توصل علماء بريطانيون إلى اكتشاف عقار جديد يمكن أن يحدث ثورة في علاج سرطان الجلد يستهدف الجينة المعطوبة الموجودة في الورم الجلدي المعروف باسم ميلانوم الذي يعتبر من أخطر أشكال سرطانات الجلد. وقد بينت التجارب أن تناول حبة مرتين يوميا من العقار الجديد تقلل خطر الوفاة بنحو الثلثين في المرضى المصابين بالمرض في مرحلة متقدمة.
وقال جيمس لاركين العالم المسؤول عن مشروع البحث في مستشفى مارسدين الملكي إن هذه لحظة حاسمة ونتائج هذه التجربة تمثل نقطة تحول في علاج المرض.
وقالت إندبندنت إن العقار الجديد هو أول علاج مفصل حسب الشخص لعلاج سرطان الجلد صُمم لاستهداف حالات المرض التي تحمل الجين المعطوب المعروف باسم براف المسؤول عن نحو نصف جميع الحالات. ومن ثم فهو يعتبر معلما بارزا في تحويل أدوية السرطان من علاجات غير دقيقة لكل شخص إلى أدوية مصممة خصيصا حسب الحالات الفردية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الميلانوم هو أسرع سرطان تزايد في بريطانيا على مدى الـ25 سنة الماضية، حيث تصل الحالات إلى أكثر من عشرة آلاف حالة سنويا وألفي حالة وفاة. وهو ثاني أكثر سرطانات الجلد شيوعا في الشباب من سن 15 إلى 34 ويصيب من النساء ضعف ما يصيب من الرجال، ورغم ذلك فإن أكثر من يصاب فيه من الرجال يموتون.
وقد شملت التجربة الدولية للعقار 670 مريضا من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأستراليا وبريطانيا. وبينت التجربة أن معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة ستة أشهر إضافية زادت من 64% للذين يعالجون علاجا كيميائيا قياسيا إلى 84% مع العقار الجديد المسمى فيميوارفينيب (vemurafenib).
وكان التحسن كبيرا جدا لدرجة أن المشاركين في التجربة لمدة ثلاثة أشهر الذين كانوا يتلقون العلاج الكيميائي القياسي مُنحوا فرصة التحول إلى فيميورافينيب.
وفي نفس الاتجاه -حسب نيويورك تايمز-طور علماء أميركيون عقارا ثانيا اسمه إيبيليميوماب (ipilimumab)، مكملا لعقار فيميورافينيب، حيث إن الأول يهاجم تحولا جينيا معينا يسرع نمو الورم والثاني يحرر جهاز المناعة في الجسم لمكافحة المرض الذي أطال -عندما اتحد مع العلاج الكيميائي- متوسط بقاء المريض على قيد الحياة بـ11.2 شهرا مقارنة مع 9.1 أشهر لأولئك الذين كانوا يتلقون علاجا كيميائيا فقط.
ومع أن العقارين لا يشفيان الميلانوم إلا في حالات نادرة. فإن الخبراء قالوا إنهما قد يطيلان عمر المريض عدة أشهر في الحالات المتقدمة من المرض.
ويشار إلى أنه كان هناك نحو 68 ألف حالة ميلانوم ونحو 8700 حالة وفاة في الولايات المتحدة العام الماضي، بزيادة 48 ألف حالة و7700 حالة وفاة في عام 2000.
ويأمل العلماء تجربة العقارين معا في المستقبل القريب، وقالت شركتا روش وبريستول مايرز للأدوية إنهما ستقومان بهذه التجارب.