يعتبر البصر الركيزة الرئيسة لدى الانسان التي تمنحه رؤية العالم من حوله، وتوفر له المصدر الاهم لمعرفة كل ما في هذه الحياة.
وحتى تكون حدة الإبصار كاملة يجب أن تكون مكونات العين سليمة وكاملة أيضاً، فسلامة جفن العين تمنع عنها الجفاف وتنظفها من خلال نشر الدموع في العين وهي الوظيفة الأساسية للجفون. والرموش توفر للعين الحماية الكافية لمنع دخول الجسيمات الدقيقة لها. أما القرنية القابعة في مقدمة العين، فتقوم بنقل الضوء إلى داخل العين بفضل شفافيتها ونقائها مع العلم أنها لا تحتوي على أوعية دموية.
وتوصف العين بأنها سوداء أو زرقاء أو بنية اللون وفقاً للون «القزحية» التي تتكون من نوعين من العضلات وظيفتهما التحكم في توسيع أو تضييق حجم حدقة العين بالتفاعل والاستجابة لقوة الضوء أو ضآلته.
ومما يُرى من العين جزؤها الأبيض الذي يسمى «الصُلبة» ويكون الطبقة الخارجية للعين وهو جزء غير شفاف لا يمتص الضوء بل يعكسه ويساعد في حماية العين.
ومن مكونات العين المهمة عدسة العين البلورية التي تشترك مع القرنية في وظيفة واحدة هي تركيز الضوء على الشبكية. وتتحكم في شكل هذه العدسة وسلامة الرؤية من خلالها مجموعة من العضلات تسمى بالجسم الهدبي للعين.
ومما يحافظ على الشكل الكروي للعين وجود الجسم الزجاجي، وهو جسم هلامي شفاف يملأ الجزء الخلفي للعين بين العدسة والشبكية، وهو يحتل 80% من حجم العين، ويساعد أيضاً على انتقال الضوء الى الشبكية.
* شبكية العين تقول د. مي زكريا خوجة، عضو برنامج الدراسات العليا لطب وجراحة العيون، إن الشبكية هي الجزء المسؤول عن الإبصار في العين، حيث تستقبل الضوء الواقع عليها وتحوله لإشارات كهربائية تنتقل عن طريق الألياف العصبية البصرية التي تتجمع في القرص البصري إلى مركز الابصار بالمخ.
وهناك ما يسمى بالمشيمية وهي الطبقة التي تقع بين الصُلبة والشبكية، ووظيفتها الأساسية توصيل المواد الغذائية والأوكسجين لشبكية العين عن طريق أوعية دموية تقوم بهذه الوظيفة.
إن أول ما يتبادر إلى أذهاننا من أسئلة حول قوة البصر وسلامته هو ما يتعلق بالتغيرات التي تحدث للعين مع تقدم العمر.
وتضيف د. مي خوجة أن العيننين أيضا تمران بتحولات مع تقدم العمر، ومثلهما في ذلك مثل تغير لون شعر الرأس مع مر السنين فيخطه الشيب، وكذلك ترهل الجلد وتراخيه مع الكبر. وهي في مجملها تعد من التغيرات الطبيعية التي تحدث للانسان.
لكن بعض هذه التغيرات الطبيعية قد تعد المسرح لمشكلات أخطر تصيب العين.
* الذبابة الطائرة قد يرى بعض الأشخاص ظلا أو غمامة صغيرة تتحرك أمام أعينهم أو في مجال نظرهم. هذه الغمامة تسمى الذبابة الطائرة أو العوّامات floaters.
الذبابة الطائرة هي في الحقيقة عبارة عن خلايا صغيرة جدا توجد داخل الجسم الزجاجي يراها الشخص على شكل خيوط أو شباك تتحرك مع حركة العين، وغالبا ما يراها عندما يكون مستلقيا على ظهره أو عندما ينظر الى السماء أو إلى خلفية عادية وبسيطة. وفي الحقيقة، إن ما نراه كذبابة طائرة ما هو إلا ظلال تلك العوّاماتِ على شبكيّة العين (الجزء الحسّاس للضوء من العين).
ما هي أسباب ظهور الذبابة الطائرة في العين:
* تقدم السن: تتغير كثافة السائل الزجاجي مع تقدم العمر وتقل نقاوته مما يؤدي الى ظهور هذه الذبابة.
* يلعب انفصال وانكماش الجزء الخلفي للسائل الزجاجي الهلامي عن الشبكية دورا مهما، وأكثر الناس تعرضاً لهذه الحالة هم:
- الأشخاص الذين تعرضوا لعمليات إزالة المياه البيضاء أو عمليات تنظيف محفظة العدسة بالليزر. ـ المرضى الذين لديهم التهابات مزمنة بالعين.
ـ الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر ـ الاصابات والضربات على العين قد تؤدي الى ظهور الذبابة الطائرة.
ـ ترى المرأة الحامل أحياناً بقعا متحركة سببها قطع صغيرة من البروتين تكون محصورة داخل العين.
هل يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الذبابة الطائرة إلى العلاج؟
إن الشخص الذي يعاني من الذبابة الطائرة يحتاج غالباً إلى المتابعة الدائمة وذلك لفحص شبكية العين لتفادي الاصابة بالانفصال الشبكي الذي يحصل لدى 10% من المرضى الذين يعانون من الذبابة الطائرة، ويجب على المريض ملاحظة أي تغير في حدة الابصار أو رؤية أضواء ساطعة في أطراف مجال النظر، وهي أعراض منذرة بالانفصال الشبكي الذي يحتاج الى تدخل جراحي سريع لتجنب فقدان النظر.