افتتاحية الخليج
إنها الحرب إذاً . لقد أعلنت الولايات المتحدة الحرب المفتوحة على “الدولة الفلسطينية”، وقررّت استخدام “الفيتو” في مجلس الأمن لمنع الاعتراف بالدولة، واستخدام كل ما لديها من أسلحة ترغيب وترهيب على دول العالم للحؤول دون تحقيق هذا الهدف .
الولايات المتحدة تخوض هذه الحرب نيابة عن الكيان الصهيوني، وتعدّ القضية قضيتها . إنه عدوان مكشوف على الحق العربي الفلسطيني في أن يكون للشعب الفلسطيني دولة . إنه منتهى الصلف والاستهتار بالقانون الدولي والشرعية الدولية وحقوق الإنسان .
دولة عظمى تضع نفسها في خدمة كيان عدواني عنصري مغتصب، وتوفر له الحاضنة السياسية والأمنية لإبقائه فوق القانون، وفوق الشرعية الدولية .
بهذا الموقف، يتضح أن كل وعود رؤساء الولايات المتحدة بدءاً من بوش الأب، وبيل كلينتون وبوش الابن، وصولاً إلى باراك أوباما بشأن الدولتين، كانت كذباً وخداعاً ووهماً لكسب الوقت، وتمكين الكيان الصهيوني من المضي قدماً في الاستيطان والتهويد والقضاء على أية إمكانية لقيام دولة على ما تبقّى من الضفة الغربية والقدس .
وإذا كانت الولايات المتحدة تنطلق في موقفها هذا من استراتيجية ثابتة في دعم الكيان الصهيوني والعداء المطلق للحق العربي، ومن مصلحةٍ سياسيةٍ انتخابيةٍ تفرضها سطوة اللوبي الصهيوني على مراكز القرار في الولايات المتحدة، فمن البديهي أو هكذا يفترض أن يكون للعرب موقف واضح وحاسم، يكون بمستوى الفعل الأمريكي .
وإذا كانت الولايات المتحدة تنطلق في موقفها هذا من استراتيجية ثابتة في دعم الكيان الصهيوني والعداء المطلق للحق العربي، ومن مصلحةٍ سياسيةٍ انتخابيةٍ تفرضها سطوة اللوبي الصهيوني على مراكز القرار في الولايات المتحدة، فمن البديهي أو هكذا يفترض أن يكون للعرب موقف واضح وحاسم، يكون بمستوى الفعل الأمريكي .
أليست القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، بل هي قضية القضايا، وفي قلبها القدس الشريف قبلة العرب والمسلمين؟ ألا تمثل الدولة الفلسطينية حقاً شرعياً نص عليه القرار الأممي 194؟ ألا يمثل الموقف الأمريكي عدواناً صارخاً على هذا الحق؟
والسؤال الأهم: هل يقبل العرب بالموقف الأمريكي الذي ينسف “الدولة الفلسطينية” ويعتدي على الحقوق العربية الفلسطينية؟
مرة واحدة فقط، العرب مطالبون بموقف وخطوات للرد على الهجمة، إذا كانت القضية الفلسطينية تشكل فعلاً قضيتهم المركزية، وأنهم على استعداد للدفاع عنها وحمايتها .
المصدر: دار الخليج