أهلا وسهلا بكم في رحلة من رحلات شيقة من رحلات القرآن الكريم . جمعت من كل بحر علم ، ففيها الغنى والفقر ، والسجن والشدة والفرج ، والعفاف والفحش والخطأ والسماحة
سورة يوسف قال عنها الله عز وجل (( نحن نقص عليك أحسن القصص بما يوحى إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )) سورة يوسف التي نزلت عام الحزن ، عام وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، ووفاة عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي طالب . ليتعلم منها المؤمن الصبر وأن يتذكر أن بعد العسر يسران .
وقد سأل كفار قريش يهود يثرب ، إن كان نبينا صلى الله عليه وسلم حقاً نبي ، فقال لهم اليهود : اسألوه عن غلام ضاع في فلسطين ثم صار ملكاً على مصر .
ففرح القرشيون بذلك وانطلقوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم لا يعرفون القصة وأساسها ظانين أن لديهم حجة !! ، فنزلت هذه السورة جملة واحدة فكانت جواباً واضحاً بيناً وتذكيراً لنبينا الكريم بأن بعد الصبر نصراً .
و اليوم هو الثاني عشر 12 من رمضان المبارك 1431 من الهجرة ، وكثير من المسلمين قرأوا هذه السورة في هذا الشهر ، والبارحة قُرئت في المساجد العظمى الثلاثة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف طهره الله من الأرجاس .
قبل أن ننطلق
وضعت آيات سورة يوسف كاملة واعتمدتها بدلا من سرد القصة حرفاً حرفا ، فلا أفضل ولا أكمل من بلاغة وفصاحة القرآن الكريم ، ومع كل مرحلة من مراحل سيرة نبي الله يوسف لنا وقفة وتأملات ، فموضوعنا يستحق أن تؤلف فيه المجلدات لما تحتويه هذه السيرة العطرة من شتى العلوم الشرعية واللغوية والاقتصادية والسياسية والتربوية الاجتماعية والطبية ، وعدد ما شئت، وسنرى معاً شيئاً من ذلك إن شاء الله .
وأنصح كل من يرى الموضوع طويلاً أن يقرأ منه ما يشاء بترتيب أو بدون ترتيب ، وهذا ملخص لسيرته عليه السلام