـ طب اجري بسرعة و بلغ أبوك العمدة ... ـ عمدة مين الساعة دي ؟ يا روح ما بعدك روح .... ( يغلق عم حسنين باب دكانه الخشبي سريعا ، يعلق قضيبا طويلا من الحديد عليه ، يضع قفلا كبيرا و يفر هاربا ) ـ اجري استخبى يا وله انته و هوه بسرعة ، يا لطيف ، يا لطيف . ( تجري إحدى النساء تنتشل طفلها من فوق الأرض و تفر به ، تصرخ ) ـ يا بت يا سعاد ، ادخلي بسرعة يا بنت ال ........ ( تدخل إلى منزلها ، تغلق الباب خلفها سريعا ، طفل صغير يحاول الفرار ، فيسقط تدوسه الأقدام ، يوقفه أحد الرجال ، يصرخ في الناس ) ـ الرحمة يا جدعان حرام عليكم . ( يجري الطفل إلى حارة ضيقة ، يختفي عن الأنظار ، امراة تصرخ في ولدها ) ـ شفت أختك فين ياد يا عبوده ؟ ـ دخلت بيت عم أبو سليمان . ( الجميع يحاول الفرار ) ـ يا ساتر استر يا رب . ( ما هي إلا لحظات حتى ساد صمت مميت ، جميع الأهالي يهرعون إلى ديارهم ، جميع الأبواب تغلق بإحكام ، العيون جاحظة تترقب خلف الأبواب و النوافذ ، الآذان صاغية تتنصت ، البعض صعد فوق السطوح يتابع المشهد من أعلى ، يتساءل أحد الرجال) ـ مش جايز تعلب و الا ديب و الا كلب مسعور يا جدعان . ـ الواد حمودة بيقولك شايف الشرار طالع من عينيها . ـ شيخ الغفر بيحلف على المصحف إن هي اللي أكلت كلاب العمدة أول امبارح . ـ ده أبو شلبي لسه شايفها امبارح بالليل على جسر الترعة و هي بتسن سنانها يا جدعان . ( صرخة عالية تشق الفضاء ) ـ استر يا رب ، الصرخة دي جاية منين ؟ ـ دي جاية من ناحية دار أبو خميس . ( صوت الصرخات يقترب و يقترب ) ـ ده صوت عيل صغير ، يالطيف ، يالطيف ..... ( تظهر من خلف البيوت طفلة صغيرة تصرخ و تجري إلى أحد الأبواب ) ـ الحقيني يا أمه ، الحقني يا آبا ..... ( تدق الباب و تدق و لا مجيب ، الجميع يتابع ما يحدث من خلف الأبواب و النوافذ و من فوق السطوح ، تتعالى صرخات الأهالي ، تتزايد أصواتهم ) ـ يا ضنايا يا بنتي ، ربنا يكون في عونك . ( ينادي أحدهم من خلف الأبواب ) ـ بنت مين دي يا عالم ؟ ( يرد عليه آخر ) ـ دي بنت حسين أبو حبيبة . ( البنت تبكي و تصرخ و لا مجيب ، فجأة ، تخرج ( السلعوة ) من بين أعواد الذرة ، يتطاير الشرر من عينيها ، سوداء حالكة اللون ، يسيل من بين أنيابها لعاب السعار ، تقف متحفزة ، تتعالى صرخات الأهالي ) ـ حد يغيتها يا ولاد ، ما تفتح لها ياد يا مسعود . ـ ما انته حلو اهوه يا له ، ما تطلع تاخدها انته يا ناصح ، و الا بس بق على الفاضي ؟ ـ و هو انا مستغني عن نفسي و عن عيالي ، دي سلعوة يا آبا ، عارف يعني إيه سلعوة ؟ ( تتراجع البنت ملتصقة بالأبواب ، نحيبها يمزق القلوب ، دقات قلبها الصغير تتردد بين جدران البيوت ، لحظات من الترقب ) ـ يا بلد ما فيهاش راجل ، مفيش حد يغيت البت المسكينة دي ؟ ـ و هي أهلها سايبنها ليه الساعة دي ؟ ـ فيه حد يسيب ضناه كده بالذمة ؟ ( تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ، تصرخ الطفلة و تصرخ حتى يبح صوتها ، فجأة ينفتح أحد الأبواب ، تخرج منه ( خضرة ) ، ترفع في يديها عصا غليظة ) ـ ما تخافيش يا أمه ، ما تخافيش . ( تقف بين السلعوة و البنت الصغيرة ، تتعلق عينها ب السلعوة ، تجري البنت لتتشبث بجلبابها ) ـ دي مين بنت المجنونة دي ؟ ـ دي البت (خضرة) أم لسانين . ـ و الله بت بميت راجل . ( تتحرك خضرة بجنبها خطوة خطوة باتجاه بابها ، تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ، تفتح خضرة باب دارها بينما عينيها مازالت معلقة على السلعوة ، تدخل البنت من الباب مسرعة ، عندها تقفز السلعوة على خضرة تحاول افتراسها ، إلا أنها باغتتها بضربة قوية بعصاها الغليظة على رأسها و صرخت ) ـ موتي بقى الله ياخدك ..... ( تسقط السلعوة على إثر الضربة ، إلا إنها تهب ثانية لتهجم على خضرة فتباغتها بضربة ثانية و ثالثة ، و تصرخ ) ـ الله ياخدك ، الله ياخدك .... ( عندها تسقط السلعوة على الأرض لا تستطيع الحراك ، إلا أنها ما زالت حية ، عندها نجد أحد الخفر (العوادلي) يخرج من خلف أحد الأبواب ، يصرخ ) ـ إلحقنا يا شيخ الغفر ، إلحقنا يا شيخ الغفر . ( عندها يخرج شيخ الخفر يحمل بندقيته ، يصوبها ناحية السلعوة ، و يطلق عليها النار ، عندها يصرخ ( العوادلي ) ـ الله أكبر ، الله أكبر ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد . ( عندها يتردد صوته في الفضاء ) شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .
( يتبع ) | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 10:00 pm | |
| عمدة كفر البلاص ( 17 )
(العمدة ينادي من داخل القاعة ) ـ عبد الجبار ، واد يا عبد الجبار ... ( يدخل عبد الجبار مسرعا ، يتخبط بباب القاعة ، ينكسر الباب ، يمسك عبد الجبار بالباب قبل أن يسقط على الأرض ، يكاد الدم أن يتفجر من وجنتيه خجلا ، يقف ممسكا بالباب ، ينظر إلى العمدة و الشيخ جمعة الجالس إلى جواره ، و ينظر إلى الباب ، لا يعرف ماذا يفعل ، يصرخ العمدة ) ـ جاموسة داخلة علينا ؟ إيه اللي انته هببته ده يا بجم ؟ (وقف عبد الجبار يتصبب منه العرق ، ينظر إلى الأرض ، لا يستطيع النطق بكلمة واحدة ، يحاول لملمة الحروف فلا يستطيع ) ـ ما ... ما ... أصل ... أصل ... ـ انته ها تمأمأ لي ؟ اسند الزفت اللي كسرته ده على الحيطة و غور هات الواد ( قادوم ) يصلحه ، بسرعة . ـ أمرك يا حضرة العمدة . ( يسند عبد الجبار الباب على الحائط ، و يخرج مسرعا ، يناديه العمدة ) ـ واد يا عبد الجبار ، انته يا وله ... ( يعود عبد الجبار مسرعا لكنه يتردد في الدخول فيقف خارج الباب ) ـ أمرك يا حضرة العمدة . ـ عدي على شيخ الغفر خليه يجيني . ـ حاضر . ( يذهب عبد الجبار ، يميل الشيخ جمعة على العمدة ) ـ طيب أستأذنك أنا يا حضرة العمدة ؟ ـ لا ، تستأذن مين ؟ لازم تقعد لغاية لما يجي و تحضرنا . ـ عشان بس ما يبقاش فيها حرج يا عمدة . ـ حرج إيه و بتاع إيه ؟ و لا فيها حرج و لا حاجة ، اقعد اقعد ( ينادي ) بت يا بهانة ... ( ترد بهانة من خلف الباب الداخلي ) ـ أأمر يا أبا العمدة . ـ اعملي لنا حاجة نشربها يا بت . ـ شاي ؟ ـ شاي شاي ؟ ما فيش غير الشاي ؟ ـ أعملك قهوة ؟ ( يكلم الشيخ جمعة ) ـ إيه رأيك في فنجانين قهوة م البن المحوج اللي جابهولي شيخ الغفر ؟ ـ ماشي . ( ينادي العمدة على بهانة ) ـ صحيح تعالي يا بت يا بهانة ادخلي ، ما فيش حد غريب ، ده أبوك الشيخ جمعة . ( تدخل بهانة ) ـ السلام عليكم ، إزيك يا أبا الشيخ جمعة ؟ ـ أهلا يا بهانة ، عاجبك اللي عمله جوزك ده يا بت ؟ ـ عمل إيه ؟ ( يقاطعها العمدة ) ـ كسر الباب يا فالحة . ( يشير العمدة إلى الباب المكسور ، تنظر بهانة إلى الباب ) ـ هوه اللي كسره ؟ ـ لا آني ، الواد بأنادي عليه لقيته داخل في الباب زي البهيم . ـ معلش يا أبا العمدة ، أصله بيحبك قوي و الله ، و ما بيصدق إنك تنادي عليه بيبقى عاوز يطير طير كده و يجيلك . ـ حبك برص و عشرة خرص انتي و هوه ، كسبنا صلاة النبي ؟ ـ اللهم صلى عليه . ـ طب اجري بقى اعملي لنا فنجانين قهوة مظبوط م اللي وصى عليهم داود في التذكرة يا بت . ـ أمرك يا أبا العمدة ، بس بالله عليك ما تزعل من عبد الجبار يا أبا العمدة. ـ خلاص اللي حصل حصل ، بس روحي انتي اعملي القهوة . ـ هوا . (تخرج بهانة ) ـ ما قلتليش يا شيخ جمعة ، مش يمكن الناس دول يكونوا قرايبه ؟ ـ قرايبه مش قرايبه ، المفروض أي حد يدخل البلد و يقعد فيها يكون عندك علم بيه ، و بعدين دول مش واحد و إلا اتنين . ـ معاك حق طبعا ، و دول جم البلد إمتى يا شيخ جمعة ؟ ـ ساعة لما انته كنت في المديرية بتجيب الدكتور الجديد . ( يدخل شيخ الخفر ) ـ السلام عليكم ، خير يا حضرة العمدة ، ازيك يا شيخ جمعة ؟ إيه اللي كسر الباب كده ؟ ـ و عليكم السلام . ـ سيبك م الباب دلوقتي يا شيخ الغفر ، إيه موضوع الناس اللي قاعدين عندك دول ؟ ـ قرايبي يا حضرة العمدة و جايين زيارة يومين ، ليه خير ؟ حد فيهم عمل حاجة كده و الا كده لا سمح الله ؟ ـ مش المفروض أبقى على علم بكل حاجة في البلد يا شيخ الغفر ؟ أنا مش قايلك انته مكاني لغاية لما أرجع م البندر ؟ يبقى أي حاجة تحصل في البلد و أنا غايب لازم يكون عندي علم بيها . ـ معاك حق طبعا يا أبا العمدة ، عداك العيب ( ينحني شيخ الخفر على كف العمدة يقبله ، يسحب العمدة كفه بسرعة ) ـ استغفر الله العظيم . ـ حقك عليا ، أني غلطان ، بس و الله ما جت فرصة أقولك مش أكتر ، و بعدين دول جايين يقعدوا يومين و ماشيين ، و معروف انك طول عمرك بيتك مفتوح للغريب قبل القريب يا حضرة العمدة . ( يدخل عبد الجبار ) ـ الواد ( قادوم ) مش موجود ، بيقولوا راح البندر ، عنده شغل هناك و مش ها يجي إلا بعد يومين . ـ و ها أقعد يومين من غير باب يا فالح ؟ ( يقاطعه شيخ الخفر ) ـ فيه واد من قرايبي نجار يا حضرة العمدة ، بعد إذنك عبد الجبار يروح ينادي له يصلحه . ـ يعني الناس جايين ضيوف عندنا نقوم نشغلهم برضك ؟ ( يقاطعه الشيخ جمعة ) ـ ما فيهاش حاجة يا حضرة العمدة ، يعني نصلح الباب و إلا الدار تفضل مفتوحة كده من غير باب ؟ ـ أيوة بس أكيد ما معهوش عدة . ـ ده ما بيمشيش من غيرها ، روح يا عبد الجبار عندنا الدار و قول لهم شيخ الغفر بيقول لكم ابعتوا الواد (شنكل) بالعدة بتاعته عند أبويا العمدة . ـ فوريرة . ( يخرج عبد الجبار ، تدخل بهانة بالقهوة ) ـ القهوة . ـ اعملي كمان واحد مظبوط لشيخ الغفر يا بت . ـ حاضر . ـ سبحان الله ، قريبك النجار ده جه في وقته . ـ لأ مش بس كده ، ده أخوه حداد كمان و التالت بنا . ـ اللهم صلى ع النبي . ( يقاطعهما الشيخ جمعة ) ـ ما تخليهم يعملوا لنا مدنة للجامع يا عمدة ينوبك ثواب . ـ و ماله ، بس يمكن نعطلهم عن شغلهم و إلا حاجة ؟ ( ينظر إلى شيخ الخفر ، يجيبه ) ـ و لا عطلة و لا حاجة يا حضرة العمدة ، هي الدنيا ها تطير ؟ يقعدوا لهم أسبوع أو اتنين زيادة ، ها يجرى إيه يعني ؟ ده كفاية الثواب اللي ها ياخدوه . ـ الله يبارك فيك يا شيخ الغفر . ( يدخل عبد الجبار و بصحبته (شنكل) ) ـ السلام عليكم . ـ و عليكم السلام ، (شنكل) ابن خالتي اللي كلمتك عنه يا أبا العمدة . ـ أهلا و سهلا بيه . ـ شوف لنا الباب الي كسره الدغف ده كده يا شنكل ، ينفع يتصلح ؟ ـ كل حاجة تتصلح إن شاء الله يا حضرة العمدة . ـ يلا ورينا الهمة . ( يبدأ شنكل في العمل ، يجلس العمدة و الشيخ جمعة و شيخ الخفر يتناولون القهوة حتى ينتهي شنكل من تصليح الباب سريعا ) ـ خدمة تانية يا حضرة العمدة ؟ ـ اللهم صلى على النبي . ـ شوف كده يا حضرة العمدة ، لا تقولي بقى ( قادوم ) و لا غيره . ـ إيه الحلاوة دي يا وله ؟ ( يغلق الباب و يفتحه ) بسم الله ما شاء الله ، هو ده الشغل على أصوله ، أيوة كده ......... ( يمد العمدة يده في جيبه ، يخرج حافظة نقوده ، يمسك شيخ الخفر بيده) ـ تلاتة بالله العظيم ما انته مطلع مليم أحمر يا عمدة . ـ عيب يا شيخ الغفر . ( يقاطعهم شنكل ) ـ و هو أنا أصلا كنت أطول و إلا أحلم أعمل شغل في بيت العمدة ؟ ده كفاية الشرف اللي حط على راسي . ـ ما يصحش يا وله . ـ تلاتة بالله العظيم ما أني واخد أيتها حاجة . ( يقاطعه الشيخ جمعة ) ـ خلاص بقى يا حضرة العمدة ، طالما حلف ، الراجل ضيف عندنا ، ما توقعوش في حلفانه . ـ لا إله إلا الله ، طب إيه رأيك بقى أنا عاوزك تصلح لي شوية الحاجات البايظة اللي في الدار ، بس بشرط . ـ أأمر يا عمدة . ـ تاخد حقك تالت و متلت ، أنا بأقول من دلوقتي أهو . ( يرد شيخ الخفر ) ـ بكره م النجمة إن شاء الله يكون واقف قدام الدار . ـ شكرا يا شيخ الغفر ، ألف شكر يا شنكل . ـ الله يسلمك يا حضرة العمدة ، و هو أني عملت حاجة ؟ ـ طيب ، تأمرنا بأيتها حاجة يا أبا العمدة ؟ ـ ما تقعدوا تتعشوا معايا . ـ دايما عامر بحسك يا حضرة العمدة ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . ( يتبع ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 18 )
( دخل الشيخ جمعة مسرعا إلى القاعة ، وجد عبد الجبار يفترش الأرض بجوار الحائط ، وكزه الشيخ جمعة مناديا ) ـ واد يا عبد الجبار ، عبد الجبار .... ( يجلس عبد الجبار يفرك عينيه ، ينظر يمينا و يسارا يحاول أن يتدارك ما يدور من حوله ) ـ نعم ؟ ـ فين حضرة العمدة يا وله ؟ ـ نعم ؟ ـ مالك يا وله ؟ بأقولك فين أبوك العمدة ؟ ( ينظر عبد الجبار إلى الشيخ جمعة ، تدور بعينيه علامات الاستفهام ، و كأن الشيخ جمعة ينطق بطلاسم لا يفهمها ) ـ طيب . ( يسحب عبد الجبار الغطاء عليه و يعود متمدادا مرة أخرى متمتما ) ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، خير اللهم اجعله خير . ( يغضب الشيخ جمعة ، يوكزه وكزة قوية ، تتبعها أخرى ) ـ واد يا عبد الجبار ، قوم قامت قيامتك ياوله . ( يرد عليه عبد الجبار من تحت الغطاء ) ـ سيبني أنام الله يخليك يا شيخ جمعة . ـ نامت عليك حيطة ، قوم رد عليا يا وله . ـ فيه إيه بس يا شيخ جمعة ؟ ـ فين أبوك العمدة يا وله ؟ ـ أبويــــا العمــــدة نــــــــايم تعبــــــــــــــان ، هيه ارتحت ؟ ـ نايم تعبان ؟ تعبان ماله يا وله ؟ ـ الدكتور الجديد كان سهران معاه طول الليل و لسه ماشي هو وشيخ الغفر دلوقتي حالا ، سيبني أنام بقى . ـ و الدكتور قال العمدة ماله يا وله ؟ ـ يا شيخ حرام عليك ، و الله العظيم ما نمت بقى لي يومين بحالهم ، اعتقني بقى لوجه الله . ـ طيب ها اعتقك ، بس قولي الأول ، الدكتور قال أبوك العمدة ماله ؟ ـ قال إنه تعبــــان و لازم يرتــــــــــــــــاح ، سيبني أرتاح بقى أني كمان الله يخليك . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله . ( يدخل شيخ الخفر مسرعا ) ـ السلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أهلا يا شيخ الغفر . ـ أهلا يا شيخ جمعة ، خير ؟ ـ العمدة ماله يا شيخ الغفر ؟ ـ ما فيش ، الدكتور قال انه بعافية شوية ، و لازم يرتاح . ـ أيوة يعني يكفينا الشر عنده إيه ؟ ـ الدكتور قال انها زي ما تقول كده انتكاسه ، ربنا يقومه منها بالسلامة . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، طيب ممكن أشوفه ؟ ـ الدكتور مانع أي حد يشوفه ، ده مشاني أني بذات نفسي من عنده امبارح . ـ استغفر الله العظيم ، طب أنا عاوز على الأقل أطمن عليه . ـ إطمن يا شيخ جمعة ، و يا ريت تطمن أهل البلد كلهم . ـ و ها نعمل إيه يا شيخ الغفر ؟ ـ نعمل إيه في إيه يا شيخ جمعة ؟ ـ في البلد ، مين اللي ها يشوف أحوال البلد و يراعيها ؟ ـ و اني مش مالي عينك و الا إيه يا جمعة ؟ ـ جمعة كده حاف ؟ ؟؟؟ أني قصدي يعني لازم يكون فيه عمدة يراع..... ( تحمر عينا شيخ الخفر ، فيمسك الشيخ جمعة من رقبته ) ـ بص بقى يا جدع انته ، حاكم أني ساكت لك من الصبح ، البلد دي مالهاش و لا ها يبقى لها غير عمدة واحد ، هو الراجل اللي راقد جوه ده ، و على بال ما ربنا يقومهولنا كده بالسلامة ، كل حاجة ها تمشي زي ما كان مخطط لها بالظبط ، و آني بقى اللي ها أنفذ كل اللي قال لي عليه بالحرف الواحد ، و حسك عينك تهلفط بأي كلام من كلامك الماسخ ده ، جمعة ، ما تخلينيش أوريك الوش التاني ، و إلا تحب تشوفه ؟ ( ارتعد الشيخ جمعة ، تلعثم ، أول مرة يواجه فيها وحشا ثائرا بهذه الصورة ، حاول المسكين لملمة أية حروف للرد على شيخ الخفر ، و لكن تضيع محاولاته أدراج الرياح ، ينظر الشيخ جمعة إلى الأرض يحاول الهرب من هذا الشرر المتطاير من عيني شيخ الخفر ) ـ أ .. أ .. أنا .. طبعا ما أقصدش أي حاجة يا حضرة شيخ الغفر لا سمح الله ، ماهو انته الخير و البركة برضه ، و هو فيه حد في البلد يسجر يقول أيتها حاجة ؟ ـ بحسب . ـ طب تأمرني بأيتها حاجة يا حضرة شيخ الغفر ؟ ـ ياريت في كل صلاة تدعي و تخلي الناس كلتها تدعي للعمدة إن ربنا يشفيه و يقومه بالسلامة . ( ينفض التراب عن كتف الشيخ جمعة و يقترب من أذنه يهمس ) ـ و ياريت برضه توريني همتك كده و ما تسيبش راجل أو ست أو حتى عيل في البلد إلا اما تعرفه إن العمدة فوضني في كل حاجة في البلد لغاية لما ربنا يقومه بالسلامة . ( يهرب الشيخ جمعة من وسوسته و ينطلق خارجا ) ـ طبعا يا حضرة شيخ الغفر ، ضروري طبعا ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام ، ( يرفع صوته ملاحقا ) ما تقطعش الجوابات . ( ينادي شيخ الخفر على عبد الجبار ) ـ عبد الجبار . ( ينتفض عبد الجبار واقفا ) ـ أمرك يا شيخ الغفر . ـ أني مش منبه عليك ما حدش يدخل هنا ؟ ـ و الله اني قافل الباب قبل ما انام يا شيخ الغفر ، بس فجأة لقيت الشيخ جمعة فوق راسي ، الظاهر البت بهانة هي اللي فتحت له واني نايم . ـ على العموم فتح عينك ، و حسك عينك حد يخرج أو يدخل على أبويا العمدة ، زي ما قال الدكتور ، و نبه برضه على البت بهانة ، تلاتة بالله العظيم لو جيت في مرة و لقيت حد هنا لتكون سنتك سودة ، و إلا على إيه ؟ أني ها ابعت واحد م الغفر يقف على الباب من بره ، روح خلي البت بهانة تعمل لي فنجان قهوة م البن بتاع العمدة . ـ أمرك يا أبا العمدة ، قصدي أمرك يا حضرة شيخ الغفر ....
( يتبع ) | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 10:02 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 19 )
( هناك ، قريبا من المسجد ، أخذ بعض الرجال يعملون بهمة و نشاط ، مددوا فوق الأرض بجوارهم بعض الأنابيب المعدنية ، أخذوا يحفرون بفؤوسهم حتى أحدثوا فجوة عميقة بالأرض ، ربط العمال ثلاثة أعمدة حديدية ببعضها البعض بالحبال من أطرافها العلوية ، نصبوها بشكل أفقي ، باعدوا بين أطرافها السفلية لتأخذ شكلا هرميا فوق هذه الفجوة ، ثبتوا بأعلى الأعمدة بكرة يتدلى منها طرفي حبل ، مثبت في أحدهما أسطوانة حديدية مفرغة ، أخذ أحدهم يجذب الطرف الآخر من الحبل ثم يفلته بصورة متكررة حتى بدأت هذه الاسطوانة تغوص بالأرض ، و كلما غاصت مسافة ما بباطن الأرض ، رفعوها ليفرغوا ما بداخلها من الرمال ، ثم يعودوا لتكرار شد الحبل و إفلاته بصورة مترددة , أخذ الرجال يرددون إنشادهم بصوت رخيم ) ـ هيلا هيلا ، صلوا ع النبي ، هيلا هيلا ... ( في هذه الأثناء مر عليهم الخفير التوابتي ، صرخ فيهم ) ـ بتهبب إيه يا جدع انته و هو ؟ و مين اللي أذن لك أصلا إنك تحفر جنب دار شيخ الغفر ؟ هي العملية سايبة و الا يعني ..... ( يخرج شيخ الخفر من داره على إثر صرخاته ) ـ مالك يا توابتي فيه إيه ؟ ـ لا مافيش يا حضرة شيخ الغفر ، ده أنا كنت باسألهم بس بيعملوا إيه جنب دارك ؟ ـ و انته مالك انته ؟ لازم يعني تحط مناخيرك في كل حاجة ؟ ـ العفو يا شيخ الغفر العفو ، بس أنا كنت فاكر إن آني ها .... ـ أنت ها تقعد تحكي لي قصة حياتك ، اجري بسرعة لعمك حسنين هات للرجالة صندوق كاكولة . ـ فوريرة . ـ الهمة يا رجالة ، عاوزين نخلص قبل الضهر عشان الشمس . ـ أمرك يا شيخ الغفر . ( يمر الشيخ جمعة ) ـ سلام عليكم . ـ سلام سيدي و رحمة الله و بركاته ، عملت إيه يا شيخ جمعة ؟ ( يسلم على شيخ الغفر ، يميل مقتربا من أذنه ) ـ زي ما قلت لي بالظبط ، ما فيش نفر في البلد إلا و عرف إنك الكل في الكل دلوقتي ، ده غير شاعر الربابة اللي داير في البلد يحكي لهم حكاية أبو زيد الهلالي اللي قتل السلعوة ، ما عدش للناس سيرة غير شيخ الغفر و أفضاله ع الكفر و أهل الكفر ... ـ تمام كده ، الله ينور عليك . ـ لا مؤاخذة و لو فيها رزالة يعني ، الجماعة دول شكلهم أغراب مش م الكفر ، همه بيعملوا إيه لا مؤاخذة ؟ ـ و الله العظيم عارف إنك ها تسأل السؤال ده ، بس برضه ما فيش مانع تعرف و تعرف البلد كلتها ، دول رجالة جايبهم م البندر عشان يدقوا لنا طرمبة مية ، خلاص ، ما عدش شرب م الترعة بعد كده . ـ الله يبارك فيك يا شيخ الغفر ، أيوة كده ، هو ده الكلام . ـ و أديني عاملها بيني و بين الجامع أهو ، عشان اللي عاوز يتوضى و اللي عاوزة تطبخ ....... ـ روح يا شيخ الله يعمر بيتك ، بعد إذنك لما أروح أخلي الولية تعمل للرجالة براد شاي . ـ ما لوش لزوم ، الواد التوابتي راح يجيب لهم كاكولة . ـ بسم الله ما شاء الله ، كده بقى البلهارسيا ها تخرج من بلدنا بلا رجعة . ـ هي البلهارسيا بس ، دي البلهارسيا و كل الأمراض و البلا الأزرق اللي معششة في الكفر ، خلاص ، الجهل و العك اللي كنتم غرقانين فيه ده خلاص ، بح . ( يأتي التوابتي يحمل صندوق المياه الغازية على كتفه ) ـ ساقعة يا وله ؟ ـ أمال إيه ؟ ده أنا أول ما قلت له عاوز كاكولة لشيخ الغفر نزل جوه الحفرة بنفسه و عبى لك الصندوق كله من تحت خالص . ـ طب حطه هنا يا وله ، و افتح لكل واحد م الرجالة قزازة ، و افتح لك واحدة انته كمان و هات أسقع واحدة هنا لعمك الشيخ جمعة . ـ أوامرك يا شيخ الغفر . ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر ، طول عمر بيت أبو حماد بيت كرم بصحيح. ـ طب تعالى ندخل جوه و خلي الرجالة تشوف شغلها . ( يدخل شيخ الخفر و الشيخ جمعه إلى داخل الدار بينما يعود الرجال للعمل بجد و نشاط ، تتردد أصواتهم ) ـ هيلا هيلا ، صلي ع النبي ، هيلا هيلا .... ( داخل الدار ، يجلس شيخ الغفر و الشيخ جمعه يتجاذبان أطراف الحديث) ـ أخبار صحة العمدة إيه دلوقتي ؟ ـ زي ما هو ، لا بينطق لا من فوق و لا من تحت . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، هو إيه اللي جرى له ؟ ـ و هو انته بتستقل الكفر و بلاويه ، ده أنتم تنقطوا و تشلوا أتخن تخين ، و بعدين بيني و بينك العضمة كبرت بعيد عنك . ـ طب و الدكتور رأيه إيه ؟ ـ ها يقول إيه ؟ كل ما أسأله يقول لي الأمل في ربنا كبير ، بس شكلها كده ما فيش فايدة ،آدينا بنعمل اللي علينا و الباقي على ربنا . ـ طب ما ينفعش نسفره يتعالج ؟ ـ سفر إيه يا شيخ جمعة ، و همه يعني الدكاترة هناك على راسهم ريشة ؟ ما هم برضه دكاترة زي الدكتور اللي عندنا بالظبط ، و الشهادة لله الراجل مش مقصر معاه في أيتها حاجة . ـ على رأيك ، يلا ، ربنا يتولاه برحمته . ( يدخل التوابتي يصرخ ) ـ إلحق يا شيخ الغفر ... ـ فيه إيه يا وله ؟ ـ الطرمبة اللي الرجالة دقوها ... ـ مالها يا وله ؟ حصل إيه ؟ اتكلم ؟ ـ تعالى شوف بنفسك . ( ينتفض شيخ الخفر واقفا ، ينطلق إلى خارج الدار ) ـ فيه إيه يا رجالة ؟ ( و إذا بشعلة نار عالية تخرج من الأنابيب المغروسة بالأرض ) ـ إيه ده ؟ ـ إلحق يا شيخ الغفر ، الكفر عايمة على بير بترول ... ـ بترول ؟ ـ أيوة ، تلاتة بالله العظيم أهوه ، شوف بنفسك ... ـ إيه النار دي يا وله ؟ ـ ده الغاز اللي بيبقى متخزن فوق بير البترول ، و لو غوطنا شوية ها نوصل للبير ذات نفسه . ( يتقافز الجميع فرحا في الهواء ، يحتضنون بعضهم ، تتعالى الصرخات هنا و هناك ، يصرخ شيخ الخفر فيهم ) ـ بس يا وله انته و هوه ، حسك عينك حد يعرف بالموضوع ده لغاية لما نتأكد ، واد يا توابتي . ـ أمرك يا كبير البلد ؟ ـ طفوا النار دي و اقفلوا الماسورة دي بسرعة ، و حط لي عليها اتنين غفر ما يرمشوش . ـ أمرك يا كبير البلد .
( يتبع )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 20 )
( نشاط غير عادي يدب في القرية ، رجال أشداء من ذوي البشرة البيضاء يرتدون ملابس زرقاء و على رؤوسهم خوذات صفراء ، يعملون بجد و نشاط ، تحول الكفر إلى معسكر حربي ، معدات و سيارات و آلات حفر عملاقة تنتشر هنا و هناك ، تجمهر الأهالي عن بكرة أبيهم حول السياج الذي ضربه الرجال حول المكان ) ـ يا حلاوة يا ولاد . ـ علي الطلاق بالتلاتة ما هم أجانب ، تلاقيهم صابغين شعرهم أصفر . ـ يا سلام ، و صابغين جلدهم أبيض كمان ؟ ـ طب حد فيكم سمعهم و همه بيتكلموا انجليزي ؟ ـ و الله العظيم أجانب ، أقطع دراعي من هناهو إن ماكانوش أجانب .. ـ ياراجل حرام عليك ده أنا سامع بوداني اللي ها ياكلها الدود الراجل اللي واقف هناك جنب الونش دهو و هو بيقول ( نو ) و (يس) كمان ... ـ ما يمكن تكون قطة مستخبية تحت الونش بتنونو و هو بيقولها ( بس ).. ـ طب بص بص بص ، السيجارة اللي بيشربها عاملة إزاي .... ـ يا حلاوة يا ولاد ، تلاتة بالله العظيم شيخ الغفر ده مرزق ، شوف حصل إيه أول ما مسك البلد ... ـ و الله و ها تتنغنغي يا بلد ... ـ أمال فين شيخ الغفر يا وله . ـ قاعد مع البهوات جوه عشان يتفق معاهم . ـ و المصحف ما ها نشوف أيام أحلى من أيامك يا شيخ الغفر . ـ شوف قلب حال البلد إزاي . ـ طب و رحمة أمي ربنا بيحبنا عشان بعت لنا الراجل دهو ، قولوا ورايا بسرعة يا ولاد الوزة ، شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة . ( يهتف الأهالي باسم شيخ الخفر ) ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة . ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير . ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير . ( داخل الدار ، جلس شيخ الخفر على كرسيه ، جلس إلى يمينه امرأة شقراء و عن يساره يجلس رجل أشقر يرتدي بنطال (جينز) أزرق و قميص أبيض أنيق ، يقف وراءهم رجل بملابس زرقاء و على رأسه خوذة صفراء ، تضع المرأة أمام شيخ الخفر بعض الأوراق ) ـ جرى إيه يا حاجة ؟ ها أمضي عمياني يعني ؟ لا معلش ، مش ها أمضي على أيتها حاجة إلا لما أعرف الأول إيه اللي لينا و إيه اللي علينا . ( يتكلم الرجل الجالس بجواره بالإنجليزية ، عندها يقوم الرجل الواقف وراءهم بترجمة كلامه ) ـ سنأخذ حك استخراج البترول و تكريره و تصديره مكابل خمسة دولارات للبرميل الواحد ، و سنضع هذه الأموال في حسابكم الذي سنفتحه لكم ببنوك سويسرا ، علاوة على ذلك سنقوم بإعلان استقلال بلدكم ، لتصبح دولة ذات سيادة و تعيينكم زعيما لهذه الدولة .... ـ نعم نعم ؟ طب و العمدة الله يطول لنا في عمره ؟ ـ لا عليك سيدي الزعيم ، سنأخذه في طائرة خاصة و نعالجه في مستشفياتنا و سيلقى العناية اللازمة . ـ أيوة بس هو العمدة برضك ، و المفروض يفضل عمدة . ـ و من قال أننا سنقيله من العمودية ، سيظل كما هو بنفس مسماه ، عمدة كفر البلاص ، و لكن دولة كفر البلاص شيء آخر و كيان آخر ، فلن يعترف المجتمع الدولي بكفر البلاص ، و لكن أمام العالم ستكون دولة كفر البلاص ، دولة مستقلة ذات سيادة ، مجرد مسميات لا أكثر يا أخي الزعيم ، و لك طبعا مطلق الحرية في اختيار من يساعدوك في هذه المهمة ، كما أننا سنقوم كذلك بتوفير الحماية لبلدكم . ـ حماية ؟ ليه إن شاء الله ؟ ـ سيدي الزعيم ، أنت تعلم جيدا أن بلدكم لصغر حجمها من الممكن أن تكون مطمعا لأية قوة غريبة تقوم باحتلالها و نهب ثرواتها ، لذلك لن تستطيعوا حماية أنفسكم بهذه البنادق الخشبية ، و لكن سنمدكم بكل الآلات العسكرية اللازمة من دبابات و صواريخ و طائرات و جنود ... ـ طيب ، بس أني برضه عاوز أهالي الكفر ينوبهم م الحب جانب ، الأرض اللي انتم ها تحفروا و تدوروا فيها دي برضه أرضهم و وارثينها أبا عن جد . ـ أكيد ، فسنكوم بتوفير بيت و سيارة و راتب شهري كبير لكل فرد مكابل حرية التنقيب في أي مكان تختاره الشركة . ـ عظيم ، طيب و الأكل و الشرب و الذي منه ؟ ـ سنقوم ببناء مجمعات استهلاكية لكل أصناف الأطعمة و المشروبات ، يشترون منها ما يلزمهم ، علاوة على توزيع حصة تموينية لكل منهم مجانا . ـ كده بقى ممكن أمضي و أبصم لكم بالعشرة كمان . ( يوقع شيخ الخفر على الأوراق التي أمامه ، يصيح الرجل الأشقر ) ـ ما تسمعينا زغروتة يا جاكلين . ( تتعالى الضحكات بينما تضع المرأة الشقراء يدها على فمها تزغرد ، تنطلق على إثرها الزغاريد و التصفيق و التهليل خارج الدار ، و تعزف الموسيقى و يتراقص العمال فرحا ، أخذ الأهالي يهتفون و يرددون ) ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة . ـ شيخ الغفر يا كبير ، نغنغنا و طلع م البير .
( يتبع ) [/size] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 10:03 pm | |
| عمدة كفر البلاص ( 21 ) ( تبدلت بيوت كفر البلاص الطينية قصورا ، كل قصر يقف أمام بابه أكثر من سيارة فارهة ، تبارى أهالي القرية في فخامة القصور و السيارات ، كل منهم يحاول التميز عن الآخرين ، في مكان فسيح على أطراف القرية ، يبدو عليه أنه أعد خصيصا للمباريات ، أقيم حول المكان بعض المصاطب في صورة مدرجات حجرية للمشاهدة ، بدء بعض الأهالي يتوافدون ، كل منهم يجلس داخل هودج مفروش بفراش حريري محشو بريش النعام ، مطرز بخيوط ذهبية بأبهى الزخارف الملونة ، يتكئون على الوسائد اللينة ، كل هودج يحمله أربعة رجال أشداء من ذوي البشرة السمراء ، عرايا الصدر و البطن ، ما إن وصلوا إلى المكان حتى وضع الحمالون كل هودج فوق إحدى المصاطب الحجرية ، يرفع أحد الحمالين طرفي الستائر الحريرية الشفافة المثبتة في جوانب الهودج ، يخرج الآخر مروحة من ريش النعام يحركها لأعلى و أسفل لتحريك الهواء ، أشار الرجل الجالس داخل هودجه لأحد الحمالين ليقترب منه ، حدثه بصوت واهن ) ـ خدني جنب سيدك توفيق . ( رفع الحمالون الهودج ، لاصقوه بجوار آخر ، عندها رحب به توفيق الذي يجلس داخل هودجه ) ـ يا أهلا و سهلا ، عامل إيه ؟ ـ زي ما أنته شايف . ـ انته جبت منين العبيد البيض دول ؟ ـ و غلاوتك لسه جايبهم من أوروبا امبارح ، طلبتهم من شركة ع النت امبارح الصبح ، لقيتهم واصلين بالليل . ـ طب ما تبقى تجيب لي زيهم . ـ من عيني حاضر ، بس لو أنا منك تاخد الصيني أحسن . ـ إشمعنى ؟؟؟ ـ الصيني ها يبقى شكله جديد ، عينين ضيقة و كلهم ها يبقوا شبه بعض ، و بعدين كلهم مقاس واحد ، غير كده بيلعبوا كراتيه و يعملوا أكروبات ، و أندومي كمان ، يعني فول أوبشن . ـ خلاص شوف لي الصيني . ( ينادي توفيق ) ـ هات اللاب توب يا وله . ( يحضر أحد الحمالين له جهاز الكمبيوتر المحمول ، يقوم توفيق بالعبث بالمفاتيح ) ـ خلاص يا ريس ، الليلة يكونوا عندك وحياتك . ـ خلاص كده ؟ ـ طبعا ، شوفت العربية الجديدة بتاعتي ؟ ـ لا . ـ فيه شركة أجنبية بعت لها تعمل لي عربية مخصوص ، هاند ميد يعني .. ـ يعني إيه ؟ مش فاهم . ـ صانعينها لي مخصوص على إيديهم ، بتشتغل بالطاقة الشمسية ، و فيها أوضة نوم و أوضة سفرة و حمامين و مطبخ ، حاجة كده على ما قسم . ـ الله عليك ، و النبي تقول لهم يعملوا لي واحدة أني كمان . ـ حاضر ، بس هو أني كل ما أعمل حاجة تقولي اعملي زيها ؟ ـ من جاور السعيد يسعد ، و بعدين انته مش صاحبي ؟ يبقى لازم تساعدني برضك ، أمال ها أطلب م الغرب يعني . ـ ماشي يا سيدي ، و لا يهمك . ـ هو الماتش ها يبدأ أمتى ؟ ـ أهم وصلوا أهم . ( أتي بعض الرجال من ذوي البشرة السمراء ، كل منهم يحمل سلحفاة كبيرة كتب على ظهر كل منها رقما ملونا ، عندها بدأ المذيع الداخلي للساحة بالتعليق على المباراة ) ـ سيداتي سادتي ، ستبدأ بعد قليل المباراة النهائية بين السلاحف التي وصلت لهذه المرحلة ، و أحب أن أذكركم أن أكثر من ثلاث مائة سلحفاة قد اشتركت في هذه المسابقة ، لم ينجح غير أربع سلاحف في الوصول لهذه المرحلة النهائية ، سلحفة أبو اسماعين في الحارة رقم واحد ... ( يصفق الحمالون ) ـ و سلحفة توفيق أبو شقفة في الحارة رقم اتنين ... ـ سقف جامد يا وله دي بتاعتي .. ( يصفق الحمالون بقوة ) ـ و سلحفة إبراهيم أبو عطية في الحارة رقم تلاتة .. ( تصفيق ) ـ و أما سلحفة التهامي أبو خميس في الحارة رقم أربعة ، ( وضع الرجال السلاحف على خط البداية المرسوم فوق الأرض ، انبطح كل منهم خلف سلحفاته يحفزها ، أشار أحدهم برايته الشطرنجية فبدأ السباق ، بدأت السلاحف تتحرك داخل الحارات التي أعدت لكل منهم ، بدأ كل من الرجال المنبطحين خلف السلاحف يزحف صارخا لتحفيزها ، في هذه الأثناء تتوافد بعض الجواري ، يحملن على رؤوسهن ما لذ و طاب من الطعام و الشراب ، تذهب كل منهن لتضع الطعام و الشراب الذي تحمله أمام سيدها داخل هودجه ، أخذ الجميع يشاهدون المباراة بينما يتناولون طعامهم و شرابهم ، بعد قليل أتت بعض الجواري ، تحمل كل منهن أرجيلة كبيرة تفوح منها رائحة الحشيش ، تضعها أمام سيدها ، ما هي إلا ساعات قليلة حتى كادت السلاحف أن تصل لخط النهاية ، عندها زاد التصفيق و التهليل ، عندها تعالى صوت المذيع محفزا ) ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تحاول التقدم إلى خط النهاية ، و نرى أيضا سلحفة السيد التهامي أبو خميس تحاول و تحاول ، الله عليكم ، إيه الحلاوة دي ؟ ما هي إلا كام شبر و تصل ، إنها تبذل مجهودا غير عادي ، إنها من النوع النادر ، فعلا ، الغالي تمنه فيه ، الله عليها ، هيا هيا ، فاضل ع الحلو دقة ، لا تقول لي استراليا و لا اليابان ، سلحفة توفيق أبو شقفة هي اللي ها تفوز بالمهرجان ، الله ، الله ، الله ، يلا ، يلا ، يلا ، هيـــــــــه ، الله أكبر ، لقد وصلت فعلا لخط النهاية ... ( تهليل و تصفيق ، يتقافز الحمالون فرحا ، يقبلون بعضهم البعض ) ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تفوز بالمركز الأول ، مبروك ، ألف مبروك ، سلحفة السيد التهامي أبو خميس في المركز التاني ، و سلحفة أبو اسماعين في المركز التالت ، مبروووووك للفائزين ، ألف مبرووووووك .. ( عندها يحمل الحمالون السلحفاة ، يأخذونها إلى هودج توفيق ، يقبلها ، يأخذها أحد الحمالين و يرحل ، رجل يحمل كاميرا تلفزيونية ، بصحبته فتاة شقراء ، يتوجهون إلى هودج توفيق ، تسأله الفتاة بينما يقوم الرجل بالتصوير ) ـ مبروك يا سيد توفيك ، ألف مبروك .. ـ الله يبارك فيك ، شكرا . ـ هل لنا أن نعرف سر هذا التفوك للسلحفاة التي تخصكم ؟ ـ فيه ناس كتير بتسألني السؤال ده ، و طبعا أحب أجاوب عليه من خلال شاشة تليفزيون كفر البلاص ، يا جماعة الفوز ده مش جاي من فراغ ، ده أني صارف عليها كتير و الله ، أولا السلحفة دي من النوع النادر اللي مش موجود زيه في أي مكان في العالم ، ده أنا جايبها من أدغال استراليا ، دي بتاكل خص ورور أمريكي ، بيجي مخصوص كل يوم بطيارة خاصة ، غير كده جايب لها مدربين متخصصين في النوع ده بالذات من هولندا ، ده بقى غير الدكاترة اللي جايبهم لها من انجلترا ، السلحفة بالذات كل ما تراعيها و تدلعها كل ما تديك . ـ شكرا على هذا الحديث الحصري لتلفزيون كفر البلاص و في النهاية تحب تسمع أغنية إيه ؟ ـ بأحب أسمع فنان كفر البلاص المحبوب ، الكوارشي ، في أغنيته المشهورة ، دلعنا أكتر دلعنا .
( يتبع ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 22 )
( مركبة عسكرية تقف أمام قصر شيخ الخفر ، ينزل قائد المركبة من ذوي البشرة البيضاء مرتديا زيه العسكري الأنيق ، يسرع إلى باب المركبة الخلفي ، يفتحه و ينحني ، ينزل من المركبة الخفير ( التوابتي ) في زيه العسكري الأنيق و قد وضع نظارته الشمسية على عينيه ، يرفع الجندي يده مؤيدا التحية العسكرية و ضاربا الأرض بقدمه صارخا ) ـ عاش الطاهر . ( يرد له التوابتي التحية بإشارة ( هتلرية ) بيده ) ـ عاش ، عاش ، عاش . ( يتجه إلى باب القصر ، عندها يقوم الجنود الواقفون أمام الباب بإلقاء التحية ) ـ عاش الطاهر . ـ عاش ، عاش ، عاش . ( تعزف الموسيقى العسكرية ، يصحب التوابتي جنديان إلى داخل القصر ، يدبون الأرض بأقدامهم على إيقاع الموسيقى ، يتجهون إلى باب داخلي يقف عليه بعض الجنود ، يؤدون التحية و يصحبون التوابتي إلى باب داخلي آخر ، و أخيرا ينفتح باب قاعة الاجتماعات ، يدخل التوابتي بينما يقف الجنود خارج الباب ، قاعة كبيرة مؤثثة بأفخم الأثاث الأجنبي ، في واجهة القاعة مثبت خريطة كبيرة لكفر البلاص بحجم الحائط ، يجلس شيخ الغفر أمامها على مكتب كبير فخم ، يؤدي التوابتي التحية العسكرية رافعا يده يصرخ ) ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش . ( عندها يضحك شيخ الغفر ) ـ أنت ها تعمل الشويتين دول عليا أنا كمان يا توابتي ؟ ـ عفوا جناب شيخ الغفر . ـ طب اقعد لنا في حته ناشفة الله يخليك . ـ أمرك يا افندم . ( يجلس التوابتي على أحد الكراسي بعيدا ،عندها يصرخ فيه شيخ الغفر ) ـ تعالى اقعد جنبي يا وله ، إحنا ها نتكلم من بعيد لبعيد كده ؟ ـ ما يصحش يا جناب شيخ الغفر . ـ لأ يصح ، تعالى بس قرب ، أني اللي بأقولك ، تعالى تعالى . ( يقترب التوابتي و يجلس ) ـ هيه ، إيه آخر الأخبار يا وله ؟ ـ الكفر كله بيبوس إيدك يا زعيم ، دول ما لهمش سيرة غير سيرة سعادتك، كلهم بيدعوا لك . ـ على العموم أنا شايف الكفر كله من الشاشات اللي قدامي أهو ، شايف ؟ مركبين لي كاميرا في كل حارة من حواري الكفر و بالألوان كمان ، و بتابع الكفر كله من هنا من مكتبي ، إيه رأيك يا وله ؟ ـ اللهم صلي على النبي ، لا تقول لي أوروبا و لا اليابان ، ربنا يزيدك من نعيمه ، بس فيه حاجة كده كنت عاوز أكلمك فيها . ـ خير ؟ ـ عمدة زعيبل و عمدة كفر أبو حطب كانوا عاوزين يتشرفوا بمقابلة فخامتك . ـ أيوه ما أنا شايفهم واقفين على الأسلاك من بدري ، خير ؟ هي المعونة مش بتوصل لهم كل أول شهر ؟ ـ أيوة طبعا ، بس الأهالي هناك عاملين مظاهرات و بيطالبوا إنك تضم بلدهم لدولة كفر البلاص ، و أهي تبقى كفر البلاص الكبير . ـ هي المشرحة ناقصة قتلى ؟ و دول أضمهم أعمل بيهم إيه إن شاء الله ؟ ـ أهو برضك يبقوا عزوة ، و أهي البلد تكبر و تعدادها يزيد ... ـ و مين اللي يخدمنا و يخدم أهالي كفر البلاص ؟ ـ ما إحنا بنجيب خدم من بلاد بره . ـ جيرانا أولى بينا ، مش الجار أولى برضه ؟ و بعدين إيه اللي ها ينوبنا لما البلد تكبر و لا تزيد ؟ دي الفتافيت اللي بناخدها يا دوبك مكفيانا بالعافية ، طب تصدق بإيه و لا ليك علي حلفان ؟؟؟؟ ـ لا إله إلا الله . ـ كنت عاوز أعمل الكفر زي ( فيينا ) ما آني عارف . ـ زي فيينا إزاي يعني لا مؤاخذة ؟ ـ يعني بيوت الكفر كلتها تبقى عايمة في المية ، يعني الكفر كلاته ها يبقى عبارة عن حمام سباحة كبير ، بص التخطيط اللي جيباهولي جاكلين ، ( يشير إلى مجسم صغير موضوع أمامهم على الطاولة ) شوف بقى حمام سباحة كبير زي ده ، ها ياخد ميه معدنية قد إيه ، ده غير السمك الملون اللي ها يتحط فيه ، و غير الفلاتر و الأنوار و التجهيزات... ـ يا حلاوة يا ولاد ، و ها يعبوه كله مية معدنية ؟ ـ أمال ها نملاه من مية الترعة اللي كلها بلهارسيا ؟ ده كفاية بس إن ما حدش في الكفر ها يمشي على رجليه ، يعني عشان تجيني تركب اليخت بتاعك كده زي الباشا م القصر بتاعك لغاية القصر بتاعي ، يعني لا هيبقى فيه لا عفرة و لا تراب و لا قرف .... ـ طب المزارع و الأراضي ؟ ـ مزارع إيه و أراضي إيه يا دغف ؟ و هو حد فاضي يزرع و يقلع ؟ اللي احنا عاوزينه بنجيبه بفلوسنا ، حتى لو لبن العصفور ، و بعدين بأقول لك كفر البلاص ها تبقى حتة من الجنة ، بس شوف انته بقى ، موضوع زي ده عشان ننفذه محتاج فلوس قد إيه ، تقوم تقول لي كفر أبو حطب و ابو زعيبل ؟ مش لما نبقى نشوف نفسنا الأول ؟ و بعدين همه عاوزين إيه أكتر م اللي بيروح لهم كل أول شهر ؟ هي نهيبة و إلا نهيبة ؟ ـ على رأيك ، بس أني حبيت أقول لك على اللي بيحصل حوالينا .... ـ سيبك منهم ، المهم دلوقتي ، أهل بلدنا بيقولوا إيه ؟أصل بعيد عنك البهايم اللي ركبوا لي الكاميرات خلوها صورة بس من غير صوت ، و بقى لي شهر ما خرجتش م القصر . ـ إيوه صحيح ، افتكرت ، الغفر كانوا بيسألوا عليك ، هو انته كنت تعبان و إلا حاجة لا سمح الله ؟ ـ و لا تعبان و لا حاجة ، بس البت جاكلين جابت لي لعبة جديدة هدية ، بس إيه يا وله ، حاجة و لا في الأحلام ... ـ لعبة إيه دي ؟ ـ نضارة كده تلبسها على عينيك ، بس إيه ، تلاقي نفسك في دنيا غير الدنيا ، تحس إنك في عالم تاني خالص ، بالصوت و الصورة ، يعني ممكن تروح بالنضارة دي المريخ أو تنزل على سطح القمر ، و تلاقي نفسك و كأنك جوه صاروخ بالظبط ، لأ و تطير بيه كمان و تنزل على سطح المريخ ، و هناك بقى تلاقي سكان المريخ ، بس أول ما بيشوفوك بيطلعوا يجروا وراك ، و انته طبعا بتهرب منهم ، و طبعا بيبقى معاك أسلحة و تقعد تحاربهم و تموتهم ، بأقول لك حاجة و لا في الأحلام ... ـ يا حلاوة يا ولاد ، طب أنا عاوز ألعبها شوية الله يخليك . ـ و ده وقته ؟ ـ الله يخليك يا حضرة شيخ الغفر . ـ إنته ها تشبط زي العيال ؟ ـ عشان خاطري ، هو أني ما ليش خاطر عندك ؟ ـ حاضر ، حاضر ، بس لما تيجي فرصة كده أبقى أخليك تلعب بيها شوية ، خلينا في المهم دلوقتي ، ما تعرفش أخبار الواد حسان أبو شوشة إيه ؟ ـ سيب فخامتك منه ، ده واد أهبل ، قال إيه لا راضي يسكن في القصر بتاعه و لا عاوز ياخد راتب زي بقية خلق الله ، و قاعد يزرع و يفلح في أرضه زي زمان ، ده مش وش تطور ، ده وش تدهور ، الدنيا كلها بتتقدم لقدام و ده بيرجع لورا . ـ على العموم سيبوه براحته ، ما حدش يضايقه أنا بأقولك أهوه . ـ هو حر ، و الله اللي بيشيل قربة مخرومة بتخر عليه ، و إحنا مالنا ؟ ـ ما فيش أخبار عن أبوك العمدة يا وله ؟ ـ من ساعة ما بنوا المستشفى الجديد و خدوه هناك و هو في الإنعاش . ـ ربنا يقومه بالسلامة . ـ يقوم مين بالسلامة ؟ بأقول لجنابك في الإنعاش ، عارف جنابك سموها إنعاش ليه ؟ ـ ليه يا فالح ؟ ـ عشان اللي بيدخلها ـ إن عاش ـ إبقى تعالى تف في وشي . ـ الملافظ سعد يا وله . ـ و هوه أني قلت حاجة غلط ؟ ما هي اللي اسمها كده ، و بعدين ده عايش بالخراطيم ، و لا داري عن الدنيا أيتها حاجة . ـ ربنا يكون في عونه ، على العموم إبقى وصيهم ياخدوا بالهم منه يا وله ، ده مهما كان برضه عمدتنا . ـ كفر البلاص بقت دولة العالم كله بيتكلم عنها دلوقتي ، مش حتة كفر ماحدش يدرى عنها ، على العموم ها أبقى أنبه عليهم حاضر ، تأمرني بحاجة تانية فخامتك ؟ ـ ما تقعد ، رايح فين ؟ ـ عاوز استأذن عشان مراتي متفقة مع شركة من استراليا ها تعمل لها حمام سباحة ألفرانكا سخن و بارد في الحوش بتاع القصر ، و زمانهم جايين دلوقتي ، تحب أخلي الشركة تعمل لك واحد ؟ ـ و ها أحتاج حمام سباحة ليه بقى و البلد كلتها ها تبقى حمام سباحة ؟ ( يهمس التوابتي ) ـ موت يا حمار . ـ بتبرطم بتقول حاجة يا وله ؟ ـ بأقول سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، ما تقعد تتغدى معايا . ـ الله يخليك ، دايما عامر ، ده اني لسه ضارب لي خمسة كنتاكي و عشرة كاكولا من شوية ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام ، ألف سلامة . ( يتبع ) | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 10:04 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 23 )
( دخل ( التوابتي ) على شيخ الخفر يصرخ ) ـ إلحق يا شيخ الغفر ، مصيبة و حطت على راسنا كلنا ... ـ مصيبة إيه يا وله اتكلم . ـ العمدة فاق م البنج .... ـ عمدة مين يا وله ؟ ـ هو فيه غيره ؟ عمدة كفر البلاص طبعا ... ـ حصل إمتى الكلام ده يا وله ؟ ـ أني لسه جاي من عنده دلوقتي حالا ... ـ معقولة ؟ مش ممكن ، أمال إيه اللي كان بيقوله الدكتور ده ؟ ـ أني عارف بقى ، ده الغريبة كمان إنه مش فاق و بس ، ده بيتكلم و بيحرك إيديه كمان ... ـ طب هم يلا بينا ع المستشفى يا وله . ( خرج شيخ الخفر و التوابتي مسرعين ) ........... ( في غرفة الإنعاش بالمستشفى جلس العمدة على سريره ، و جلس عبد الجبار إلى جواره يطعمه ، يدخل شيخ الخفر و التوابتي ، يصيح شيخ الخفر ) ـ الله أكبر ، اللهم صلي ع النبي ، حمد الله على سلامتك يا أبا العمدة ، ألف حمد الله على السلامة ... ( نظر العمدة إلى شيخ الخفر و ابتسم ، قال بصوت واهن ) ـ الله يسلمك يا طاهر . ( يكلم التوابتي نفسه ) ـ طاهر كده حاف ؟ ( يقاطعه العمدة ) ـ إزيك يا توابتي ؟ ـ أهلا و سهلا يا حضرة العمدة ، حمد الله على سلامتك ، دي إيه الغيبة الطويلة دي ؟ ـ غيبة إيه ؟ ( يضرب شيخ الخفر التوابتي على رأسه ) ـ بس يا بجم ، لا مؤاخذة يا أبا العمدة ، أصله طول عمره أهبل ، بيحدف كلام زي الدبش ، ( يوجه كلامه للتوابتي ) مش مراتك كانت بتنادي عليك يا توابتي ؟ روح شوفها عايزة إيه و خد عبد الجبار معاك يمشي رجله حبة . ( أخذ شيخ الخفر إناء الطعام من بين يدي عبد الجبار ، أشار للتوابتي بعينه ، عندها قال التوابتي ) ـ إيوة إيوة صحيح تعالى معايا يا عبد الجبار ، كنت عاوزك في كلمتين ... ( يخرج عبد الجبار بصحبة التوابتي ، بينما جلس شيخ الخفر بجوار العمدة يطعمه ، تساءل العمدة ) ـ هو إيه اللي جرى يا وله ؟ و إيه اللي جابني المستشفى الأوبهة دي ؟ و بعدين إيه اللبس الألاجة اللي أنته لابسه ده ؟ ـ أصل حضرتك كنت بعافية شوية يا أبا العمدة ، و كنت لا مؤاخذة غايب عن الدنيا حبتين ، بس الحمد لله أديك قمت أهو بالسلامة ، الدكاترة لسه مطمنيني عليك دلوقتي حالا . ـ هو أنا نمت كتير و إلا إيه ؟ ـ يعني قول كده نمت لك بتاع خمس ست شهور تقريبا . ـ خمس ست شهور ؟ معقولة ؟ ـ بس أديك أهوه زي الحصان ، حمد الله على السلامة . ـ الله يسلمك يا طاهر ، طمني ، أخبار البلد و أهل البلد إيه ؟ ـ و الله يا أبا العمدة ، اللي حصل ف الست شهور دول يتحكوا في ست سنين ... ـ ليه ؟ إيه اللي جرى ؟ ـ بعد ما حصل اللي حصل لك ده ، مسكت أنا البلد بالنيابة عنك ، بس الله وكيل ، ما كنتش أعمل أيتها حاجة إلا بالمشورة ، زي ما انته علمتني بالظبط . ـ أصيل و ابن أصول يا طاهر ، نظرتي فيك ما تخيبش أبدا . ـ الله يخليك لينا يا أبا العمدة ، المهم يا سيدي ما أطولش عليك ، في يوم م الأيام كنت جايب عمال يدقوا طرمبة للجامع ، و تخيل طلع لينا إيه ؟ ـ أكيد مية موعين ... ـ لأ و الله العظيم ما حصل ، ده إحنا بصينا لقينا طالع لينا بترول يا عمدة . ـ بترول ؟ بتتكلم جد ؟ ـ إيوة و كتاب الله المجيد ، بترول ، كفر البلاص طلعت عايمة على بير بترول يا أبا العمدة ، و زي ما أنته شايف كده ، كل حاجة اتغيرت في الكفر ، يعني تصدق انته إن المستشفى اللي أنته نايم فيها دي في كفر البلاص ؟ ـ يعني إحنا دلوقتي في الكفر يا وله مش في البندر ؟ ـ بندر إيه يا أبا العمدة ؟ و هي البندر برضه فيها مستشفى بالحلاوة و العظمة دي ؟ ـ عاوز تقول إن الدكاترة و التمرجية البيض اللي شعرهم أصفر دول موجودين عندنا في الكفر ؟ ـ إيوة و الله العظيم في الكفر ، ده انته لو قمت و شفت الكفر م الشباك دلوقتي مش ها تعرفها .... ـ سندني يا وله لما أقوم ... ـ لا يا أبا العمدة ، الدكاترة منبهين إنك لسه لك يومين تلاتة على ما تقدر تقوم م السرير ، معلش فات الكتير ما بقى إلا القليل ، بس اني ممكن أوريك كل حاجة و انته نايم مكانك . ـ دي فزورة دي و إلا إيه يا وله ؟ ـ و لا فزورة و لا حاجة يا أبا العمدة ، شايف التليفزيون دهوه ؟ ـ ماله ؟ ـ دلوقتي حالا أتصل لك على الشركة الأجنبية و هي تيجي توصلهولك على الكاميرات اللي أني موزعها في الكفر ، و ها تشوف بنفسك الكفر كلاته قدامك و بالألوان كمان . ـ شركة أجنبية إيه دي راخرة ؟ ـ ما هو آني اتفقت مع شركة أجنبية عشان تيجي تطلع لينا البترول ، و زي ما انته شايف هي اللي جت و قلبت حال البلد بالشكل ده . ـ اللهم صلي على النبي ، و الشركة دي جبتوها إزاي ؟ ـ ما هو إحنا بعد ما لقينا البترول طالع م المواسير بتاع الطرمبة ، يا دوبك ما فاتش ساعتين تلاتة إلا و لقينا الشركة الأجنبية دي ما تعرفش شمت خبر إزاي و لقيناهم فوق راسنا ، و طبعا انته كنت بعافية و مش داري عن الدنيا ، فاتفقت أنا معاهم إنهم يطلعوا لنا البترول و يشتروه مننا كمان ، مش بس كده ، دول جابوا لنا عمال و عربيات و معدات و بنوا لنا بيوت و أسواق ، و اللي زاد و غطى ، جابوا لنا دبابات و صواريخ و عساكر من عندهم كمان ..... ـ دبابات و صواريخ و عساكر ؟ ليه إن شاء الله ؟ ـ عشان يحرسوا البلد . ـ يحرسوا البلد ؟ ليه و الغفر راحوا فين ؟ ـ غفر مين يا عمدة ؟ الغفر دول كبيرهم يلعبوا في مناخيرهم و همه برضه شوية الغفر دول كانوا ها يقدروا يحرسوا البترول ده كله ؟ و بعدين بلدنا صغيرة زي ما انته عارف يا أبا العمدة ، و بعد ما طلع عندنا بترول ممكن قوي كل اللي حوالينا يطمعوا فينا ، ده كفاية بس لما يشموا خبر بالفلوس المتلتلة اللي بناخدها تمن البترول ؟ ـ فلوس متلتلة ؟ ـ أمال إيه ياعمدة ، دي ملايين ، ملايين ما تتعدش يا عمدة ، و عشان كده لما عرضوا عليا إنهم يحمونا ، الصراحة كده ما كدبتش خبر . ـ طب و الملايين دي كلها بتخبوها فين ؟ ـ لا ما تخافش عليا ، ما هو اني اتفقت مع الشركة إنها تحطهم بإسمنا في بنوك سويسرا .... ـ بنوك سويسرا ؟ ـ أمال ها نسيب ملايين زي دي كده هنا في كفر البلاص ؟ ـ طب و أخبار أهل البلد إيه ؟ ـ أهل البلد زي الفل ، واكلين شاربين قاعدين نايمين في العسل ، واخدين حقهم تالت و متلت . ( تدخل الممرضة الأجنبية ، تحمل في كل يد كوبا بلاستيكيا ، تتكلم العربية بلكنة أجنبية ) ـ بليز ، ده وكت الدوا يا أومدة . ( تناول العمدة أحد الكوبين و الذي يوجد به بعض أقراص الدواء ، يصب ما به في كفه و يضعها في فمه ، تناوله الكوب الآخر ليشرب ، عندها يقف شيخ الخفر ، يسأله العمدة ) ـ على فين يا طاهر ؟ ـ كفاية كده ، عشان أسيبك ترتاح ، و أهو برضه أروح أشوف أحوال أهالي البلد ، تأمرني بأيتها حاجة يا أبا العمدة ؟ ـ الله يبارك فيك يا طاهر ، ألف شكر . ـ طب سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
( يتبع ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 24 )
( وقفت جموع الخدم أمام المستشفى ينتظرون خروج العمدة ، كل منهم يحمل لافتة مكتوب عليها عبارات الترحيب و السعادة بعودة العمدة سالما ، اصطف الجنود بجوار بعضهم البعض أمام الخدم لمنعهم من التقدم ، أمام باب المستشفى وقفت عربة عسكرية مكشوفة ، يقودها أحد الجنود من ذوي البشرة البيضاء و الشعر الأصفر ، يخرج العمدة من باب المستشفى بصحبة شيخ الخفر ، يسير خلفهما التوابتي و عبد الجبار ، بمجرد خروج العمدة من باب المستشفى بدأ الخدم يصفقون و يرددون الهتافات ) ـ حمد الله ع السلامة ، حمد الله ع السلامة . ( تفاجأ العمدة بالمشهد ) ـ إيه ده يا شيخ الغفر ؟ ـ خير يا عمدة ؟ ـ مين دول ؟ ـ دول الخدم اللي الأهالي جايبنهم من بلاد بره يخدموهم . ـ أمال فين أهل البلد ؟ ـ أكيد ها نلاقيهم واقفين في شوارع البلد مستنين الموكب بتاعك ... ـ موكب إيه ؟ ـ ما هو أنا محضر لك العربية المكشوفة دي عشان نركبها و نمشي بيها في الكفر و أهي فرصة نطمن الناس عليك قبل ما تروح . ـ كفر إيه ؟ هي فين الكفر ؟ ـ أهي قدامك أهي ... ـ فين البيوت ؟ ـ ******ه ، لا ما هو احنا هدينا البيوت القديمة كلها ، و الشركة بنت لكل واحد قصر زي ما انته شايف كده . ـ اللهم صلي ع النبي ، القصور دي كلها بتاع أهل البلد ؟ ـ أيوة أمال إيه ؟ مش أنا قلت لك مش ها تصدق التغيير اللي حصل للبلد ، يلا بينا نركب و ها تشوف بنفسك . ـ أركب ؟ ـ إيوة ، أمال يعني ها نمشي على رجلينا ؟ البلد ما عدتش صغيرة زي الأول ، و الدكاترة منبهين إنك لسه ما تقدرش تمشي على رجليك مشوار كبير زي ده . ـ طيب ، لما نشوف أخرتها . ( يركب العمدة العربة المكشوفة ، و يركب شيخ الخفر إلى جواره ، تسير بهم العربة ، و يركب التوابتي و عبد الجبار عربة أخرى تسير خلفهم ، يزداد تصفيق و هتاف الخدم ، ينظر العمدة يمينا و يسارا مستغربا ) ـ أمال فين الأراضي الزراعية يا شيخ الغفر ؟ ـ أراضي إيه بقى ، ما كان زمان و جبر . ـ يعني إيه كان زمان و جبر ؟ ـ يعني الشركة خدت الأراضي زي ما قلت لك المرة اللي فاتت . ـ و أهالي البلد عايشين إزاي ؟ بياكلوا و يشربوا منين ؟ ـ شايف القصر الأزرق اللي هناك ده ؟ ـ ماله ؟ ـ ما هو ده بقى السوق اللي بيبيعوا فيه الأكل و الشرب و الذي منه ، يعني تلاقي فيه جميع أصناف الفاكهة و الخضار و السمك و اللحمة و الرز و العيش و كل اللي قلبك يحبه ، و كله بنجيبه من بلاد بره ، و طازة ف طازة يوم بيومه ، ها تلاقي فيه بقى إشي خص استرالي و جرجير هندي و تفاح أمريكاني ، ده غير الهدوم و الشامبو و الألعاب ، و التليفزيونات ، و الموبايلات ، و أقولك إيه بس و إلا إيه ، عاوز لك على الأقل تلف فيه تلات سنين لما تجيب آخره ...... ـ طب و الناس ها تشتري الحاجات دي كلها إزاي ؟ ـ ما هي الشركة الله يعمر بيتها بتدي لكل فلاح فيهم راتب خمس تلاف جنيه في الشهر ، مقابل إن الشركة تاخد كل أراضي البلد و يحفروا و يدوروا فيها ع البترول براحتهم . ـ عاوز تقول إن الشركة بورت الأراضي الزراعية كلها ؟ ـ أمال يعني الشركة ها تتحرك إزاي ؟ بالحمير ؟ دول عندهم معدات كبيرة قوي عشان يحفروا و يدوروا ع البترول ، و لازم طبعا تساوي الأراضي كلتها ببعضيها عشان يعرفوا يتحركوا بالمعدات الكبيرة دي ، و بعدين همه الفلاحين عاوزين إيه أكتر من كده ؟ ـ و أهل البلد بقى قاعدين من غير شغلة و لا مشغلة ؟ ـ و يشتغلوا ليه و إلا يتعبوا نفسهم ليه بقى يا عمدة ؟ هو إحنا مخلينهم محتاجين أيتها حاجة ؟ ده إحنا كمان بنديهم تموين كل أول شهر ، من زيت و سكر و دقيق و الذي منه ، ده إحنا منغنغينهم ع الآخر ...... ـ إيوة ، بس برضه الإيد البطالة نجسة ... ـ نجسة لما تبقى إيد بطالة و مش لاقية تاكل و تشرب و تلبس ، أكيد في الحالة دي ها تسرق و تنهب ، لكن إحنا مش مخليين في نفسهم حاجة ، ده احنا ممرمغينهم في العز مرمغة .... ـ إنته ممرمغهم في العز دلوقتي ، النهاردة ، طب و بكرة ها نعمل إيه ؟ ـ بكرة ، ها نمرمغهم تاني و تالت و رابع و هالمه جرة ..... ـ و البترول ده ، مش ها يجي له يوم و يخلص ، و إلا ها يفضل كده على طول ؟ ـ يخلص إيه ؟ بأقولك بيـــــــر ، بير ما لوش قرار . ـ حتى لو بير برضه لازم يجي يوم و يخلص .... ـ عيشني و نغنغني انته النهاردة و موتني بكرة ..... ـ يا سلام ، يعني كل اللي يهمك نفسك و بس ؟ طب ما سألتش نفسك ، ابني و ابنك ها يعملوا إيه بكرة ؟ ـ و هوه إحنا مخليين في نفسهم حاجة ، ده إحنا فاتحينها لهم ع البحرى . ـ برضه ما فيش فايدة ، ما بتبصش إلا تحت رجليك ، أنا قصدي العيال دي بكرة لما تكبر و البترول يخلص ، ها يعملوا إيه يا فالح بعد ما بورتوا لهم الأرض . ـ ليهم رب بقى يا عمدة ، و همه يعني اللي قبلينا عملوا لنا إيه ؟ ـ لا ، اللي قبلينا عملوا لنا و نص ، كفاية انهم حافظوا لنا على أرض جدودهم و راعوها لغاية لما وصلت لينا ، و إحنا المفروض برضه نحافظ عليها لغاية لما نسيبها لولادنا . ( يصرخ شيخ الخفر ) ـ يعني انته عاوزنا نسيب العز ده كله عشان كلام فارغ ؟ ـ كلام فارغ ؟ ما تحترم نفسك يا بهيم .... ـ بهيم عشان عاوز أريح الناس م التعب و الشقى ؟ ـ أيوة بهيم ، و شكلك اتجننت خلاص .... ـ أني برضه إلا اتجننت ؟ و إلا أنته اللي كبرت و خرفت ؟ ( عندها يلطم العمدة شيخ الخفر على وجهه ، و يصرخ ) ـ جن لما يجنك يا كلب .......... ( عندها يرد شيخ الخفر اللطمة للعمدة ، و يصرخ في وجهه ) ـ إنته اللي ستين كلب ، ما عاش و لا كان اللي يضرب زعيم كفر البلاص ، تلاتة بالله العظيم أدفنك هنا و لا حد يدرى عنك ، انته فاكر إنك لسه عمدة و إلا إيه ؟ لأ خلااااص ، فــــــــوق ، شوف انته بتكلم ميــــــــــــــــن .... ـ انته بتضربني يا ابن هنومة الهبلة ؟ ( يمسك كل من العمدة و شيخ الخفر بخناق الآخر ، يتعالى صياحهم ، تتوقف العربات ، داخل العربة الأخرى يرفع التوابتي مسدسه في وجه عبد الجبار ، يصرخ في قائد العربة ) ـ اقبض على الراجل ده بسرعة و إياك يفلت منك .... ( ينزل التوابتي من السيارة ، يغلق الباب بعنف ) ـ اطلع بيه على السجن بسرعة ...... ( يضغط قائد العربة على الأزرار فتغلق أبواب العربة أوتوماتيكيا ، يتجه التوابتي إلى العربة التي يركب فيها العمدة ، يرفع سلاحه في وجهه ، يصرخ ) ـ اقبضوا على المجنون ده بسرعة ، ده عاوز يقتل الزعيم . ( يشير إلى العمدة ، عندها يتجمع الجنود من ذوي البشرة البيضاء حول السيارة ، يرفعون مدافعهم في وجه العمدة ، يفتح التوابتي الباب من ناحية شيخ الخفر ، يجذبه بقوة خارج العربة ، يصرخ ) ـ اطلعوا بالمجنون ده بسرعة على السجن . ( يحيط الجنود بالعمدة ، يصعدون على جوانب العربة ، تنطلق العربة بسرعة ، يشير التوابتي إلى عربة ثالثة ، يدفع شيخ الخفر بداخلها ، يصرخ ) ـ ادخل جنابك بسرعة ... ( يدخل شيخ الخفر و يدخل معه التوابتي ، يصرخ في قائد العربة ) ـ اطلع وراهم بسرعة ع السجن ... ( تنطلق العربات بسرعة البرق ، تطلق أبواق التنبيه ، تخترق الشوارع ، حتى تصل إلى مبنى منعزل بأطراف القرية ، تتوقف هناك ، ينزل شيخ الخفر و التوابتي ، بينما يحمل الجنود العمدة و عبد الجبار إلى الداخل )
( يتبع ) [/size] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 10:06 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 25 )
( جلس التوابتي في انتظار شيخ الخفر بمكتبه ،
ما هي إلا لحظات حتى دخل عليه شيخ الخفر )
ـ السلام عليكم .
ـ و عليكم السلام ، أهلا بزعيم كفر البلاص ، حمد الله على السلامة .
ـ الله يسلمك يا توابتي ، بس أنته الله ينور عليك يا توابتي .
ـ و عليك يا زعيم ، و هو أني مهما عملت مش ممكن أبدا أوفي الدين اللي ليك في رقبتي .
ـ لأ بجد ، انته جيت في وقتك ، و أحلى حاجة إنك عالجت الموضوع بسرعة ، و من غير ما حد ياخد باله .
ـ أنا لقيتني بأجري عليكم من غير ما أحس ، و بعدين عاوزني أشوف المجنون ده بيضربك و أعمل إيه يعني ؟ ده تتقطع إيده من بدري ....
ـ و هو انته فكرك إني سكت له ؟ تلاتة بالله العظيم ما لقيت نفسي إلا بأرد له القلم قلمين ....
ـ ما آني شوفتك و أنت نازل فيه دب ، ده كان ها يموت في إيدك .
ـ ليكون فاكر نفسه لسه عمدة زي زمان ؟
ـ قول للزمان ارجع يا زمان ، أصل ده بعيد عنك راجل ما يتمرش فيه الخير ..
ـ تخيل انته بعد كل اللي عملتهوله ده كله يكون ده جزاتي ؟
ـ مش بيقول لك ، آخر خدمة الغز علقة ؟
ـ على رأيك .
ـ بس ده كان ماشي كويس و زي الفل ، نفسي أعرف إيه اللي قلبه القلبة دي كده فجأة ؟
ـ الراجل الأهبل لسه بأقول له إن الشركة خدت الأراضي من أهل البلد عشان يعرفوا يشوفوا شغلهم ، و ده اللوسة جت له ...
ـ مش بأقول لك إتجنن .
ـ قال إيه عاوز الناس ترجع تاني تزرع و تقلع .....
ـ تقلع ؟ أعوذ بالله ، بالذمة ده كلام ناس عاقلين ؟ يعني عاوز الناس بقى تمشي بلابيص في الشارع ؟
( لم يستطع شيخ الخفر منع الضحك الذي سيطر عليه فأطلق له العنان )
ـ إيوه كده اضحك اضحك ، ما حدش واخد منها حاجة ....
ـ ما يقصدش كده ، هو قصده يعني إن الناس ترجع تاني تفلح في أرضها ، قال إيه يقول لي ، طب و عيالنا ها يعملوا إيه بكره لما يكبروا ؟
ـ و إيه اللي دخل عيالنا دلوقتي في الموضوع ؟
ـ آني عارف و هو إحنا مقصرين مع العيال ؟
ـ مقصرين إزاي بس ، ده إحنا مش حارمينهم من أيتها حاجة .
ـ و غير كده ها نسيب لهم شيء و شويات ، ده احنا ها نسيب لهم ملايين متلتلة .....
ـ دول لو قعدوا يصرفوا فيها عمرهم كله مش ها يقدروا يخلصوها .
ـ المهم دلوقتي أنا عاوزك تشدد الحراسة عليه هو و الواد عبد الجبار ...
ـ ده أني حاطط عليهم حراسة تسد عين الشمس ....
ـ و تخليك حابسهم كده لغاية لما نشوف لهم صرفة ، و خلي بالك ، ممنوع أي حد يدخل لهم ...
ـ وحياتك ما هايشوفوا النور تاني ( يهمس ) تحب أخلصك منهم خالص ؟
ـ لأ ، بأقول لك إيه ، بلاش أفكارك اللي تودي في داهية دي .
ـ و لا تودي في داهية و لا حاجة ، دي فكرة و لا تخطر على بال إبليس نفسه .....
ـ أعوذ بالله منك يا شيخ ....
ـ طب بس خد مني ، أصل أنا نشرت الخبر في الكفر ، و الأهالي كلتها عارفين دلوقتي إن العمدة اتجنن .....
ـ حلو كده ....
ـ و إحنا بقى ها نقول إنه من جنانه قام في ليلة و حاول يقتل الواد عبد الجبار ، و الواد عبد الجبار قتله دفاع عن النفس ، و بكده يبقى ضربنا عصفورين بحجر ، خلصنا م العمدة و نعدم الواد عبد الجبار بتهمة قتله .
ـ لأ معلش ، خلي أفكارك دي لنفسك ، المهم عندي دلوقتي إن البلد كلتها تعرف إن إحنا خايفين عليهم م العمدة ، لأنه بقى خطر عليهم .
ـ ما فيش أبسط من كده .
ـ نفسي الناس تنسى العمدة ده خالص ، و ما يبقاش على لسانهم غير شيخ الغفر و بس .
ـ إعتبرهم نسيوه خلاص ....
ـ مش ها ينسوه بسهولة كده ، آني عارف ، عشان كده عاوزك تنشر في البلد إن العمدة كان عاوز يمنع عنهم الراتب و التموين اللي بياخدوه كل شهر ، و إن آني اللي وقفت له ....
ـ ماشي ، و لا يكون عندك فكرة ...
ـ و عاوزك كمان من بداية الشهر الجاي تزود للناس الراتب و التموين اللي بياخدوه ، و لازم الناس كلتها تعرف مين صاحب الفضل عليهم .
ـ ما هو آني عشان كده كنت جاي لك ، و كانت عندي كام فكرة كده كنت عاوز آخد رأيك فيهم .
ـ و ساكت ليه ؟ ما تقول ...
ـ كنت عاوز أسألك سؤال الأول .
ـ اسأل .
ـ هو إحنا أقل من أمريكا أو أوروبا ؟
ـ لأ طبعا ، دول همه ذات نفسيهم يتمنوا يبقوا ربعنا .
ـ طيب ليه بقى بنشتري كل حاجة عندنا بالدولار ؟
ـ أمال عاوزنا نشتري بالجنيه ؟
ـ لأ طبعا ، لكن إيه المانع إننا نعمل لنا عملة خاصة بينا إحنا ؟
ـ ما فيش أيتها مانع .
ـ و ياريت نعملها م الدهب عيار أربعة و عشرين ، و نحط صورتك عليها ، و بكده ها تبقى صورتك مع كل واحد في الكفر .....
ـ الله عليك ، و ها نسميها إيه بقى ؟
ـ الزورار .
ـ زورار ؟
ـ أيوه عشان يناطح الدولار من ناحية ، و م الناحية التانية يدخل أيتها عروة في البلد ......
ـ هههههههههههه .......
ـ مش كده و بس ، لأ ، ده غير صورتك اللي ها نحطها ف كل بيت و ف كل حارة و زقاق ، و ها نحطها كمان على التموين اللي بنديه للأهالي كل شهر ، و ممكن نكتب عليها كمان (منحة شيخ الغفر) تحت صورتك ، و بكده ها يبقى على لسان الناس غير سيرة شيخ الغفر و بس .
ـ الله ينور عليك ، انته دماغك بدأت تجيب زبدة أهي ...
ـ مش بس كده ، ده آني عاوز كمان أعمل شوية حفلات و أخلي العيال اللي بتكتب أغاني تكتب كام أغنية عنك و عن بطولاتك و اللي عملته للكفر ، ده بقى غير المسابقات و الجوايز اللي ها تبقى باسمك طبعا ، و أهي فرصة عشان نمرمغ الناس في العز ، هو الواحد مننا ها يعيش كام مرة يعني ؟
ـ على رأيك ، العمر واحد و الرب واحد ....
ـ مش المجنون اللي بيقول لي خلي الناس ترجع تشتغل تاني ، بالذمة ده كلام برضه ؟
ـ خلاص ، آدي تفويض مني أهوه عشان تكاليف الحاجات دي كلها .
( يأخذ شيخ الخفر إحدى الأوراق من فوق المكتب أمامه و يوقع عليها و يناولها للتوابتي )
ـ و عاوزك برضه تعمل لي جرنان كفر البلاص ، و تنزل فيه أخبار الكفر يوم بيوم ، و طبعا مش ها أوصيك ع اللي ها يتكتب عليا كل يوم ، الناس لازم تعرف أنا بأعمل إيه عشانهم كل يوم ، و برضه عاوز العيال بتوع الإذاعة و التلفزيون بتاع الكفر يتلحلحوا شوية .....
ـ و الله و لا لك عليا حلفان كنت ها أعمل كده ، بس كنت هاخليها لك مفاجأة ، بس انته حرقتها لي .....
ـ مش عارف من غيرك كنت ها أعمل إيه يا توابتي ؟
ـ ده إحنا اللي من غيرك و لا كنا نسوى تلاتة تعريفه ، ربنا يخليك لينا يا كبير كفر البلاص ، ربنا يخليك لينا ......
( صوت طلقات نارية تقطع سكون الليل )
( يتبع ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمدة كفر البلاص ( 26 )
( في قاعة الاجتماعات بقصر شيخ الخفر ، جلس الخفر إلى طاولة مستديرة كبيرة ، كل منهم يرتدي ملابسه العسكرية الأنيقة ، وضع كل منهم فوق كتفه رتبته العسكرية ( سبعة نجوم ) ، و على صدر كل منهم عدة نياشين ، افترش كل منهم بعض الأوراق أمامه ، يقف خلف كل منهم جندي من ذوي البشرة البيضاء ، يحمل ملفا به بعض الأوراق ، يدخل شيخ الخفر ، يقف الجميع رافعي أيديهم يؤدون التحية العسكرية ، يصرخون ) ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش . ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش . ( يؤخر أحد الجنود الكرسي الأكبر على الطاولة فيجلس شيخ الخفر ، يشير إلى الخفر بالجلوس فيجلسون ، يشير إلى التوابتي فيبدأ بالكلام ) ـ نبدأ كلامنا كده بالصلاة على النبي . ( يردد الجميع ) ـ اللهم صلي عليك يا نبي . ـ دلوقتي إحنا مجتمعين عشان نشوف حل في المصيبة السودة اللي حصلت امبارح بالليل و اللي غرسنا فيها الواد حمو ابن شيخ الغفر .... ( يتنحنح الزعيم و ينظر إلى التوابتي شذرا فيستدرك ) قصدي فخامة شيخ الغفر الصغنن ...... ( يحدث بعض الهرج ، و يميل أحد الخفر إلى الجالس بجواره ) ـ لا مؤاخذة أصل أنا نمت امبارح بدري و ما أعرفش اللي حصل ، هو فخامة شيخ الغفر الصغنن عمل إيه ؟ ( يهمس الخفير ) ـ أصل فخامته كان بيلعب نشان مع اصحابه ، طلعت طلقة غصب عنه من الرشاش بتاعه فموت الواد ابن عباس التهامي . ـ أكيد الواد ابن عباس التهامي هو اللي غلطان ، بالذمة فيه حد عاقل برضه يقف قدام القطر ؟ ( عندها يرفع شيخ الخفر يده فيصمت الجميع ) ـ أنا جمعتكوا النهاردة عشان نشوف حل للمصيبة السودة دي . ( يرد عليه أحد الخفر ) ـ و لا مصيبة و لا حاجة فخامتك . ( يرد آخر ) ـ هو كان حصل إيه يعني ؟ ( يرد ثالث ) ـ أنا شايف سعادتك مكبر المسألة حبتين .. ( يرد رابع ) ـ الموضوع مش مستاهل كل ده . ( يقاطعهم شيخ الخفر ) ـ لا إزاي ؟ ده الموضوع كبير و كبير قوي كمان ، و أنا شايف إن لابد من القصاص . ـ قصاص إيه بس فخامتك ؟ ـ ده مهما كان برضه شيخ الغفر الصغنن ، و ولاد التهامي و أهل البلد كلاتها فدا البيه الصغنن . ـ أهم يا خدوا لهم قرشين حلوين تعويض و تنتهي المسألة ... ـ ده أنا سمعت إن أبو الواد و أهله واقفين من امبارح على باب القصر طالبين مقابلة فخامتك . ( عندها يقاطعهم التوابتي ) ـ بعد إذن فخامتك لو تسمح لهم يدخلوا . ( يشير شيخ الخفر للجندي الواقف على باب القاعة ) ـ نادي على أبو المرحوم . ( ينادي الجندي ) ـ أبو المرهوم . ( يرد الرجل من الخارج ) ـ أفندم . ( يدفعه الجندي بقوة إلى داخل القاعة ، فيجري الرجل من أثر الدفعة إلى شيخ الخفر ، منكبا على كف شيخ الخفر يقبلها و يبكي ) ـ أبوس إيد فخامتك تسامح البيه الصغنن . ( عندها يسحب شيخ الخفر يده ) ـ لا يمكن ، و لو حتى بوست رجلي ( يمسك شيخ الخفر الرجل من رقبته و يدفعه ناحية قدمه ) مش ممكن أبدا أسامحه ، ده قتل واحد من ولادي . ـ أبوس رجلك ، الواد ابننا هو اللي غلطان ، هو اللي جري و وقف قدام رشاش سعادته . ( يقاطعه التوابتي ) ـ و بعدين الواد عمره كده ، قضاء و قدر ، ها نعترض على قضاء ربنا ؟ ( يقاطعه شيخ الخفر ) ـ استغفر الله العظيم ، أعوذ بالله ، بس برضه لازم يتعاقب عشان ما يعملهاش تاني . ـ لو عاوز تعاقبه فخامتك ، ابقى امنعه يلعب (بلاي استيشن) يوم و إلا اتنين و خلاص . ( يبكي الرجل بين يدي شيخ الخفر ) ـ أرجوك تسامحه ، كفاية ان واحد من ولادنا مات ، نقوم نموت التاني بإيدينا ؟ بالذمة ده كلام ؟ ( يقاطعه التوابتي ) ـ على الأقل سيب لهم واحد ، ده ابنهم و ده ابنهم برضه .. ـ و ياما بيحصل يا سيدي ، دي مصارين البطن بتتخانق ... ( يقاطعهم شيخ الخفر مصمما على رأيه ) ـ لا يمكن ، لازم يتعاقب يعني لازم يتعاقب . ( عندها نسمع صوت هدير الجماهير خارج القصر ، يقوم التوابتي و يذهب إلى النافذة ، يسأله شيخ الخفر ) ـ فيه إيه ؟ إيه الصوت ده ؟ ـ دول أهالي البلد عاملين مظاهرات . ( يقوم شيخ الخفر إلى النافذة ، يتبعه الخفر ) ـ مظاهرات ؟ معقولة أهالي كفر البلاص يعملوا مظاهرات ؟ ( خارج القصر يقف بعض الخدم يحملون لافتات يهتفون ) ـ العفو يا فخامة شيخ الغفر . ـ العفو العفو العفو . ـ العفو و السماح لأجل ما البلد ترتاح . ( عندها يتجمع الخفر حول شيخ الخفر ، يحاولون إثناءه ) ـ أرجوك تتنازل يا فخامة شيخ الغفر .... ـ البلد كلتها بتطلب السماح من فخامتك ... ـ أهالي البلد كلها واقعة في عرضك . ( عندها يعود شيخ الخفر ليجلس على كرسيه ، عندها يأخذ التوابتي كبير عائلة التهامي إلى الباب ) ـ خلاص روح انته و احنا ها نقنعه ، توكل على الله انته ، و طمن الناس و قول لهم إن الزعيم كل همه إن أهل البلد كلاتهم يبقوا مبسوطين . ( يخرج الرجل ، بينما يعود التوابتي إلى كرسيه بجوار شيخ الخفر ) ـ خلاص بقة قلبك أبيض فخامتك ، تلاتة بالله العظيم ما انته مزعل البيه الصغنن ، هو احنا لينا بركة إلا هوه ؟ ( يرد جميع الخفرفي صوت واحد ) ـ لا طبعا . ( يقاطعهم شيخ الخفر ) ـ مش ممكن ، مستحيــــــــــــــــــــل ... ـ أهل البلد كلهم واقعين في عرضك ، و الله ما أنته مزعلهم، خلاص بقى . ـ أيوة بس ..... ـ و لا بس و لا حاجة ، خلاص بقى .... ـ خلاص ، ماشي ، سماح النوبة ، بس و الله العظيم ما هو قاعد على البلاي استيشن خمس تيام بلياليهم ، و أما أشوف بقى ، آني و إلا هوه ؟ ( عندها يهلل الخفر و يصفقون و يهتفون ) ـ الله أكبر ، الله أكبر . ( يصرخ شيخ الخفر ) ـ بس علي الطلاق بالتلاتة لو عملها تاني ما ها أرحمه . ـ لو عملها تاني ابقى اعمل فيه ما بدالك ، إن شا الله تحرمه شهر بحاله . ـ خلاص خلاص . ( يهتف التوابتي رافعا يده لأعلى ) ـ عاش الطاهر . ( يرفع الجميع أيديهم ، يرددون ) ـ عاش ، عاش ، عاش . ( عندها نسمع بعض الأغاني يرددها الأهالي هنا و هناك ) ـ و سماح النوبة ، النوبة ، و سماح النوبة ، النوبة ........... ( يتبع ) [/size] | |
|
| |
محمد سنجر قلم ماسي
عدد المساهمات : 31
| موضوع: رد: عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) 2/6/2010, 10:07 pm | |
| [size=21]عمدة كفر البلاص ( 27 )
( هرج و مرج يعم القرية ، اختلط الحابل بالنابل ، آلات و معدات تتحرك هنا و هناك ، تجمع الأهالي حول العمال يشاهدون ما يحدث ) ـ إيه اللي حصل ؟ ـ و الله ما أنا عارف . ( يمسك أحدهم بآخر يجري ) ـ فيه إيه يا أبو اسماعين ؟ الناس دي بتلم حاجاتها و رايحين على فين ؟ ( يفلت أبو اسماعيل نفسه من بين يديه ) ـ مصيبة سودة و حطت على راسنا ..... ( يذهب الرجل إلى أحد العمال من ذوات البشرة البيضاء ، يخرج الرجل سيجار ذهبي ، يناوله للعامل ) ـ ولع يا خواجة . ـ سانكس . ( يتناول العامل منه السيجار ، يشعله له الرجل ) ـ هو حصل إيه يا خواجة ؟ إنتوا بتلموا حاجاتكم و رايحين على فين ؟ ـ كل شركة يمشي ، كفر بلاس خلاص ، فيه مكان تاني شغل . ـ مكان تاني فين لا مؤاخذة ؟ ـ بلد تاني اسمه كفر أبو هطب . ـ كفر أبو حطب ؟ ليه و هوه إحنا زعلناكم في حاجة لا سمح الله ؟ ـ بترول كفر بلاس خلاص ، فنش ، فيه بترول تاني كتير في كفر أبو هطب ( يصرخ أحد الجنود ) ـ يلا راجل هناك روح ... ( يدفع الجندي الرجل بعيدا فيرحل الرجل يكلم نفسه ) ـ معناته إيه الكلام ده ؟ ( يقابله التوابتي ) ـ إلحقنا يا توابتي بيه .... ـ فيه إيه يا حنفي ؟ الناس دي بتعمل إيه ؟ ـ بيقول لك رايحين كفر أبو حطب . ـ كفر أبو حطب ؟ ـ أيوة ، الخواجة لسه قايل لي إنهم لقيوا بترول ياما هناك . ـ و بترولنا ؟ ـ بترول إيه ما خلااااااص ، بح .... ـ كلام إيه ده ؟ ـ و كتاب الله المجيد ، أهو الخواجة عندك أهو حتى اسأله .... ( يذهب التوابتي إلى كبير العمال ) ـ سلام عليكم . ( لا يعيره الرجل انتباها ) ـ سلام عليكم . ـ فيه إيه ؟ ـ معلش و لو فيها رزالة يعني .... ـ يلا كول ، أنا فيه شغل كتير ، مش أندي وكت .... ـ هو حضرتكم بتعملوا إيه ؟ ـ خلاص شركة شغل هنا خلاص ، بترول خلاص ، معدات سيارات هفارات كله يروح كفر أبو هطب . ـ بترول إيه اللي خلاص ؟ ـ بترول كفر بلاس خلاص فنش . ـ فنشوك من بدري ، إنته يا راجل انته مش قايل إن كفر البلاص عايمة على بير بترول ؟ ـ خطأ ، بئر كبير موجود في كفر أبو هطب . ـ و اللي كنتم بتطلعوه من عندنا ده إيه ؟ ـ اكتشفنا بالبحث إن هذا بترول كفر بلاس مجرد بترول تجمع من تسريب في بئر كبير موجود في كفر أبو هطب ، يعني ده كله بترول يخرج من هنا بترول مسروق ، فهو في الأصل بترول كفر أبو هطب ، مفروض كفر بلاس ترجع كل فلوس ياخد مكابل بترول . ( يمسك التوابتي برقبة كبير العمال ) ـ بترول مسروق يا ولاد الهرمة ، يا حرامية يا ولاد اللصوص ، خلاص طبختوها مع بعض ؟ تلاتة بالله العظيم قاتل يا مقتول النهاردة . ( يصرخ كبير العمال ) ـ مجنــــــون ، مجنـــــــون . ( يدفع كبير العمال التوابتي بعيدا عنه بقوة فيقع التوابتي على الأرض ، عندها يتجمع بعض الجنود يضربون التوابتي بكعوب أسلحتهم في رأسه ، يفلت التوابتي من أيديهم بصعوبة و يجري بعيدا و هو يصرخ ) ـ آآآآآآآآآآه ، و الله العظيم ما ها نسيبكم يا حرامية يا ولاد الهرمة ، أني عارف إنكم مطبخينها مع عمدة كفر أبو حطب عشان تسحبوا بترولنا من هناك ببلاش ، و الله العظيم لرايح لشيخ الغفر و أخليه يجي يطين عيشتكم ، هي البلد سايبة و إلا سايبة ؟ ( يجري التوابتي إلى قصر شيخ الخفر ، يدخل على شيخ الخفر يلهث و يلطم وجهه و يصرخ ) ـ إلحقنا يا شيخ الغفر . ـ فيه إيه يا توابتي ؟ حصل إيه ؟ و إيه اللي عمل فيك كده ؟ ـ العمال ولاد الحرامية بتوع الشركة ، نزلوا عليا ضرب و فين يوجعك ... ـ أكيد عملت لهم حاجة ، هو أنا مش عارفك ؟ ـ لقيتهم عمالين يلموا في حاجتهم و رايحين على كفر أبو حطب .... ـ نعم نعم ؟ ـ و الله العظيم ده اللي حصل ، و ليه و ليه قلت لهم رايحين على فين ، قاموا نازلين فيا ضرب زي ما أنته شايف كده ، دول أكيد متفقين مع العمدة هناك عشان يسحبوا بترولنا من هناك ببلاش . ـ إنته اتهبلت في مخك و الا إيه يا وله ؟ ـ يا ريتني اتهبلت و الا اتجننت كان أهون م المصيبة السودة اللي إحنا فيـــــها .... ـ ما هو إذا كان اللي بيتكلم مجنون يبقى اللي بيستمع عاقل ..... ـ طب تعالى بص بنفسك ... ( يذهب التوابتي إلى النافذة يلحقه شيخ الخفر ، و إذا بهرج و مرج يعم القرية ، عمال الشركة يفككون حفاراتهم ، بعض العمال ينزوع السياج الذي يحيط بالقرية ، و البعض يفكك حوائط الأبنية الجاهزة و يضعونها فوق الشاحنات ، السيارات و الأوناش تتحرك إلى خارج القرية، يدق جرس الهاتف ، يخرج شيخ الخفر هاتفه المحمول من جيبه ، ينصت للمتحدث ، تتسع عينا شيخ الخفر ، الذهول يعقد لسانه ، يلطم التوابتي وجهه و يعدد ) ـ قال جت الحزينة تـــــفرح ما لقتلاهاشي مـــــطرح .... ( يرد شيخ الخفر على المتحدث ) ـ كلام إيه ده ؟ ( يقاطعه التوابتي ) ـ مش بأقول لك اني لسه جاي من هناك أهوه ، و الراجل الكبير بتاعهم بيقول قال إيه إن أساس البير هناك في كفر أبو حطب ، أكيد دول شلة حرامية و عاملين رباطية علينا ؟ ( يتحدث شيخ الخفر في الهاتف ) ـ و البترول اللي كان طالع من عندنا ده إيه ؟ ( يقاطعه التوابتي ) ـ قال إيه كانوا شوية بترول منفدين م البير الأصلي اللي في كفر أبو حطــــــب ، و خلصوا خلاص ، خلصوا خلاااااص ، يا ريتنا كنا سمعنا كلام عمدتهم لما قال نضم البلدين على بعض ، يا ريتنا كنا سمعنا كلااااااامه .... ( يقذف شيخ الخفر بهاتفه المحمول في الحائط ، و يضرب التوابتي ) ـ و انته كمان ها تقعد تولولي و تعدد لي زي اللي جاموستها ماتت ؟ ـ أيوة فش خلقك فيا ، انته مش قادر على الحمار ها تشطر ع البردعة ؟ ـ أني كنت عارف م الأول ان كفر البلاص دي نحس زي وشك .... ـ و ها نعمل إيه دلوقتي ؟ ـ بسرعة تروح تجيب لي البت (جاكلين) دلوقتي حالا ... ـ البت جاكلين ؟ ههههه ، قال البت جاكلين قال ، قول جاكلين هانم ، قول الأميرة جاكلين ، تكونش لسه فاكر نفسك زعيم كفر البلاص و أني مش واخد بالي ؟ لاااااا ، ده كان زمان و جبر و طلع له في راسه وبر ، الكلام ده كنت تقوله لما كان عندك بترول ، دلوقتي لازم احنا اللي نجري و نروح لها و ناخد منها ميعاد كمان ، و جـــــايز ترضى تقابلنا .... ( يضربه شيخ الخفر بخيزرانته ، يتكوم التوابتي حول نفسه ، يرفع شيخ الخفر الخيزرانة عاليا مهددا بالمزيد ) ـ ما عاش و لا كان يا جعر ، ده الجربان اللي زيك هو اللي يروح لها و ياخد منها ميعاد ، إياك تكونش فاكرني أهبل و بريالة زيك يا له ، لا فـــــوق شوف إنته بتكلم مين ، ده أنا عندي ملايين متلتلة بإسمي في بنوك سويسرا .... ( يقوم التوابتي فارا ، يحاول شيخ الخفر ملاحقته ، فيدور التوبتي حول المكتب ، يقفان في مواجهة بعضهما يحول المكتب بينهما ) ـ ملايين مين يا أبو ملاييـــــــــــــــــن ؟ ملايين مين يا أبو ملايين ؟ ما خلاص ، و هو أنته فاكر إنهم ها يسبولك ملايينك كده ؟ دول لو سابولك الجلابية القديمة بتاعتك يبقى تبوس إيدك وش و شعر ، مش بأقول لك بيقولوا البير أصلا بتاع كفر أبو حطب ؟ أقطع دراعي من هنا هو إن ما كانوا ها يوزوا عمدة كفر أبو حطب يرفع عليك قضية .... ـ ليه إن شاء الله ؟ ـ ها يقول إنك كنت بتسرق البترول بتاعهم ، و انته عارف إنه شايل منك عشان ما رضيتش تضم البلدين على بعض ..... ـ انته بتفكر لهم و بتخطط كمان ؟ ـ و حياتك ده اللي ها يحصل ، و أني أهوه و انته أهوه ... ـ دي تبقى مصيبة سودة يا وله لو عملوا كده بصحيح . ـ مش بس كده ، ده أكيد الشركة ها تقف معاه كمان عشان ترضيه و تضحك عليه ، و دول ناس إيديهم طايلة و يعملوها .... ـ بس يا وله بلاش كلام فارغ ..... ـ لا مش كلام فارغ ، و انته عارف كده كويس ، أمال انته فاكر إيه ؟ ما هي كل العزوة اللي كنا مداريين فيها دي بقت عزوة كفر أبو حطب دلوقتي ، مش البترول طلع بتاعهم ؟ قال جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين تتعان . ( يدخل بعض الرجال يفككون الأثاث و يحملونه إلى خارج القصر ، يعترض طريقهم التوابتي ، يصرخ فيهم ) ـ إيه اللي بتعملوه ده يا وله انته و هوه ؟ ( يرفع أحد الجنود السلاح في وجهه ، عندها يبتسم التوابتي ابتسامة صفراء و يرفع يديه عاليا ) ـ لأ بأقول لك إيه ، كفاية قوي كده ، ده أني كنت باهزر معاكم ، شيل يا با شيل ، ماهي أصلا حاجتكم و جحا أولى بلحم توره ، شيل يا عم شيل ، آجي اشيل معاكــــــــم ؟
( يتبع ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [right]( عمدة كفر البلاص 28 )
( تدخل جاكلين على شيخ الخفر و التوابتي و بصحبتها بعض الجنود ، يصرخ التوابتي ) ـ ست جاكلين ؟ الله يسترك ، أهي البرنسيسة جت بنفسها أهي ... ( تنظر له جاكلين من أعلى لأسفل و لا ترد عليه ، تحدث شيخ الخفر ) ـ أهلا يا سيخ كفر . ـ أهلا جاكلين هانم . ـ كنت أوزة أتكلم مآك كلمتين ألى إنفراد ، روه انته العب مع أسد توابتي . ( يشيرشيخ الخفر برأسه للتوابتي ليخرج ) ـ يلا يا تواتبي ، وريني عرض اكتافك . ـ أمرك يا شيخ الغفر ، ( يتلكأ ) بس يعني ..... ـ فيه إيه ؟ ( يذهب التوابتي إلى المكتب ، يفتح الصندوق الصغير الموضوع على المكتب ، يخرج سيجار ذهبي ) ـ بعد إذن جنابك . ـ ماشي ، خدها و يلا . ( يخرج التوابتي بمنتهى البطء و البرود ، ينظر إلى جاكلين التي تتجه للجلوس على كرسي المكتب رافعه قدميها فوق المكتب ، في وجه شيخ الخفر ، في هذه الأثناء يعود التوابتي ، يسأله شيخ الخفر ) ـ فيه إيه تاني ؟ ـ ألاقيش ولاعة مع جنابك ؟ ـ على المكتب أهي . ( يذهب التوابتي إلى المكتب ، يلف حول جاكلين ، يتناول القداحة ، يحاول اشعال السيجار و كأنه يفشل في إشعاله ، يصرخ شيخ الخفر ) ـ دي إيه الرخامة اللي نزلت على أهلك دي ؟ ـ دي ايه دي ؟ يعني ما أولعش السيجارة ؟ ( يحدث جاكلين ) ما ألاقيش عندك ولعة ؟ ( عندها ينفذ صبر شيخ الخفر فيذهب و يدفع التوابتي ناحية الباب ) ـ يا أخي غور الله يحرقك بجاز وسخ ، غــــــــــــــور . ـ بس ما تزقش ، خلاص خارج أهو ( يخرج ببطء ) ماشي يا عم ، ماشية معاك يا با ، ما هو اللي علي علي خلاص ، يا بختك يا عم ، جتنا نيلة في حظنا الهباب .... ( يخرج التوابتي ، يعود مرة أخرى ، عندها يخلع شيخ الخفر حذائه و يقذفه به ) ـ غور يا أبن ال ........ ( يخرج التوابتي فتغمز جاكلين بعينها إلى الجنود فيذهبون و يقفون على باب القاعة من الخارج ) ـ خير إن شاء الله ؟ ـ كمهير سيخ كفر ، ست داون . ( يجلس شيخ الخفر ) ـ نعم ؟ ـ كنت آوزاك تشوف هاجة هلوة . ـ و ده وقته ؟ ـ صبرك سيخ كفر ، شوية شوية .... ( تمسك جاكلين بالريموت كنترول ، تضغط على الأزرار ، و إذا بالتلفاز يعرض فيلما إباحيا لها بصحبة شيخ الخفر ) ـ ألللللللللللل ........ ( ينتفض شيخ الخفر ملدوغا ، يجري إلى التلفاز يغلقه ) ـ استغفر الله ، استغفر الله .... ( تتفل جاكلين في عبها ) ـ خش في إبي خش ( ترفع أصابعها الخمسة في وجهه ) بوريه منك سيخ كفر بوريه ، انته ها تأمل شويتين دول أليا أنا كمان و الا إيه ؟ ألى فكرة ، فيلم ده كل كفر بلاس يشوفه دلوكتي . ـ الله يفضحك بحق جاه النبي ، على العموم أنا راجل ما يهمنيش أي حاجة ، الرك بقى و الدور عليك انتي ..... ( تنفجر جاكلين ضاحكة ) ـ هههههههه ، اللي اختشوا ماتوا سيخ كفر ، و أنا كدامك أهوه ، لايف مش يموت . ـ يعني مش خايفة على سمعتك ؟ ـ أيوة صهيه ، ده بابا لو يأرف ها يدبحني ،هههههههههه ( تضحك ضحكة عالية تتردد بين جدران القاعة ) خلينا في مهم دلوكتي ، طبعا انته أرفت اللي هصل لبترول كفر بلاس ؟ ـ إيوه أرفت ( يستدرك ) منك لله عوجتي لساني ، أيوة اتنيلت على عين أهلي و عرفت . ـ و هتأمل إيه دلوكتي ؟ ـ ها آخد العيال و أطلع بالطيارة بتاعتي على سويسرا ، ده آني لي هناك ملايين متلتلة بإسمي ...... ( تعود جاكلين للضحك بصورة هستيرية ) ـ ملايين إيه يا أبو ملايين ؟ ( ينتفض شيخ الخفر واقفا ) ـ إيه ؟ هي الملايين دي كمان بح و إلا إيه ؟ لا لا لا لأ ، بأقولك إيه ، تلاتة بالله العظيم اصور لكوا قتيل هنا ... ـ بتل هبل و اهدى كده و اكعد و اسمأني كويس . ( يجلس شيخ الخفر ) ـ نعم . ـ كل ناس دلوكتي يأرف إن بترول اللي كنا بنشتريه منك مش بترول كفر بلاس ، ده بترول كفر أبو هطب ، و ممكن شركة يكول كل كلام ده في مهكمة دوليه ... ـ و لا يهمني ، طالما طلعتوه من كفر البلاص يبقى بتاعنا إحنا .... ـ كلام فاضي هبيبي ، كل ده كلام فاضي ، مهكمة دولية مش يعرف سيخ كفر ، مهكمة لازم يسأل شركة بترول متخصص ، ( تمسك بقلم و تضعه متوازنا أفقيا على إصبعها ) و طبعا إهنا ممكن نكول إن كل بترول ده كان بترول كفر أبو هطب ( تتناول دبوس و تضعه على أحد أطراف القلم فيميل القلم ناحية اليمين و لكنه لا يسقط ) و ممكن نكول إن بترول كان بترول كفر بلاس ( تضع دبوس على الطرف الآخر من القلم فيتوازن ، ثم تضع دبوس آخر فيسقط القلم على المكتب ) ـ خلاص قولوا إنه بترول كفر البلاص و خلاص . ـ لو فيه اتفاك بين سيخ كفر و جاكلين ، ما فيش مانع . ـ مش فاهم . ـ يأني لو تكتب هنا في وركة إكرار إنك تتنازل لجاكلين عن 90 في مية من فلوس بتاع انته في سويسرا ، و تاخد انته أشرة في مية ، ممكن شركة تكول إن بترول ده بترول كفر بلاس ..... ( يقف شيخ الخفر ) ـ إيه إيه إيه إيه ؟ عشرة في المية مين يا أم أربعة و أربعين ؟ و حياة أمك و لا ربع حتى في المية ، هي نهيبة و إلا نهيبة ؟ لا بأقولك إيه ، الظاهر إنك ما تعرفنيش كويس ، لاااااااا فـــوقي ، شوفي إنتي بتكلمي ميـــــن ... ـ خلاص براهتك ، بس لازم تأرف إن فيه عكد مكتوب بخط إيدك بيكول إن لشركة هك استغلال بترول كفر بلاس إشرين سنة ، و دلوكتي مش فيه بترول يكفي شركة إشرين سنة ، إهنا مش ناخد بترول غير سنة واهد بس ، يعني كده فيه خسارة كتير لشركة ، و لازم شركة ياخد تأويض أن بترول تسأة أشرة سنة ، إنت مش يكرا عكد كويس ؟ و لذلك كل فلوس كفر بلاس في بنك سويسرا مهجوز أليه ، لا يمكن تسحب مليم أهمر واهد ، كمان طائرة مخصوص دلوكتي مش بتاع سيخ كفر ، يأني بالأربي كده ، أنته ممنوء من سفر .... ـ ده لا عاش و لا كان اللي يمنع كبير كفر البلاص من السفر .... ( تخرج جاكلين مسدسها و تصوبه ناحية شيخ الخفر ، و تكلمه بحدة ) ـ جاكلين ممكن إمنأ سيخ كفر من سفر ، لأنك ألي بابا كبيــــر . ـ علي بابا مين يا مرجانة ؟ ـ أيوة ألي بابا ، أنت متهم بسرقة أموال كفر أبو هطب ، ألى فكرة ، إهنا مرتبين كل هاجة كويس ، إهنا مش نلعب هبيبي سيخ كفر . ـ يا ولاااااااااد الكـــــــــــــ ..... ( تطلق جاكلين رصاصة في الهواء فوق رأسه فتطير قبعته فتعري صلعته و تصرخ ) ـ إهترم نفسك أهسن ، و إلا تلاتة بالله أظيم ممكن أدفنك هنا ( عندها يتسمر شيخ الخفر مكانه ) ممكن رصاصة تاني في كبدك سيخ كفر . ـ طلبتاك ؟ ـ أيوة كده اهدا و خليك شاطر أشان أهبك ، كمهير . ( يقترب شيخ الخفر ، تضع جاكلين ورقة أمامها على المكتب ) ـ إهنا مش نتأبك سيخ كفر ، إنت بس أبصم هنا ، و اهنا ها نأمل كــــل هاجة . ( تخرج المحبرة من أدراج المكتب ، تفتحها يضع شيخ الخفر إصبعه ، تقاطعه جاكلين ) ـ لا مش ينفع سيخ كفر . ـ هو إيه اللي ما ينفعش ؟ ـ فنجر واهد نو . ـ أمال عاوزة إيه ؟ ـ عشرة فنجر . ( يضع شيخ الخفر أصابعه العشرة في المحبرة ، و يدمغ الورقة ، تزغرد جاكلين ) ـ برافو ، برافو ، دلوكتي ممكن خمسة دكيكة تجهز نفسك أشان سفر إلى سويسرا ..... ( تضغط جاكلين على الأزرار فيدخل الجنود ، جاكلين تأمر شيخ الخفر ) ـ يلا سبيد سيخ كفر ما فيش وكت ، أشان نأمن سفرك كبل ما نمشي من كفر بلاس ، سبيــد ، سبيــــــــــــــد . ( يخرج شيخ الخفر بصحبة الجنود ) ( يتبع ) [/size][/right] | |
|
| |
| عمدة كفر البلاص ( حلقات مسلسلة بقلم : محمد سنجر ) | |
|