ءإسرائيل ها أرضى فهيا أكملى الحلم

شعر جمال الزغبى








جميل معالمى حرقت
جميع محاسنى سرقت
ولا أحد يواسينى
ولا أحد يراعينى
وكل الناس تبصرنى وتعرفنى
أنا منهم هموا منى
أنا الجوعى أنا اللوعى
أنا الحبلى بأشواقى لعشاقى
وعشاقى هنا ثملو
كئوس الخمر تلهيهم
وتنسيهم جراحاتى
وأصرخ كل أوقاتى
وما سمعوا لصرخاتى
أنا منهم هموا منى
نسوا أنى أنا منهم
وقد ناموا وقد هاموا
وقد حاموا بأحلام ستسعدهم



رجالى كلهم ذهبوا
وقد تعبوا
وقد تعبت مناجلهم 
وقد شاهت أناملهم
رجالى بعدما ماتوا
فقد فاتو صغارا حد ظافرهم
أجملهم أمتنهم
أعلمهم بأن الحب جربنا
وأن النار واكبنا
وقد خبنا
لأن النار نحملها بمفردنا




صغارى بعدما فطنوا
فقد قطنوا خيام الريح
صار الريح ثالثهم
وصار الجوع رابعهم
وخامسهم وسادسهم
صغارى الجوع جنسهم
وألبسهم ثياب الطى
أضناهم ولواهم
صغارى الجوع قواهم
وأنساهم طفولتهم
وجاؤا يعرفوا منى
لماذا نحن يا أمى
تربينا على الجوع على الهم
وأين الخال والعم
ماذا نحن أيتام
رغيف العيش يرهقنا
كأن الخبز أوهام




أرى فى الليل يا أمى
إذا ما أغمضت عينى
أرى أنى معى خبز
وباقى إخوتى جوعى
دنوا منى وأيديهم تسابقهم
وأعينهم كما عينى
بها شوق الى الخبز
أقسم بيننا الخبز
فلا يكفى لنا الخبز
وذا فى الحلم يا أمى




لماذا نحن يا أمى ؟
لماذا نحيا فى تعب ؟
وباقى الناس عيشتهم
طوال العمر فى رغد
كأن الناس قد صيغت عجينتهم من الذهب
وقد لفت عجينتنا على عجل من الزغب







نثور نثور يا أمى
وثورتنا كليل حالك تخم
تمدد فوق هامتنا
فأعيانا من التعب
نثور نثور يا أمى
ولا جدوى لثورتنا
فهل ننسى حماقتنا
وننسى إخوتى القتلى
وعندى فكرة أخرى
سنخرج كلنا يوما
نسميه لدى الدنيا لتنظرنا
ويحمل كلنا كفنا
ونترك قدسنا تبكى
وننزل عند جارتنا
وإن رفضت ففى اليم
فلا معنى لعيشتنا
تدوم الدنيا تنهدم






ءإسرائيل ها أرضى
فهيا أكملى الحلم
فراتك ذاك والنيل
وعذب الماء والهرم
بذا ستواصل الزحف
فيخشى كل أعمامى فيتحدوا