هناك حديث يدور في الغرف الخلفية عن السحر و الشعوذة ، مياه يتعكر لونها بسبب الغل الكامن بالصدور ، شيوخ يعملون علي تفجير كؤوس زجاجية ﻷلهاء عين العقل عن حقيقة الخدعة .. قساوسة متهمون بمارسة السحر السفلي ..وكعادة بني أدم أتهام الشيطان في كل ما يعجز عن تجاوزه من أزمات نفسية . مساكين يبحثون عن الشفاء في ترياق لا يبل الريق . فكرت أن أكتب عن ذلك الشيطان المسكين المتهم بممارسة كل الوان الفجور ، ذلك الكائن الأسطوري المهاب الذي تخلي عن ابسط قواعد المنطق و شغل باله بتفاهات البشر التي لا تنتهي - ولكن ذلك حديث قد يطول ، مليئ بأحاديث اﻷولين و حكايات المحدثين ، وقد يصعب علي عقلك اليوم فهمه كما سيصعب علي تبسيطة فأنا لازلت مجهد .. مثلك ؛ أبحث عن الترياق .. ولكني أعلم أن دوائي يكمن بين شفتيكي .
ولكني (هنا و الأن ) سأحكي لكي لعلك تنامين ساعة بين يدي ؛ وهي واقعة قد حدثت بالفعل ، وان كانت أغرب من أن يصدقها عقل ،أن اسعفتني الذاكرة فقد وقع هذا في العام 2008 ،داخل حدود دولة إسلامية عربية تدعي المملكة السعودية:
فقد كان يا ما كان في ذلك العام ان وقع حادثة إغتصاب قام بها احد رعايا الملك ، وبعد أن قضي وطره واشبع شهوته قام بقتل الخادمة المسكينة ، كان عمرها علي ما أذكر 28 سنة وهو قد تجاوز الـ 60 بعام او إثنان ، ولانها دولة تطبق شرع الله فقد حكم قضائها بالأفراج عن الرجل بعد دفع الدية المالية ، اذكر أن جماعات حقوق الأنسان يومها رفضت الحكم و قررت استئنافه وطالبت بالقصاص العادل ، من قَتلِ يقُتل.
ولانها دولة تقيم حدود الله فقد اعادت المحاكمة و عندها تفتق ذهن الدفاع عن حيلة ماكرة لاتزل مضرب الأمثال ، فقد برر طلبه بالبراءة لموكله بحجة عدم الأهلية ، فالشيخ - المغتصب و القاتل - غير مسئول ﻷنه ممسوس من الجن السفلي (والعياذ بالله) . لذا انتدبت المحكمة الشرعية أحد أشهر شيوخ المعالجة بالقرأن لاخراج الجن و التحاور معه ، وبالفعل حضر الجني ابن الجني و اعترف بانه مسئول مسئولية كاملة عما وقع للفتاة المقتولة ، و عندها حكمت المحكمة حضُريًا ببراءة الشيخ و القبض علي الجني و حرقه بعد دعوته للدخول في الإسلام. وهنا تسكت كل جمعيات حقوق الإنسان عن الكلام المباح . بعد ان اقتنعت ان كثرة الصياح لن يعيد الفتاة أو الجني اللي راح .
العزيزة الغالية : غالية بن علي مطربة تونسية ، بحثت طويلاً عن ترياق المَمسوس و عادت لتخبرنا بالحل .